اغتيال العاروري.. ماذا بعد لبنانياً؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
السياسي اللبناني منير الربيع لـ "رؤيا": اغتيال العاروري يشكل الضربة الأقسى منذ حرب تموز عام 2006
بعد ثمانية وثمانين يوما على حرب غزة وعض الأصابع ميدانياً في جنوب لبنان، ضرب الاحتلال الضربة الأخطر في العمق اللبناني والأولى منذ حرب 2006 من خلال اغتياله صالح العاروري.
اقرأ أيضاً : والدة صالح العاروري: ولدي كان يتمنى الشهادة وقد نالها
نقطة التحول في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت تعدُ الأخطر لجهة تجاوز الاحتلال قواعد الاشتباك “المحدّثة“ السائدة في الجنوب اللبناني منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، وهي تفتح باب التساؤلات حول خرق أمني-استخباري في مكان يعرف في لبنان بالمربع الأمني الخاضع لهيمنة حزب الله، حليف حماس الاستراتيجي.
رسائل عديدة ربما أراد الاحتلال توجيهها لعل أبرزها قدرته على إحداث اختراق أمني لهذا المربع رغم كل الإجراءات والتدابير الأمنية في عقر داره واستهداف أي قيادي أو مسؤول حزبي.
الكاتب السياسي اللبناني منير الربيع يرى أن حادثة الاغتيال "جزء من التصعيد الإسرائيلي والانتقال من المعارك العسكرية المباشرة أو المواجهات المباشرة إلى العمليات الأمنية والاستخباراتية" النوعية.
ويضيف الربيع في حديثه لـ "رؤيا" إن الاغتيال يشكل الضربة الأقسى منذ حرب تموز عام 2006، والتي تستهدف فيها إسرائيل العنصر البشري.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات الأمنية، هناك العديد من الأسئلة التي يجب طرحها، تساءل الربيع، مردفاً: "لكننا في حالة حرب". ورأى السيناريو الأمني يُترك لما سينتج عن التحقيقات. واستدرك بقوله: "لكن بالتأكيد هناك نوعاً من الخطأ المحدد في كيفية لقاء سبعة قادة على هذا المستوى في مكان واحد في ظل هذه الظروف". ولفت إلى "التحقيقات تتركز إما على خرق فني كبير أو خرق بشري، أي وجود عميل أو أي شيء آخر".
وبحسب الربيع، "تثبت التجربة التاريخية أن الإسرائيليين يعملون على سلسلة من العناصر، أحد العناصر هو تجنيد العملاء وتم اكتشاف العديد من الشبكات للشيطان".
على أن توقع أن تؤدي هذه "العملية ستؤدي إلى مزيد من الانفصالية اللبنانية"، لافتا إلى "التناقضات بين من يطالب بطرد قيادات حماس من لبنان وبين من يحاول مهاجمة حزب الله وتحميله المسؤولية".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: بيروت لبنان انفجار حركة المقاومة الاسلامية حماس
إقرأ أيضاً:
حدث في مثل هذا اليوم.. اغتيال يوسف السباعي.. جريمة سياسية هزت مصر وقبرص
في صباح يوم 18 فبراير 1978، اهتزت الأوساط الثقافية والسياسية في مصر بخبر اغتيال الكاتب والوزير الأسبق يوسف السباعي في العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث كان يشارك في مؤتمر لمنظمة التضامن الأفروآسيوي. مثلت هذه الجريمة صدمة كبيرة، ليس فقط لكونه أحد أبرز الأدباء المصريين، ولكن أيضًا بسبب الملابسات السياسية التي أحاطت بالحادث.
تفاصيل الجريمةكان السباعي يشغل منصب الأمين العام لمنظمة التضامن الأفروآسيوي، وحضر المؤتمر الذي ضم شخصيات عربية ودولية بارزة. أثناء تواجده في بهو فندق “هيلتون” بنيقوسيا، تعرض يوسف السباعي لهجوم مسلح نفذه شخصان قاما بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى وفاته على الفور. بعد تنفيذ الجريمة، احتجز المسلحان عدداً من الرهائن داخل الفندق، مطالبين بمطالب سياسية تتعلق بالقضية الفلسطينية.
الدوافع السياسيةجاء اغتيال السباعي بعد موقفه المؤيد لزيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس عام 1977، والتي كانت خطوة نحو توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل. اعتبره البعض مؤيداً للتطبيع، مما جعله هدفاً لبعض الفصائل الفلسطينية المتشددة التي رفضت نهج السادات في السلام.
أثار الحادث غضباً واسعاً في مصر، حيث نعاه الرئيس السادات ووصفه بأنه “صديق عمره” وأحد أبرز المدافعين عن القضايا القومية، كما أرسلت الحكومة المصرية وحدة كوماندوز إلى قبرص في محاولة لتحرير الرهائن، لكن العملية فشلت بسبب تدخل القوات القبرصية، ما تسبب في توتر العلاقات بين البلدين.
عرف يوسف السباعي بأعماله الأدبية المتميزة، مثل “أرض النفاق” و”السقا مات”، التي تحولت إلى أعمال سينمائية شهيرة. كما لعب دوراً مهماً في الصحافة، حيث ترأس تحرير مجلة الأهرام وعمل وزيراً للثقافة. وعلى الرغم من مرور عقود على اغتياله، لا يزال تأثيره حاضراً في المشهد الأدبي والثقافي المصري.