د. ماهر بن أحمد البحراني

 

استعرضنا في مقالات سابقة مسألة تمويل التعليم العالي في عُمان والتحديات التي تواجه التعليم العالي، وسوف نستكمل الحديث عن بعض المقترحات والحلول التي يمكن أن تساهم في التغلب على بعض تحديات تمويل التعليم العالي في عُمان ويمكن أن تسهم في زيادة تمويل التعليم العالي وهي:

العمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعليم، حيث إنِّها سوف تحل إشكالية تعدد الجهات المشرفة على التعليم العالي وتوحيد الموارد المالية والبشرية، والاستخدام الأمثل لهذه الموارد، ولترشيد الإنفاق العام، والعمل على فصل عمليات التخطيط والتشريعات المنظمة لقطاع التعليم عن العمليات التشغيلية للمؤسسات التعليمية في التعليم العالي الحكومي؛ حيث تم إقرار الاستراتيجية الوطنية للتعليم قبل أكثر من 5 سنوات من قبل مجلس التعليم سابقًا، وعند إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة  في أغسطس 2020، لم يتضح من هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ ومتابعة الاستراتيجية الوطنية للتعليم؛ حيث ما زالت هناك إشكاليات في تعدد الجهات المشرفة على التعليم العالي الحكومي، وعدم وجود جهة مرجعية لقطاع التعليم العالي الحكومي في جهة إدارته وأسس وطرق تمويله، وأيضًا يوجد تعدد في اللوائح والقوانين والهياكل التنظيمية لمؤسسات التعليم العالي الحكومية مما يؤدي إلى زيادة التبعات المالية والإدارية، حيث إن كل مؤسسة تعليم عالٍ حكومية لها نظام مالي وإداري مختلف عن بعضها، وعدم وجود حوكمة لبعض مؤسسات التعليم العالي الحكومية؛ حيث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، هي الجهة المنظمة لقطاع التعليم العالي الحكومي والخاص، ولكن من الملاحظ أن وزير التعليم العالي يرأس مجالس بعض مؤسسات التعليم العالي الحكومية، كما يوجد أعضاء من وزارة التعليم العالي في مجالس إدارات مؤسسات التعليم العالي الخاصة، وهذا كله يتعارض مع حوكمة الجهاز الإداري للحكومة والتي من ضمن رؤية "عُمان  2040"، كما إن من ضمن إشكاليات التعليم عدم وجود فصل بالسلطات بين المنظم للقطاع والجهات التنفيذية والجهة المشرفة على تقييم المؤسسات والبرامج، كما هو الحاصل في الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم؛ حيث تعد هي الجهة المشرفة على الاعتماد المؤسسي والبرامج على قطاع التعليم العالي والتعليم المدرسي بشقيه الحكومي والخاص، ويجب أن يكون أعضاء مجلس إدارة الهيئة محايدين ولا ينتمون لأي جهة حكومية ولكن الواقع أن رئيس مجلس إدارة الهيئة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهذا يتعارض أيضا مع حوكمة الجهاز الإداري للدولة، هذا الإشكاليات يجب أن تُعالج من أجل ضمان تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم بصورة صحيحة من خلال فصل السلطات وأن يشرف مجلس الوزراء مباشرة من خلال لجنة التعليم على قطاع التعليم العالي وأن يوكل مهمة متابعة تنفيذ الاستراتيجية من خلال وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040".

وسوف نستكمل بقية المقترحات في المقالات المقبلة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يرحب بتوقيع عدد من الجامعات الحكومية مذكرات تفاهم مع جامعة قونيا التركية

أبدى بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي سعادته وترحيبه بتوقيع عدد من الجامعات الحكومية مذكرات تفاهم مع جامعة قونيا التركية التي يزور رئيسها البلاد هذه الأيام، بهدف تعزيز العلاقات الأكاديمية والبحثية بين مؤسسات التعليم العالي السودانية ورصيفاتها التركية.وأوضح بروفيسور دهب لدى استقباله بمكتبه المؤقت ببورتسودان بروفيسور محمد كيلينج رئيس جامعة قونيا للأغذية والزراعة، والدكتور يوخان بوزباش المحلق الأكاديمي للسفارة التركية بالسودان، أن الزيارة تهدف إلى تعزيز وتطوير البحث العلمي، والاستثمار في القطاعين الزراعي والحيواني، مبينا بأن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع الجامعات الحكومية، تأتي في وقت تسعى فيه الوزارة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية للكليات الزراعية والحيوانية التي تأثرت بصورة مباشرة، بعد استهدافها من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة، مشيراً إلى أن الاتفاقيات تمثل فرصة تاريخية لنقل المعرفة والتكنولوجيا الزراعية الحديثة إلى الجامعات السودانية، مما سيسهم في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي والحيواني، وتعزيز قدرات الباحثين والطلاب، وتوفير حلول مستدامة لمواجهة التغيرات المناخية بالسودان، موضحاً بأن الاتفاقيات تشمل أيضاً تبادل الطلاب والأساتذة في الجامعات الحكومية، مما يتيح لهم فرص التدريب بجامعة قونيا المتقدمة، واكتساب مهارات جديدة في التقنيات الزراعية الحديثة، واعتبر بروفيسور دهب بأن الشراكات والاتفاقات ستمهد الطريق لتحقيق نقلة نوعية في التعليم الزراعي بالسودان، وتعزز مكانة مؤسسات التعليم العالي كإحدى المؤسسات الرائدة في الأبحاث الزراعية والحيوانية في إفريقيا والوطن العربي.من جانبه نقل بروفيسور محمد كلينيج تحيات بلاده حكومة وشعباً إلى الشعب السوداني، داعياً بأن يعم السلام ويشهد السودان في الفترة المقبلة استقرارا ونماء وازدهارا، مبيناً بأن زيارته تهدف إلى التعاون الأكاديمي بين البلدين، لما له من أهمية في تبادل الخبرات والتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، مشيدا بالأسلوب العلمي المتبع في كليات الزراعة بعدد من مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي السودانية، كما أكد بأن الزيارة تأتي للإسهام في رفع قدرات المزارعين وذلك لدورهم المرتقب في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بعد انتهاء الحرب.مشيراً إلى مذكرات التفاهم التي وقعها مع عدد من الجامعات بهدف الوصول إلى شراكة مثمرة في مجالات الزراعة والهندسة الزراعية ومكافحة الآفات والاستثمار الزراعي والحيواني وتكنولوجيا الأغذية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشيوخ الأمريكي يوافق على تمويل مؤقت لمنع الإغلاق الحكومي
  • التعليم العالي: إدراج 19 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي للعام 2025
  • مستشار نقيب المهندسين: المعادلة الهندسية تمت بتوافق وزارة التعليم العالي والنقابة
  • وزير التعليم العالي يرحب بتوقيع عدد من الجامعات الحكومية مذكرات تفاهم مع جامعة قونيا التركية
  • التعليم العالي: قافلة معهد بحوث أمراض العيون تجري 34 عملية لأهالي النوبة
  • التعليم العالي في العراق.. انفتاح أكاديمي وتحديات تتطلب حلولًا جذرية
  • وزير التعليم العالي: نستهدف جعل مصر ضمن أفضل 50 دولة بمؤشر الابتكار
  • التعليم العالي: البحث العلمي شريك أساسي في تحقيق التنمية الصناعية المستدامة
  • التعليم العالي: نستهدف وضع مصر ضمن أفضل 50 دولة بمؤشر الابتكار العالمي
  • التعليم العالي تحدث درجة دكتوراه تأهيل وتخصص في إدارة ‏الأعمال ‏بالمعهد الوطني ‏للإدارة العامة‏ ‏