بعد اغتيال "جنرال المقاومة".. هل يضغط "حزب الله" على "زناد الحرب"؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
تحليل - أحمد عمر
في أعقاب اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقيادي البارز في حركة حماس، صالح العاروري، تزايدت التساؤلات حول موقف حزب الله اللبناني، الذي سبق أن حذر الاحتلال من مغبة استفزازه عن طريق تنفيذ عمليات اغتيال أو تصفية جسدية لأيٍ من عناصر "محور المقاومة"، في لبنان، في وقتٍ تعكس فيه طريقة اغتيال العاروري أنها تمثل استفزازًا حقيقيًا لحزب الله؛ حيث نفذت إسرائيل الجريمة في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي الحاضن الشعبي ونقطة تمركز الحزب وقيادته.
ويبدو أن اغتيال العاروري في معقل حزب الله، يعكس عدم اكتراث الاحتلال الإسرائيلي بتهديدات حزب الله التي أطلقها زعيمه حسن نصر الله، عندما حذر من أن "أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا أو فلسطينيًا أو سوريًا أو إيرانيًا أو غيرهم، بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات، ولن نقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة". ووصف "قواعد الاشتباك" ربما يمثل كلمة السر في طبيعة العلاقة بين حزب الله وإسرائيل؛ إذ تشير الأحداث العسكرية المتتالية أن الجانبين يتفقان ضمنيًا على قواعد تحكم الاشتباكات بينهما، لضمان عدم التصعيد والانجرار لحرب واسعة، على غرار "حرب تموز" التي وقعت بين الفترة من 12 يوليو إلى 14 أغسطس 2006، والتي راح ضحيتها نحو ألفي قتيل وأكثر من 4400 جريح من الجانب اللبناني، فيما قُتل 121 إسرائيليًا، إلى جانب آلاف الجرحى والمصابين من جيش الاحتلال والمدنيين الإسرائيليين.
وسبق لحزب الله وإسرائيل أن خاضا عدة مواجهات، لكن أيًّا منها لم تدُم طويلًا، غير أن النصر لم يكن أبدًا حليفًا لإسرائيل، وعادة ما كانت تنتهي باستقالة رئيس الوزراء وتنحي كبار قادة الجيش، نتيجة الإخفاقات العسكرية والأمنية.
وفي الوضع الراهن، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستشهاد ما يزيد عن 22 ألف فلسطيني، بخلاف عشرات الآلاف من المصابين والمفقودين تحت الأنقاض، يترقب المحللون ردود فعل حزب الله، والتي لم تتجاوز المناوشات على الحدود بين لبنان وإسرائيل، لكنها- بحسب مراقبين- مناوشات فاعلة أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال، ونجحت في تدمير أبراج مراقبة وآليات عسكرية، كما إنها فيما يبدو منعت الاحتلال في التمادي والمغامرة بفتح جبهة ثانية في الشمال، بجانب جبهة غزة في الجنوب.
وفي خضم اغتيال العاروري، قد تكون "قواعد الاشتباك" بين الحزب وإسرائيل على المحك، لا سيما بعد الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة كرمان جنوب شرق إيران، اليوم الأربعاء، عندما قصفت طائرات مسيرة- قالت وسائل إعلام إيرانية إنها طائرات أمريكية- تجمعًا حاشدًا عند قبر القائد في الحرس الثوري الإيراني سليمان قاسمي (قائد فيلق القدس)، والذي اغتالته الولايات المتحدة في ضربة قرب مطار بغداد بالعراق. وأسفر الهجوم على مقبرة سليماني- حتى وقت كتابة التقرير- عن سقوط أكثر من 70 قتيلا وما يزيد عن 170 جريحًا، وسط ترجيحات بارتفاع أعداد الضحايا، في ظل الحشود التي كانت حاضرة في هذه الذكرى.
والسؤال المطروح الآن، وقبيل ساعات قليلة من الخطاب المرتقب لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، هل سيخوض الحزب حربًا مباشرة مع إسرائيل تنفيذًا للتهديدات السابقة التي حذرت الاحتلال من تنفيذ أي عمليات اغتيال على أرض لبنان؟
وأيًا ما كانت الإجابة، فمن المؤكد أن عملية اغتيال العاروري ومن بعدها بساعات قليلة الهجوم الإرهابي في إيران، يمثلان تحولًا كبيرًا في مجريات الأحداث، علاوة على تيقُّن حزب الله من أن إسرائيل بدأت في مخالفة قواعد الاشتباك، لكن مرة أخرى: هل ستكون بذلك إسرائيل قد تخطّت الخطوط الحمراء التي تحدث عنها حسن نصر الله، ومن ثم يضغط الحزب على "زناد الحرب"؟
لا ريب أن الساعات المقبلة تحمل في جعبتها الكثير من الإجابات، رغم أنها ربما لن تكون إجابات شافية، لكنها من المؤكد ستساعد في توقع الأحداث وقراءة ما بين السطور.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هوكستين يُنذر إسرائيل.. والتصعيد يخيّم على جهود وقف الحرب اللبنانية
وصلت جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى "مرحلة حاسمة"، بعد أحد أعنف أيام التصعيد بين الجانبين، بالتزامن مع تهديدات متبادلة، ترسم سيناريوهين متناقضين للأيام المقبلة.
وأعلن حزب الله قصف مدينة تل أبيب مرتين، إضافة لمدن حيفا ونهاريا شمال إسرائيل، ضمن ما قال إنه تطبيق لمعادلة "قصف تل أبيب مقابل بيروت"، في حين توعد الجيش الإسرائيلي، الذي قصف العاصمة اللبنانية أكثر من مرة، بالمزيد من الغارات على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وأنذر عدداً من المناطق بالإخلاء.#عاجل كل من يظن أنه في موقع يسمح له بفرض المعادلات، حريٌّ به أن يتجنب قراءة الأخبار من أبواق حزب الله الإعلامية الكاذبة، أو أن يقوم بجولة في ضاحيته الجنوبية وسيفهم، اليوم وبهذه الليلة على وجه التحديد pic.twitter.com/LDUuLgUvC5
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 24, 2024 وقالت مصادر إسرائيلية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (كان)، إن "الاتفاق مع لبنان تم إنجاز بنوده، والآن يدرس رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو كيفية شرحه للجمهور".وأضافت "سيدخل نتتنياهو في مشاورات أمنية محدودة مع الوزراء، وستتمحور المحادثات الآن حول مسألة حرية عمل الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود السورية اللبنانية، وحصلت إسرائيل على ضمانات من واشنطن بحرية العمل في حال انتهاك الاتفاق".
شاهد.. حزب الله يشن هجوماً صاروخياً على تل أبيب - موقع 24قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن أكثر من 250 صاروخاً تم إطلاقها من الأراضي اللبنانية، اليوم الأحد، باتجاه إسرائيل.
ورغم الحديث عن تطورات الاتفاق، نقلت القناة الإسرائيلية عن عضو بارز في المؤسسة الأمنية قوله: "إذا لم نتوصل قريباً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الدولة اللبنانية ستدفع الثمن أيضاً".
ودعا وزير الدفاع الأسبق بيني غانتس، إلى مهاجمة أهداف تابعة للدولة في لبنان، التي ظلت حتى الآن خارج المعادلة، مضيفاً: "الحكومة اللبنانية تطلق يد حزب الله.. لقد حان الوقت للعمل بقوة ضد أصولها".ממשלת לבנון נותנת יד חופשית לחיזבאללה.
הגיעה העת לפעול בעוצמה נגד נכסיה.
وبحسب القناة العبرية "تقدر إسرائيل أن العدد القياسي لعمليات إطلاق الصواريخ من لبنان هو جزء من الاستعدادات لوقف إطلاق النار. وحتى ذلك الحين، تعتزم إسرائيل أيضاً زيادة وتيرة القصف في بيروت، تمهيداً للتسوية".
ورغم إطلاق الصواريخ المكثف من لبنان، قال مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي: "لم نعد نعمل وفقاً لردات الفعل. بل نهاجم حزب الله وفقاً لخطط منتظمة، ولدى إسرائيل مجموعة واسعة من الأهداف في لبنان".
ووصلت قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان إلى الخط الثاني من القرى في عدة مواقع، متجهة إلى الخط الثالث، بعيداً عن الحدود بين إسرائيل ولبنان، وباتجاه الاقتراب من نهر الليطاني.
قتال عنيف.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل جنوبي لبنان؟ - موقع 24أسفرت اشتباكات عنيفة في بلدة شمع يوم الجمعة عن إصابة أربعة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في واحدة من أعمق عمليات التوغل التي تقوم بها إسرائيل في البلاد حتى الآن. وفي السياق، قال مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، آموس هوكستاين، إنه حدد موعداً نهائياً لكبار المسؤولين في إسرائيل ولبنان، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام، وأكد أنه سينسحب من الوساطة"، بحسب القناة الـ13 الإسرائيلية.
وأكد مكتب نتانياهو وصول هذه الرسالة، مضيفاً "ليس من الواضح ما إذا كان موقفاً أمريكياً رسمياً، أم ممارسة للضغط على إسرائيل ولبنان"، بحسب القناة ذاتها.
وأضافت أن "نتانياهو يريد تقليص دور فرنسا في الاتفاق، بسبب تأييدها لقرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بإصدار مذكرات اعتقال بحقه، وضد وزير الدفاع السابق يوآف غالانت".