جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-03@13:32:57 GMT

في ذكرى اغتيال قاسم سليماني

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

في ذكرى اغتيال قاسم سليماني

 

كمال حسن علي اللواتي

 

بدخولنا العام الجديد عام 2024، نكون قد أكملنا حتى يوم 7 يناير، ثلاثة أشهر على انطلاق معركة "طوفان الأقصى"؛ حيث لا زالت دولة الفصل العنصري تمارس وحشيتها وساديتها وإجرامها في قطاع غزة، لا تفرق بين طفل وشاب وشيخ وشيخة وعسكري ومدني، بل إن أغلب ضحاياها من المدنيين لأنها غير قادرة على النيل من كوادر كتائب عز الدين القسام ولا على فصائل المقاومة الآخرين.

بمناسبة مرور ثلاث سنوات على استشهاد المجاهد البطل قاسم سليماني ورفاقه قرب مطار بغداد والذي استشهد يوم 1 يناير 2020، دعتنا سفارة جمهورية إيران الإسلامية لحضور الحفل التأبيني الذي أقامته في السفارة بهذه المناسبة، وكم كنت أتمنى أن لا يكون الحفل التأبيني يتيمًا تتبناه السفارة الإيرانية فقط؛ كونه إيرانيًا، فسليماني شخصية عابرة للأوطان، وحُق له أن يكون للإنسان كله، وللإنسانية كلها، سليماني، خصوصًا مع اختياره التام أن يكون مسؤولا عن ملف القدس وقضية فلسطين.

بدايةً تحدث في الحفل سعادة السفير الإيراني بكلمة مقتضبة عن إنجازات الشهيد قاسم سليماني في مساندة محور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، ودعم هذا المحور على المستوى العسكري والمالي والتدريبي. ثم تحدث أحد الإخوة العمانيين، مشيدًا بدور الجمهورية الإسلامية في خلق هذا المحور ومساندته بشتى الطرق ليكون قادرًا على مجابهة الكيان الغاصب.

الذي لاحظته في الكلمة الأخيرة أنها لم تشر إلى طرف آخر يساعد محور المقاومة غير إيران، وهذه حقيقة أصبحت من الواضحات، وهي حقيقة مزعجة في نفس الوقت، أنه كيف تنقلب الحكومات العربية وتقف ضدها بعد أن كانت تمثل لها القضية المركزية الأولى.

مسألة أخرى وهي أنه مع كل هذا الوضوح في دعم إيران للقضية الفلسطينية، إلا أنه لا زالت هناك نخب كثيرة وجمهور عريض ينكر ذلك، وإذا أقر فيحاول أن لا يعطي إيجابية لإيران مبررا هذه المساعدة بأنها لأجل مصالح إيران التوسعية.

لا زالت المذهبية والقومية تلعب دورا كبيرا في التحيزات، فلا يستطيع المرء أن ينفك منها مهما كانت الحقائق واضحة، وهذا لا يرتبط بمذهب معين، وإنما كلٌّ مبتلى به والاختلاف يكون في مساحة التحيز وليس في أصله.

يلاحظ أنه بعد مرور ثلاثة أشهر على طوفان الأقصى أن زخم التأييد تراجع بدرجة ما، بالرغم من عدم تراجع وحشية الكيان الصهيوني، وكم كنت أتمنى أن يستمر زخم التأييد مستمرًا حتى وقف الاعتداء الإسرائيلي كليًا.

الاعتياد بمرور الزمن، والضجر والملل غير الإرادي، وكذلك تعوّد البصر والقلب على مشاهد الدمار والضحايا كل هذا وغيره يجعل الإنسان- ربما بدون قصد- يتراجع عن التأييد، ويصيبه الملل من التكرار، وهذا أخطر داء قد يصيب كلّ محبٍّ للقضية ومساندٍ لها. لذا الحذر ثم الحذر من هذه الحالة التي قد تصيبنا كلنا.

الجانب الإيجابي الكبير في طوفان الأقصى أنه استطاع أن يهز الضمير العالمي، واستطاع أن يفك قيود الإنسان الغربي بعد أن حاصره الإعلام الصهيوني الأمريكي، واستطاع أن يفتح وعيهم على الحقيقة التي ظلت لعقود أسيرة للإعلام المضلل، كما استطاع كشف كل أقنعة شعارات الحرية وحقوق الإنسان التي صدّع الغرب بها رؤوس العالم.

من الإيجابيات الأخرى أنها استطاعت أن تحرك ضمائر الدول البعيدة، بعد أن عاداها الجار والقومي والديني عندما طبع مع الكيان الصهيوني، وها هي دولة جنوب أفريقيا تقيم دعوى قضائية في المحكمة الجنائية ضد الكيان الغاصب على أعمال الإبادة الجماعية التي مارسها ويمارسها في غزة، وفي المقابل لم تفعلها الدول العربية لا منفردة ولا مجتمعة.

تتحدث الدول الغربية وأمريكا والكيان الغاصب حول مستقبل غزة بعد توقف المعارك، وما هي الصورة التي يجب أن تكون عليها غزة بعد القضاء على حماس، ولا نرى أو نسمع أية مشاركة عربية في هذه الرؤية، ولا نسمع من حكوماتنا ماذا يخططون وماذا يريدون لغزة وفلسطين، ولا نسمع حديثا عن حل الدولتين وشكل الدولتين ومساحتهما وخرائطهما.

استعان الغرب؛ بل أنشأ تنظيم "داعش" وقبله "طالبان" لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ولتغيير خرائط الشرق الأوسط من خلال داعش وأخواتها، ونحن لا زلنا نعتبر حماس وحزب الله وأنصار الله حركات إرهابية! فضلا عن أن نستعين بهم للضغط على أمريكا والكيان لتحقيق ما نريده.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني

يمانيون ../
شهدت مدينة ذمار اليوم أربع وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومباركة للعمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني وداعميه “أمريكا وبريطانيا”.

وصدرت عن الوقفات التي أقيمت بمربع الإمام الحسن بالقطاع الغربي، ومربع الشمسية والجراجيش بالقطاع الأوسط ومربع عزان والتحسين بالقطاع الجنوبي، ومربع روما في القطاع الجنوبي، بحضور قيادات تنفيذية ومحلية وشخصيات اجتماعية، بيانات نددت بالمواقف المتخاذلة إزاء ما يعانيه الشعب الفلسطيني من أزمة إنسانية ومجازر بشعة، في الوقت الذي تقوم بعض الدول العربية والإسلامية بدعم وإسناد الكيان الصهيوني.

وجددت التأكيد على الموقف الثابت والمبدئي المناصر للشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة حتى يتحقق النصر.

وعبرت البيانات عن اعتزاز أبناء مدينة ذمار بالإنجازات النوعية التي حققتها الصناعات العسكرية .. مثمنة العمليات العسكرية النوعية للجبهات المساندة للشعب الفلسطيني في لبنان والعراق والتي لها أثرها الكبير والفاعل في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وباركت التنسيق والعمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، التي تعبر عن آمال وتطلعات شعوب الأمة العربية والإسلامية في توحيد المواقف والأنشطة والعمليات العسكرية لمواجهة أعداء الأمة.

ودعت البيانات شعوب الأمة الإسلامية إلى تبني المواقف والمظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني وتبني الحملات الإعلامية لفضح جرائم الكيان الصهيوني وممارسات داعميه والمقاطعة الاقتصادية الحقيقية للبضائع ومنتجات الكيان الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • حماس تستعد لمرحلة الإمساك بقرار المخيمات في لبنان وفتح تخشى توريطها
  • إيران ستدعم حزب الله عسكرياً إذا شنّت إسرائيل حرباً على لبنان
  • اليومُ التالي دولةٌ فلسطينيةٌ وحكومةُ وحدةٍ وطنيةٍ
  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • أمين تنظيم «الجيل» يطالب الحكومة المرتقبة بالتعامل بجدية مع مخرجات الحوار الوطني
  • خبير استراتيجي: الحرب بين حزب الله وإسرائيل مسألة وقت.. والمنطقة مقبلة على خراب
  • اللواء سمير فرج: القوات المسلحة صمام أمان مصر.. و30 يونيو غيرت في قدر شعبنا (فيديو)
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • سمير فرج: القوات المسلحة صمام أمان للدولة المصرية -(فيديو)
  • ألا موت يُباع فأشتريه.. لسان حال جامعة الدول العربية