جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-25@00:57:15 GMT

في ذكرى اغتيال قاسم سليماني

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

في ذكرى اغتيال قاسم سليماني

 

كمال حسن علي اللواتي

 

بدخولنا العام الجديد عام 2024، نكون قد أكملنا حتى يوم 7 يناير، ثلاثة أشهر على انطلاق معركة "طوفان الأقصى"؛ حيث لا زالت دولة الفصل العنصري تمارس وحشيتها وساديتها وإجرامها في قطاع غزة، لا تفرق بين طفل وشاب وشيخ وشيخة وعسكري ومدني، بل إن أغلب ضحاياها من المدنيين لأنها غير قادرة على النيل من كوادر كتائب عز الدين القسام ولا على فصائل المقاومة الآخرين.

بمناسبة مرور ثلاث سنوات على استشهاد المجاهد البطل قاسم سليماني ورفاقه قرب مطار بغداد والذي استشهد يوم 1 يناير 2020، دعتنا سفارة جمهورية إيران الإسلامية لحضور الحفل التأبيني الذي أقامته في السفارة بهذه المناسبة، وكم كنت أتمنى أن لا يكون الحفل التأبيني يتيمًا تتبناه السفارة الإيرانية فقط؛ كونه إيرانيًا، فسليماني شخصية عابرة للأوطان، وحُق له أن يكون للإنسان كله، وللإنسانية كلها، سليماني، خصوصًا مع اختياره التام أن يكون مسؤولا عن ملف القدس وقضية فلسطين.

بدايةً تحدث في الحفل سعادة السفير الإيراني بكلمة مقتضبة عن إنجازات الشهيد قاسم سليماني في مساندة محور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، ودعم هذا المحور على المستوى العسكري والمالي والتدريبي. ثم تحدث أحد الإخوة العمانيين، مشيدًا بدور الجمهورية الإسلامية في خلق هذا المحور ومساندته بشتى الطرق ليكون قادرًا على مجابهة الكيان الغاصب.

الذي لاحظته في الكلمة الأخيرة أنها لم تشر إلى طرف آخر يساعد محور المقاومة غير إيران، وهذه حقيقة أصبحت من الواضحات، وهي حقيقة مزعجة في نفس الوقت، أنه كيف تنقلب الحكومات العربية وتقف ضدها بعد أن كانت تمثل لها القضية المركزية الأولى.

مسألة أخرى وهي أنه مع كل هذا الوضوح في دعم إيران للقضية الفلسطينية، إلا أنه لا زالت هناك نخب كثيرة وجمهور عريض ينكر ذلك، وإذا أقر فيحاول أن لا يعطي إيجابية لإيران مبررا هذه المساعدة بأنها لأجل مصالح إيران التوسعية.

لا زالت المذهبية والقومية تلعب دورا كبيرا في التحيزات، فلا يستطيع المرء أن ينفك منها مهما كانت الحقائق واضحة، وهذا لا يرتبط بمذهب معين، وإنما كلٌّ مبتلى به والاختلاف يكون في مساحة التحيز وليس في أصله.

يلاحظ أنه بعد مرور ثلاثة أشهر على طوفان الأقصى أن زخم التأييد تراجع بدرجة ما، بالرغم من عدم تراجع وحشية الكيان الصهيوني، وكم كنت أتمنى أن يستمر زخم التأييد مستمرًا حتى وقف الاعتداء الإسرائيلي كليًا.

الاعتياد بمرور الزمن، والضجر والملل غير الإرادي، وكذلك تعوّد البصر والقلب على مشاهد الدمار والضحايا كل هذا وغيره يجعل الإنسان- ربما بدون قصد- يتراجع عن التأييد، ويصيبه الملل من التكرار، وهذا أخطر داء قد يصيب كلّ محبٍّ للقضية ومساندٍ لها. لذا الحذر ثم الحذر من هذه الحالة التي قد تصيبنا كلنا.

الجانب الإيجابي الكبير في طوفان الأقصى أنه استطاع أن يهز الضمير العالمي، واستطاع أن يفك قيود الإنسان الغربي بعد أن حاصره الإعلام الصهيوني الأمريكي، واستطاع أن يفتح وعيهم على الحقيقة التي ظلت لعقود أسيرة للإعلام المضلل، كما استطاع كشف كل أقنعة شعارات الحرية وحقوق الإنسان التي صدّع الغرب بها رؤوس العالم.

من الإيجابيات الأخرى أنها استطاعت أن تحرك ضمائر الدول البعيدة، بعد أن عاداها الجار والقومي والديني عندما طبع مع الكيان الصهيوني، وها هي دولة جنوب أفريقيا تقيم دعوى قضائية في المحكمة الجنائية ضد الكيان الغاصب على أعمال الإبادة الجماعية التي مارسها ويمارسها في غزة، وفي المقابل لم تفعلها الدول العربية لا منفردة ولا مجتمعة.

تتحدث الدول الغربية وأمريكا والكيان الغاصب حول مستقبل غزة بعد توقف المعارك، وما هي الصورة التي يجب أن تكون عليها غزة بعد القضاء على حماس، ولا نرى أو نسمع أية مشاركة عربية في هذه الرؤية، ولا نسمع من حكوماتنا ماذا يخططون وماذا يريدون لغزة وفلسطين، ولا نسمع حديثا عن حل الدولتين وشكل الدولتين ومساحتهما وخرائطهما.

استعان الغرب؛ بل أنشأ تنظيم "داعش" وقبله "طالبان" لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ولتغيير خرائط الشرق الأوسط من خلال داعش وأخواتها، ونحن لا زلنا نعتبر حماس وحزب الله وأنصار الله حركات إرهابية! فضلا عن أن نستعين بهم للضغط على أمريكا والكيان لتحقيق ما نريده.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دوغين يشير إلى قاسم مشترك بين بوتين وترامب وفرص تحسين العلاقة بين موسكو وواشنطن

روشسيا – أوضح الفيلسوف الروسي وعالم السياسة والاجتماع ألكسندر دوغين إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد تتحسن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

جاء ذلك في حوار مطول لدوغين مع وكالة “نوفوستي”، حيث تابع: “يبدو لي أن العلاقات لديها فرصة للتحسن، لأن بلدينا، روسيا والولايات المتحدة، يقودهما الآن رجلان محافظان، يؤيدان القيم التقليدية”.

ويرى دوغين أنه برغم اختلاف روسيا والولايات المتحدة بشكل كبير من حيث الثقافة والمصالح والموقع الجيوسياسي، فإن ما يوحدهما هو “طراز الزعيم الكاريزمي القوي”، وأضاف: “الآن هذا الطراز من الزعماء الكاريزماتيين هو الذي يحكم الولايات المتحدة، ولدينا أيضا هذا النوع من الزعماء الروس الكاريزماتيين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحكم روسيا بنجاح كبير لمدة 25 عاما”.

وقد تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة، حيث أدى اليمين الدستورية في حفل تنصيب أقيم في مبنى الكابيتول يوم الاثنين الماضي. وفي خطاب تنصيبه، أكد ترامب أن السياسة الرسمية للولايات المتحدة الآن هي الاعتراف بجنسين فقط: الذكر والأنثى.

وفي نفس السياق قال دوغين إن عودة الرئيس ترامب أطاحت بالعولميين، حيث كانت تلك العودة مع وجود الرئيس بوتين بمثابة ضربة مزدوجة من الجانبين للعولميين، فأزاحت المقاعد التي يجلسون عليها، وتابع: “من المثير للاهتمام أننا بدأنا في بناء العالم متعدد الأقطاب، وتطهير الليبرالية كأيديولوجية من مجتمعنا، والعودة إلى القيم التقليدية بشكل معلن، وكانت تلك الجبهة الأولى، ثم كانت الثانية بتعرض نفس الليبرالية، ونفس العولمة، لضربة من داخل معسكرها في واشنطن نفسها”.

وكما أشار دوغين، فمع وصول ترامب، أزيحت حرفيا مقاعد ومرتكزات العولميين، أمثال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشدد على أن هؤلاء الآن بحاجة إلى معارضة الولايات المتحدة التي دوما ما كانت رائدتهم، أو تغيير موقفهم، أو إنشاء ما يشبه الجبهة ضد ترامب.

وقد صرح الرئيس ترامب، في أول خطاب له باعتباره الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، بأنه سيضع الولايات المتحدة في المقام الأول، ووعد بأن تصبح البلاد أكبر وأقوى وأكثر استثنائية من أي وقت مضى.

وفي الشأن الأوكراني، قال دوغين إن ترامب قد يؤجل حل الصراع في أوكرانيا لأنه يواجه مهام أخرى ذات أولوية، حيث قال: “مهما حدث في أوكرانيا، فالجميع لن يكونوا راضين، فلن نكون نحن سعداء، ولن يكون الأوكرانيون والنازيون تحت قيادة زيلينسكي، ولا الأوروبيون. وترامب رجل براغماتي بما يكفي كي يفهم أنه من الأفضل وضع هذه القضية الآن جانبا”.

وبحسب دوغين، فإن لدى ترامب مشاكل أخرى كثيرة، من بينها وضع المهاجرين، والفساد في الإدارة، والعلاقات التجارية مع أوروبا والصين، وقضية ضم كندا وغرينلاند، أما خطاب أن بإمكان ترامب حل الأزمة الأوكرانية خلال 24 ساعة، فلم تكن سوى “جزءا من العرض The Show”.

ونوه دوغين إلى أن بإمكان ترامب أن ينهي الأزمة الأوكرانية بسرعة إلى حد ما إذا ما توقف عن تمويل نظام زيلينسكي، وأضاف: “ليست أوكرانيا التي تقاتل، بل العولميون الليبراليون، وخاضوا هذا الصراع ضدنا بأيدي النازيين الأوكرانيين”.

وكان ترامب قد صرح في مناسبات عديدة بقدرته على حل الصراع الأوكراني “في يوم واحد”، حتى قبل توليه منصبه. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، يوم أمس الأربعاء، أن الرئيس أصدر تعليماته لمبعوثه الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ بالسعي لإنهاء الصراع الأوكراني خلال 100 يوم.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • تعرف على موعد عرض الحلقة الـ 7 من مسلسل "فقرة الساحر"
  • حماس: الاحتلال فشل في تهجير شعبنا عن أرضه رغم حرب الإبادة
  • الخارجية العراقية تدين عدوان الكيان الصهيوني المستمر على مدينة جنين
  • دوغين يشير إلى قاسم مشترك بين بوتين وترامب وفرص تحسين العلاقة بين موسكو وواشنطن
  • السيد الخامنئي: لولا الاسناد الأمريكي لانهار الكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى
  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • قاسم هاشم : الرئيس سلام والثنائي الشيعي اتفقا على الحقائب
  • رئيس الكيان .. التطبيع مع السعودية يمشي قدما
  • المفتي دريان بحث مع قاسم عبد العزيز في الأوضاع العامة
  • وفيات الأربعاء .. 22 / 1 / 2025