قدوتي.. أو مثلي الأعلى هو السادات
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
هذا ما قاله السيسي ذات يوم، ولأنه قدوته العليا فهو يقر منهجه -ولا مؤاخذة- الخياني من تحويل النصر العسكري (ويجب أن نلاحظ فرق التواريخ والتوقيت معا) إلى هزيمه سياسية؛ لا أعتقد أن أحدا في بر مصر، أو في غير مصر لم يعد على دراية كافية بما حدث بشأنها، وقد أكد كل ذلك الراحل سعد الدين الشاذلي في مذكراته عن حرب أكتوبر، وقد اعتقله مبارك لكشف خذلان عسكري وسياسي معا تزامنا مع مراحل حرب أكتوبر.
إذن فلم يكن من المستغرب إسقاط كل ذلك على المسألة الفلسطينية، عندما طلب السيسي أن يكون له دور -وحتى يذكر التاريخ دوره!- ومن ثم يبني شرعية لنفسه لحكم مصر إلى لأبد، وربما يورث حكمها لأولاده من بعده، مستندا على شرعية التوسط بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الصهيوني، تماما كما حكم السادات مصر مستندا على ما أدعى به من "شرعية أكتوبر"، وذلك لحوالي 10 سنوات، ومن بعده مبارك لحوالي 30 عاما حسوما، وبدون انتخابات حقيقية؛ إلا في أواخر عهده ونتيجة لضغوط غربية غالبا، وكما حدث مع غيره الآن.
إذن فعندما توسطت مصر السيسي بين المقاومة ودولة الكيان، كان من الطبيعي، والحال هذه، تحويل النصر العسكري للمقاومة إلى هزيمة سياسية في حال قبول الأخيرة لهذا الاتفاق الظالم غير المنصف، والذي لا يختلف في كثير أو قليل عن اتفاقات أوسلو، التي أعطت دولة الكيان كل شيء، ولم تعط الفلسطينيين أي شيء، حتى مجرد اعتراف بدولة لهم مقابل اعتراف ياسر عرفات، أو منظمة التحرير، بدولة الكيان.
الاتفاق الذي رعته مصر الرسمية لم يقدم حتى في أحد بنوده ولو وقف إطلاق ناري فوريا وغير مشروط، كشرط أساس حتى لبدأ حوار أو مفاوضات جادة بين المقاومة ودولة الاحتلال، يسبق حتى إطلاق سراح أي أسرى.
وأعيد وأكرر ما ذكرته في مقال سابق، وحرصا على قضايانا القومية، وفي ضوء التأكد من صحة افتراضات سابقة، فمصر الآن ليست هي المكان المناسب للوساطة بين حتى أي طرف عربي وطرف عربي آخر في حالة صراع، وكان صراع السودان بالمناسبة، وما تعرض له جنودنا على يد جبهة حمدتي، أو ما تسمى بالدعم السريع، خير مثال على ذلك، وحيث انحياز مصر للبرهان عاد بالكوارث حتى على أفراد الجيش المصري، وبعض معداتهم العسكرية هناك.
ثم كيف لمن قال يوما من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي من أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي"، أن يُضمن حياده عندما يتوسط في التفاوض بين المقاومة الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني، من خلال مبادرة يقدمها هو لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل؟!
أعتقد أن خير من أجاب عن هذا السؤال هي بنود تلك المبادرة ذاتها، والتي لم تتحدث صراحة -أو حتى مواربة- عن وقف شامل ونهائي عن وقف إطلاق النار من ناحية، ولم تذكر، "تماما كأوسلو"، أي حديث آخر عن الدولة الفلسطينية المستقلة المستقبلية وعاصمتها القدس الشرقية، في أي من المراحل الثلاث التي ذكرتها تلك المبادرة، من ناحية أخرى.
إذن فهناك فرق شاسع بين 6 أكتوبر 1973، و7 أكتوبر 2023، يصل إلى عنان السماء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي مصر الفلسطينية مصر السيسي فلسطين غزة وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أب يقتل ابنه بسبب "الزهايمر" في حدائق أكتوبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقدم رجل مُسن في التاسعة والسبعين من عمره على طعن ابنه البالغ من العمر 50 عامًا في منطقة حدائق أكتوبر بمحافظة الجيزة، تحت وطأة فقدان الذاكرة وانهيار الإدراك، حيث تبين إصابه بمرض الزهايمر.
ذلك المرض المعلون، كان كفيلًا لتحويل الأب إلى شخصٍ غريب لا يدرك ماضيه ولا يميز أقرب الناس إليه، هنا كان الابن ضحية والده العجوز، وجد الذي وجد نفسه في مواجهة خطر لم يتخيله، ضحيةً لمرض يأكل العقل قبل أن ينهش الجسد.
ولعل هذه الجريمة المؤلمة تسلط الضوء على معاناة الأسر التي تواجه مرض الزهايمر، حيث لا تقتصر المأساة على فقدان الذكريات، بل تمتد إلى مشاعر العجز والخوف مما قد يصدر عن المريض دون وعي، فحين يفقد الإنسان إدراكه بمن حوله، يصبح أقرب الناس إليه غرباء وربما أعداء في نظره، ما يحوّل لحظات العناية والرحمة إلى مشاهد من الرعب والألم، كما أن القصة تدق ناقوس الخطر حول أهمية التوعية بكيفية التعامل مع مرضى الزهايمر، وضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي للعائلات التي تعيش في ظلال هذا المرض القاسي.
في منطقه حدائق اكتوبر بالجيزه،
تلقي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، اللواء هاني شعراوي، إخطارًا من رئيس مباحث حدائق أكتوبر المقدم محمد نجيب، يفيد بقيام مسن يبلغ من العمر 79 عامًا، بطعن نجله البالغ من العمر 50 عامًا، بطعنتين فى الصدر، وتم نقله للمستشفى فى حالة حرجة، وتحرر محضر بالواقعة.
وقال الأب "المتهم" في البداية بأن مجهولين طعنوا نجله وهربوا، ولكن بعد عمل التحريات تبين أن الأب وراء ارتكاب الواقعة لمعاناته من أمراض الشيخوخة والزهايمر، حيث اعتقد المتهم بقيام نجله بالتعدي عليه فأحضر السكين وارتكب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وفيما يخص العقوبه القانونيه، فقد نصت المادة 62 من قانون العقوبات على أنه اذا كان يعاني الشخص من اضطراب عقلي او نفسي وقت ارتكاب الجريمه فإنه لا يُسأل جنائيا، واذا كان المتهم بكامل قواه العقليه تصبح التهمة قتلًا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام.