إنجلترا – لطالما كانت المعادن الثمينة سلعة مرغوبة للغاية على مر العصور، وتحظى الفضة والذهب بشعبية كبيرة ليس فقط بسبب جمالهما اللامع، ولكن أيضا لأنهما خيار استثماري مربح على المدى الطويل.

وعادة ما يلجأ الناس لشراء الذهب والفضة في حالات الانكماش الاقتصادي، والحروب، والاضطرابات الجيوسياسية، وكذلك خلال فترات طويلة من ارتفاع التضخم وغلاء الأسعار.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: أيهما أفضل للاستثمار والادخار؟

إن فهم الفرق بين كيفية استخدام المعدنين وحساسياتهما الاقتصادية، وخصائصهما التقنية يمكن أن يساعدك في تحديد المعدن الأفضل لك للادخار والاستثمار.

سنقدم لكم في هذا التقرير مزايا وسلبيات الاستثمار في كل من المعدنين الثمينين، تاركين لكم القرار النهائي في تحديد المعدن الأفضل والأكثر مناسبة لكم للادخار والاستثمار فيه.

الفضة.. المعدن الذي لا غنى عنه

على الرغم من أن الفضة كاستثمار لا تحظى بشعبية كبيرة مثل الذهب، فإنها في الواقع استثمار ذكي وعملي خصوصا هذه الأيام، إذ تزداد أهمية الفضة كل يوم في عصر الثورة الصناعية الرابعة لدخولها في عدد كبير ومهم من الصناعات التي أنتجتها هذه الثورة بسبب قدرتها العالية على إيصال الكهرباء والحرارة والتي لا يدانيها فيها أي معدن آخر.

ويتم استخدام نحو 50% من الفضة الموجودة في العالم اليوم بالصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك أشباه الموصلات، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والأنظمة الكهربائية للسيارات، وخلايا الألواح الشمسية، والمفاعلات النووية، والبطاريات، وطب الأسنان، والتصوير الفوتوغرافي، ورقائق “إل إي دي” (LED) ورقائق “آر إف آي دي” (RFID) (لتتبع الطرود والشحنات في جميع أنحاء العالم) والعديد من المنتجات والتطبيقات الصناعية الأخرى، وفقًا لمسح الفضة العالمي، ويطلق عليه “معهد الفضة” وهو مجموعة صناعية كبرى مقرها واشنطن، اسم “المعدن الذي لا غنى عنه”.

ونتيجة لذلك، فإن الفضة أكثر حساسية للتغيرات الاقتصادية من الذهب، الذي له استخدامات محدودة نادرا ما تتجاوز أغراض صناعة المجوهرات والاستثمار، وعندما يزدهر الاقتصاد وتنمو الصناعة يصبح الطلب أعلى على الفضة فيرتفع سعرها نتيجة لذلك، والعكس صحيح أيضا في حالات الانكماش الاقتصادي وتباطؤ النشاط الصناعي، وربما تكون هذه أكبر سلبية للاستثمار في الفضة بسبب ارتباط أسعاره بالصناعة صعودا أو هبوطا، فهي أصل صناعي بالدرجة الأولى.

لكن، وفي ظل الثورة الصناعية الرابعة التي ما زالت في بداياتها، والصناعات العديدة المرتبطة بهذه الثورة التي تدخل الفضة فيها كمكون أساسي فإن الطلب على الفضة في ازدياد مستمر، ومع الطلب يزداد سعرها فهي أصل ثمين وسيكتسب قيمة كبرى على المدى الطويل.

ونظرا للعائدات، فإن شعبيتها ترتفع يوما بعد يوم وكذلك سعرها، ومن وجهة نظر اقتصادية، فهي خيار استثماري طويل الأجل يمكن أن يعطي عوائد جيدة حسب ما ذكرت منصة “بوليسي بازار” في تقرير لها مؤخرا.

الذهب.. الملاذ الآمن

استخدم الذهب كأداة للتبادل التجاري منذ اكتشافه، وفي عصرنا الراهن، يعتبر العديد من المستثمرين الذهب أداة قوية لحماية ثرواتهم من تآكل القيمة، حيث يحتفظ الذهب بقيمته بمرور الوقت.

وقد كان الذهب تاريخيا ملاذا آمنا خلال أوقات عدم اليقين في السوق أو التوترات الجيوسياسية أو الأزمات الاقتصادية، وينظر المستثمرون إلى الذهب باعتباره مخزنا موثوقا للقيمة يمكنه تحمل اضطرابات السوق وتوفير الاستقرار، وفي مثل هذه الفترات، يميل الطلب على الذهب إلى الزيادة، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره.

ونتيجة لذلك، يحتفظ العديد من المستثمرين بالذهب في محفظتهم الاستثمارية خصوصا إذا كانوا بحاجة إلى السيولة خلال فترة الركود الاقتصادي.

فالركود هو أسوأ وقت لبيع الأسهم لكنه أفضل وقت لشرائها، وهنا فإن وجود استثمار مسبقا في الذهب يمكن أن يمنحك أصلا قيما للبيع خلال فترة الركود حتى تتمكن من شراء أصول الآخرين المقومة بأقل من قيمتها دون بيع الأصول الخاصة بك.

الذهب أم الفضة؟.. مقارنة تاريخية

لنفهم أكثر أيهما أفضل للادخار والاستثمار على المدى الطويل سنجري مقارنة تاريخية لأسعار كلا المعدنين على مر السنين.

في نهاية عام 1925، كان سعر أونصة الذهب 20.63 دولارا. وفي نهاية عام 2020، بيعت أونصة الذهب بـ 1893.66 دولارا، وعلى مدار فترة 95 عاما، حقق المعدن الثمين عائدا مركبا بنسبة 4.87% سنويا.

يشار إلى أن أسعار الذهب ختمت سنة 2023 عند مستوى قريب من 2063، بعدما كانت قد بلغت مستوى قياسيا عند 2100 خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2023.

في نهاية عام 1925، كان سعر أوقية الفضة 0.68 دولار، وفي نهاية عام 2020، بيعت أونصة الفضة بسعر 17.14 دولارا، وعلى مدار فترة 95 عاما، عاد المعدن الثمين بنسبة ربح 3.46% سنويا.

يشار إلى أن أسعار الفضة أغلقت فوق مستوى 24 دولارا بنهاية عام 2023.

وهذا يعني أن أداء الذهب كان أفضل من الفضة كاستثمار طويل الأمد كما يقول الدكتور روبرت ر. جونسون، أستاذ العلوم المالية في كلية هايدر للأعمال بجامعة كريتون الأميركية، وفق ما ذكرت منصة “بانكريت” مؤخرا.

ومع ذلك، علينا أن نتذكر أن الثورة الصناعية الرابعة ما زالت في بداياتها، وتدخل الفضة كمكون أساسي في العديد من الصناعات الجديدة والناشئة، إذ تعتبر الفضة أصلا صناعيا بينما يعتبر الذهب أصلا استثماريا لعدم دخوله في الكثير من الصناعات.

ومن هنا قد يكون الاستثمار في الفضة أفضل في مقبل الأيام، تاركين القرار لكم في النهاية.

المصدر : الجزيرة

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی نهایة عام الفضة فی

إقرأ أيضاً:

بنك أبوظبي التجاري يمنح تسهيل بـ 1.450 مليار جنيه لصالح "الدولية للاستثمار العقاري"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وقع  بنك أبوظبي التجاري عقد تمويل مع الشركة الدولية للاستثمار العقاري وذلك لمنح تسهيل ائتماني بقيمة مليار و 450 مليون جنيه لمدة خمس سنوات وذلك لتمويل المشروع الجديد التي ستطلقه الشركة بمنطقة القاهرة الجديدة وذلك في اطار استراتيجية البنك التوسعية ومشاركته في تمويل كبرى المشروعات ودعم الاقتصاد المصري.

وقام بتوقيع العقد ايهاب السويركي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي التجاري - مصر ونجيب محفوظ علي سعيد العضو المنتدب للشركة الدولية للاستثمار العقاري، كما حضر من جانب البنك هشام عباس العضو التنفيذي بمجلس ادارة بنك أبوظبي التجاري مصر ورئيس تمويل المؤسسات المالية والشركات، وتامر عاصم مدير عام اول قطاع ائتمان الشركات و السيد محمود طريح نائب مدير عام قطاع ائتمان الشركات، ومن جانب المجموعة الدولية للاستثمار العقاري حسن السيد عزام – الرئيس التنفيذي للشئون المالية للمجموعة، وطارق أحمد فهمي  نائب المدير العام ومحمد مصطفي حسين مدير الحسابات.  

جدير بالذكر أن بنك أبوظبي التجاري مصر حقق اداء مالي قوي وسجل نمواً مستداماً في كافة مؤشراته وعلى الأخص في محفظة تمويل الشركات والشركات المتوسطة والصغيرة بزيادة قدرها 26% في نهاية 2023 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق وبلغت المحفظة 33.7 مليار جنيه بنهاية الربع الاول من 2024. ويعكس ذلك نجاح استراتيجية البنك التوسعية وتواجده في مختلف قطاعات الاقتصاد من خلال تمويل كبرى المشروعات ودعم عملائه في تحقيق خططهم وطموحاتهم.

و أعرب إيهاب السويركي عن اعتزازه بهذا التعاون مع الشركة الدولية بما لها من دور هام في قطاعات مختلفة في السوق المصري وبما يؤكد على تواجد البنك القوي في قطاع التطوير العقاري من خلال تمويل هذا المشروع الجديد للشركة. وأضاف: "نسعى دائماً لدعم عملائنا في تحقيق خططهم وتطوير أعمالهم وكذلك المشاركة في المشروعات التي من شأنها توفير المزيد من فرص العمل بالسوق المصري ودفع القطاع الخاص وتعزيز الاقتصاد الوطني."

ومن جانبه صرح نجيب محفوظ علي سعيد العضو المنتدب للشركة الدولية للاستثمار العقار يقائلاً "نحن سعداء للتعاون مع بنك أبو ظبي التجاري أحد أكبر البنوك الإماراتية العاملة بمصرمع تمنياتنا بمزيد من التعاون خلال الفترة المقبلة في جميع المجالات التي تعمل بها المجموعة سواء بمصر أو خارجها (MASman Group) ، وسعداء أيضاً بانضمام بنك أبوظبي التجاري لشركاء النجاح لنا في مصر و نأمل في أن يكون هذا العقد بداية لتعاون مثمر في ظل خطة التوسعات المتوقعة للمجموعة خلال الفترة المقبلة وذلك لدعم الاقتصاد المصري وتوفير المزيد من فرص العمل ". 

مقالات مشابهة

  • المعدن الأصفر يرتفع مع العملة الخضراء في الأسواق العراقية
  • المعدن الأصفر يستقر مع تركيز المستثمرين على محضر الفيدرالي
  • 10 طن ذهب صافي مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر
  • بذور الشيا أم الكتان.. أيهما مفيد أكثر للصحة؟
  • فؤاد: المخلفات واستدامة الأزياء من المجالات الواعدة للاستثمار البيئي غير التقليدي
  • تراجع أسعار الفضة اليوم عالميا.. اعرف التفاصيل
  • صناعة الحرير على طريق الحضارات.. سمرقند تنسج التاريخ بخيوط الفضة
  • بذور الشيا أم الكتان.. أيهما الأفيد للصحة؟
  • بنك أبوظبي التجاري يمنح تسهيل بـ 1.450 مليار جنيه لصالح "الدولية للاستثمار العقاري"
  • ارتفاع سعر الذهب اليوم الاثنين 1 يوليو 2024