إنشاء لجنة مشتركة لتوحيد صوت الأزهر والكنائس المصرية
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
زار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم الأربعاء، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتهنئة قداسته والإخوة المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد.
وقال فضيلة الإمام الأكبر، يسرني ويسر الوفد الأزهري أن أتقدَّم إلى قداستكم وإلى جميع الإخوة المسيحيين بخالص التَّهنئة، وأن يكون هذا العام عامًا سعيدًا على الناس أجمعين، مؤكدًا أن تبادل التَّهنئة والزيارات تعكس المحبَّة والمودة فيما بيننا، وتؤكِّد عمق العلاقات التي تجمع المصريين، مسلمين ومسيحيين، وتماسكهم في نسيجٍ وطنيٍّ موحدٍ.
وأكَّد شيخ الأزهر أنَّ ما يحدث على أرض فلسطين لم يعرفه تاريخ البشاعات ولا الشناعات ولا الجرائم من قبل، مشددًا على أنَّ ما يحدث لا يمكن أن يكون حربًا، لأنَّ الحرب تقوم بين طرفين متكافئين، وإنَّما ما يحدث هو إبادة جيش مسلح مدجج بأعتى الأسلحة لمواطنين أبرياء، فما نراه يوميًّا ولطيلة أكثر من ثلاثة أشهر هو إرهاب صريح، وقتل وكراهية، وإبادة جماعية، وتطهير عرقي، واستباحة لدماء المواطنين الأبرياء في ظلِّ عجزٍ عالميٍّ مخزٍ.
وأكَّد شيخ الأزهر أننا نحن المؤمنين بالدين لدينا واجب ومسؤولية أمام الله للدفاع عن الفلسطينيين الأبرياء، وبخاصة بعد ما رأيناه من تخاذلٍ في دعم الشعب الفلسطيني ووقف هذا العدوان الدموي، وفي ظل ما شاهدناه أيضًا من وعي الجماهير حول العالم بحقيقة ما يحدث، وخروجهم في تظاهرات للتعبير عن رفضهم لما يقوم به هذا الكيان المغتصب في حق الفلسطينيين الأبرياء، مقترحًا فضيلته إنشاء لجنة مشتركة تجمع الأزهر والكنائس المصريَّة، لمتابعة ما يحدث في غزة لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة، والخروج بصوتٍ واحدٍ منادٍ بوقف هذا العبث والحقد والقتل والإرهاب.
وشدَّد شيخ الأزهر على أنَّ الأمر في فلسطين جللٌ وخطيرٌ جدًّا، خاصَّة مع ما نراه من محاولات تطبيع واستساغة مشاهد قتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، حتى وصلت أعداد الشهداء إلى ما يزيد عن ٢٢ ألفًا، بينهم أكثر من ٩ آلاف طفل وستة آلاف امرأة، مشيرًا إلى أنَّنا لسنا دعاة حرب وكراهية، ولكنَّنا نقف مع الحق، ونساند الطرف الذي يمارس ضده أبشع الجرائم، مشددًا على أنَّ كل العقائد ترفض وتُدِينُ ما يقوم به هذا الكيان من مذابحَ ومجازرَ، وأن الإسلام أرسى قواعد للجهاد وحرَّم قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وحتى الاعتداء على الحيوان، ومنع المساس بأي شخص لا يتوقع منه العدوان، وجعل الجهاد موجها لمَن يقومون بالعدوان فقط، مؤكدًا أنه لا يمكن تصور أي دينٍ يبرِّر ما يتعرَّض له الأبرياء في غزةَ من ظلمٍ وقهرٍ وقتلٍ وتنكيلٍ.
من جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروس عن سعادته بتجديد اللقاء وأواصر المحبَّة بين وفد الأزهر ووفد الكنيسة الأرثوذكسية، وتجديد الأمل في الأخوة فيما بينا، مسيحيين ومسلمين، ومستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يبعث بالفرح لدى كل فئات الشَّعب المصري.
وأشار قداسة البابا تواضروس إلى أنَّ الإنسان يجب أن يكون صانع سلامٍ أينما حلَّ، بدءًا من داخله وشعوره بالارتياح والتَّوازن النفسي، وهو ما يقوده لصناعة السَّلام ونشره لمن حوله في المجتمعات، مؤكدًا أننا جميعًا نتألَّم لما يحدُثُ في أرض فلسطين وغياب الإنسانيَّة بكل صورها، وصمَّ الأذانَ عن دعوات وقفِ العدوان وتسهيل دخول المساعدات الإنسانيَّة، رغم ادِّعاء بعض الدول ريادتها في التقدُّم الحضاري ورعاية حقوق الإنسان، مشددًا على أنَّنا لم نرَ القسوة التي تمارس ضد الفلسطينيين حتَّى في عالم الحيوان، تلك القسوة التي انتفت معها كل معاني الرَّحمة والإنسانية، وأظهرت تعمدًا وإصرارًا على ارتكاب أبشع الجرائم في حقِّ الأبرياء.
ورحَّب قداسة البابا تواضروس بمقترح فضيلة الإمام الأكبر لإنشاء لجنة مشتركة في بيت العائلة المصرية تجمع ممثِّلين للأزهر ومختلف الكنائس المصرية، لمتابعة الوضع في غزة، والخروج بصوت مصري موحد معبِّر عن رفضه للعدوان ومدافعٍ عن حقوق الشعب الفلسطيني.
رافق فضيلة الإمام الأكبر وفد أزهري رفيع المستوى، ضمَّ كلًّا من: الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، و الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، و الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، و الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، و الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون الدراسات العليا والبحوث، و الدكتور محمد أبو زيد الأمير، والدكتور أتى خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، والمستشار محمود إبراهيم، المستشار القانوني لقطاع المعاهد الأزهرية ومجمع البحوث الإسلاميَّة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإمام الأكبر والبابا تواضروس قداسة البابا تواضروس فضیلة الإمام الأکبر شیخ الأزهر ما یحدث على أن
إقرأ أيضاً:
أمريكا تقتُلُ الأبرياء.. واليمن يحرقُ الغزاة!
عبد الغني حجي
منذ فجر التاريخ، واليمن أرض العزة والصمود، لم تنحنِ لريح عابرة، ولم تخضعْ لطاغية متجبر، واليوم، يخرُجُ علينا ترامب بتهديداته المعتادة، يتوهَّمُ أن زئيرَه الأجوف سيرعبُ شعبًا وُلِد بين لهيب المعارك وتربّى على النضال، لكنه واهم؛ فأمريكا لم تكن يوماً إلا قاتلةً للنساء والأطفال، مجرمةً تفرغ رصاصَها في صدور الأبرياء، جبانةً تخشى مواجهةَ الرجال في ميادين الشرف، هذه حقيقتهم، هذا تاريخهم الأسود، وهذا ديدنهم المخزي!
أيها الجبناء في البيت الأبيض، أيها السفاحون المتستِّرون بعباءة الديمقراطية، أنتم لا تعرفون إلا تحقيق الانتصارات الوهمية على جثث الأطفال، تتفاخرون بغاراتكم على الأحياء السكنية، وتعدّون القتلى كما لو أنهم أرقامٌ في دفاتركم القذرة، لكن هل تجرؤون على النزولِ إلى الميدان؟ هل تملكون الشجاعةَ لمواجهة رجال اليمن وجهًا لوجه؟ لا؛ لأنكم تعرفون مصيركم المحتوم، تعرفون أن اليمن لم يكن يوماً ساحةً للغزاة إلا وصار قبرًا لهم!
ترامب وأمثاله، كغيرهم ممن مرُّوا على البيت الأبيض، يظنون أن التهديدات والعقوبات والحصارَ ستكسر إرادَةَ هذا الشعب العظيم، لكننا هنا، منذ ولادتنا، نرى الطغاة يتعاقبون، يهدّدون، يحاولون، ثم يسقطون واحدًا تلوَ الآخر، بينما اليمنُ باقٍ، شامخ، عصيٌّ على الانكسار، كُـلُّ قذيفة تسقط على أرضنا، كُـلّ شهيد يرتقي، ليس إلا وقودٌ يزيدنا قوةً، نارًا تشتعل في قلوب الأحرار، وإصرارًا على اجتثاث الظلم من جذوره.
فلتعلم أمريكا وحلفاؤها أن اليمن ليس ضعيفًا، وليس وحيدًا، وليس لقمة سائغة، بل هو بركانٌ يثور عند المساس بكرامته، بحرٌ هائج يبتلع من يقتربُ من حدوده.
والتاريخ شاهد، والأيّام بيننا، واليمن باقٍ… والغزاة إلى زوال!