رأت وكالة أنباء أسوشيتيد برس الأمريكية أن الغارة الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت والتي أسفرت عن مقتل الزعيم السياسي الثاني لحركة حماس أمس الثلاثاء، صالح العاروري، تمثل تصعيدا كبيرا محتملا في حرب إسرائيل وحماس، وتزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وذكرت الوكالة - في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - أن العاروري - هو أبرز شخصية في حماس تقُتل منذ بدء الحرب مع إسرائيل - هو أيضا مؤسس الجناح العسكري للحركة، وربما يؤدي موته إلى انتقام كبير من جانب عناصر حزب الله القوية في لبنان.

وقالت الوكالة إن الغارة استهدفت شقة في مبنى في منطقة شيعية في بيروت تعد معقلا لحزب الله، فيما تعهد زعيم حزب الله حسن نصر الله بالرد على أي استهداف إسرائيلي للمسؤولين الفلسطينيين في لبنان.

وأضاف التقرير أن حزب الله والجيش الإسرائيلي يتبادلان إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود الإسرائيلية - اللبنانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر.. لكن حتى الآن بدت الجماعة اللبنانية مترددة في تصعيد القتال بشكل كبير.. إذ إن الرد الكبير الآن ربما يتمخض عن تصعيد الصراع إلى حرب شاملة على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وأشارت أسوشيتيد برس إلى أن عملية القتل تأتي قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، حتى في الوقت الذي حاولت فيه الولايات المتحدة الحيلولة دون انتشار الصراع، وحذرت مرارا وتكرارًا حزب الله – وحليفته الإقليمية إيران – من تصعيد العنف.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدما في الهجوم على غزة لحين القضاء على حماس وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة لا تزال تحتجزهم الحركة في غزة، وهو ما قال إنه قد يستغرق عدة أشهر أخرى، فيما حذر المسؤولون الإسرائيليون بشكل متزايد في الأيام الأخيرة من تصعيد الإجراءات ضد حزب الله ما لم يتوقف إطلاق النار عبر الحدود.

وقالت الوكالة إن إسرائيل تزعم أنها قتلت عددا من قادة حماس من المستوى المتوسط في غزة، لكن هذه ستكون المرة الأولى التي تصل فيها إلى دولة أخرى لاستهداف كبار قادة الجماعة، الذين يعيش الكثير منهم في المنفى في جميع أنحاء المنطقة.

ووصف حزب الله الضربة بأنها "اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته"، مضيفا "نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر دون رد وعقاب".

واضافت أنه منذ بدء الصراع في غزة، يخشى اللبنانيون من احتمال جر بلادهم نحو حرب شاملة.. إذ خاض حزب الله وإسرائيل حربا استمرت شهرا في عام 2006، عندما أحدث القصف الإسرائيلي دمارا شديدا في جنوب لبنان.

من جانبها تقول إسرائيل إنها على وشك تحقيق السيطرة العملياتية على معظم شمال غزة، حيث يقاتل جيشها المسلحين منذ أكثر من شهرين.. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قال إنه من المعتقد أن عدة آلاف من مقاتلي حماس ما زالوا في الشمال، وأفاد السكان بوقوع اشتباكات في عدة أجزاء من مدينة غزة، وكذلك في مخيم جباليا للاجئين القريب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغارة الإسرائيلية العاروري صالح العاروري حزب الله

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم -اليوم الإثنين- إن الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس يفتقد لأي مبرر حتى ولو كان وهميا، وهو عبارة عن اعتداء سياسي يهدف لتغيير القواعد والضغط على لبنان.

وأضاف قاسم أن ما يميز هذا الاعتداء على الضاحية أنه حصل بإذن من الولايات المتحدة، مطالبا الدولة اللبنانية بالتحرك الدبلوماسي واستدعاء سفراء الدول الكبرى ورفع شكاوى إلى مجلس الأمن.

وقال أيضا -في كلمة بثّت على قناة المنار التابعة لحزب الله- إن الاعتداء الإسرائيلي الجديد، يأتي "لتثبيت قواعد معينة، يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الأهداف التي يريدون".

ورأى قاسم أن "الدولة مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدولتين الراعيتين للاتفاق (أميركا وفرنسا) وكذلك على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية" لوقف الغارات الإسرائيلية على لبنان.

الضغط الناعم

وأضاف أمين الحزب اللبناني أن على الدولة أن تضغط، مؤكدا أن "الضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن ناعم وبسيط، لا يرقى إلى أكثر من بعض التحركات وبعض التصريحات. وهذا أمر غير مقبول" مشددا في الوقت ذاته على أن حزبه التزم تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما خرقته إسرائيل أكثر من 3 آلاف مرة.

إعلان

وطالب قاسم الدولة اللبنانية بأن "تتحرك بشكل أكبر وبشكل يومي وبشكل متفاعل" مضيفا "استدعوا سفراء الدول الخمس الكبرى، ارفعوا شكاوى إلى مجلس الأمن، استدعوا السفيرة الأميركية دائما لأنها لا تعمل بشكل صحيح وتنحاز لإسرائيل ولا تقوم بدورها في الرعاية".

وجاءت تصريحات قاسم غداة غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على إثرها لبنان الطرفين الضامنين للاتفاق (الولايات المتحدة وفرنسا) بإجبار إسرائيل على وقف هجماتها.

ومن جانبها، قالت إسرائيل إن الموقع الذي استهدفته أمس هو مخزن أسلحة لحزب الله يحوي "صواريخ دقيقة".

غارات إسرائيلية مستمرة

من ناحية أخرى، أفاد الجيش الاسرائيلي اليوم بأنه قصف أكثر من 50 هدفا في لبنان خلال الشهر الماضي، رغم إعلان وقف لإطلاق النار بينه وبين حزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.

وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه نفذ هذه الضربات "إثر انتهاكات لوقف إطلاق النار والتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، شكلت تهديدا لدولة إسرائيل ومواطنيها".

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد تبادل للقصف بين إسرائيل وحزب الله استمر نحو عام وتحوّل إلى مواجهة مفتوحة في سبتمبر/أيلول 2024.

ولكن إسرائيل واصلت شنّ ضربات على لبنان وأبقت على وجود عسكري في مناطق حدودية، مشددة على أنها لن تتيح لحزب الله إعادة بناء قدراته.

مقالات مشابهة

  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • عون إلى الإمارات: لا خشية من سحب السلاح ولالزام إسرائيل باحترام الإتفاق
  • عبدالحميد خيرت: حماس كان لها دور في اغتيال الشهيد هشام بركات
  • في عمليات منفصلة.. الجيش الإسرائيلي يُعلن اغتيال 3 مقاومين فلسطينيين
  • 3 رسائل عن قصف الضاحية.. ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟
  • طائرة عسكرية صينية ضخمة تهبط في مصر يثير مخاوف إسرائيل
  • نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد
  • اغتيال الجنرال الروسي ياروسلاف موسكاليك: ما علاقة الموساد؟
  • عن اغتيال نصرالله وعملية البيجر... تفاصيل جديدة كشفها نتنياهو!
  • بالفيديو... هكذا اغتالت إسرائيل عامر عبد العال اليوم في جنوب لبنان