بعد اغتيال صالح العاروري.. كيف سيكون خطاب نصر الله؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
أكد حزب الله اللبناني أن خطاب أمينه العام حسن نصر الله لا زال في موعده الأربعاء كما كان مقرر مسبقا، على الرغم من عملية اغتيال نائب رئيس حركة "حماس"، الشهيد صالح العاروري، والتي سبقت الخطاب بيوم.
وكان هناك توقعات بأن يتم إلغاء الخطاب أو تأجيله، والذي كان ضمن الاحتفال التكريمي، الذي أعلن عنه الحزب، في الذكرى الرابعة، لاغتيال قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني، وقائد كتائب حزب الله العراق، أبي مهدي المهندس.
وكان حسن نصر الله، قد هدد في خطاب سابق له إسرائيل في حال نفذت اغتيال لأي شخصية لبنانية أو فلسطينية على الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت عملية اغتيال العاروري ستكون ضمن خطابه المرتقب، وما هي القضايا الرئيسية التي سيناقشها نصر الله فيه.
رفع سقف الخطاب
بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، يتوقع "أن تكون نبرة هذا الخطاب مختلفة عن الخطاب السابق، لكن دون أن يفضي لتغيير جذري في سياسة حزب الله فيما يتعلق بالحرب الدائرة حاليا، وسيترك الأمور مفتوحة الاحتمالات وسيحتفظ بحق الرد لحزب الله على عملية الاغتيال".
وتابع الشوبكي في حديث خاص لـ"عربي21": "برأيي سيكون رد فعل حزب الله غير انفعالي، وبحكم أن هناك قراءات كثيرة تشير إلى رغبة بنيامين نتنياهو بتوسيع هذه الحرب وفتح جبهات جديدة، وبالتالي الأمر سيكون عند حزب الله الاحتفاظ بحق الرد دون أن يفتح جبهة كاملة".
وأوضح أن "المسألة غير مرتبطة فقط بطبيعة رد حزب الله وإنما بطبيعة رد إسرائيل على رد الحزب، بمعنى أن المسألة ما زال فيها عوامل أخرى وطريقة تحرك الولايات المتحدة".
ويرى الشوبكي أن "هناك عاملين الان يمكن يطوقا المشهد، أولا عدم رغبة حزب الله وإيران في أن تكون الجبهة جبهة كاملة، إضافة إلى ذلك عدم رغبة الولايات المتحدة في الانجرار إلى حرب في المنطقة خلال هذه المرحلة التحضيرية للانتخابات، تضطر فيها إلى الدخول بشكل كبير، لكن العامل الأخر هو العامل الإسرائيلي وأظن أنه الأضعف الان".
وحول احتمالية حديث نصر الله عن اغتيال العاروري، قال الشوبكي: "سيعرج عليه بدون شك وسيؤثر على مجمل الخطاب، لكن الخطاب كان معد له مسبقاً، وسيكون موقف الحزب برأيي، أنه منخرط فعلياً في الحرب ولا يعيش حالة هدوء، وبالتالي الاستمرار فيما هو عليه الاحتمال الأرجح مع رفع سقف الخطاب ليتناسب مع الحدث".
قراءة للحرب
الكاتب والمحلل السياسي اللبناني قاسم قصير، قال إن "السيد سيتحدث عن كل المواجهة في المنطقة وافق الصراع وموقف قوى المقاومة وطبيعة الرد على عمليات الاغتيال".
وأكد قصير خلال حديثه لـ"عربي21"، أنه "من الواضح أن اغتيال العاروري سيكون أحد النقاط الأساسية وكذلك موقف المقاومة منه، وفي تقديري سيتحدث عن المعركة الكلية في المنطقة، وسيقدم قراءة لنتائج المعركة بعد ثلاثة أشهر من بدء الصراع في غزة وإلى أين وصل الصراع في المنطقة وموقف قوى المقاومة".
وتابع: "بالتأكيد لن يأتي ويقول أننا سنطلق صاروخ اليوم أو غدا، وتقديري أن رد المقاومة لن يكون ردا تقليديا كما يتخيل البعض، فنحن الان أمام مرحلة من الصراع وليس كما كنا قبل طوفان الأقصى، واليوم كل الجبهات مفتوحة على إسرائيل، ولا يمكن تقدير ما الجديد الذي سيكون اليوم، والأكيد أن الحزب تواصل مع الأخوة في حماس حتى يكون الرد متكامل وليس مجرد رد تقليدي".
رد حزب الله على الاغتيال
ومن ضمن القضايا التي يترقبها المراقبون في خطاب نصر الله هو كيف سيكون رد الحزب على اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية معقل الحزب، خاصة أن أمينه العام حسن نصر الله كان قد توعد إسرائيل بالرد في حال اغتالت أي قيادي في لبنان.
وكان الحزب قد شارك في معركة "طوفان الأقصى" عبر قصف المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، وقصف عدد من نقاط تجمع جنود الاحتلال الإسرائيلي، وإلى الآن من غير الواضح كيف سيكون رد الحزب على اغتيال العاروري، وهل سيوسع هجماته على الاحتلال الإسرائيلي ويفتح جبهة كاملة معه أم لا.
قاسم قصير يقول إنه "حتى الآن لا توجد معلومات عن طبيعة رد حزب الله المتوقع، ونحن أمام عملية عسكرية وأمنية كبيرة جدا تستهدف قادة المقاومة، وهي لا تستهدف فقط حركة حماس بل أيضا حزب الله وكل قوى المقاومة، وتقديري طبيعة الرد سيكون بمستوى هذه العملية".
وحول احتمالية تنفيذ حزب الله لتهديد سابق له بالرد على أي اغتيال لأي شخصية على الأراضي اللبنانية، قال قصير لـ"عربي21": "مواقف السيد حسن نصر الله اطلقها قبل معركة طوفان الأقصى وقبل اندلاع كل هذه المواجهات في المنطقة، ونحن الان أمام معركة مفتوحة، لكن مستوى وطبيعة الرد يعود تقريره لقادة المقاومة، لأنه يمكن أن يكون أحد أهداف إسرائيل جر المنطقة إلى حرب كبرى، وإذا قادة المقاومة كانوا يريدون الذهاب إلى حرب كبرى، هذا الأمر ينبغي التنسيق به".
وأوضح أنه "لا يستطيع تحديد طبيعة الرد"، مضيفا: "لكن بتقديري أنه لا يمكن السكوت عن عملية الاغتيال، لأن هذا يعني إعطاء إسرائيل ضوء أخضر لتنفيذ عمليات أخرى تستهدف كل قادة المقاومة، سواء في حزب الله أو الجهاد أو حماس بأي مكان، من هنا خطورة هذا الأمر، وعلينا انتظار ما سيصدر من قادة الحزب والمقاومة".
وأضاف: "نحن أمام معركة ومواجهة مفتوحة، وفي تقديري سيكون الرد من كل الجبهات وبشكل تصاعدي، لكن هل ستفتح الجبهة بشكل كبير؟ لا يمكن الان تحديد هذا الأمر".
وتابع: "لكن في تقديري أن التصعيد طبيعي وحجم الرد سيكون غير تقليدي لكن إلى متى؟ غير معروف، لأنه في ذات الوقت سيؤخذ في الاعتبار طبيعة كل الجبهات، لأن أي رد كبير يعني الذهاب إلى حرب كبرى في المنطقة، بمعنى هل هناك قرار بذلك؟ انا لا استطيع تأكيد هذا الأمر، لكن مرة أخرى أقول إن عدم الرد يعني إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات اغتيال أخرى".
وحول ما إذا كانت قواعد الاشتباك بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي قد تغيرت قال قصير: "قواعد الاشتباك أساسا هي سقطت، حيث يحدث كل يوم قصف للمستوطنات الإسرائيلية، وفي الأساس كان في السابق إذا تم إطلاق صاروخ واحد تتغير قواعد الاشتباك، نحن أمام قواعد اشتباك متغيرة، وطبيعي أن نكون اليوم أمام مرحلة جديدة، وعلى الأغلب نحن متجهين لمعركة طويلة المدى وليس معركة سريعة وفعل ورد فعل سريع".
منحى خطير
المحلل السياسي سليمان بشارات يعتقد أن "المنحى الأكثر حرجا في عملية اغتيال صالح العاروري، هو كيف سيكون موقف ورد حزب الله اللبناني على عملية الاغتيال هذه، وذلك لعدة اعتبارات، أولا هذه العملية تمت في الضاحية الجنوبية وهي معقل الحزب، وبالتالي الان هو في ظل هذا الاستهداف هو في مقدمة المواقف التي يجب أن يكون لها تغيير في خطوط ونقاط الاشتباك".
وتابع بشارات خلال حديثه لـ"عربي21": "بمعنى منذ بداية هذه الحرب وحتى منذ عام 2006 في أعقاب الانسحاب من جنوب لبنان وانتهاء الحرب وقرار 1701 من مجلس الأمن كان هناك الحديث عن خطوط الاشتباك بشكل مباشر، الان الاحتلال الإسرائيلي اخترق كل هذه الخطوط، وتابعنا خلال الأسابيع الماضية أن حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله هددوا بشكل مباشر بأنه إذا ما تم ضرب بيروت أو استهداف أيا من القيادات الفلسطينية في الضاحية سيكون ذلك تغيرا في الرؤى ومنهجية وشكل انخراط حزب الله في المواجهة وبالتالي الان الأنظار ربما تتجه جميعها إلى حزب الله".
وحول طبيعة رد حزب الله المتوقع، قال بشارات: "أعتقد أننا أمام سيناريوهين، الأول وهو الأكثر واقعية وإمكانية لأن يحدث، وهو أن حزب الله سينطلق لتوجيه ضربة، ولكن طبيعة وشكل هذه الضربة ربما لا نستطيع الحكم عليها أو توقعها، فقد تكون إما بعمليات القصف أو عمليات نوعية، ولكن عدم توجيه ضربة من قبل الحزب في ظل هذا التغير بالمعادلة سيشكل حالة ضعف وحرج شديدة جدا للحزب وهذا ما لا يريده ولا يستطيع أن يضحي بتاريخه النضالي وباسمه ضمن معادلة المقاومة".
وتابع: "السيناريو الأخر، هو أن يكون هناك رد محدود، ولكن هذا الرد يكون على حساب أمر أخر، وهو أنه قد يكون هناك أطروحات سياسية تسارع إليها بعض الأطراف بحيث تمنح أثمان سياسية للحزب، وبالمقابل قد يكون جزء منها وقف الحرب على قطاع غزة، وبالتالي هذا الأمر قد يمنح أولا إسرائيل الفرصة لأن تعتبر أنها بعملية الاغتيال استطاعت تحقيق هدف ما وتروج له بنهاية هذه الحرب، وفي ذات الوقت المقاومة تحصل على الأثمان والمكاسب السياسية التي كانت تسعى إليها في نهاية الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حزب الله اللبناني حماس العاروري الاحتلال لبنان حماس حزب الله الاحتلال العاروري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اغتیال العاروری عملیة الاغتیال صالح العاروری قادة المقاومة حسن نصر الله رد حزب الله فی المنطقة کیف سیکون هذا الأمر إلى حرب
إقرأ أيضاً:
كيف تنعكس دعوة أوجلان على الصراع بين العمال الكردستاني وتركيا؟
أنقرة- بعد عقود من المواجهة والصراع، أعلن عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، في بيان نقله حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب التركي الداعم للأكراد، دعوته إلى حل الحزب وإلقاء السلاح، في خطوة وُصِفت بـ"التاريخية".
ويثير الإعلان الذي يأتي بعد صراع ممتد بين الحزب والدولة التركية، تساؤلات حول دلالاته ومدى تأثيره على المشهد السياسي والأمني في البلاد.
وجاء البيان في ظل تغيرات سياسية لافتة، أبرزها دعوة دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية، إلى منح أوجلان مساحة جديدة في النقاش حول مستقبل القضية الكردية.
ومع ذلك، يبقى موقف الدولة التركية والقوى السياسية الفاعلة العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان هذا الإعلان يشكل تحولا جذريا، أم إنه مجرد خطوة ضمن سياق أوسع لم تتضح معالمه بعد.
#عاجل | حزب الديمقراطية والمساواة التركي يلقي رسالة من زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان
بيان عبد الله أوجلان:
– أوجه الدعوة لكل الجماعات لإلقاء السلاح وأتحمل المسؤولية التاريخية عن ذلك
– أدعو حزب العمال الكردستاني إلى عقد مؤتمر عام واتخاذ القرار بحل نفسه pic.twitter.com/n5vGeGvI97
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 27, 2025
نهاية "الإرهاب"وفي بيان صدر أمس الخميس، أعلن وفد من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب -ثالث أكبر كتلة برلمانية- عن دعوة أوجلان إلى حل حزب العمال الكردستاني والتخلي عن العمل المسلح، مشددا على أن المرحلة المقبلة يجب أن تعتمد على الحوار السياسي.
إعلانوجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عُقد في إسطنبول وسط حضور إعلامي واهتمام شعبي ودولي واسع، فيما أكد الوفد أن جميع الجماعات المسلحة مطالبة بإنهاء أنشطتها، واصفا ذلك بأنه تحول مفصلي في مسار القضية الكردية في تركيا.
وفي تصريح للجزيرة نت، أكد حسن جراح أوغلو، رئيس فرع الشباب في حزب العدالة والتنمية بإسطنبول، أن بيان أوجلان يعكس انتهاء دور العمال الكردستاني، مؤكدا أنه لم يعد له مكان في المشهد السياسي والأمني، ويجب حله دون تأخير.
وأضاف أن الحزب، الذي كان مصدرا لعدم الاستقرار والإرهاب لعقود، استنفد دوره بالكامل، معتبرا أن هذا البيان يمثل إعلانا صريحا لنهاية الإرهاب في تركيا، وخطوة نحو القضاء عليه نهائيا.
وأشار جراح أوغلو إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيُذكر في التاريخ كالقائد الذي أنهى الإرهاب في البلاد، مشددا على أن حكومة حزب العدالة والتنمية ثابتة في موقفها الحاسم لاجتثاث الإرهاب من جذوره.
واعتبر أن المرحلة المقبلة ستفتح صفحة جديدة تعزز أمن تركيا واستقرارها، معربا عن ثقته في أن البلاد تتجه نحو مستقبل أكثر أمنا وازدهارا.
إنهاء النزاع
من جهته، أكد أحمد تشيشيك، عضو حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، أن الحزب يرحب بدعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح، وأضاف "قطعنا شوطا مهما في هذا الملف، لكن التحدي الأكبر لا يزال في آلية تنفيذ هذه الدعوة وتحويلها إلى واقع ملموس".
وأوضح تشيشيك، في حديث للجزيرة نت، أن هذه الخطوة تمثل إشارة إيجابية في مسار إنهاء النزاع، لكنها تبقى مرهونة بمدى التزام الأجنحة المختلفة داخل الحزب بتنفيذها. ودعا الحكومة والمعارضة وكافة القوى السياسية إلى تبني موقف داعم لهذه المبادرة، والمساهمة في إنجاح مسار الحل السلمي.
وكان عبد الله أوجلان شدد في البيان على أن إلقاء السلاح مسؤولية جماعية، مؤكدا أنه يتحمل "المسؤولية التاريخية" عن هذه الدعوة. وأضاف "لا سبيل سوى الديمقراطية والحوار الديمقراطي، ولا بقاء للجمهورية إلا بالديمقراطية الأخوية"، في إشارة إلى ضرورة إنهاء النزاع عبر الحلول السياسية.
إعلان مستقبل غامضيقول الباحث في الشأن التركي علي أسمر إن عبد الله أوجلان، رغم كونه القائد المؤسس لحزب العمال الكردستاني، فإنه فقد نفوذه الفعلي داخل التنظيم منذ اعتقاله عام 1999، حيث باتت القرارات الحاسمة، مثل استمرار القتال أو وقفه، بيد القيادة العسكرية في جبال قنديل على الحدود التركية العراقية الإيرانية، التي تتمسك بالصراع المسلح.
وبرأيه، فإن تجارب سابقة أظهرت أن دعوات أوجلان لوقف إطلاق النار لم تُنفّذ بالكامل، ما يثير الشكوك حول مدى التزام الحزب ببيانه الأخير. كما أن وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، والتي باتت تمتلك مشروعا سياسيا مستقلا عن حزب العمال الكردستاني داخل تركيا، قد تكون أقل التزاما بتوجيهات أوجلان، على حد تعبيره.
ويضيف أسمر، للجزيرة نت، أن هناك عناصر داخل الحزب ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران، وتستخدم النزاع الكردي كأداة ضغط في الصراعات الإقليمية، وهو ما قد يجعلها غير معنية بإنهاء القتال.
ويرى أن إعلان حل الحزب قد يُنظر إليه كإنجاز سياسي كبير لأنقرة، لكنه لا يعني بالضرورة تفكيك بنيته التنظيمية بالكامل، "إذ قد تستمر بعض الفصائل في تنفيذ عمليات مسلحة بطرق مختلفة، سواء عبر خلايا نائمة أو من خلال جماعات جديدة تحمل أسماء مغايرة"، حسب كلامه.
وعن مصير الصراع فهو مرتبط، وفق أسمر، بموقف الفصائل داخل الحزب، فإذا التزمت الأجنحة بحل الحزب، فقد يكون ذلك بداية لإنهاء النزاع وإدماج بعض الفصائل سياسيا، أما إذا رفضت الفصائل المتشددة، فقد يؤدي ذلك إلى انشقاقات واستمرار القتال، خاصة في المناطق الحدودية مع سوريا والعراق.
بدوره، اعتبر الباحث المتخصص في الشؤون التركية محمود علوش أن دعوة عبد الله أوجلان تمثل فرصة كبيرة لإنهاء الصراع، لا سيما أنها تحظى بدعم حلفاء أردوغان القوميين، الذين كانوا يُعتبرون سابقا عقبة أمام إعادة إحياء جهود السلام.
إعلانويرى علوش أن أوجلان لا يزال شخصية مؤثرة في الحالة الكردية، لكن القرار الفعلي داخل الحزب بات بيد قيادة قنديل، التي تتبنى نهجا راديكاليا وترى أن مبادرة الحل ليست سوى مناورة سياسية من جانب أنقرة لتحقيق مكاسب داخلية، والضغط على الفصائل الكردية في سوريا.
ويشير -في حديثه مع الجزيرة نت- إلى أن التحولات الإقليمية، لا سيما التطورات في سوريا، تقلّص هوامش المناورة أمام حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.
ويختم علوش أن نجاح هذه الدعوة سيكون له انعكاسات إيجابية على المشهد السياسي الكردي داخل تركيا، لكنه يبقى رهينا بقدرة أوجلان على التأثير في قرارات قيادة الحزب واستفادة جميع الأطراف من تجارب المفاوضات السابقة.