من روح الروح إلى ولّعت.. أيقونات صمود غزة حطمت آلة الاحتلال الإعلامية
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
لم تمر الحرب في غزة برمزيتها العالية وجموح مقاومتها الشرسة وباكتظاظ أحداثها المتسارعة دون أن تترك صورا مرئية ستظل عالقة طويلا في الأذهان.
يمكن تسميتها بأيقونات غزة، تلك الصور والمقاطع المصورة التي هزت ضمير الشعوب، وحركت المياه الراكدة، وحطمت على وقتها القصير رواية الاحتلال بآلته الإعلامية الجبارة وبروباغندا المظلومية المستهلكة.
ودفعت صور وعبارات خرجت من غزة الآلاف للبحث عن الحقيقة الغائبة، وأظهرت صمودا منقطع النظير للشعب الفلسطيني، سيُلهم الناس عبر الأجيال.
واتسع طيف "أيقونات" غزة ليشمل الضحايا وذويهم، والمقاومة ومتحدثها الرسمي، والأطباء، والصحفيين، وغيرهم من الرازحين تحت نار الاحتلال المنحازين للإنسان وسط صراع مفاهيم محتدم يراد للقوي أن ينتصر فيه.
الجميل يوسف
قد لا تسع الكلمات لوصف مشهد تعجز عنه الصورة.. أم الطفل يوسف بحثت عنه في أروقة المشفى علها تجده بين الجرحى، "شعرو كيرلي أبيضاني وحلو" قبل أن يجده والده مع الشهداء.
"يوسف ٧ سنين أبيضاني وشعرو كيرلي وحلو"
عند الله تجتمع الخصوم يا يوسف ????#غزة_تستغيث #Gaza #IsraelTerorrist pic.twitter.com/5UZtL2hmJe — ????خلود ???? (@kholoud1921) October 21, 2023
مواساة الشهداء
كان مشهد والد الشهداء وهو يواسي أحد الفاقدين، معبرا عن عمق القضية الفلسطينية بوجدان شعبها وتجذر روح التضحية لديهم، حتى وجد الشيخ نزار نفسه أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.
انظر وتعلم عقيدة الرجال .. سبحان من ألقى الثبات في قلوبهم
"تعيطش يازلمة كلنا مشاريع شهداء"
اللهم اجبر كسرهم وثبت قلوبهم وأقدامهم وتقبل شهدائهم وأفرغ عليهم صبرًا وسكينة. pic.twitter.com/tTocxDSGYX — ???????????????????????????????????????? ???????????????????????? ???????????? (@Abdelhamid_82) October 23, 2023
روح الروح
طاف مشهد ابنته الطفلة الشهيدة "ريم" وهو يودعها أرجاء العالم وصار رمزا لثبات الغزاويين بوجه آلة القتل الإسرائيلية.
وباتت عبارة "روح الروح" مثالا لسكينة ومصابرة قد لا يقدر عليها الكثيرون، فمن يستطيع تمالك نفسه وهو يقبل ابنته المدللة الشهيدة سوى من يريد استعادة وطنه المحتل، ليأمن الأطفال الآخرون.
"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما" pic.twitter.com/l6VS7jAHAA — عبدالله المزهر (@agrni) November 22, 2023
فداء للقدس
أعجزت أم توأم من أطفال غزة الشهداء، غيرها بالصبر والمكابرة على الجراح، إذ بدت محافظة على رباطة جأشها وهي تقول أولادي "فدا القدس".
يظنّ المخذّلون والمنافقون أن أهل غزة يريدون حياة فيها طعام وشراب وخدمات فحسب ولو على حساب كرامتهم وحريتهم
ولكن الواقع يشهد عكس ذلك
هذه السيدة استُشهد أبناؤها بالقصف ولكنها ضربت أروع أمثلة الصبر واليقين وقالت وهي في أوج مصابها: كله فداء القدس
حياة العزة والكرامة لا يفهها العبيد pic.twitter.com/6dQReMmboh — فهد (@fahadresearch19) November 2, 2023
"معلش"
بات اسم مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، مقترنا بمصاب القطاع المكلوم، فهو الذي فقد عددا من أفراد أسرته بينما كان ينقل الحقيقة ويروي قصص شهداء آخرين، حتى تلقى خبر استشهاد أسرته.
وكعادة الفلسطيني كان الدحدوح ثابت الجنان وهو يلقي نظرة الوداع على ابنه الشهيد، وقال عندها كلمة صارت أيقونة لصمود غزة بوجه العدوان "معلش".
"بينتقموا منّا في الولاد".. "معلش" مراسل الجزيرة وائل الدحدوح يبكي نجله الذي استشهد مع زوجته وابنته.. 19 يوم والدحدوح يغطي المجازر ليل نهار دون توقف، حتى صارت عائلته عنوانًا في الأخبار. الله يصبر قلبه الله يجبر كسرنا جميعًا. #غزة pic.twitter.com/ChXUvOEhXa — مُنى حوّا • Muna Hawwa (@MunaHawwa) October 25, 2023
أثر الحصار
فقدت الأم المكلومة أعصابها بعد أن تلقت خبر استشهاد أبنائها، بقنابل الاحتلال، لتدركها غصة أخرى أنهم استشهدوا جوعى دون أن يأكلوا، بسبب الحصار الشامل الذي فرضه الاحتلال وعجز العرب عن كسره.
( الاولاد ماتوا بدون ما ياكلوا ) !!! هل فيكم من بات ليلة البارحة بدون ما ياكل ليتقدم لهذه السيدة الفلسطينية مواسيًا ليقول لها أنا نمت بدون ما اكل، لأن أطفالها ماتوا و هم جياع، ماتوا و هم يطوون على جوعهم!! .
اللهم إنه بعينك و أنت جبار السموات و الأرضين . pic.twitter.com/9BFgW2nVyS — الدكتور عمر عباس (@DrOmarAbbas) October 11, 2023
كتفا بكنف مع المقاومة
مع توحش القصف وارتفاع أعداد الشهداء، كان الاحتلال يراهن على فقدان المقاومة لحاضنتها الشعبية وهو ما يتوافق مع روايات يروجها حلفاء نتنياهو العرب، أن سكان القطاع لا يتفقون مع المقاومة.
وجاء الصوت من غزة وتحديدا من مستشفياتها ودورها المهدمة، ومن ذوي الشهداء أنفسهم وأولياء الدم، حتى باتت عبارات "فدا المقاومة، فدا القدس، مع القسام" مألوفة على لسان الغزاويين.
والله أهل غزة رفعوا المعنويات في الأمة
كلنا فدا المقاومة...
كلنا مع المقاومة...
كلنا فدا القسام...
شو ما تعمل المقاومة احنا معها...#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/bZHo1bagHS — خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) November 3, 2023
"كلنا فدا المقاومة"..
هذا ما قاله شيخ فلسطيني بعد إخراجه من تحت ركام منزله الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي في غزة pic.twitter.com/8JpmCT8xCC — رضوان الأخرس (@rdooan) November 6, 2023
لا سمح الله
صار أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أيقونة بحد ذاته، وأصبحت صوره مألوفة في عدة مدن وعواصم حول العالم، فضلا عن الاهتمام الكبير به لما يمثله من رمزية للمقاومة.
لكن في خضم المعركة واشتداد الحصار لاقت جملة "لا سمح الله" تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي لما تمثلها من رسالة قاسية إلى الحكومات العربية بسبب "قلة حيلتها" تجاه ما يجري في غزة.
وقال أبو عبيدة متحدثا عن جيوش الدول العربية، إن المقاومة لا تطلب منهم التدخل العسكري "لا سمح الله"، متسائلا: "لكن هل وصل بكم الذل والهوان ألّا تقدروا على إدخال مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني".
لا سمح الله pic.twitter.com/BNN5xi4ILE — Yasser (@Yasser_Gaza) October 28, 2023
"ولعت"
أشعل مقطع مصور للمعارك في غزة، بثته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر في المقطع أحد مقاتلي السرايا وهو يقفز فرحا عقب تفجير دبابة للاحتلال في غزة.
وحظي المشهد بتفاعل واسع على مواقع التواصل، حيث ذكر مدونون أن اللقطة تعد من أجمل مشاهد المقاومة في غزة.
أجمل قفزة في العالم ..
مقاوم من سرايا القدس يشعل دبابة العدو بمن فيها .. ولّعت .. ولّعت .. صرخة الوجع والثأر لدماء الأطفال .. pic.twitter.com/eRXhsYZDwF — Moustafa Bayram | مصطفى بيرم (@BayramMoustafa) December 8, 2023
الشهيد الساجد
تداول عدد من رواد مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، تم تصويره من إحدى طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لحظة استهداف مقاوم فلسطيني وإصابته بشكل مُباشر ما أدى لاستشهاده.
ووثق مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع، الشهيد وهو يجلس ثم يميل على جانبه، ويرفع سبابة يده اليمنى بإشارة التوحيد، قبل أن يسجد على الأرض مفارقاً الحياة. وهو ما أثار تفاعلا واسعا من رواد المنصات الرقمية.
وأعجب الكثيرون بالمقطع المصور، لما يمثله من لحظة استشهاد نادرة، فيما أشار آخرون إلى "شجاعة المقاوم وثباته والإصرار على التشهد والسجود في اللحظات الأخيرة من حياته".
أراد فقط أن يلقى ربه شهيداً ساجدا#غزة مصنع الأبطال والشهداء وجند الله pic.twitter.com/SKZ8KnlbkG — Nezam Mahdawi نظام المهداوي (@NezamMahdawi) December 29, 2023
مواقف مسجلة
كان اللواء الأردني فايز الدويري حاضرا على شاشة قناة الجزيرة منذ اليوم الأول للعدوان، إذ كان يثري بتحليلاته العسكرية المشاهدين، خصوصا أن الكثير من توقعاته وجدت طريقها للواقع، لا سيما بتورط الاحتلال في الاجتياح البري، هذا فضلا عن موقفه المناهض للاحتلال.
وصل صوت الدويري إلى غزة، وخرج في إحدى المقاطع التي بثتها كتائب القسام، أحد مقاتليها بصرخة "حلل يا دويري" عقب استهدافه مبنى يتحصن فيه جنود الاحتلال.
عاجل ‼️
حلل يا دويري
استهداف قوة متحصنة من 10 أفراد في جحر الديك
وبعد الاستهداف مباشرة ردد ابطال المقاومة
حلل يا دويري ????????في اشارة للواء الوطني الدكتور فايز الدويري المحلل العسكري pic.twitter.com/iv7Blfge7c — مصطفى عاشور Mostafa Ashoor (@moashoor) December 25, 2023
ذراع مبتورة
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع مصور لكتائب القسام يظهر أحد مقاتلي الكتائب بذراع مبتورة أثناء تلقيمه قذيفة هاون خلال قصف تجمعات لجيش الاحتلال.
ونال المقطع تفاعلا واسعا على مواقع التواصل حيث أشاد مغردون بالمقاتل. فيما تساءل آخرون كيف للاحتلال أن يهزم مقاومة بهذا الإصرار.
يبدو أن المُجاهد هُنا مُصاب في يده اليُمنى، أو أنها مبتورة، لكنه يستخدم يسراه في تلقيم القذائف، ثم يستعمل اليد نفسها ليسد بها أذنه.
التطبيق الحقيقي لـ «اربط الجرح وقاوم». https://t.co/eLD8umSQkv pic.twitter.com/NehDbprJkS — Anas Samhan أنس سمحان ???????????????? (@anasabusamhan) December 30, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الشهداء المقاومة غزة الاحتلال المقاومة شهداء رموز غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مواقع التواصل الاجتماعی لا سمح الله pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
المقاومة والشهادة والانتصار في فكر شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله
يمانيون/ تقارير
غاب زمن نصر الله، وحضر زمن جديد.. هذا لا يعني أن النسيان سيكون سيد الموقف لشخصية عظيمة استثنائية صنعت الكثير من المتغيرات والتحولات في المنطقة، وإنما هو الوفاء والسير على دربه رحمه الله.
اليوم يبتسم الأعداء، ويتنفسون الصعداء، ومعهم كل أزلامهم من العرب المنبطحين الأذلاء، في حين يبكيه كل حر وشريف، كل مقاوم، كل مؤمن، عرف معنى الإنسانية، والجهاد، والعزة والكرامة.
بالنسبة للقائد حسن نصر الله، فإن الشهادة في سبيل الله، كانت أمنية مقدسة لديه، وقد نال ما تمنى، ويكفيه شرفاً أن جريمة اغتياله تعد سابقة في التاريخ، فهو أول زعيم على وجه هذه الأرض تلقى عليه القنابل الأمريكية الثقيلة والتي تزن ألفي رطل؛ ولهذا فإن الأمة التي تفقد روح الاستشهاد والتضحية لا تستطيع أن تحافظ على أرضها ومقدساتها، وهكذا هم رجال المقاومة وقادتها، ولقد كان السيد حسن نصر الله –رحمه الله- يعيش بين الناس، لكن قلبه معلق بالملأ الأعلى، يناجي الله في ظلمة الليل والناس نيام بأن يمنحه الله هذا الوسام الرفيع ليفوز برضا الله ونعيم الآخرة.
وفي الكثير من خطاباته كان يؤكد -سلام الله عليه- بأن الشهادة في سبيل الله هي اصطفاء الهي، فالشهداء هم السالكون إلى الله، وهم سراج الأمة، وهم أهل اليقين، فالله الذي يختار الأنبياء هو أيضاً يختار الشهداء ويصطفيهم، والشهادة وسام إلهي رفيع يهبه الله للمستحقين واللائقين، ليكون لهم شرف أن يحملوا عنوان الشهادة، وكلما كان الشهيد له موقعية جهادية بارك الله في دمائه وجعلها زيتاً يضيء سراج النصر.
إن شهادة القادة -كما يقول الشهيد القائد حسن نصر الله- هي ولادة جديدة للمقاومة، ولشعب المقاومة، ورجال المقاومة، ومشروع المقاومة، وشهادة القائد تضع المقاومة على طريق النصر النهائي، وتختصر العديد من المراحل والمسافات، وتستنهض الكثير من الهمم.
المقاومة ثقافة وقيموإذا كان سماحته يتحدث عن الشهادة وعظمتها، فإن هذا لن يتحقق إلا بمشروع المقاومة والتي كانت تشكل المحور المركزي لديه، فالمقاومة هي المثال للخروج من حالة الإحباط والشعارات التي عايشتها الأمة، ومقاومة لبنان ضد العدو الإسرائيلي لم تولد صدفة، ولم تكن حدثاً عابراً، وإنما صنعتها إرادة الرجال المقاومين المجاهدين الصادقين والمخلصين، فالمقاومة هي صورة السيد عباس، أعطاها من صدقه، واخلاصه، وتواضعه، ومن السيد عباس تعلم الشهيد القائد حسن نصر الله، كل معاني الصدق والإخلاص والتواضع.
والمقاومة عند انطلاقها ألصقت عليها صفة “الإسلامية”، وهي ليست طائفية، وإنما تجسد الهوية الإيمانية، وتجعلها مقاومة فوق الطوائف، وفوق المناطق، وفوق الأقطار بالمعنى القطري الضيق، ويجعلها مقاومة تدافع عن الأمة، ومقاومة تدافع عن الإنسان في لبنان والمنطقة، فهي تقاتل في سبيل الله، ومن أجل الله، وطلباً لرضا الله واستجابة لأمره.
هذه الأفكار كان يقدمها شهيد الإنسانية في خطاباته بكل وعي، لتصبح منهجاً في عقول المقاومين الأحرار، ليس في لبنان فحسب، وإنما في المنطقة والعالم برمته.
والمقاومة كما يقول -رحمه الله- هي مثال تحرري، وهي تنظر إلى فعلها الجهادي، كإعادة تحريك للواقع الإنساني، الذي طرأت عليه الكثير من معالم الغطرسة، نتيجة سياسة الاستكبار الأمريكية والصهيونية، وقد استطاعت أن تعيد جذوة الجهاد إلى الشعب الفلسطيني، الذي أخذ يرفض الحلول التفاوضية من بعد اتفاقية [أوسلو]، ولذلك فإن المقاومة ليست يداً تحمل البندقية، وإصبعاً يضغط على الزناد فقط، وإنما هي جسم كامل فيه عقل يفكر، وعينان تريان، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، وقلب يملؤه الحنان، أو يمتلكه الغضب.
والمقاومة كما يقول شهيد الإنسانية، هي قيم وثقافة، ترفض العبودية لغير الله، وترفض الظلم والقهر والاضطهاد، وما دام الاحتلال يمثل كل هذه المعاني المشينة من إذلال وإهانة وهتك للحرمات وتعرض للشرف وعبودية وأسر وقهر واضطهاد، فلا بد لمن يحمل قيم الكرامة والسيادة والعز والشرف ورفض العبودية والذل أن يقاوم، وإلا فهو خال من كل هذه القيم ومن كل هذه المشاعر.
النصر من عند اللهويَعُد سماحة الأمين العام لحزب الله شهيد الإنسانية القائد السيد حسن نصر الله النصرَ هبة إلهية، يمنحها الله للمخلصين، فالله هو الذي ملأ قلوبنا بالطمأنينة، وأنفسنا عشقاً للشهادة، وهو الذي رمى وهو أصاب، وهو الذي دمر المواقع، وهدم الحصون، وقتل الجبابرة، وهو الذي يصنع النصر.
وهنا يشدد -رحمه الله- على ضرورة الأخذ بعوامل النصر، فالمقاومة تستمد رؤيتها من الأئمة عليهم السلام، وأرواح الشهداء، والنصر الإلهي مشروط بالجهاد والصبر والتضحية والصدق والإخلاص، والله لا يعطي النصر لمن ليس جديرا به.
ويقول شهيد الإنسانية: “المقاومة وجمهورها أثبتوا جدارتهم، فهؤلاء لم تسقطهم مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والنبطية والمنصوري وغيرها، وأثبتوا أنهم لائقون، وجاء الانتصار شهادة من الله لهؤلاء لأنهم لائقون بهذا الوسام من الانتصار.
سيظل الشهيد القائد حسن نصر الله مدرسة نستلهم منها كل المعاني السامية، فهو لا يعلمنا معنى المقاومة والشهادة والانتصار فحسب، وإنما يعلمنا معنى الحياة، وكيف للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا، وقد عرف القيمة والهدف الذي خلقه الله من أجله، ويعلمنا أن الضعف والاستسلام والهوان ليس من شيم الرجال ونخوتهم، وأن بقاء الأمة وحفظها وأمنها وعزتها وكرامتها لا يمكن أن يأتي دون مقاومة ودون شهادة، ولقد انتصر -سلام الله عليه- لكل قيمه ومبادئه وأخلاقه، ونال الوسام الأكبر، وختم حياته في أعز وأشرف معركة، شهيداً في سبيل الله على طريق القدس.
نقلا عن موقع أنصار الله