ضجت مواقع التواصل الاجتماعي التركية خلال الأيام القليلة الماضية بخطاب معاد للإسلام والأجانب من العرب على وجه الخصوص، ما أثار مخاوف من ارتفاع حدة خطاب الكراهية كما حصل في شهور الصيف الماضية، لاسيما مع حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده "تواجه تيارا معاديا للإسلام والأجانب".

وبدأت النيابة العامة في ولاية بولو التركية تحقيقا بشأن رئيس بلديتها، المعارض تانجو أوزجان، على خلفية تعليقه لافتات طرقية تحمل شعارات عنصرية ضد العرب، بسبب حادثة إلغاء مباراة كأس السوبر التركي التي كان من المقرر إجراؤها في العاصمة السعودية الرياض.



فتح تحقيق بحق رئيس بلدية بولو التركية بعد نشره عبارة "نيابة عن شعب بولو، أهنئ مجتمع فنربخشة و غلطة سراي على تذكير البدو فئران الصحراء بعظمة أتاتورك." على اللوحات الاعلانية بالمدينة pic.twitter.com/UbcTIPECnQ — Salah (@MrSalah05) January 2, 2024
وحملت اللافتات التي علقها أوزجان، المعروف بمواقفه العنصرية ضد اللاجئين والعرب، عبارات "إلى فئران الصحراء البدو، ونيابة عن شعب بولو، أهنئ جماهير فنربهشة وغلطة سراي، الذين يذكروننا بعظمة أتاتورك".

وأضاف "لا يمكن لتركيا أن تكون بلا أتاتورك".

وكان نهائي "السوبر التركي" ألغي قبل دقائق من دوي صافرة انطلاقه على خلفية مطالبة إدارتي الناديين التركيين فنربهشة وغلطة سراي، برفع لافتات لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك على قمصان اللاعبين بالإضافة إلى رفع شعارات سياسية قومية، الأمر الذي قوبل برفض من السلطات في السعودية، التي أشارت إلى أن الناديين لم يلتزما ببنود الاتفاق المبرم.

على إثر ذلك، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا بسيل من التعليقات التي ربط الحدث الرياضي بالسيادة الوطنية ومحاولة السعودية النيل من قيم الجمهورية التركية عبر منع رفع صور أتاتورك، وما زاد من حدة التوترات قيادة عدد من السياسيين ورؤساء الأحزاب المعارضة حملة تعمدت التأكيد على أن ما جرى في المملكة السعودية إساءة للزعيم التركي الشهير.

وعلق أوزجان، الذي انتُخب رئيسا لبلدية بولو عام 2019 عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، على فتح النيابة العامة تحقيق بحقه بسبب عباراته العنصرية ضد العرب، بنشر صورة أتاتورك مرفقا بتعليق: "تم فتح تحقيق بخصوص هذه الصورة".

Bu görsel ile ilgili soruşturma açılmış. Gerçekten akıl tutulması yaşanıyor. Türk Milleti olarak biz ezik miyiz?

Katil Suud Rejimi tarafından, Türkiye Cumhuriyeti kurucusunun manevi hatırasına saygısızlık yapılıyor, biz buna tepki gösterdik diye, soruşturma geçiriyoruz.… pic.twitter.com/gIytKezJJD — Tanju ÖZCAN (@tanjuozcanchp) January 2, 2024
وأضاف في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه "ليس نادما" على تعليقه اللافتات.

وأردف أن "الذاكرة الروحية لمؤسس الجمهورية التركية تتعرض للازدراء من قبل النظام السعودي القاتل"، مشددا على أن "لا يمكنه أن يسيء إلى مصطفى كمال أتاتورك، الخط الأحمر للأمة التركية"، حسب تعبيره.

ولم تكد الأوساط التركية تتخطى أزمة إلغاء كأس السوبر في الرياض، حتى أعاد اعتداء عنصري على رجل تركي أثناء عدوته من مظاهرة عارمة انطلقت في صبيحة أول أيام العام الجديد، للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

VİDEO HABER | İstanbul Galata Köprüsü'ndeki Filistin yürüyüşünden elinde yeşil Kelime-i Tevhid bayrağı ile dönen bir adama yumruk atıldı

Yumruk atan: Ben de Müslümanım ama bunlar Arap sevdalısı

Saldırıya uğrayan İsmail Aydemir: "Ben elhamdülillah Müslüman ve Türk'üm” pic.twitter.com/5tlUkpxLXQ — serbestiyet (@serbestiyetweb) January 1, 2024
واعتدى شاب تركي على المتظاهر المدعو إسماعيل آيديمير، بلكمة عنيفة طرحته أرضا وتسببت في سيل الدماء منه، وذلك بسبب حمل الأخير علما أخضر اللون يحمل كلمة التوحيد، الأمر الذي استفز الشاب ما دفعه إلى التهجم على حامله قائلا: "أنت من محبي العرب"، متهما إياه بما وصفه "السعي لعودة الخلافة".

وألقت السلطات التركية القبض على المعتدي قبل أن يلوذ بالفرار من مكان الحادثة، فيما تصدر الأمر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيدي للاعتداء ورافضين له، وسط تداول عدد من الناشطين صورا تظهر "علم التوحيد" تعبيرا عن تنديدهم بما أقدم عليه المهاجم.

وعلق الناشط التركي فرقان بولوباشه على الحادثة بالقول: "قام المهاجم الفاشي المعادي للإسلام بلكم أخ عادي لنا، كان عائدا إلى منزله ومعه العلم الذي اشتراه أثناء ذهابه إلى المسيرة، حيث وصفه بعاشق العرب دون سبب.

Faşist İslam düşmanı saldırgan mitinge giderken aldığı bayrakla evine dönen sıradan bir abimize durduk yere Arap sevici diye yumruk atmış

Masumlaştırılacak hiçbir yanı yok bunun

Kendisi de hapse girmeli, onu azmettiren Irkçı Genel Başkan da https://t.co/gVeUms0fTU — Furkan Bölükbaşı (@furkancerkes) January 2, 2024
وأضاف أنه "لا يوجد ما يبرر هذا الفعل، يجب أن يذهب المعتدي إلى السجن، وكذلك الرئيس العنصري الذي حرضه"، في إشارة منه إلى زعيم حزب النصر القومي التركي أوميت أوزداغ، المعروف عنه معاداة العرب واللاجئين بحدة والتحريض المستمر ضدهم.

في المقابل، قال تجمع نقابة المحامين الأتراك، إنه "من غير المقبول تجاهل الدعوة الصريحة لمجموعة ما للخلافة والشريعة، سنواصل النضال من أجل حماية الفلسفة التأسيسية للجمهورية ومبادئ أتاتورك".

بدوره، كتب الصحفي التركي المعارض فاتح ألتايلي عبارة "سلمت يدك" بالتزامن مع تصدر حادثة الاعتداء مواقع التواصل الاجتماعي، فيما فُهم على أنه دعم للشاب الذي أقدم على ضرب حامل العلم بسبب "حبه للعرب".

Serap Çil’e yaptıklarının hesabını senden teker teker soracağız

Kelime-i Tevhid’e terör bayrağı demenin hesabını senden teker teker soracağız

Hukuk karşısında hesap vereceksin

Yargılanacaksın @fatihaltayli pic.twitter.com/jMZevIs5Nj — Furkan Bölükbaşı (@furkancerkes) January 3, 2024
وبعد تدوينته الملتبسة، فتح مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقين منفصلين بحق ألتايلي بتهمة "الإشادة بالجريمة والمجرم" و" التحريض العلني على الكراهية والعداء وإذلال شريحة من الناس"، الأمر الذي دفع الصحفي التركي إلى تبرير تغريدته بالقول إنه لم يشر إلى أي جانب وإنه أراد فقط رصد ردود الفعل.

من جهته، كتب السياسي التركي ورئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي المعارض "DEVA"، "أتقدم بالتعازي لمواطننا الذي تعرض للاعتداء أثناء عودته من مسيرة دعم لغزة؛ وأدعو إلى أولئك الذين يستغلون قيمنا الوطنية لتسميم شبابنا وتنمية ثقافة العنف إلى تحمل المسؤولية"، في إشارة إلى ما حدث من تحريض ضد العرب على إثر إلغاء مباراة "السوبر التركي" عبر استخدام اسم أتاتورك.

Gazze'ye destek yürüyüşünden dönerken saldırıya uğrayan vatandaşımıza geçmiş olsun dileklerimi iletiyor; millî değerlerimizi gençlerimizi zehirlemek, şiddet kültürünü büyütmek için istismar edenleri sorumluluğa davet ediyorum. https://t.co/EvSRvyHYNj — Ali Babacan (@alibabacan) January 1, 2024
والثلاثاء، قال أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في برنامج الإعلان عن أرقام الصادرات للعام 2023، إن بلاده "تواجه  تيارا من معاداة الإسلام والأجانب"، لافتا إلى أن "شخصيات المعارضة (التركية) أيضا يخدمون طوعا سياسة الكراهية هذه".

وشدد الرئيس التركي على علم بلاده "بمحاولات لإبعادها عبر مختلف الاستفزازات والخطابات الخبيثة، عن منطقتها وشركائها في المنطقة والدول الشقيقة التي تربطها بها علاقات تاريخية ودينية وإنسانية واقتصادية وتجارية قوية للغاية".

وأشار أردوغان إلى حملة التحريض الواسعة التي شهدتها تركيا ضد السياح العرب خلال فترة الصيف الماضي، والتي أدت إلى إطلاق حملات لمقاطعة السياحة التركية في العديد من الدول العربية.

ولفت إلى أنه "خلال أشهر الصيف، تم تنفيذ حملة مدعومة من الخارج لتقويض السياحة التي تعد أحد أهم عناصر الدخل في بلدنا. والآن نرى أنه تجري محاولة إحداث موجة مماثلة وبدعم أحزاب المعارضة، وهذه المرة من خلال الرياضة"، ويقصد أردوغان هنا إلغاء مباراة كأس السوبر التركي.


وتتصاعد المخاوف لدى أوساط اللاجئين والأجانب لاسيما العرب منهم، من ارتفاع حدة خطاب الكراهية الموجه ضدهم من قبل أحزاب المعارضة في الفترة القادمة على وقع تصاعد المنافسة بين الأحزاب التركية مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 31 آذار /مارس المقبل.

وفيما بدا وكأنه بداية إلى طرح ورقة اللاجئين كجزء من الدعاية الانتخابية للمعارضة كما هو الأمر في كل استحقاق انتخابي، كان رئيس بلدية إسطنبول، المعارض أكرم إمام أوغلو، فتح ملف اللاجئين المتواجدين في المدينة التركية الشهيرة خلال لقاء على قناة "سوزجو" المعارضة.

وانتقد أوغلو سياسات الحكومة التركية فيما يتعلق بملف اللاجئين، محذرا مما اعتبره وضعا خطيرا يضع إسطنبول والبلاد تحت تهديدات كبيرة، كما زعم أن البلاد ستكون أمام مشكلة كبيرة خلال 30 إلى 40 عام بسبب الطريقة التي أدارت بها السلطات التركية هذا الملف.
Bu gönderiyi Instagram'da gör TR99 (@tr99media)'in paylaştığı bir gönderi
Aslında kendilerine teşekkür etmek lazım:
Bugün bizleri bu bayrak altında birleştirdikleri için minnettarım. pic.twitter.com/tEtdyJR9wW — Nisa Çaydan (@Nisanurcaydan) January 1, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية أردوغان تركيا غزة تركيا أردوغان غزة المعارضة التركية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی السوبر الترکی pic twitter com

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان التركي: على أنقرة ودمشق حل الخلافات سريعًا والانتباه لخطر إسرائيل

أنقرة (زمان التركية) – أطلق رئيس البرلمان التركي، نعمان قورتولموش، تحذيرات ملفتة بشأن إسرائيل التي تشن غارات جوية مكثفة على لبنان بجانب حربها القائمة على قطاع غزة.

وفي تصريح لصحيفة حريات التركية، ذكر قورتولموش أنه “بات يتوجب على الجميع إدراك أن سياسة الاستيلاء على هذه المنطقة من النيل إلى الفرات التي تغذيها الصهيونية بالحجج الدينية المملوءة بجنون العظمة بلغت مرحلتها الأخيرة”.

وأضاف قورتولموش أن “تركيا هى أحد الأهداف النهائية لهذه السياسة، موضحًا أن نتنياهو وعصابته يقسمون المنطقة إلى قسمين، ألا وهما الصهاينة وشعوب الشرق الأوسط التابعة لهم”.

ووجه قورتولموش تحذيرات لدول المنطقة بهذا الصدد، قائلا: “قوة اسرائيل الكبرى لا تكمن في أمريكا ولا في التكنولوجيا العسكرية ولا هيمنتها على الإعلام الدولي ولا هيمنتها على الأوساط المالية الدولية، كل هذه الأمور تمد إسرائيل بالقوة، لكن قوة إسرائيل الكبرى تكمن في دول المنطقة، تشتيت دول المنطقة وتفريقها وتمزيقها، إن كانت شعوب الشرق الأوسط لا ترغب في الاستعباد فعليها الاتجاه للتوحد والتكاتف”.

وشدد قورتولموش على ضرورة انتباه دمشث وأنقرة، لهذا الخطر، قائلا: “على تركيا وسوريا حل المشكلات العالقة بسرعة وتجاوز مرحلة التطبيع وتفعيل الحوار الوثيق، في الوقت الذي تتخذ فيه شعوب العالم موقفا علينا تحييد الخلافات وتمكين دول المنطقة ودول الشرق الأوسط من التحرك سويا، الأمر مؤلم، ففور اندلاع الحرب الأهلية في سوريا هرب الناس إلى لبنان والآن يهربون من لبنان إلى سوريا”.

يذكر أنه قبل مغادرة أردوغان إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، قال إن تركيا لم تتلقى حتى الآن استجابة من الجانب السوري لتطبيع العلاقات بين البلدين، ومن جهة أخرى يقول الرئيس السوري بشار الأسد إنه لن يكون هناك حوار مع أنقرة بدون انسحاب تركي كامل من الأراضي السورية.

4 أسباب وراء إصرار أردوغان على لقاء الأسد

Tags: - رئيس البرلمان التركيالحرب الاسرائيلية على قطاع غزةالحرب الاسرائيلية على لبنانتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريانعمان قورتولموش

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان التركي يدعو الأحزاب لإنجاز دستور مدني ديمقراطي تشاركي
  • خبير استراتيجي: إسرائيل تريد استعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
  • بلدية دبي تستعرض مشاريع رائدة تسهم في تطوير بنية تحتية مستدامة خلال مشاركتها في “ويتيكس 2024”
  • حبيبة العرب .. محطات في حياة النجمة التركية هازال كايا بذكرى ميلادها
  • خبير بمركز الأهرام: إسرائيل تسعى لاستعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
  • هل زودت السعودية طائرات الاحتلال التي ضربت الحديدة بالوقود؟ (شاهد)
  • ما الذي قاله نائب حزب الله أمين قاسم في أول خطاب بعد اغتيال نصر الله؟
  • م. “تركي التركي” مديرًا عامًا للإدارة العامة للتحول الرقمي بالجامعة السعودية الإلكترونية
  • رئيس البرلمان التركي: على أنقرة ودمشق حل الخلافات سريعًا والانتباه لخطر إسرائيل
  • أكثر من مليار دولار قيمة الصادرات التركية للعراق خلال الشهر الماضي