3 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت أثار مخاوف متزايدة من تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط وسوف تُلقي بظلالها على العراق بصورة خاصة اذ يزيد من استعداد الفصائل المسلحة في العراق والمنطقة بشكل عام للتصعيد وتبادل التهديدات، مما ينذر بتصاعد الأوضاع وازدياد الصراعات المحتملة في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة.

و قالت مصادر أمنية لبنانية وفلسطينية إن إسرائيل اغتالت صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ضربة بطائرة مسيرة في العاصمة اللبنانية بيروت ليل الثلاثاء، مما يذكي مخاطر امتداد الحرب في غزة إلى ما هو أبعد من القطاع الفلسطيني.

والعاروري (57 عاما) هو أول قيادي سياسي بارز لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتم اغتياله منذ شنت إسرائيل هجوما شرسا جوا وبرا وبحرا على الحركة قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر إثر هجومها المباغت على بلدات إسرائيلية.

وتتبادل جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة والمتحالفة مع حماس إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر حدود لبنان الجنوبية منذ اندلاع حرب غزة في أوائل أكتوبر تشرين الأول.

وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من قبل إسرائيل من مغبة تنفيذ أي اغتيالات داخل لبنان وتوعد بالرد بقوة عليها.

وقال حزب الله في بيان يوم الثلاثاء إنه استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين بصواريخ قرب منطقة مرج بعد اغتيال العاروري.

ودأبت إسرائيل على اتهام العاروري بالمسؤولية عن هجمات دامية على إسرائيليين لكن مسؤولا من حماس قال إنه كان أيضا في “قلب المفاوضات” التي تجريها مصر وقطر بشأن تبعات الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.

ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تنفيذ الاغتيال لكن الأميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن القوات الإسرائيلية في حالة جاهزية مرتفعة ومستعدة لأي احتمالات.

وقال ردا على سؤال من مراسل عن تقارير اغتيال العاروري “أهم شيء نقوله الليلة هو أننا في حالة تركيز ويبقى اهتمامنا منصبا على قتال حماس”.

* “باستنى الشهادة”

اتهمت إسرائيل العاروري، أحد من شاركوا في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بالإشراف على هجمات حماس وتوجيهها في الضفة الغربية المحتلة لسنوات.

وقال العاروري في أغسطس آب 2023 “باستنى الشهادة وحاسس حالي طولت” في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية بالقضاء على قادة حماس سواء في قطاع غزة أو في الخارج.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني “دماء الشهيد ستشعل بلا شك جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضا وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم”. كما ندد كنعاني بانتهاك “النظام الصهيوني العدواني” سيادة لبنان وسلامة أراضيه.

وخرج مئات الفلسطينيين إلى شوارع رام الله بالضفة الغربية للتنديد باغتيال العاروري، ورددوا هتافات مطالبة بالثأر.

وتعهد الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن بمواصلة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر لحين وقف إسرائيل للحرب على قطاع غزة وحذروا من أنهم سيهاجمون سفنا حربية أمريكية إذا استهدفتهم.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن في جنوب البحر الأحمر لكن لم يتم تسجيل أي أضرار.

وفي وقت سابق أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقارير عن وقوع ما يصل إلى ثلاثة انفجارات على بعد ميل إلى خمسة أميال بحرية من سفينة تجارية بمضيق باب المندب على مسافة 33 ميلا بحريا شرقي مدينة عصب الإريترية دون ورود تقارير عن أضرار.

وأعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة مهام بحرية دولية لحماية الشحن عبر البحر الأحمر وهو مسار يؤدي لقناة السويس وتمر منه نحو ثلث سفن حاويات الشحن في العالم.

* مجمع الشفاء الطبي

اندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 واحتجاز نحو 240 واقتيادهم إلى قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن 207 أشخاص قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية مما رفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 22185 فيما يقرب من ثلاثة أشهر من الحرب.

وتقول إسرائيل إنها تحاول تجنب إيذاء المدنيين وتلقي بالمسؤولية في ذلك على حماس وتقول إن مقاتليها يندسون بين المدنيين وهو اتهام تنفيه حماس.

وأثار استهداف إسرائيل لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة في نوفمبر تشرين الثاني قلقا دوليا على مصير المدنيين والمرضى داخله.

وقالت إسرائيل إن حماس استخدمت أنفاقا تحت المجمع كمقر لها وتستخدم المرضى دروعا بشرية.

وقال مسؤول أمريكي يوم الثلاثاء نقلا عن معلومات مخابرات رفعت عنها السرية إن تقييم أجهزة مخابرات أمريكية يشير إلى أن حماس وحركة الجهاد استخدمتا مجمع الشفاء الطبي في غزة للإشراف على قيادة القوات واحتجاز بعض الرهائن لكنهما أخلتا المجمع غالبا قبل أيام من دخول القوات الإسرائيلية إليه.

 

* مقترح وقف إطلاق النار

قبل وقت قصير من مقتل العاروري، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي يعيش أيضا خارج قطاع غزة، إن الحركة سلمت ردها على اقتراح وقف إطلاق النار المصري القطري.

وأكد مجددا أن شروط حماس تتضمن وقفا كاملا للهجوم الإسرائيلي مقابل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين.

وقال “بعد دراسة الأفكار بإيجابية قدمت الحركة لقطر ومصر موقفها ورؤيتها التي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة”.

وأضاف هنية “لن يطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة… قلنا ونكرر لن تمر مؤامرة التهجير”.

وتعتقد إسرائيل بأن 129 لا يزالون محتجزين في قطاع غزة بعد إطلاق سراح بعضهم خلال هدنة قصيرة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني ومقتل آخرين في ضربات جوية ومحاولات إنقاذ أو هروب.

وتعهدت إسرائيل بمواصلة القتال لحين القضاء على حماس لكن لم يتضح بعد ما الذي تخطط لفعله بالقطاع إذا نجحت في السيطرة عليه وما مدى تأثير ذلك على آفاق قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وفي واشنطن، نددت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء بتصريحات الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير الداعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ووصفتها بأنها “تحريضية وتفتقر للمسؤولية”.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: اغتیال العاروری یوم الثلاثاء فی قطاع غزة لحرکة حماس

إقرأ أيضاً:

قد يشمل منشآت نفطية ونووية.. إسرائيل تخطط لرد قوي على إيران

كشف موقع "أكسيوس" الإخباري أن إسرائيل سترد بقوة على الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي وقع أمس الثلاثاء، مشيرا إلى أن الرد سيكون في غضون أيام، وأنه سيستهدف منشآت نفطية داخل إيران.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين تحذيرهم من حرب إقليمية شاملة وأن إسرائيل ستشن "ردًا قويًا" على الهجوم الصاروخي الضخم في غضون أيام والذي قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.

كانت طهران، هددت الثلاثاء بأنه إذا ردت إسرائيل بقوة على ما يقرب من 200 صاروخ أطلقتها، فإنها ستهاجم مرة أخرى.

وهدّد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري بضرب "كل البنى التحتية" في إسرائيل إذا ما هاجمت الأخيرة بلاده ردّا على إطلاق إيران مساء الثلاثاء حوالى 200 صاروخ بالستي فرط صوتي على إسرائيل.

وقال باقري عبر التلفزيون الحكومي إنّ القصف الصاروخي الذي تعرّضت له إسرائيل مساء الثلاثاء "سيتكرّر بقوة أكبر، وكلّ البنى التحتية للكيان (الإسرائيلي) سيتمّ استهدافها"، وفقا لفرانس برس.

وقال المسؤولون الإسرائيليون، بحسب أكسيوس، إن جميع الخيارات ستكون على الطاولة، بما في ذلك الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.

وقال مسؤول إسرائيلي: "لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على الهجوم، لكننا نأخذ في الاعتبار احتمال أن يذهبوا بكل قوتهم، وهو ما سيكون لعبة مختلفة تمامًا".

ووفقا لأكسيوس، فإن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي أيضًا احتمالات.

 

وقد يشمل الرد الإسرائيلي غارات جوية من طائرات مقاتلة فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي قتلت زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار، أمس الثلاثاء، إلى الخطوة التالية لإسرائيل، وقال في مقطع فيديو نشره مكتبه: "ارتكبت إيران خطأً فادحًا الليلة وستدفع ثمنه".

وأضاف نتنياهو: "النظام في إيران لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وتصميمنا على الرد على أعدائنا. سوف يفهمون. سنلتزم بالقاعدة التي أسسناها: من يهاجمنا، سنهاجمه".

وقال مسؤولان إسرائيليان إن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي أمس انتهى بعد عدة ساعات بتفاهم على أنه سيكون هناك رد عسكري إسرائيلي ولكن دون قرار واضح بشأن ماهية هذا الرد.

وأوضح مسؤول إسرائيلي كبير لأكسيوس أن أحد أسباب عدم اتخاذ قرار في اجتماع مجلس الوزراء هو أن المسؤولين الإسرائيليين يريدون التشاور مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وبينما سترد إسرائيل بمفردها، فإنها تريد تنسيق خططها مع الولايات المتحدة بسبب التداعيات الاستراتيجية للموقف.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن أي هجوم إيراني آخر ردًا على رد إسرائيلي سيتطلب تعاونًا دفاعيًا مع القيادة المركزية الأميركية، والمزيد من الذخائر للقوات الجوية الإسرائيلية وربما أنواع أخرى من الدعم العملياتي الأميركي.

وقال بايدن يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان الرد على الهجوم الإيراني و"يبقى أن نرى" ما ستكون النتيجة.

وقال مسؤول أميركي في المحادثات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة أوضحت أنها تدعم الرد الإسرائيلي لكنها تعتقد أنه يجب أن يكون مدروسًا.

وقال بايدن إنه سيتحدث مع نتنياهو بشأن الرد على الهجوم الإسرائيلي.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المكالمة يمكن أن تتم يوم الأربعاء قبل عدة ساعات من عيد رأس السنة اليهودية.

مقالات مشابهة

  • ما هو ثمن اغتيال حسن نصر الله؟
  • عاجل.. أول رد من «السنوار» على اغتيال نصر الله.. تفاصيل عملية جديدة لـ«حماس» في قلب إسرائيل
  • حرب مدمرة باتت وشيكة.. إسرائيل تعلن عزمها توجيه ضربة عسكرية لإيران
  • قد يشمل منشآت نفطية ونووية.. إسرائيل تخطط لرد قوي على إيران
  • وزير الخارجية الإيراني: ردنا على إسرائيل انتهى
  • ضربة قوية لاقتصادها.. ستاندرد آند بورز تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني
  • هجوم إيران.. إسرائيل تتحدث عن الرد المؤلم والثمن
  • إسرائيل تحت النار.. الشرق الأوسط على شفا "الحرب الشاملة"
  • النفط يقفز 3% بعد أنباء عن ضربة صاروخية إيرانية على إسرائيل
  • فوضى السفر في إسرائيل.. شركات الطيران تتلقى ضربة جديدة