نشرت مجلة "ايكونوميست" مقالاً قالت فيه إنه مع نهاية عام 2023، فقد انتشرت القوات الإسرائيلية في معظم أنحاء قطاع غزة، وتعمل فرقة مدرعات بمدينة غزة وتقاتل آخر كتيبة سليمة وصامدة من القوة المسلحة لـ"حماس".

وأشارت المجلة إلى أن سبع فرق قتالية من جيش الاحتلال تقاتل في خانيونس، ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، ويُعتقد أن فيها قيادة "حماس" وما يقارب من 130 رهينة إسرائيلية، منوهة إلى أن قادة الاحتلال يعترفون خلف الكواليس بأن هذه قد تكون آخر الهجمات الواسعة النطاق في الحرب.



وذكرت أن إسرائيل تستعد لحرب طويلة في غزة، قد يتغير شكلها قريبا، لكن نهايتها أو استعادة الاستقرار الإقليمي لا تلوح في الأفق.

ولفتت إلى أنه في الأسابيع الأخيرة أخذ الجيش الإسرائيلي الصحفيين إلى الأنفاق التي حفرتها "حماس" تحت غزة، بهدف تعزيز الرسالة القائلة بأن الحركة التي حكمت غزة لأكثر من 16 عاماً، قامت ببناء بنيتها التحتية العسكرية تحت مباني السكان المدنيين بما في ذلك المستشفيات والمدارس.

اضافة-اعلان-كورونا
وبحسب المجلة، فإن إسرائيل تخوض حرباً من أجل الرأي العام العالمي إلى جانب حملتها العسكرية، وتزعم أن سبب عدد القتلى الكبير بين الفلسطينيين يعود إلى الطريقة التي تحمي بها "حماس" مقاتليها ووضعهم بين المدنيين.

وتابعت: "يحاول الجيش الإسرائيلي إيصال رسالة عسكرية أكثر وضوحاً، مفادها أنه يجب تدمير شبكة الأنفاق بأكملها التي تمتد مئات الكيلومترات تحت غزة، ولكن هذا الأمر يستغرق عدة أشهر أخرى من الاحتلال العسكري وسلسلة مرهقة من المناشاوت الدموية مع من تبقى من مقاتلي ’حماس’ ".

وأكدت المجلة أن جيش الاحتلال يقوم بتهيئة الإسرائيليين والحلفاء في الخارج لفترة طويلة من الحرب، مشيرة إلى أن الحرب تلحق ضررا في الاقتصاد الإسرائيلي وتسبب اضطرابا عميقا.

وتطرقت إلى تسريح عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الأسابيع الأخيرة، ومعظمهم من وحدات الدعم القتالي، مضيفة أنه تم تحديد مواعيد مبدئية لتسريح العديد من الجنود الآخرين في أواخر الشهر الجاري، لكن تم إبلاغهم بأنه سيتم استدعاؤهم في وقت ما عام 2024.

وذكرت المجلة أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي وصفت عام 2024 بأنه "عام الحرب"، بينما تقوم القوات الخاصة بغارات على ما تبقى من قوات لحركة حماس والوحدات الهندسية لتدمير الأنفاق ومخابئ الأسلحة.

اضافة-اعلان-كورونا
ونوهت إلى أن الإدارة الأمريكية تمثل مصدراً رئيسياً للضغط على إسرائيل، مبينة أنها تريد من حكومة نتنياهو تقليص العمليات الهجومية، والبدء في التركيز على الأزمة الإنسانية في غزة، والبدء في إنشاء حكومة محلية جديدة في غزة تعتمد على السلطة الفلسطينية التي تدير الآن أجزاء من الضفة الغربية تحت أعين إسرائيل.

وأوضحت أنه تم تهجير ما لا يقل عن 1.6 مليون فلسطيني في غزة من منازلهم، ومتواجدون الآن في جنوب قطاع غزة، لافتة إلى أن ضابطا بمخابرات الاحتلال يؤكد أن "حماس" لم تعد تعمل الآن كمنظمة عسكرية، فقد اختفى معظم هياكل القيادة الخاص بها، لكن لا يزال لديها عدد كبير من المقاتلين الذين عادوا إلى أسلوب حرب العصابات.

وبيّنت أن مقاتلي "حماس" يخرجون من الأنفاق بأعداد صغيرة ويحاولون نصب كمائن لقوات الاحتلال، زاعمة أن جيش الاحتلال نجح في وقف معظم عمليات إطلاق الصواريخ التي تقوم بها حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية.

وأشارت المجلة إلى أن القيادة السياسية لحركة حماس في الخارج تجري مفاوضات في مصر، للتوصل إلى اتفاق ثانٍ لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وقد يتطلب هذا هدنة تدوم عدة أسابيع وتوفر بعض الراحة الحيوية للمدنيين في غزة.

وتابعت: "يقال إن زعيم ’حماس’ في غزة يحيى السنوار الذي أمر بهجوم السابع من أكتوبر، يستخدم حق النقض ضد بعض المقترحات في القاهرة، ويصر على شروط أكثر صرامة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين، ومن بينهم نساء ورجال كبار السن وعدد صغير من الجنود".

وأفادت المجلة بأنه سوف تشمل هذه المرة الهدنة إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين، ومعظمهم ينحدر من الضفة الغربية.

وشددت على أن جيش الاحتلال لم يحقق بعد هدفه الرئيسي والمتمثل في قتل أو اعتقال كبار قادة "حماس"، وكذلك إنقاذ الرهائن الإسرائيليين المتبقين، منوهة إلى أن علامات الإحباط بدأت تتسلل للإسرائيليين.

ونقلت المجلة عن تايمر هايمان الجنرال السابق بجيش الاحتلال قوله: "كان من الواضح منذ البداية أن الأمر يحتاج إلى حملة تستغرق عدة أشهر لتحقيق أهداف الحرب، لكن هناك الآن شعور بخيبة الأمل".

اضافة-اعلان-كورونا
وكان نتنياهو، الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي منذ بدء الحرب، يدلي بتصريحات منمقة تهدف إلى دعم قاعدته القومية المضطربة. وفي 26 كانون الأول/ ديسمبر قال أثناء زيارة إلى قاعدة للاستخبارات العسكرية: "إننا نواصل الحرب ونكثف القتال في جنوب قطاع غزة وفي أماكن أخرى، وسنقاتل حتى النهاية".

ومع ذلك وبينما كان مبعوثو نتنياهو في واشنطن والقاهرة لمناقشة تفاصيل هدنة محتملة وكيفية تسليم غزة إلى سلطة جديدة، فإن جنرالاته كانوا يخططون بهدوء لتقليص الحملة. وفي الأسبوع الماضي، دعا مستشاره للأمن القومي إلى "هيئة حكم فلسطينية معتدلة تتمتع بدعم وشرعية واسعة النطاق" للسيطرة على غزة.

وتخشى أمريكا أن تؤدي الحرب في غزة إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط الكبير. وتزايدت الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل. وتتعرض القوات الأمريكية في العراق لإطلاق نار من المليشيات المدعومة من إيران. وفي 24 كانون الأول/ ديسمبر، قُتل جنرال إيراني في سوريا، على الأرجح في غارة جوية إسرائيلية. ولا تزال مليشيا الحوثي تهدد الملاحة الدولية من قواعدها في اليمن. ويقال إن الرئيس جو بايدن بدأ ينفد صبره إزاء تصريحات نتنياهو المتناقضة.

وختمت المجلة بقولها: "قد يتغير شكل الحرب قريبا. ولكن نهايتها ــ وأي استعادة للاستقرار الإقليمي ــ لا تلوح في الأفق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة حماس جيش الاحتلال الحرب الفلسطينيين فلسطين حماس غزة الاحتلال جيش صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يُدمر آليات الإنقاذ استهدافًا للأمل في النجاة.. مقترح جديد لوقف الحرب في غزة وسط تصعيد متواصل

البلاد – رام الله
في ذروة قصف جوي ومدفعي إسرائيلي أودى بحياة عشرات الفلسطينيين بغزة خلال ساعات، وبينما تتصاعد الإدانات لاستهداف آليات الإنقاذ، كشفت مصادر مطلعة عن طرح الوسطاء مقترحًا جديدًا لوقف الحرب في القطاع، يتضمن هدنة طويلة تمتد ما بين خمس إلى سبع سنوات، مع احتمال تمديدها حتى عشر سنوات، في مقابل الإفراج المتبادل عن الأسرى وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

وبحسب ما أوردته “بي بي سي”، فإن المقترح الجديد يتجنب الإشارة إلى نزع سلاح “حماس”، باعتباره “سلاحًا خفيفًا وشأنًا فلسطينيًا داخليًا”، كما يقصر مغادرة القطاع على عدد محدود من قيادات الحركة. وأوضح مسؤول فلسطيني مطلع أن الصيغة الجديدة تهدف إلى إنهاء الحرب رسميًا، وتضمنت استعداد “حماس” لتسليم السلطة في غزة “لأي جهة فلسطينية يتم الاتفاق عليها إقليميًا”، وسط ترجيحات بأن تكون السلطة الفلسطينية أو هيئة إدارية جديدة.
في هذا السياق، غادر وفد من “حماس” برئاسة خليل الحية العاصمة القطرية الدوحة، متوجهًا إلى القاهرة لبحث “أفكار جديدة” مع الوسطاء. وأشارت المصادر إلى أن المقترح الحالي قوبل بمرونة غير مسبوقة من “حماس”، التي كانت قد رفضت مقترحًا سابقًا قبل أيام قليلة، ما يعكس جدية في التعاطي مع الجهود الراهنة، رغم عدم صدور أي رد رسمي من الجانب الإسرائيلي حتى الآن.
بموازاة الحراك الدبلوماسي، واصلت طائرات الاحتلال قصفها العنيف لمختلف مناطق قطاع غزة، أمس الثلاثاء، ما أدى إلى استشهاد 60 فلسطينيًا على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وسقوط عشرات الجرحى، بينهم أطفال ونساء. واستهدفت الغارات بشكل متزامن آليات وجرافات كانت مخصصة لإنقاذ العالقين وإزالة الركام، بعضها يعود للبلديات ولأفراد فلسطينيين وبعضها الآخر يتبع لشركات مصرية عاملة في القطاع، لا سيما في خان يونس وجنوب مدينة غزة.
وفي هذا الإطار، أدان “المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا” ما وصفه بـ “الجريمة البشعة” المتمثلة في تدمير الجرافات والمعدات الثقيلة، معتبرًا أن استهداف ما تبقى من أدوات الإنقاذ هو محاولة متعمدة لطمس الأدلة وإخفاء آثار الجرائم، ويُعد امتدادًا مباشرًا لجريمة الإخفاء القسري التي تطال آلاف الضحايا، لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض منذ أسابيع طويلة دون أن يتمكن ذووهم من دفنهم.
وأكد المركز أن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى مستوى جرائم الحرب، مشددًا على أن حرمان المدنيين من أدوات الإنقاذ يمثل استهدافًا مباشرًا لحقهم في الحياة والكرامة والعدالة. كما نبّه إلى أن قوات الاحتلال سبق أن استهدفت العشرات من معدات الإنقاذ خلال الأشهر الماضية، في تصعيد ممنهج ضد كل ما يربط المدنيين بالأمل أو النجاة.
ورغم قتامة المشهد وتواصل المجازر، فإن المقترح الجديد الذي يحمل في طياته وقفًا طويلًا لإطلاق النار، وإشارات إلى استعدادات فلسطينية لإعادة تشكيل المشهد السياسي، أعاد تحريك المياه الراكدة في مسار المفاوضات. وبينما تترقب الأطراف الإقليمية والدولية ردًّا من إسرائيل، تبقى الآمال معلقة على فرص إنقاذ المدنيين، وإنهاء هذه الحرب التي لا ذنب لهم فيها.

مقالات مشابهة

  • خيبة أمل إسرائيلية: بقاء حماس على حدودنا يُكذّب مزاعم الانتصار
  • جيروزاليم بوست: وفد إسرائيلي يغادر قريبا لإجراء محادثات بشأن الأسرى
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
  • الاحتلال يُدمر آليات الإنقاذ استهدافًا للأمل في النجاة.. مقترح جديد لوقف الحرب في غزة وسط تصعيد متواصل
  • نبي الغضب يدق ناقوس الخطر
  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
  • لواء جولاني الإسرائيلي يفقد 114 من مقاتليه وضباطه منذ بدء الحرب
  • صفقة الأسرى في مهب الريح.. إسرائيل تصعّد وحماس تُصر على اتفاقات تنهى الحرب
  • من أجل الضغط على حماس الاحتلال يدرس إعادة اعتقال الأسرى المحررين
  • 3 إصابات في صفوف جيش الاحتلال جراء انفجار عبوة ناسفة شمال غزة