وكيل الأزهر يثمن جهود «مؤسسة البحث العلمي» في دعم وتشجيع القراءة
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن القراءة هي مفتاح العلم، مؤكدًا أن الأمة التي لا تقرأ، أمة تغامر بحاضرها ومستقبلها، ولا تأخذ عبرة من ماضيها، لافتًا إلى أنه إذا كانت القراءة واجبة على المجتمعات لتحقيق التحضر والتقدم؛ فإنها تكون أكثر وجوبًا على أمة الإسلام التي أمرها رب العالمين في أول نزول للوحي بقوله: «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، مشددًا على أنه لا يجوز في عرف الإسلام الذي أمر بالعلم أن يتخلف المسلمون عن العلوم ومدارستها وتوليدها، ولا أن يعيشوا بمعزل عنها.
وأعرب وكيل الأزهر، خلال كلمته اليوم بالحفل الختامي للدورة الثالثة للمشروع الوطني للقراءة، عن سعادته الغامرة، لمشاركته في هذا الملتقى الفكري الراقي، الذي يضم شباب المستقبل ومثقفي الغد الذين يحملون هموم الأمة، ويسعون بكل جهد لبناء مستقبل مشرق لأمتنا العربية التي أثرت العالم فكرًا وثقافة، ووضعت أسس التقدم العلمي الذي نعيشه وتنطلق منه حضارة اليوم، مؤكدًا حرصه على متابعة أعمال «المشروع الوطني للقراءة»؛ لإسهامه في تنمية الوعي بأهمية القراءة، وتمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار، ودعم قيمهم الإسلامية والإنسانية؛ وإحداث نهضة عبر جعل القراءة أولوية لدى المجتمع.
وأوضح وكيل الأزهر أن ترويض النفس وتربيتها على القراءة من أنجح السبل لبناء النفس، خاصة إذا بدأ مع الإنسان في مقتبل حياته، داعيّا الشباب إلى إدامة النظر في الكتب والمؤلفات، قائلًا " لا عجب إن قلنا إن القراءة جهاد"، وأنه مهما كانت الصوارف والشواغل فإن جدية الإنسان وهمته وإرادته، وحرصه على بناء شخصيته، وإدراكه لرسالته وأدواره تقوض كل تلك الأسباب، ومن هنا يجب أن يتنبه شبابنا وأولادنا لأهمية القراءة، وضرورة مجاهدة النفس عليها؛ حتى تصبح رغبة ثابتة، خاصةً في ظل مزاحمة وسائل التواصل الاجتماعي، وسرقتها لأعمار الشباب في غير فائدة تذكر، إلا ما رحم الله من شباب نابهين يعرفون كيفية استثمار عطاء العصر فيما ينفع.
ونبه وكيل الأزهر، على أنه يكفينا أن نتأمل خريطة العالم لنرى ما يجري فيها من تلاعب وعبث ومقامرة بالمجتمعات وأحلام أهلها، دون شعور بوخز من ضمير حي يتألم لمشاهد القتلى والجرحى والثكلى والمهجرين والنازحين في غزة العامرة. ناهيك عما يستباح من محظورات شرعية وإنسانية، لافتا إلى أنه كان من الممكن أن يكفينا الواقع شر هذا، لو أن المنظمات الدولية قامت بما أعلنته في مواثيقها ولوائحها، ولكن المواثيق واللوائح والمعاهدات لا تعرف الطريق إلى بعض المجتمعات! ثم أنى تكون عدالة هذه المواثيق والمعاهدات والقائمون على حراستها يمنحون الأمن والسلام والرخاء من يشاءون، ويمنعونه عمن يشاءون؟!.
ولفت وكيل الأزهر إلى أنه إذا كانت الأمة تعاني من تكالب أعدائها، وخذلان أوليائها؛ فإن الواجب على شباب الغد أن يعوا الواقع، وأن يقرأوا التاريخ، وأن يستنطقوا الوثائق، وأن يفهموا حراك الحياة من حولهم، وأن يكتبوا تاريخهم بأيديهم، وألا يخدعوا عن الواجب تجاه الأمة، وأن يكونوا استمرارا لماض عريق كانت الأمة فيه رائدة العلوم والفنون عبر قراءة منهجية منتجة.
وفي ختام كلمته، توجه وكيل الأزهر بالشكر والتقدير للمؤسسات الداعمة للقراءة، مؤكدا أنها تضيف بقراءة أبنائنا إلى عمر الأمة أعمارا جديدة، خاصا بالشكر «مؤسسة البحث العلمي» بقيادة نجلاء الشامسي، رئيس مؤسسة البحث العلمي «مصر- دبي»، والأمين العام للمشروع الوطني للقراءة، على ما تقدمه من جهود تعزز الحس الوطني لدى المشاركين، وتثرى البيئة الثقافية داخل مؤسساتنا التربوية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قراء بحث علمي الأزهر وكيل الأزهر وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
هيئة كبار العلماء: التوكل على الله أساس نهضة الأمة الإسلامية
قال الدكتور أحمد همام، مدير عام هيئة كبار العلماء، إن التوكل على الله والأخذ بالأسباب مساران وليس مسار واحد، ولا بد أن نأخذ بكليهما، أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية، فتوكل فقط دون أخذ بالأسباب يعد تواكلا، وهو مرفوض في الإسلام، والأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله والتوكل عليه شرك بالله تعالى.
وأضاف أنه لا بد أن يكون هناك يقين قلبي بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، يعطي بالسبب ويمنح بالسبب ويمنع بالسبب، ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم، أن السيدة مريم، ورغم حالتها الصحية، قد أخذت بالأسباب، فرغم ما عانته من مخاض وغير ذلك من مصاعب، إلا أن الله أمرها بالأخذ بالأسباب، فتلك المرأة الضعيفة كيف تهز النخلة، لكن كان عليها أن تطيع الله فيما أمرها به، وأن تتوكل عليه وتأخذ بالأسباب ليتحقق لها ما تريد.
وبين خلال درس التراويح، اليوم الجمعة، بالجامع الأزهر، والذي جاء تحت عنوان: "التوكل على الله"، أن تاريخنا الإسلامي حافل بالنماذج، ففي معركة العاشر من رمضان على سبيل المثال، تحقق النصر لقواتنا المسلحة بعد التوكل على الله مع الخذ بالأسباب، فقد صاح جنودنا "الله أكبر الله أكبر"، فما كان إلا أن سخرت تلك الصيحة لهم الكون كله، سخرت لهم السماء والأرض والماء وكل شيء ذلل بهذه الصيحة، ثم أخذ الجيش بالأسباب من تدريب شاق، ومن تجنيد فئة من الشباب المتعلمين من أبناء مصر، يأخذون بالأسباب العملية وبأسباب الحرب الحديثة، وما كان نتاج ذلك من أخذ بالأسباب وتوكل على الله إلا أن تحقق النصر لنا، فعلى الأمة الإٍلامية التوكل على الله لتحقق ما تنشده من نهضة وتقدم، مع الأخذ بأسباب هذه النهضة حتى تتحقق لها.
واختتم مدير عام هيئة كبار العلماء، أن الله قد خلق الخلائق، وأودع النواميس الكونية والأسباب التي تسير بقائها، وخلق آدم بيديه وخلق من ضلعه حواء، وجعل للنسل أسبابه، فلا بد من الزواج لمن أراد ذرية، كما جعل تعالى الماء سببا في الحياة ودفعا للعطش، وسببا في الإنبات، وجعل الغذاء والطعام دفعا للجوع، وجعل الدواء سببا في الشفاء، وجعل المذاكرة سببا في النجاح والتفوق، فعلينا أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وقد قدم لنا نبينا "صلى الله عليه وسلم" الدليل العملي في قوله: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا"، فهذه الطير تتوكل على الله، ولا تنتظر في عشها الرزق، بل تأخذ بالأسباب.