اعتداءات المستوطنين بالضفة.. وتيرة متصاعدة برعاية جيش الاحتلال وقوانينه
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شن المستوطنون هجمات عنيفة طالت الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية، ونفّذ المستوطنون منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حتى نهاية العام الماضي نحو 750 اعتداء ضد الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة المحتلة.
كما نزح -بسبب العنف الذي يمارسه المستوطنون في الضفة- 198 أسرة فلسطينية من نحو 15 مجتمعا رعويا بدويًا، وبواقع 1208 أشخاص منهم 586 طفلاً.
ويؤكد مدير التوثيق بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمير داود للجزيرة نت أن هناك زيادة كبيرة جداً وخطيرة في اعتداءات المستوطنين مقارنة بالسنوات الماضية، إذ بلغت منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم 745 اعتداء.
وقال أيضا إن عدد شبان التجمعات البدوية الذين استشهدوا برصاص المستوطنين في المناطق منذ بداية 2023 بلغ 22 شهيدا، بينهم 10 شهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب داود، فإن المواطنين منعوا من الوصول إلى نحو 134 ألف دونم من الأراضي الزراعية القريبة من المستوطنات لقطف ثمار الزيتون هذا العام، إضافة إلى 295 ألف دونم من الأراضي الواقعة خلف الجدار الفاصل.
زيادة وتيرة العنف
وذكر سهيل خليلية مدير وحدة مراقبة الاستيطان بمعهد أريج أنهم رصدوا منذ بداية 2023، في الضفة الغربية والقدس، أكثر من 200 مخطط إسرائيلي لبناء أكثر من 25 ألف وحدة استيطانية على أكثر من 13 ألف دونم.
وأضاف للجزيرة نت أنهم سجلوا أكثر من ألفي حالة اعتداء من قبل المستوطنين منذ بداية العام، وكانت النسبة الأكبر منها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، مؤكدا أن هناك زيادة في عنف المستوطنين، في عدده ونوعيته، من حيث الاعتداء بالسلاح الناري والاعتداء الجسدي.
ومنذ معركة طوفان الأقصى، اتخذ وزراء بالحكومة الإسرائيلية عددا من القرارات، دفعت المستوطنين لزيادة اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، أبرزها خطة توزيع السلاح التي يمضي بها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وخطة المناطق العازلة في محيط المستوطنات التي يسعى خلفها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
تعطيل القوانين
من جهته، يؤكد الناشط في "مقاومة الاستيطان" بمنطقة جنوب نابلس بشار القريوتي للجزيرة نت أن وتيرة الاعتداءات في منطقة وسط الضفة زادت بشكل كبير، حيث يوجد تجمعات استيطانية تعيش فيها عصابات "تدفيع الثمن". وأصبحت تستغل الوضع الأمني للانتقام من هذه القرى التي تعيش بين بؤر استيطانية متطرفة.
وأوضح القريوتي أن تسليح المستوطنين وتجنيدهم في الجيش منحهم كل الصلاحيات لإطلاق الرصاص على المواطنين واقتحام منازلهم وتخريب ممتلكاتهم، مشيرا إلى اعتداءات المستوطنين التي حدثت في بلدة قصرة قرب نابلس، والتي أسفرت عن استشهاد 5 مواطنين وجرح نحو 20.
ويلفت الانتباه إلى أمر شديد الخطورة وهو أن المؤسسات الحقوقية توقفت عن العمل، وكذلك توقفت الشرطة الإسرائيلية عن استقبال الشكاوى، ومنح المستوطنون كل وسائل الحماية من قبل الشرطة والجيش والحكومة.
وتاليا، رصد لبعض الانتهاكات والاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق التجمعات البدوية بالضفة، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وحدات استيطانية جديدة في بلدة سنجل شمال رام الله بنيت خلال الحرب (الجزيرة) وادي السيقيعتبر تجمع "وادي السيق" البدوي شرق رام الله -الذي يؤوي نحو 40 أسرة فلسطينية- من أبرز التجمعات البدوية التي نزحت خلال الحرب على غزة.
ويروي عبد الرحمن كعابنة رئيس تجمع "وادي السيق" أن هجمات المستوطنين عليهم بدأت قبل عام، وتضمنت الهجوم على المراعي والبيوت والمواشي واعتقال الجيش للشبان، إلا أن الوضع اختلف بعد العدوان على غزة.
وفي حواره مع الجزيرة نت، قال كعابنة إن المستوطنين الذين تعودوا على مشاهدتهم بلباس مدني كرعاة للمواشي بالمنطقة ارتدوا لباس الجيش وصاروا مسلحين، وشرعوا باقتحام التجمع وفرض حظر التجول عليهم لدرجة منع الخروج من داخل الخيمة مسافة 10 أمتار.
وليلة 12 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، هجموا على التجمع، واعتدوا بالضرب على الشبان، وأطلقوا النار في الهواء، وطردوا السكان ولم يسمحوا لهم بأخذ أي شيء سوى بعض المواشي.
وخلال تلك الليلة تم تهجير 40 عائلة، والاستيلاء على البيوت وخزانات المياه والسيارات والخلايا الشمسية وكل شيء "كان المشهد أشبه بالنكبة، حيث واصلنا السير 3 ساعات في الليل حتى وصلنا مشارف بلدة رمون شرق رام الله" كما يقول أحد السكان.
شرق خط ألونويفيد الصحفي فارس كعابنة أنه تم إخلاء جميع التجمعات الواقعة في الشريط الشرقي لخط "ألون" الاستيطاني الذي كان يفصل بين أراضي الضفة والمناطق المحتلة عام 1948، ويمتد وسط الضفة من حاجز "زعترة" جنوب نابلس وحتى حاجز "كرملو" شرق رام الله.
وقال للجزيرة نت إن هذه منطقة انتشار تاريخي للتجمعات البدوية ومركز للبداية الفلسطينية، مشيرا إلى أن عملية الإخلاء للتجمعات البدوية، بمنطقة شرق رام الله، بدأت منذ حوالي سنتين، وحتى اليوم تم إخلاء 11 تجمعاً بدويا، بعضها موجود منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأوضح أن هذه التجمعات تعرضت لهجمات مستمرة، ومنع الوصول إلى مصادر المياه أو مناطق الرعي، وسرقت الأغنام والممتلكات، وعمليات الهدم مستمرة، فهي تعيش في حالة خطر دائم.
آثار هدم مساكن فلسطينية بمنطقة مسافر يطا (الجزيرة) مسافر يطّالا يختلف المشهد في "مسافر يطا" جنوب الخليل، فبحسب منسق "لجان الحماية والصمود" فؤاد العمور، فإن ما يجري منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول سياسة إستراتيجية للاحتلال، حيث سيطر المستوطنون على جميع الأراضي التي كان ينوي الاحتلال السيطرة عليها قبل الحرب عبر الإدارة المدنية بحجج قانونية.
وقال إن المستوطنين رتبوا صفوفهم طوال السنوات الماضية، واستغلوا هذه الحرب، وصار معظمهم الآن من الجنود، وينتشرون في المنطقة بزي عسكري.
وقال العمور -في حواره مع الجزيرة نت- إن المستوطنين يمارسون عدة أشكال من الاعتداءات، أدت في المحصلة إلى رسم خارطة جديدة لجميع التجمعات في مسافر يطا، وتم تهجير تجمعي "زنوتا" وخربة ودادي وغيرهما بشكل كامل.
كما قام المستوطنون بوضع عدد كبير من الخيم على رؤوس الجبال، مما أدى للسيطرة على عشرات الدونمات من الأراضي المحيطة بها.
الأغوار الشماليةأدت اعتداءات المستوطنين في الأغوار الشمالية لتهجير نحو 22 عائلة فلسطينية، تحديداً من مناطق جنوب "عين شبلي" وجنوب "النصارية" ومنطقة "سمره" و"الفارسية" و"خلة حمد".
وبحسب الناشط الحقوقي في الأغوار الشمالية عارف دراغمة فإن هناك أكثر من 50 عائلة فلسطينية أخرى تخشى العودة على "مشاتيها" (مناطق تنتقل إليها خلال فصل الشتاء) في الأغوار بسبب عربدة المستوطنين.
فلسطينيون يتجمعون بمبنى سيطر عليه المستوطنون بقرية الرشايدة شرق بيت لحم (الجزيرة) عرب الرشايدةونفذ مستوطنون -بواسطة طائرة مسيرة- اعتداء جديدا طال خيمة الفلسطيني محمد عواد الرشايدة، في تجمع عرب الرشايدة شرقي بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، مما أدى لاحتراق الخيمة، ونجاة ساكنيها بمعجزة.
ووصف مدير مكتب "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" بمحافظة بيت لحم حسن بريجة الاعتداء بالتطور الخطير وغير المسبوق، حيث تضمن سكب مواد حارقة الأربعاء يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما أدى لاحتراق خيمة "الرشايدة" بينما نجا أفراد أسرته البالغ عددهم 9 أفراد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اعتداءات المستوطنین أکتوبر تشرین الأول شرق رام الله للجزیرة نت منذ بدایة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية نحو طولكرم ويعتقل 15 فلسطينيا بالضفة
دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتعزيزات عسكرية إلى مدينة طولكرم، وواصل اقتحاماته في عدة بلدات بالضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 4 فلسطينيين واعتقال 15 آخرين منذ فجر اليوم الثلاثاء وفق مصادر فلسطينية.
وقالت مصادر إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دفع بتعزيزات عسكرية إلى مدينة طولكرم مصحوبة بجرافات، ونشر قناصته في عدة مواقع بالمدينة وفي محيط مخيمي نور شمس وطولكرم.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت في عملية تجريف شوارع وبنية تحتية في عدة مواقع بمدينة طولكرم.
وأفادت مصادر للجزيرة بوقوع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت طولكرم فجر اليوم، وحاصرت منزلا في حي ذنابة واعتقلت مواطنا فلسطينيا.
تغطية صحفية: مشاهد توثق بدء تشييع جثمان هاني بني عودة الذي ارتقى باشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في بلدة طمون بطوباس. pic.twitter.com/JZAbZpGels
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) November 5, 2024
مداهمات وتفتيشوفي محافظة طوباس، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مخيم الفارعة للاجئين جنوبي المحافظة، وسط مداهمة عدة منازل وتفتيشها.
وفي بورين ومادما جنوبي نابلس، شمال الضفة المحتلة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية نفذ خلالها سلسلة اقتحامات طالت عشرات المنازل، حيث عاثت قواته فسادا في منازل المواطنين بالبلدتين، واعتقلت عددا من السكان.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال أغلق طرقا في بلدتي بورين ومادما بالسواتر الترابية وحظر التجوال فيها.
شهداءوأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عمليات اقتحام وقصف جوي في بلدة طمون بمحافظة طوباس وقرية الشهداء بجنين شمالي الضفة الغربية.
وأوضحت الوزارة أن اثنين من الشهداء من عائلة واحدة تعرضت لقصف جوي نفذته قوات الاحتلال على منزل في قرية الشهداء قرب قباطيا جنوبي جنين.
كما أعلنت وزارة الصحة استشهاد فلسطينيَّين آخرين برصاص الاحتلال خلال عملية عسكرية نفذتها صباح اليوم في بلدة طمون ومخيم الفارعة المجاور بمحافظة طوباس وقد احتجز الاحتلال جثمان أحد الشهيدين.
وقالت كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس إن مقاتليها فجروا عبوات ناسفة واشتبكوا مع قوات الاحتلال.
4 شهداء بقصف إسرائيلي على جنين وطوباس
اقرأ المزيد عبر المركز الفلسطيني للإعلام:https://t.co/d66XDO4g1a
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 5, 2024
تصعيدوصعّد الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته وعملياته العسكرية بالضفة منذ فجر اليوم، والتي طالت العديد من المدن والبلدات من بينها بلدة قباطية جنوبي جنين، وطمون جنوبي طوباس، وطولكرم ومخيميها، ومدينة قلقيلية، وبلدتي بورين ومادما جنوب نابلس.
ففي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية معززة بجرافات ونحو 30 آلية عسكرية، وانتشرت قوات عسكرية إسرائيلية بشكل مكثف في عدد من قرى جنين وسط تحليق كثيف للمسيّرات.
وقالت مصادر للجزيرة إن طائرات مسيّرة استهدفت فلسطينيين في قرية الشهداء جنوب جنين، كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن فلسطينيين اثنين استشهدا في قصف على القرية.
كما أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت قريتي بورين ومادما جنوبي نابلس، وقامت بعمليات اقتحام وتفتيش لعدد من المنازل في القريتين.
كما تعرضت بلدة قفين شمالي مدينة طولكرم للاقتحام، حيث جابت مركبات الجيش الإسرائيلي شوارع البلدة وحاراتها "وسط تحليق لطائرة استطلاع على ارتفاع منخفض".
أما وسط الضفة فذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مخيم الجلزون وقرية بدرس شمال مدينة رام الله.
كما اقتحم الجيش الإسرائيلي بلدات الرام والعيزرية وأبو ديس شمال القدس وشرقها.
وداهمت القوات الإسرائيلية منازل في العيزرية وفتشتها، من دون أن يبلّغ عن اعتقالات، وفق وكالة "وفا".
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدفع بأعداد كبيرة من قواته لاقتحام بلدة جبل المكبر في القدس المحتلة.
مواطنون فلسطينيون اعتقلتهم قوات الاحتلال بالضفة في وقت سابق (الفرنسية) اعتقالاتفي غضون ذلك، قال نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 15 فلسطينيا، بينهم طفل وأسرى سابقون، خلال حملة الاقتحامات التي شنها اليوم بمناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.
وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل جنوبي الضفة، وقلقيلية وطولكرم وجنين في شمالها، ورام الله وسط الضفة المحتلة، وفق البيان.
وأكدت المؤسستان أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة أثناء حملات الاعتقال، ترافقها اعتداءات بالضرب المبرح وتهديدات للمعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات تخريب وتدمير لمنازل الفلسطينيين التي تتعرض للتفتيش.
وقالت المنظمتان إن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 11 ألفا و600 فلسطيني بالضفة الغربية المحتلة منذ بدء العدوان المستمر على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.