حسان الناصر: هل لقاء أديس أبابا مهم؟!
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
إن التفاهمات التي خرج بها لقاء أديس أبابا بين قوى (تقدم ) ومليشيات (الدعم السريع). يكشف عن أن هناك منصة مشتركة يلتقي فيها جميع الأطراف الموقعة مما عمل على خروج هذا الإتفاق في فترة وجيزة. وبشكل سريع جدا لا يمكن أن يكون لولا أن هناك اتصالات مستمرة و مكثفة بين الأطراف، وهو ما بدأ منذ لحظة وصول قيادات القوى السياسية الموقعة على الإتفاق الإطاري لكمبالا.
الإتفاق الإطاري يعتبر منصة الشراكة الأساسية بين قوى إعلان الحرية و التغيير و بين الدعم السريع، لذلك منذ أول يوم في الحرب قلنا أن القوى السياسية الموقعة على هذا الإتفاق هي شريكة بالأصالة في هذا العدوان. من خلال ما قامت به من توفير الشروط السياسية لإندلاع الحرب. عبر فرض الإتفاق الإطاري، و المشاركة في رؤية الدعم السريع السياسية التي قادته إلى تبني هذه المصالح ومن ثم مهاجمة الجيش في وحداته المختلفة.
سعت قوى الحرية و التغيير إلى وضع حجج تشير إلى أن الإسلاميين هم من أشعلوا هذه الحرب، وهو ما جاء أيضا في بيانهم بخصوص تأخر لقاء جيبوتي الذي أعلنته الإيقاد ومن ثم تراجعت قيادة الدعم السريع عنه، لأسباب فنية وتظهر مرة أخرى الأسباب في نوايا القوى السياسية التي تريد الجلوس أيضا على طاولة واحدة وهو ما سعت إليه في منبر جدة ولم تجده.
أشرنا منذ أبريل الماضي أن هذه القوى أصيلة في عدوانها على الدولة وأنها شريكة في دماء السودانيين وهو ما بدأ واضحاً من خلال صمتها عن جرائم الدعم السريع ومحاولة تصوير الجيش كمعتدي دائم ومجرم.
في الوقت الذي يتم تصفية فيه أبناء السودان في نيالا وفي مدني بدم بارد، عقدت قوى تقدم هذا الإعلان مع قيادة قوات الدعم السريع، ونلاحظ أنها لم تضغط حتى على مسألة إيقاف الإنتهاكات التي تتم في هذه اللحظة مما يعني أنها شريكة بالأصالة في هذه الجرائم عبر توفير الغطاء السياسي.
إن بنود الإتفاق هو مزيج ما بين الإطاري وبين محاولة التكسب السياسي من الحرب فنلاحظ أن قوى إعلان الحرية و التغيير و واجهتها السياسية تسعى إلى السلطة فوق دماء السودانيين و آهات المغتصبات من السودانيات، كما يسعى الدعم السريع على فرض شرعية سياسية على وجوده كقوى سياسية لا عسكرية فقط!
ونلاحظ هذا من خلال حديث حميدتي خلال مؤتمره الصحفي مع حمدوك، ونرى أنه متطابق مع ذات الخطاب الذي قدم في أكتوبر و الذي تحدثنا عنه في مقال سابق ونلاحظ أن حميدتي سعى من خلاله قبل الوصول إلى إتفاق في جدة (4 نوفمبر) لفرض شروطه.
من الجيد أن الحرية و التغيير بواجهاتها تقدم و الجبهة المدنية إلى آخر المسميات قد دخلت إلى مساحة العمل السياسي مع قيادة المليشيا، وهو ما يسمح لنا كقوى وطنية بالتعامل الجاد مع هذه الزمرة التي تريد الوصول للسلطة فوق جماجم السودانيين، و أن نتعامل بمبدأ دعوا الخنازير تدخل حظيرة واحدة للتخلص منها كلها.
الآن الكرة في ملعب قيادة الدولة، وما خرجت به المرحلة من شروط لا تقبل الإلتفاف أو محاولة المراوغة هناك قوى وطنية سياسية داخل السودان تواجه العدوان مع شعبها وهناك زمرة مرتزقة وعميلة تعمل على قتل الشعب و تدمير الدولة، و دول تساند هذا المشروع، لذلك عليها أن تتوحد في رؤيتها مع شعبها وتعمل على فرض شروط وطنية واضحة.
بيان الخارجية متأخر نوعا ما في توضيح مجمل الموقف العام للدولة و عليه أن لا يكون حديث فقط بل فعل عملي واضح وتبيان يتبعه مسارات مختلفة ومتعددة، بدل البطيء الذي تقوم به، وفي هذا نرسل رسالة واضحة للسيد السفير أن لا اللغة ولا الخطوات التي تقوم بها الوزارة كافية.
على المستوى الشعبي فالمقاومة قد بدأت في حشد الجموع و القدرات الإجتماعية وهو ما يحاول الجميع إيقافه ولكن في حكمة التاريخ، خير توضيح فالشعب عندما يبدأ في فعل ليس عليك إلا المشاهدة أو الإنخراط.
حسان الناصر
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحریة و التغییر الدعم السریع من خلال وهو ما
إقرأ أيضاً:
القوة المشتركة: استولينا على إمدادات عسكرية كانت في طريقها إلى الدعم السريع
القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، قالت إنها نفذت عملية جريئة على مثلث الحدود السودانية-الليبية-التشادية، تستولي خلالها على شحنة أسلحة ومعدات عسكرية ضخمة كانت في طريقها لمليشيات الدعم السريع..
التغيير: الخرطوم
قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، إنها قطعت الطريق في مثلث الحدود السودانية – الليبية – التشادية؛ أمام إمدادات عسكرية ولوجستية كانت في طريقها إلى قوات الدعم السريع.
وأوضحت القوة المشتركة، عبر بيان الجمعة، أنها تمكنت من ضبط 7 عربات مصفحة و25 سيارة دفع رباعي جديدة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة الثقيلة، بينها صواريخ “كورنيت” المضادة للدروع.
وأفاد البيان، بوجود وثائق وأدلة تؤكد دخول هذه المعدات عبر مطار آل مكتوم الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك جوازات سفر كولومبية وتأشيرات دخول.
وصفت القوة المشتركة دخول هذه الأسلحة إلى السودان، وخاصة إلى إقليم دارفور، بأنه انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن رقم 1591 و2736، التي تحظر توريد الأسلحة إلى إقليم دارفور. وأكدت أنها سترفع الوثائق ونتائج التحقيقات إلى الجهات السودانية المعنية للتعامل مع هذا التطور الخطير.
وناشدت القوة المجتمع الدولي للضغط على الدول الداعمة لـ”مليشيات الدعم السريع” لوقف تزويدها بالأسلحة التي تُستخدم ضد المدنيين في السودان.
وتواجه دولة الإمارات العربية المتحدة اتهامات بتقديم الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع، حيث يُنقل هذا الدعم عبر مطار “أم جرس” في تشاد، ومنه يُهرب إلى داخل الأراضي السودانية.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب وتجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي توسعت رقعته ليشمل عدة ولايات.
الوسومالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح حرب الجيش والدعم السريع دارفور دولة الإمارات