بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة، لليوم الـ 89، اغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وذلك في قصف مسيّرة إسرائيلية، استهدفت مكتبا لـ"حماس" في المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.

وفي هذا الصدد، أكدت حركة حماس الفلسطينية، أمس الثلاثاء، اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في الانفجار الذي وقع في منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية.

اغتيال الرجل الثاني في حماس

ونعى حزب الله في بيان "نائب رئيس المكتب ‏السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين شهداءً على طريق القدس، وتقدّم بالعزاء من إخواننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس ومن مجاهدي كتائب عزالدين القسام ‏البواسل ومن أهل غزة الصامدة والقدس الشريف والضفة الغربية الجريحة ومن كلّ فصائل وحركات المقاومة والجهاد ‏في فلسطين، وقد ختم الله تعالى مسيرة هذا القائد الكبير بأرفع أوسمة الشرف ‏والكرامة ونال الشهادة التي طالما طلبها وتمنّاها وعمل لها مع إخوانه المجاهدين: مقاومة وجهاد، نصرٌ أو ‏استشهاد".‏

ولفت حزب الله في بيانه، إلى أنّ "العدو المجرم الذي عجز بعد تسعين يومًا من الإجرام والقتل والدمار من إخضاع غزة وخان يونس ‏ومخيم جباليا وسائر المدن والمخيمات والقرى الأبية، يعمد إلى ​سياسة​ الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل ‏من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية "طوفان الأقصى" البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين ‏المظلوم، وجريمة اليوم هي استكمال لجريمة اغتيال القائد السيد رضي الموسوي في ساحة عمل أخرى ‏وجبهة جديدة من جبهات القتال والإسناد، وهذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في فلسطين ولبنان واليمن ‏وسوريا وإيران والعراق إلا إيمانًا بقضيتهم العادلة والتزامًا وتصميمًا أكيدًا وثابتًا على مواصلة طريق ‏المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير".

أول تعليق من إيران على اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري بعد اغتيال العاروري.. «حماس» و«الجهاد الإسلامي» تبلغان مصر بوقف المفاوضات مع إسرائيل

وفي هذا الإطار، قال عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن ما حصل في لبنان اليوم هو متوقع، وإن اغتيال العاروري في لبنان هو شيء طبيعي لأن المعركة مفتوحة من غزة إلى لبنان.

وأضاف أن الكيان الصهيوني كان ومنذ بداية الحرب على غزة قد أعلن أنه سينفذ عمليات اغتيال لقادة حماس في سوريا ولبنان وفلسطين، وبالفعل هذا ما حصل اليوم في بيروت.

وأوضح نعمة، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن "إسرائيل تعتبر أن الشهيد العاروري هو مسئول عن عملية 7 أكتوبر وهي ما سمي “طوفان الأقصى”، خاصة بعد اعتراف إيران على لسان الشريف بأن عملية “طوفان الأقصى” هي كانت الرد على اغتيال سليماني في السابق، رغم أننا نعلم أن من اغتاله ليست إسرائيل بل الاغتيال كان أمريكيا، وإسرائيل كل يوم تشن غارات على سوريا وعلى القوات الإيرانية، وخلال اليومين الماضيين استشهد أكثر من 30 إيرانيا في هذه الغارات، ولكن توقيت اغتيال العاروري في  لبنان يؤكد فشل هذا الكيان في حربه على غزة، والفشل بالقضاء على حماس، وهو اعتداء سافر على الدولة اللبنانية وعلى سيادة لبنان، وهو محاولة من نتنياهوللخروج من المأزق في حربه على غزة.

وتابع: "كما أن هذا الاعتداء هو ضربة للقرار 1701 ولعدم تطبيقه رغم المساعي الدولية، ونحن نعلم أن المبعوث الفرنسي لودريان والمبعوث الأمريكي يصلان إلى بيروت يوم 15 من الشهر الجاري للمساعدة على تطبيق هذا القرار، رغم أن حزب الله أعلن موافقته على تطبيق القرار، ولكن نتنياهو مصر على جر لبنان واستدراج حزب الله إلى الحرب لتدمير لبنان، ولكن كلنا نعلم أن القيادات السياسية في لبنان حكيمة بالتعامل مع كل ما يجرى، وأن حزب الله هو بالمرصاد ويعرف كيف ومتى يرد على هذا الاغتيال كونه نفذ على الأراضي اللبنانية، غير أن هذا الرد يكون ردا طبيعيا ضمن الحرب المندلعة منذ 3 أشهر، وأن حزب الله كفيل بالرد المناسب في التوقيت المناسب".

الدولة اللبنانية سترفع شكوى

واستطرد: “كما أن الدولة اللبنانية سترفع شكوى بحق هذا الكيان لمجلس الأمن الدولي اليوم، ومنذ نشوب هذه الحرب فإن حزب الله يتمتع بشعبية كبيرة في  لبنان، خاصة بعدما استشهد نجل النائب محمد رعد، وهو عضو قيادي كبير في حزب الله، واغتيل منذ شهر على يد الكيان المجرم”.

وأكد أن "الشعب اللبناني اليوم والقادة السياسيين في لبنان جميعهم يثقون في حزب الله ويدعمونه في هذه الحرب، ونحن نعلم أن إيران لا تريد أن تدخل بأي صراع وأعتقد أن كل طرف سيرد على طريقته من حزب الله ومن حماس، ولا أعتقد أن هناك توسيعا لهذه الحرب رغم أننا نتوقع الرد وأن السيد حسن نصرالله اليوم في كلمته سيرفع السقف بعد هذا الاغتيال".

من جانبه، قال المحلل السياسي أيمن الرقب، إن اغتيال الشيخ صالح العاروري هو استخفاف بحزب الله، إلا إذا رد حزب الله ردا قويا على الاحتلال.

وأضاف الرقب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا يتوقع أن يكون الرد قويا أو دخول حزب الله بقوة في الحرب، خاصة أن حزب الله حافظ على أصول الاشتباك خلال الأيام الماضية دون الانجراف في مواجهة مفتوحة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.

صحيفة أمريكية: اغتيال العاروري الأول بين عمليات سينفذها الاحتلال ضد حماس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يتهرب من سؤال حول استشهاد قادة حماس في لبنان

وأشار إلى أن “الاحتلال يريد أن يحقق أي نصر بعد أن فشل في ذلك في قطاع غزة، وأتوقع أن ترد غزة فقط بقوة على هذه الجريمة”. 

فيما قال الكاتب الصحفي ماهر مقلد، إن هناك تحولا خطيرا فى المواجهة مع حزب الله، وعملية الاغتيال ليس المقصود بها حماس، بل هى رسالة شديدة الخطورة إلى حزب الله، مفادها أن إسرائيل قادرة على ضرب أى موقع داخل منطقة الضاحية الجنوبية وهى معقل حزب الله.

هل سيرد على جرائم إسرائيل؟ 

وأضاف مقلد، في تصريحات لـ "صدى البلد": “حزب الله أمام اختبار صعب هل سيرد على اختراق إسرائيل لمنطقة الضاحية؟ هذا هو السؤال وحتى الآن لم تخرج ردود من حزب الله، لكن موقع المنار الإلكترونى لسان حال الحزب نشر جميع ردود الفعل فى لبنان بدءا من رئيس الحكومة ورؤساء الأحزاب والمهرجانات الدينية دون أن يتضمن ردا من جانب الحزب”.

وتابع: “كما نشر الموقع تقريرا مصورا عن القيادى صالح العارودى ودوره فى المقاومة، والتفسير الطبيعى لصمت حزب الله هو أنه ربما يكون رده عمليا، وعلى الرغم من التطورات الكبيرة هناك تخوف فى لبنان من اتساع رقعة الحرب”.

جدير بالذكر أن صالح العاروري هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني بارز، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وساهم بشكل مباشر في تأسيس "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس".

ولد العاروري في قرية عارورة قضاء رام الله عام 1966، وتم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية، وقضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية، وأسس العاروري الجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية عام 1991، ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.

في أواخر عام 2017، أعلنت حركة حماس عن انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية خلال انعقاد مجلس شورى للحركة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة صالح العاروري حماس حركة حماس فلسطين لبنان اغتیال العاروری السیاسی لحرکة صالح العاروری رئیس المکتب العاروری فی أن حزب الله فی لبنان نعلم أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستغل ملف "أربيل يهود" لعرقلة عودة النازحين وحماس تُحذّر

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، اليوم السبت، أن إسرائيل لن تسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة ، حتى يتم ترتيب الإفراج عن المحتجزة أربيل يهودا، فيما قالت حركة حماس إن إسرائيل تتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل لن تسمح بعبور سكان غزة إلى الجزء الشمالي من القطاع حتى يتم ترتيب الإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود التي كان من المفترض أن يُفرج عنها اليوم (السبت)".

وأشار البيان إلى أن إسرائيل تسلمت اليوم أربع مجندات أسيرات من حماس، وستفرج بالمقابل عن أسرى فلسطينيين، وفقًا للاتفاق. في إشارة إلى أنه لن تكون هناك خطوات إضافية، مثل انسحاب القوات الإسرائيلية من محور "نيتساريم"، حتى يتم حل قضية المحتجزة يهود.

ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يتوقعون تطلق حماس سراح أربيل يهود خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل يوم السبت". وبحسبهم، "إذا تم ذلك، فسيُسمح لسكان غزة بالعودة إلى شمال القطاع حينها".

اقرأ أيضا/ غـزة: شهيد وإصابات برصاص الاحتلال على شارع صلاح الدين

وذكرت القناة أن المفاوضات مع الوسطاء مستمرة، وأن إسرائيل أبلغت بشكل واضح أن الانسحاب من محور نيتساريم لن يتم قبل حل قضية المحتجزة يهود،

وبحسب مسؤول إسرائيلي مطّلع على تفاصيل المحادثات فإن إسرائيل ترددت بشأن الإصرار على تأجيل الانسحاب من محور "نيتساريم"، وتقرر في النهاية الربط بشكل صريح ومباشر بين ملف المحتجزة يهود والسماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.

وزعم المسؤول أن الاتفاق ينص على الانسحاب من "نيتساريم" سيتم بعد إطلاق سراح المدنيات، يحجة "استخدام ذلك كوسيلة ضغط على حركة حماس للالتزام بتعهداتها"، وباتت تطالب بوضع آلية منظمة لضمان الإفراج عن المحتجزة يهود.

حماس تحذّر

وقالت حركة حماس في تصريح لها: "لا زال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمواصلة إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال".

وأضافت، "إننا نحمل الاحتلال مسؤولية أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق وتداعيات ذلك على بقية المحطات"..

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة بوقف نشاط "الأونروا" في القدس نهاية هذا الشهر أربيل يهود – ما قصة الأسيرة الإسرائيلية ؟ الجيش الإسرائيلي يزعم عدم التزام حماس باتفاق تبادل الأسرى الأكثر قراءة صورة: الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا بخصوص دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مصر : ملتزمون مع الشركاء بالعمل لتثبيت اتفاق غزة وفتح معبر رفح مع بدء تنفيذ وقف النار "لقد نجونا من الموت" نتنياهو: سنستأنف القتال في غزة إذا لم تكن مفاوضات المرحلة الثانية مجدية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حزب الله يعلن اغتيال مسؤول قطاع البقاع الغربي
  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل
  • قطر تعلن اتفاق بين إسرائيل وحماس يشمل تسليم الرهينة أربيل يهود
  • رئيس وزراء قطر يكشف كواليس صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • حماس تتهم إسرائيل بـ"خرق" الهدنة في غزة
  • إسرائيل تهدد باستئناف الحرب إذا فشلت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية للصفقة
  • إسرائيل تستغل ملف "أربيل يهود" لعرقلة عودة النازحين وحماس تُحذّر
  • نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل
  • أسرار جديدة عن اغتيال نصرالله وفؤاد شكر.. صحيفة إسرائيلية تكشفها