بعد اغتيال صالح العاروري.. توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس وإلغاء الهدنة| فماذا يحدث؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة، لليوم الـ 89، اغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وذلك في قصف مسيّرة إسرائيلية، استهدفت مكتبا لـ"حماس" في المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.
وفي هذا الصدد، أكدت حركة حماس الفلسطينية، أمس الثلاثاء، اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في الانفجار الذي وقع في منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية.
ونعى حزب الله في بيان "نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين شهداءً على طريق القدس، وتقدّم بالعزاء من إخواننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس ومن مجاهدي كتائب عزالدين القسام البواسل ومن أهل غزة الصامدة والقدس الشريف والضفة الغربية الجريحة ومن كلّ فصائل وحركات المقاومة والجهاد في فلسطين، وقد ختم الله تعالى مسيرة هذا القائد الكبير بأرفع أوسمة الشرف والكرامة ونال الشهادة التي طالما طلبها وتمنّاها وعمل لها مع إخوانه المجاهدين: مقاومة وجهاد، نصرٌ أو استشهاد".
ولفت حزب الله في بيانه، إلى أنّ "العدو المجرم الذي عجز بعد تسعين يومًا من الإجرام والقتل والدمار من إخضاع غزة وخان يونس ومخيم جباليا وسائر المدن والمخيمات والقرى الأبية، يعمد إلى سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية "طوفان الأقصى" البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم، وجريمة اليوم هي استكمال لجريمة اغتيال القائد السيد رضي الموسوي في ساحة عمل أخرى وجبهة جديدة من جبهات القتال والإسناد، وهذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وإيران والعراق إلا إيمانًا بقضيتهم العادلة والتزامًا وتصميمًا أكيدًا وثابتًا على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير".
وفي هذا الإطار، قال عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن ما حصل في لبنان اليوم هو متوقع، وإن اغتيال العاروري في لبنان هو شيء طبيعي لأن المعركة مفتوحة من غزة إلى لبنان.
وأضاف أن الكيان الصهيوني كان ومنذ بداية الحرب على غزة قد أعلن أنه سينفذ عمليات اغتيال لقادة حماس في سوريا ولبنان وفلسطين، وبالفعل هذا ما حصل اليوم في بيروت.
وأوضح نعمة، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن "إسرائيل تعتبر أن الشهيد العاروري هو مسئول عن عملية 7 أكتوبر وهي ما سمي “طوفان الأقصى”، خاصة بعد اعتراف إيران على لسان الشريف بأن عملية “طوفان الأقصى” هي كانت الرد على اغتيال سليماني في السابق، رغم أننا نعلم أن من اغتاله ليست إسرائيل بل الاغتيال كان أمريكيا، وإسرائيل كل يوم تشن غارات على سوريا وعلى القوات الإيرانية، وخلال اليومين الماضيين استشهد أكثر من 30 إيرانيا في هذه الغارات، ولكن توقيت اغتيال العاروري في لبنان يؤكد فشل هذا الكيان في حربه على غزة، والفشل بالقضاء على حماس، وهو اعتداء سافر على الدولة اللبنانية وعلى سيادة لبنان، وهو محاولة من نتنياهوللخروج من المأزق في حربه على غزة.
وتابع: "كما أن هذا الاعتداء هو ضربة للقرار 1701 ولعدم تطبيقه رغم المساعي الدولية، ونحن نعلم أن المبعوث الفرنسي لودريان والمبعوث الأمريكي يصلان إلى بيروت يوم 15 من الشهر الجاري للمساعدة على تطبيق هذا القرار، رغم أن حزب الله أعلن موافقته على تطبيق القرار، ولكن نتنياهو مصر على جر لبنان واستدراج حزب الله إلى الحرب لتدمير لبنان، ولكن كلنا نعلم أن القيادات السياسية في لبنان حكيمة بالتعامل مع كل ما يجرى، وأن حزب الله هو بالمرصاد ويعرف كيف ومتى يرد على هذا الاغتيال كونه نفذ على الأراضي اللبنانية، غير أن هذا الرد يكون ردا طبيعيا ضمن الحرب المندلعة منذ 3 أشهر، وأن حزب الله كفيل بالرد المناسب في التوقيت المناسب".
الدولة اللبنانية سترفع شكوىواستطرد: “كما أن الدولة اللبنانية سترفع شكوى بحق هذا الكيان لمجلس الأمن الدولي اليوم، ومنذ نشوب هذه الحرب فإن حزب الله يتمتع بشعبية كبيرة في لبنان، خاصة بعدما استشهد نجل النائب محمد رعد، وهو عضو قيادي كبير في حزب الله، واغتيل منذ شهر على يد الكيان المجرم”.
وأكد أن "الشعب اللبناني اليوم والقادة السياسيين في لبنان جميعهم يثقون في حزب الله ويدعمونه في هذه الحرب، ونحن نعلم أن إيران لا تريد أن تدخل بأي صراع وأعتقد أن كل طرف سيرد على طريقته من حزب الله ومن حماس، ولا أعتقد أن هناك توسيعا لهذه الحرب رغم أننا نتوقع الرد وأن السيد حسن نصرالله اليوم في كلمته سيرفع السقف بعد هذا الاغتيال".
من جانبه، قال المحلل السياسي أيمن الرقب، إن اغتيال الشيخ صالح العاروري هو استخفاف بحزب الله، إلا إذا رد حزب الله ردا قويا على الاحتلال.
وأضاف الرقب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا يتوقع أن يكون الرد قويا أو دخول حزب الله بقوة في الحرب، خاصة أن حزب الله حافظ على أصول الاشتباك خلال الأيام الماضية دون الانجراف في مواجهة مفتوحة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن “الاحتلال يريد أن يحقق أي نصر بعد أن فشل في ذلك في قطاع غزة، وأتوقع أن ترد غزة فقط بقوة على هذه الجريمة”.
فيما قال الكاتب الصحفي ماهر مقلد، إن هناك تحولا خطيرا فى المواجهة مع حزب الله، وعملية الاغتيال ليس المقصود بها حماس، بل هى رسالة شديدة الخطورة إلى حزب الله، مفادها أن إسرائيل قادرة على ضرب أى موقع داخل منطقة الضاحية الجنوبية وهى معقل حزب الله.
هل سيرد على جرائم إسرائيل؟وأضاف مقلد، في تصريحات لـ "صدى البلد": “حزب الله أمام اختبار صعب هل سيرد على اختراق إسرائيل لمنطقة الضاحية؟ هذا هو السؤال وحتى الآن لم تخرج ردود من حزب الله، لكن موقع المنار الإلكترونى لسان حال الحزب نشر جميع ردود الفعل فى لبنان بدءا من رئيس الحكومة ورؤساء الأحزاب والمهرجانات الدينية دون أن يتضمن ردا من جانب الحزب”.
وتابع: “كما نشر الموقع تقريرا مصورا عن القيادى صالح العارودى ودوره فى المقاومة، والتفسير الطبيعى لصمت حزب الله هو أنه ربما يكون رده عمليا، وعلى الرغم من التطورات الكبيرة هناك تخوف فى لبنان من اتساع رقعة الحرب”.
جدير بالذكر أن صالح العاروري هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني بارز، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وساهم بشكل مباشر في تأسيس "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس".
ولد العاروري في قرية عارورة قضاء رام الله عام 1966، وتم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية، وقضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية، وأسس العاروري الجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية عام 1991، ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.
في أواخر عام 2017، أعلنت حركة حماس عن انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية خلال انعقاد مجلس شورى للحركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة صالح العاروري حماس حركة حماس فلسطين لبنان اغتیال العاروری السیاسی لحرکة صالح العاروری رئیس المکتب العاروری فی أن حزب الله فی لبنان نعلم أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقترح هدنة 50 يومًا مقابل إطلاق نصف الأسرى المحتجزين لدى حماس
اقترحت إسرائيل على الوسطاء هدنة تمتد بين 40 و50 يومًا في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس، ويبلغ عددهم 24 شخصًا، إضافة إلى تسليم جثامين نحو 35 آخرين يُعتقد أنهم قضوا خلال فترة أسرهم، وفقًا لوكالة رويترز.
وأشار مسؤولون إسرائيليون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إلى أن هذا العرض لا يتضمن إنهاء الحرب، لكنه قد يشكل تمهيدًا لاتفاق أوسع في المستقبل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح، يوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل تكثيف الضغط العسكري على حماس، بالتوازي مع استمرار المفاوضات "تحت النار"، معتبرًا أن "هذا الضغط هو الوسيلة الأنجع لضمان الإفراج عن الرهائن".
كما جدّد مطالبه بنزع سلاح حماس، وهي مطالب سبق أن رفضتها الحركة الفلسطينية المسلحة، معتبرة أنها "خط أحمر" لن تقبل تجاوزه. وأشار نتنياهو إلى إمكانية السماح لقادة حماس بمغادرة قطاع غزة في إطار تسوية أوسع، قد تتضمن مقترحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من القطاع.
وفي سياق ميداني متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أوامر بإخلاء مناطق في محيط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، داعيًا السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي الساحلية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية إن الجيش "يعود إلى عمليات مكثفة لتفكيك قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق".
وكانت حماس قد أعلنت، في نهاية الأسبوع، موافقتها على مقترحات تقدّم بها وسطاء قطريون ومصريون، تشمل الإفراج عن خمسة رهائن أسبوعيًا مقابل هدنة مؤقتة.
واستأنف الجيش الإسرائيلي عملياته بالقطاع في 18 آذار/مارس، بعد هدنة استمرت شهرين، شهدت إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية وخمسة مواطنين تايلانديين، مقابل الإفراج عن نحو ألفي أسير ومعتقل فلسطيني.
Relatedعيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوعأكسيوس: الموساد الإسرائيلي يطلب من دول إفريقية استقبال فلسطينيين من غزة"نحن لا نخفيها".. نتنياهو يعلن استعداده لتنفيذ خطة ترامب ويتحدث عن المرحلة النهائية من الحرب على غزةإلا أن الجهود للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُبرم بدعم أمريكي في كانون الثاني/يناير، تعثّرت إلى حدّ كبير، وسط غياب مؤشرات على تجاوز الخلافات الجوهرية بين الجانبين.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 53 فلسطينيًا وإصابة 189 آخرين في اليوم الأول من عيد الفطر أمس، ليرتفع بذلك إجمالي عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 50,357، في حين بلغ عدد المصابين 114,400.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عشرات الآلاف يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد وسط أجواء مشحونة بالحزن بفعل الحرب على غزة عيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوع فرحة غائبة وموت مؤجّل... كيف يستقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟ قطاع غزةحركة حماسإسرائيلهدنةاحتجاز رهائنبنيامين نتنياهو