أعتبرت صحف لبنانية صادرة اليوم أن اغتيال إسرائيل للقيادي في حركة حماس عبر قصف صاروخي في العاصمة بيروت يهدد الاستقرار بلبنان، وخصوصا أنه الحادث الأول من نوعه منذ قرابة 17 عاما.

وتحت عنوان «الاختراق الأخطر ينذر بالاشتعال الأوسع»، كتبت صحيفة النهار اللبنانية قبل أيام من مرور ثلاثة أشهر على حرب غزة والمواجهات الميدانية في جنوب لبنان، ضربت إسرائيل الضربة الأخطر في العمق اللبناني والأولى منذ حرب 2006 من خلال اغتيالها صالح العاروري أحد أكبر رموز وقادة حركة «حماس» نائب رئيس المكتب السياسي للحركة والموصوف في محور الممانعة بأنه مهندس «وحدة الساحات»، وذلك في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأضافت الصحيفة أن هذا التطور يعد الأخطر بسبب تجاوز إسرائيل قواعد الاشتباك السائدة في الجنوب اللبناني منذ الثامن من أكتوبر الماضي، حتى لو لم يستهدف «حزب الله» مباشرة أو الحكومة اللبنانية.

وأعتبرت أن الحادثة شكلت الاختراق الأمني الاستخباراتي والعسكري الأخطر منذ عملية «طوفان الأقصى»، موضحة أن هذا التطور يثير التساؤلات عما إذا كانت مرحلة جديدة من الصراع الحربي والاستخباري ستفتح على الغارب بين إسرائيل من جهة، وحماس وحزب الله خصوصا من جهة مقابلة، مشيرة إلى أنه لا يبدو واضحا ما إذا كان الحادث سيؤدي إلى انتقال الحرب الشاملة إلى لبنان أم أن الرد على اغتيال العاروري سيبقى في إطار تصعيد تقليدي في العمليات ولو تجاوز أطر المرحلة السابقة.

وفي صحيفة نداء الوطن اللبنانية، جاء المانشيت الرئيسي بعنوان «إسرائيل تغتال العاروري وقواعد الاشتباك»، مؤكدة أن الحادث يعد تطورا غير مسبوق في سياق حرب غزة.

وقالت الصحيفة، اغتالت إسرائيل أمس صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، ونفّذت عمليتها في الضاحية الجنوبية لبيروت لدى خروج العاروري من مكان الاجتماع في بناية على أوتوستراد هادي نصرالله مساء أمس، وركوبه السيارة.

ورصدت الصحيفة حركة حجوزات مبكرة للسياح الذين قدموا إلى لبنان بمناسبة الأعياد، وذلك على خلفية الاستهداف الإسرائيلي للضاحية التي لا تبعد سوى كيلومترات معدودة من المطار.

وتحت عنوان «أخطر استباحة منذ 17 عاماً»: اغتيال صالح العاروري في الضاحية"، كتبت صحيفة اللواء اللبنانية تقول: ما كان متوقعاً قد حدث، أما الشخصية الرفيعة المستهدفة، فهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري 58 عاماً، الذي سقط شهيداً بعملية اغتيال غادرة في إحدى الشقق السكنية في شارع رئيسي من الضاحية الجنوبية بمسيَّرة اسرائيلية، ضربت في قلب الضاحية للمرة الأولى منذ 2006، وفي أخطر خرق للقرارات الدولية، ولقواعد الاشتباك، وسقط معه قياديان في القسام، هما سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار، إضافة إلى 3 شهداء آخرين وعدد من الجرحى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولهم، إن جريمة اغتيال العاروري ورفيقيه بالضاحية الجنوبية في بيروت، هو تصعيد إسرائيلي خطير في خضم المواجهة الجارية بين حزب الله وإسرائيل على طول الحدود اللبنانية الجنوبية وفي الحرب الدائرة بين الحركة واسرائيل في قطاع غزّة، وقد تكون لها تداعيات ومخاطر غير محسوبة على الحدود الجنوبية وحولها.

واستبعدت المصادر لصحيفة اللواء أن تؤدي الحادثة إلى حرب واسعة تطال العمق الإسرائيلي والداخل اللبناني، لحسابات ومحاذير عديدة، أبرزها أن قرار مثل هذه الحرب يتجاوز إمكانيات وقدرة الطرفين.

واستطردت المصادر قائلة إن هناك أكثر من رسالة سعت إسرائيل لتحقيقها جراء هذه الجريمة النكراء، أولا قدرتها على الاختراق الامني لمربع حزب الله بالضاحية الجنوبية بالرغم من كل الإجراءات والتدابير الامنية التي يتخذها الحزب في عقر داره واستهداف أي قيادي أو مسؤول حزبي، وثانيا ممارسة أقسى الضغوط في أي مساعي أو مفاوضات مرتقبة، لتهدئة الأوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، لإتاحة المجال أمام إعادة سكان المستوطنات الإسرائيليين المهجرين وابعاد مسلحي الحزب إلى مناطق لا تهدد هؤلاء المستوطنين مستقبلا، والرسالة الاهم كانت موجهة للداخل الإسرائيلي المحبط من نتائج التدخل العسكري الإسرائيلي الفاشل ضد حماس والذي لم يحقق أيا من الشروط التي أعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لدى بدء حملته ضد الحركة في غزة.

وشددت على أن العملية نفذت عبر مسيَّرتين وكمية من المتفجرات، في أول استباحة للضاحية الجنوبية وبيروت منذ 17 عاماً.

اقرأ أيضاًاغتيال صالح العاروري إنذار خطير لإمكانية احتدام المواجهات

اغتيال صالح العاروري في لبنان يثير المخاوف حول تهديدات حسن نصرالله

بعد اغتيال العاروري.. وزير الخارجية الأمريكي يؤجل زيارة مُقررة لإسرائيل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الضاحية الجنوبية انفجار العاروري انفجار انفجار بيروت انفجار في بيروت انفجار في لبنان انفجار لبنان بيروت لبنان الضاحیة الجنوبیة اغتیال العاروری صالح العاروری

إقرأ أيضاً:

حزب الله يطلق 200 صاروخ على إسرائيل مع استمرار العدوان على غزة  

 

 

بيروت- أطلق حزب الله اللبنانية أكثر من 200 صاروخ وطائرة بدون طيار على مواقع للجيش الإسرائيلي، الخميس4 يوليو 2024، مع تصاعد التوترات وسط الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر تقريبا في غزة.

وقال حزب الله إن هجومه الأخير، الذي أعقب إطلاق أكثر من 100 صاروخ في اليوم السابق، جاء ردا على مقتل إسرائيل لقائد كبير في الحزب جنوب لبنان.

ولم تعلن إسرائيل عن سقوط قتلى في منطقة حدودها الشمالية حيث تم إخلاء معظم المجتمعات، لكنها قالت بسرعة إنها ردت بضربات في جنوب لبنان.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله، حليف حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أثار مخاوف من تصعيد الوضع إلى حرب شاملة.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء عن قلقه "إزاء تصعيد تبادل إطلاق النار"، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، محذرا من الخطر الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط الأوسع "في حال وجدنا أنفسنا في صراع كامل".

ويعد حزب الله وحماس جزءًا من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وهو تحالف إقليمي يضم أيضًا المتمردين الحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق وسوريا.

وأكد الجيش الإسرائيلي مزاعم حزب الله بإطلاق أكثر من 200 صاروخ اليوم الخميس، وقال إن قواته "ضربت مواقع إطلاق في جنوب لبنان" ردا على ذلك.

واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم الصواريخ القادمة، وكانت الضحية الوحيدة المبلغ عنها رجلاً أصيب بجروح طفيفة بشظايا، في حين تسببت بعض الاصطدامات في اندلاع حرائق في الغابات.

اغتالت إسرائيل القيادي البارز في حزب الله محمد نعمة ناصر في غارة على مدينة صور الساحلية اللبنانية اليوم الأربعاء.

ووصفه مصدر مقرب من الجماعة بأنه "مسؤول عن أحد القطاعات الثلاثة في جنوب لبنان". وجاء مقتله بعد غارة إسرائيلية في يونيو/حزيران قتلت طالب عبد الله الذي كان يرأس قطاعا آخر.

وفي كلمة ألقاها في جنازة ناصر، حذر المسؤول الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين إسرائيل من "التصور بأن استهداف هؤلاء الأبطال سوف يترك الجنوب مكشوفا".

"عندما يستشهد زعيم فإن آخر يأخذ الراية ويتقدم بعزيمة جديدة حازمة وقوية."

- معارك عنيفة تهز غزة -

اندلعت الحرب على غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

كما اختطف المسلحون 251 رهينة، بقي منهم 116 في غزة بما في ذلك 42 يقول الجيش إنهم قتلوا.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 38011 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس.

أسفرت الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله عن مقتل 496 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم 95 مدنيا، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.

وتقول السلطات الإسرائيلية إن 15 جنديا على الأقل و11 مدنيا قتلوا على جانبها من الحدود التي تحرسها الأمم المتحدة.

في هذه الأثناء، استمرت الحرب في غزة، التي تعد قلب التوترات، حيث هزت معارك بالأسلحة النارية والضربات الجوية والقصف مدينة غزة لليوم الثامن على التوالي يوم الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "قواته دمرت طرق الأنفاق في المنطقة وقضت على العشرات من الإرهابيين في اشتباكات عن قرب بنيران الدبابات وفي ضربات جوية".

قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة جوية استهدفت مدرسة في مدينة غزة.

وتصاعدت المخاوف من تجدد القتال العنيف في المناطق الجنوبية بالقرب من خان يونس ورفح بعد أن أصدر الجيش يوم الاثنين أمر إخلاء شامل قالت الأمم المتحدة إنه أثر على 250 ألف شخص.

- جهود للتوصل إلى هدنة -

واجهت إسرائيل احتجاجات دولية بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين والحصار العقابي والدمار الشامل في غزة.

دعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ هذا الأسبوع إلى وضع حد لـ"دوامة البؤس الإنساني".

أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستدمر حماس وستعيد الرهائن المتبقين إلى منازلهم.

وفي أواخر مايو/أيار، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، تحت ضغط محلي متزايد بسبب دعم واشنطن لإسرائيل، عن خارطة طريق لهدنة مدتها ستة أسابيع وتبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين.

ولم يتحقق سوى تقدم ضئيل منذ ذلك الحين، لكن حماس قالت يوم الأربعاء إنها تتواصل مع مسؤولين في قطر ومصر وكذلك تركيا بهدف إنهاء الصراع.

وقالت حركة حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية المقيم في قطر "أجرى اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تناقشها الحركة معهم بهدف الوصول إلى اتفاق".

وقال مكتب نتنياهو اليوم الأربعاء إن "إسرائيل تقوم بتقييم تصريحات (حماس) وستنقل ردها إلى الوسطاء".

وتتركز العقبة الرئيسية حتى الآن حول مطلب حماس بإنهاء القتال بشكل دائم، وهو ما يرفضه نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بشدة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • "حزب الله" يهدد إسرائيل بمهاجمة مواقع جديدة
  • "حزب الله" يهدد إسرائيل بمهاجة مواقع جديدة
  • وسط تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. نصر الله يجتمع بوفد من حماس
  • وسط تصعيد على الحدود اللبنانية.. نصر الله يجتمع بوفد من حماس
  • حزب الله اللبناني يرد على اغتيال احد قادته بقصف قواعد اسرائيلية
  • حزب الله يطلق 200 صاروخ على إسرائيل مع استمرار العدوان على غزة  
  • حزب الله يضرب ولا يبالي بتهديد "عصور الظلام".. 200 صاروخ تحول الجولان لجحيم مستعر
  • لبنانية وسوري شكّلا عصابة لسرقة السيارات الحديثة.. هكذا وقعا في قبضة المعلومات
  • اغتيال قائد بارز في "حزب الله" إثر ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان
  • حماس تستعد لمرحلة الإمساك بقرار المخيمات في لبنان وفتح تخشى توريطها