خطاب الملّاح التائه: بشرى بمواصلة القتل والتخوين والتخريب !!
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
خطاب البرهان في غرة العام الجديد (سجم ورماد)..! فقد تفوّه فيه بجملة (خلابيط وخلابيص) لا رابط بينها .. وقال انه خطاب بمناسبة الاستقلال والعام الجديد.. فإذا به يغرف من ذات البالوعة التي غرف منها واليه في نهر النيل..ويردد تعبيرات هلامية عن خونة مجهولين سيقوم بملاحقتهم حيث (تم ضبط بعضهم) وهم يطالبون بوقف الحرب ويتفوهون بشعارات عن الحرية والعدالة والسلام.
هذه هي البشرى التي حملها خطاب البرهان للسودانيين..وصفهم بالخونة.. والتأكيد على مواصلة حربه الخاسرة التي هرب من منها إلى بورتسودان وجلس بجوار جبريل إبراهيم و(الناظر ترك) وترك أصحابه محاصرين في القيادة العامة ..!
البرهان ووالي نهر النيل في قبضة الكيزان وهم عاجزون حتى عن (الفرفصة).. لهذا يغالي كل منهم في التعبير عن مكنون الكيزان..وما مكنون الكيزان إلا تدمير السودان وتشريد أهله انتقاماً من الثورة التي لفظتهم كما يلفظ البحر الجيَف..!!
البرهان وواليه يريدون ترضية الكيزان بالدعوة إلي إدارة طاحونة الموت ومواصلة الارتفاع بأعداد القتلى والمشردين إلى (أرقام معقولة) ترضي شهية الكيزان..! وبهذه لمناسبة فإن صحفياً لبنانياً كتب يقارن أعداد قتلى غزة بأرقام الجريدة الضوئية العملاقة الموجودة في ميدان (يونيون سكوير) في نيويورك..التي تنقل للمشاهدين العابرين ثانية بثانية عدد المواليد الجُدد في العالم..وإذا انتقلنا للمشهد السوداني لنا أن نتساءل: ما هو عدد القتلى التي يريد البرهان بلوغه بمواصلة الحرب..؟! وما هي معدلات الخراب التي تجعل جماعته ترضى عنه..!
ألا تعبر الأرقام الحالية عن (طموحات الكيزان) وشهيتهم في القتل والخراب والتشريد.. حتى بعد مقتل أكثر من 12,000 قتيل وإصابة عشرات الآلاف وتشريد 7 مليون مواطن داخل البلاد وخارجها بينهم 2,5 مليون طفل في أضخم موجة نزوح داخلي وصفتها التقارير بأنها (الأكبر عالمياً.).. مع شبح المجاعة الذي يتهدد 24.7 مليون مواطن وعلاوة على تدمير مُجمل البنية التحتية..وإغلاق 10,400 مدرسة....؟!
الآثار الكارثية لحرب الكيزان في السودان فاقت مثيلاتها في سوريا والعراق والجزائر وليبيا..ماذا يريدون أكثر من هذا..؟! إلى كم يريد البرهان وكيزانه زيادة وتيرة ساعة (يونيون سكوير) من دماء السودانيين..؟!
بالله عليكم هل سمعتم أن البرهان تحدث يوماً عن تسهيل دفن القتلى..؟ أو إمداد النازحين ببعض الطحين أو بالبروش والخيام ..أو الشفاعة عند حكومات الجوار لإعفاء اللاجئين من الرسوم باعتبار أنهم خرجوا بملابس البيت..!
هذه ليست حرب الجيش السوداني والدليل أن الحاميات الموجودة في أنحاء السودان لم تشترك فيها ولم تهب لفك أسر القيادة العامة..فلماذا استنفار المدنيين..؟! ولماذا يتعمّد بعض حملة الأقلام من "المثقفين الثوريين" إغفال ذلك وهم يصطفون مع الكيزان في حملة "التسليح الشعبي" متجاهلين المآلات المرعبة لهذه الحملات الخبيثة التي تريد إشعال الفوضى الدموية في كافة أرجاء الوطن..!!
هل يجهلون أن الكيزان يريدون تسليح منسوبيهم تحت مظلة هذه الدعوة الباطلة..؟! عندها لن ينفع الحديث عن (هزيمة الامبريالية)..!!
السودانيون مطرودون من منازلهم وهؤلاء الإخوة الكرام يريدون أن يهزموا الامبريالية العالمية (انطلاقاً من ولاية نهر النيل)..وبتدشين واليها "محمد البدوي أبو قرون" الذي اقتطع يوما كاملاً من عمله في تدشين زواج جماعي بقرية "أم الطيور"...!
ماذا حمل خطاب البرهان غير تكرار عبارة الخونة وتحريض أبناء الشعب على بعضهم بغير رنة حزن على ما حدث للوطن والمواطنين أو كلمة عزاء في أكثر من 12 ألف مواطن...!!
هكذا يتكرر هذيان البرهان في متاهته وذهوله عن إدراك ما حوله..وهو يعيد (بالكربون) مشاهد خطابات المخلوع التي تهزل في مواطن الجد..ولا تحمل ذرة من المسؤولية تجاه والوطن وأرواح أهله....البرهان يستنسخ المخلوع (قدوته الأعلى) الذي قال عنه واصفوه (إنه يرقص قائماً بعد كل خطاب.. ولكنه يصلي جالساً) ..! ما هذه العاهات التي ابتلينا بها.. الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أن تكون قتيلا في العراق
آخر تحديث: 17 مارس 2025 - 11:24 صبقلم:فاروق يوسف يقول لك “لقد رأيت قتلى كثيرين في العراق” تقول له “أنا رأيت قتلى كثيرين في الحرب” يقول لك “ولكن القتلى الذين رأيتهم لم يكونوا محاربين” تقول له “كانوا يحملون سلاحا في بلد مسلح” يقول لك “أبدا. كانوا عزلا” تكتشف أن القاتل وحده مَن يحمل السلاح وهو يعرف أن خصمه على استعداد أن يكلمه إلى الفجر من غير أن يهدد حياته. ربما شعر القاتل أن ما يجري عبارة عن إهدار للوقت. الوقت عزيز وحياة الآخر ليست عزيزة. سيكون ذلك الآخر عدوا مؤقتا ينبغي قتله. مَن تعلم أن السلاح هو وسيلته للتعبير عن ذاته لا بد أن يفعل ذلك. “لقد قتلته” سيقول لرفاقه.سيُضاف رقم جديد إلى سلسلة القتلى. لا أحد يسأله “هل كان القتيل يهددك بالقتل؟” ما بدا واضحا أن القاتل يفلت من العقاب في دولة لا يملك فيها القتيل الحق في الدفاع عن حقه في الحياة. الصحافي ليث محمد رضا قُتل إثر مشاجرة مع عنصر في حماية أحد المسؤولين. ليست هذه هي المرة الأولى الذي يُقتل فيها صحافي في العراق.في أوقات سابقة تم تصنيف العراق على أنه بلد خطر على الصحافيين. تبخرت كذبة حرية التعبير سريعا. كان هناك من يفاخر بأن الناس في العراق صاروا يقولون علنا ما كانوا يفكرون فيه بالسر. كل الذين قُتلوا من الصحافيين كانوا قد صدقوا تلك الكذبة فدفعوا حياتهم ثمنا لذلك الخطأ. وإذا ما كانت الميليشيات هي التي تقتل فإن الدولة ليست جادة في حماية المواطنين من القتل. بل إن الدولة في الجزء الأمني منها تُدار من قبل زعماء تلك الميليشيات. لكل صحافي قتيل ملف لا يُفتح لدى السلطات المعنية. فالقاتل، حتى لو ذهب إلى السجن محكوما عليه سيتم الإفراج عنه بسرعة لأن القتل ليس مشروعا شخصيا إلا في حالات نادرة. في كل الحالات كان القتل جزءا من سياسة تكميم الأفواه.قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا،تنحصر حرية التعبير في العراق في منطقة واحدة هي شتم النظام السابق ورئيسه. هناك اليوم في العراق إعلاميون بالمئات لا تزال مهمتهم محصورة في النبش في انتهاكات نظام صدام حسين لحقوق الإنسان ومصادرة حريته وامتهان كرامته على الرغم من مضي أكثر من عشرين سنة على سقوط ذلك النظام. تلك الآلة الإعلامية تعمل ليل نهار على غسل أدمغة العراقيين من أجل فرض واقع جديد تكون فيه إيران هي سيدته التي لا غنى عنها وتكون الطائفية المدعومة بالميليشيات هي البديل للمواطنة ويكون الفساد هو المحرك لحياة العراقيين. أما مَن يقف ضد تطبيع الهيمنة الإيرانية والتمزق الطائفي والفساد فإن رصاصة ستكون ثمن حياته. الكلمة ثقيلة فيما الرصاصة خفيفة. هناك الكثير من حملة السلاح مقابل أقلية لا تملك سلاحا سوى الكلمة. المسلحون لا يخسرون شيئا حين يتخلصون من رصاصة أما الكلمة فإنها تخسر الكثير حين يصمت واحد من حملتها. قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا. يتفوق العراق في قتل الصحافيين بسبب تواطؤ النظام السياسي مع الميليشيات التي تمارس القتل وهو ما يفسر عجز القضاء واتساع دائرة الإفلات من العقاب كما أن المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة لا تمارس عملها بطريقة مهنية إذا تعلق الأمر بالعراق لكونه لا يزال محمية أميركية وكل ما حدث له وما يحدث فيه هو صناعة أميركية وإن بدا بغطاء إيراني. مشكلة الإعلاميين والصحافيين والكتاب الذين قُتلوا في العراق أنهم لم يقولوا سوى أجزاء صغيرة من حقيقة المشهد المأساوي الذي تم التعتيم عليه عالميا بسبب ارتباطه بالاحتلال الأميركي.ليث محمد رضا حياة تحولت إلى رقم حين انتصرت الرصاصة على الكلمة. قاتله في الواقع ليس مجهولا غير أنه سيكون كذلك في ملفات الشرطة. لا أحد بإمكانه أن يصطدم بمسلح في دولة تحكمها الميليشيات. وبلد تحكمه الميليشيات لا بد أن تكون الفوضى حاضنته. لقد رأى العالم كله الفيلم لذي صور كيف تضرب امرأة ضابط في شرطة المرور بنعلها وهي تصرخ باسم النائب الذي يحميها. مشهد لا يمكن أن يراه المرء في أي جزء من عالمنا. ذلك يحدث فقط في العراق وسيحدث دائما.