سودانايل:
2025-03-25@21:59:26 GMT

في مقام الوطن.. أعواد الموت أم عناقيد الحياة؟

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

يولد العام الجديد من موج الأسي ومر الذكريات..
يولد من أنات الثكالى و نحيب الذراري ومواجع الفقد و البكاء المر في اكباد الرجل..
لكن يخرج من ليل هذا النشيج لألاء الضراعة و الرجاء .. إن من تبقي من الرجال وإن ما تحمله ارحام الثكالى من نطف الطهر يرسمون اغنيات الفجر الآتي.. حيث المشاعل تمضي زمرا إلى طريق الفداء ليبقي هذا الوطن شامخا آمنا فتيا وعاشقا للمراوءات الوضيئة و المكرمات النبيلة و متوشحا بنفحة المسك التي تضوع من مسامات التاريخ وقداسة العروج .


يا وطن الخليل.. الذي تعلم أبجدية اللغة بعد لثغة الطفولة فأوفي حب الوطن في عزة.
يا وطن السحيني وآدم أم دبالو
و رابحة الكنانية
يا وطن.. مقنع الكاشفات...
و المامون علي بنوت فريقه
يا وطن الغبش... و الخرائد و العباقرة..
يا وطن علي عبد اللطيف والتيجاني يوسف بشير و إبراهيم اسحق والطيب صالح وعبد الله الطيب ومحمد زيادة حمور و بركة ساكن..
يا وطن كجراي و محمد سعد دياب و محمد بشير عتيق...و أبو آمنة حامد وسيف الدسوقي..
يا صاحب الجولة في كل مداعي الحديد إن حمي أو رطن... لكل من يريد اللطام و سيفه في الفقر قلام... يا وحشة الصوت الثائر في قوافي الشهيد وداعة الله إبراهيم..
لكن من ارتضى.. ان يكون له السودان وطنا جميلا
لكل من عشق وردي وطرب لعثمان حسين ووقف انبهارا عند كرومة وسرور و الكاشف..
يا وطن احمد المصطفي وسيد خليفة.. ووطن الذكريات صادقة وجميلة للشفيع.. ورب الجمال مع القرشي.. و لكل من عاظل كلمات علي المك وتأمل في قصص إبراهيم اسحق و غازل تجليات الابداع عند الطيب صالح و ادهشته فتوحات الفكر واللغة عند عبد الله الطيب..
لكل من غني جدي الريل أبو جزيمة.. و ليمون بارا.. ودارفور بلدنا... وبكي مع طنابير العشيات وهي تنوح يا يمة رسل لي عفوك ينجيني من جور الزمان..
لكل من سافر مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في أيدها جواز سفر.. لكل من طرب مع مصطفي سيد أحمد وهو يصرخ بين جنبات النيل لمحتك قلت بر آمن بديت احلم.. أو صاح مع عركي.. اضحكي أو عن حبيبتي بقول لكم..
لكل من مزق تذكرة السفر وهو يسمع ( قلنا ما ممكن تسافر) مع الحب والظروف.. أو من استحث الخطي وهو يغالب دمعة المغني (بلادك حلوة ارجع ليها ودار الغربة ما بترحم)..
لكل من طرب لأبو آمنة حامد ( بنحب من بلدنا) أو سال من شعرها الذهب.. لكل من مشي الدرب الاخضر مع محمد يوسف موسي أو مع سيف الدين الدسوقي في المصير ( تآني ما تقول انتهينا) او لمن طرب مع الطاهر إبراهيم و إبراهيم عوض في المصير أو حتي يا خائن.. أو عشة الفلاتية.. يجو عايدين..
لكل من ارتاح مع الثنائي ( والله وحدوا بينا البرحونا و راحوا) أو البلابل في (رجعالك) أو نور بيتنا.. حتي شايل المنقة
لكن من حلق مع عصافير اسحق الحلقني.. ويا حنين زي عش العصفور..وشربات الفرح. . و قطر الندى و اقابلك و عطشان والبحر جمبك.. ويا ما الغربة بتتحداني..
لكل من أحب جميلة و مستحيلة و غازل ثوريات
محجوب شريف.. يا شعبا لهبك ثوريتك..
لكل من بكي مع البلبل الصداح احمد الطيب خلف الله.. ضاع صبري.. أو رمي الشبال في.. المخضوب بنانك..
الي جحافل محبي الحوت... الفات زمان.. سمحة الصدف...
لكل من ركب قطار الثورة منذ أن انتضي سيف الثوب مطاعنا.. لمحمد المكي في اكتوبرياته و بعض الرحيق أنا و البرتقالة انت..
لمحي الدين الفاتح وهو يتطلع لأمراة نخلة..
يا وطن حميد... هي ايقفن نورا فيكن..
يا وطن القدال.. مع الطنبارة والغناي... أخته المكان الهش..
دي الممطورة ما بتبالي من الرش..
يا وطن الكتيابي..وهو في رقصة الهياج.. يرقع جبته أو لا يرقعها..يطرزها من اللالوب أو يلبسها علي المقلوب... علي كيفه..
يا أهل بلاد الشيخ فرح ود تكتوك وحسن ود حسونة و الكباشي و الشيخ البرعي و الشيخ عبد المحمود الحفيان.. من طابت ناداك احمد أسير هواك.. يا مرهم العلة.. .
يا أهل بلاد شيخ الزين.. وهو يحبر قراءة أهل خرسي بهذا النغم الجميل...
يا محبي الشيخ محمد السيد حاج..
يا وطن عبد الله علي إبراهيم و كمال الجزولي و حيدر إبراهيم وعبد الله حمدنا الله و بروفيسور أبو منقة..
لكل من ابتسم مع الفاضل سعيد وهو يرسم هموم مواطن في ( أكل عيش) أو مع محمد نعيم سعد في مقالب الأصدقاء أو وقف مع أداء المشخصاتي في جوقة مهرجان البقعة...
لكل من لبس الكرابة وهو يضرب النوبة ضربا فتئن وتحن لجميل الذكر و قوافي المديح..لكل من ناجي ليلي في جوف الليل.. يا ليلة ليك جن محبوبك اوه وأنا.... يطلب الوصل بالألفية من مسبحة اللالوب..
لكل من غازل خياله احاجي فاطمة السمحة والغول...
لكل من بكي مع اماديح أولاد حاج الماحي البرعي وهو يعظه.. بوريك طبك أحسن لمن عاداك أو يحبك..
يا وطن الأزهري و المحجوب..
يا وطن عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني و الهندي..
يا وطن عبد الخالق محجوب والصادق المهدي و الترابي و محمود محمد طه...
يا وطن منصور خالد و جمال محمد احمد...
يا رفقاء درب صناديد دار الهاتف.. يا حملة عرش الكلمات من لدن علي عبد الفتاح حيث المعامع تلمع و الملاحم تزأر و الروح علي الاكف تواقة لحويصلات طير خضر.
يا من خطا في الطريق الوعر مع المكحل بالشطة يا من شرب من قهوة الدهقان مع سكران الجنة.. يا من أنشد مع العيدوس.. شهيدنا الطاهر ضحي بدمو ..
يا من رافق محمد الفضل في رحلة الفداء والغياب....
يا من كان نشيدهم في جنح الليل... أماه لا تجزعي.. يا من كان ليلهم قياما وذكرا ونهارهم في جوقة الفرسان..
للراستات... و الكنداكات..
الوطن يناديكم
الوطن يناديكم بلا قبائل أو لون أو سحنات..
يناديكم بكل اللغات والرطانات..
يا أهل الكجور و البدور و الطيور..
يا بناتنا وقمحاتنا هو لبلب..
لكل نساء بلادي.. لكل خضيبة البنان خصيبة الوجدان..
يا وطن علي شمو و محجوب محمد صالح وعمر الجزلي وحسين خوجلي وفيصل محمد صالح والهندي وضياء ومزمل وعادل الباز و الطاهر ساتي وحسين خوجلي و حسن الجزولي و فيصل الباقر.. وفاطمة الصادق و لينا يعقوب وتسابيح خاطر وام وضاح..
يا وطن روضة الحاج.. أميرة الشعر عندنا يعز النداء لوطن السمر..
وطن ايمان الشريف و ندي القلعة و هدي عربي وطاسو وكل القونات...
وطن حواء الطقطاقة وقسمة وحنان بلوبلو..
وطن من اقام الليل محتسبا.. ومن غشي الخمارة لاهيا... وطن من وقف في طابور العماري ليسعد بسفة من وارد الردوم.
وطن جكسا و كمال عبد الله الوهاب وحامد بريمة وابراهومة وصبحي وهيثم مصطفي و التش.
وطن من رطن.. و افصح..
بكل محمولات التاريخ و شموخ الحضارة
بكل قيم الفروسية و المقاومة المركوزة في ضمير الشخصية السودانية
الي فتيان هذه البلاد .. و فتياتها
الوطن يحتاجكم جميعا... ذرات رماله و طين حواشاته وأنين سواقيه و جمام أوديته وروث بهائمه وطيوره و ظله وآجامه و هوامه و بقله وفومه وقثائه..
أما إن نحمي وطنا كالرجال... أو نبكي علي ضياعه كالنساء..
من أجل الذراري والاطفال.. من أجل النازحين و اللاجئين من أجل الارامل و انات الثكالى و المعدمين..من أجل المشردين..
من أجل إن نستعيد وطنا ضيعناه بأهمالنا و أخطائنا و شح أنفسنا وجهلنا و سقم تفكيرنا وضعف وطنيتنا..
التاريخ لا يعود
لكننا يمكننا إن نبني مستقبل بلادنا
بتواقفنا وتوحدنا و تسامحنا.
لكن لن نركع لعدو أو متربص
مكانه مذبلة التاريخ ..حيث أعواد المشانق
بقدر ما سفك دماءنا ويتم أطفالنا واستحمل حرماتنا وقتل ابرياءنا و اغتصب نساءنا وفرق شملنا وشتت جمعنا..
سنبني وطنا أجمل.. يسع لتنوعنا و يحتفي بشلوخنا وتمائمنا.. و إختلافنا..وألواننا وسحناتنا و قبائلنا و رطانتنا ولغاتنا و مساجدنا و كنائسنا...
هبوا لانقاذ وطنكم..
بالسنان والجنان بالكلمة والقافية
والفكر والكتاب و السيف و القلم.
الوطن الان مولود وغدا مفقود.. فلا تتأخروا..

khmudad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الله لکل من وطن من من أجل

إقرأ أيضاً:

إبراهيم الهدهد: عقوق الوالدين من أعظم الفساد.. والقرآن حذر منه بشدة

أكد الدكتور فساد وإفساد.. إبراهيم الهدهد يحذر من أكل أموال الناس بالباطلإبراهيم الهدهد: البعض يسخرون من القرآن والسنة بزعم أنهم مفكرون ومستنيرونإبراهيم الهدهد يحدد شرطين يتحقق بهما نصر الله للمؤمنينإبراهيم الهدهد: تكريم اليتيم وإطعام المسكين أساس استقرار المجتمعاتإبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن عقوق الوالدين من أخطر أنواع الفساد في المجتمعات، حيث جعله القرآن الكريم من الكبائر التي تهدد بناء الأسرة والمجتمع، مشيرًا إلى أن الله تعالى قرن بر الوالدين بتوحيده في قوله: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا"، مما يدل على عظم هذا الحق وعلو منزلته. 

وأوضح “الهدهد”، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الآية لم تأتِ بصيغة الأمر المباشر للعباد، بل جعلت الإحسان إلى الوالدين حكمًا ثابتًا ومستقرًا، مما يدل على أنه ليس مجرد فضيلة، بل هو من الأسس التي يقوم عليها المجتمع السليم. 

وأضاف أن القرآن الكريم شدد على احترام الوالدين، خصوصًا عند كبرهما، فنهى عن أدنى درجات التضجر، حيث قال الله تعالى: "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا"، مشيرًا إلى أن بعض العلماء يرون أن قول "أف" هو أخف العقوق، بينما يرى آخرون أنه من أعظم العقوق، لأنه يعكس الضجر وعدم الصبر على الوالدين. 

واستشهد “الهدهد”، بحديث النبي ﷺ حينما صعد المنبر وقال: "رغم أنف امرئ أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، فلم يغفر له"، فدعا عليه جبريل عليه السلام وأمَّن النبي ﷺ على الدعاء، مما يدل على خطورة العقوق وحرمان العاق من رحمة الله. 

وأكد الدكتور إبراهيم الهدهد، أن حسن معاملة الوالدين ولين القول والتواضع لهما من أسباب رضا الله ورحمته، مشبهًا ذلك برحمة الطير لصغارها، مستدلًا بقول الله تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا"، موضحًا أن هذه القاعدة تعكس العدل الإلهي في رد الجميل للوالدين. 

وأشار الدكتور إبراهيم الهدهد، إلى أن صحابة رسول الله ﷺ كانوا يقدمون لنا أروع الأمثلة في بر الوالدين، حيث كانوا يستحيون من رفع أصواتهم أمامهم أو تقديم آرائهم عليهم، فكان ذلك سببًا في رفعة شأنهم وسؤددهم في الدنيا والآخرة. 

وشدد على أن الالتزام ببر الوالدين هو المفتاح لبناء مجتمع قوي ومترابط، مستشهدًا بقوله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن"، داعيًا الجميع إلى التأمل في هذه القيم العظيمة وتطبيقها في حياتهم اليومية.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: النبي محمد كان يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم .. فيديو
  • بالصور.. مقام ديني وسط العراق قِبلة لطالبي الشفاء
  • فريق طبي بمستشفى أسيوط الجامعي ينجح في إنقاذ حياة طفل من الموت
  • إبراهيم الهدهد: عقوق الوالدين من أعظم الفساد.. والقرآن حذر منه بشدة
  • اللواء الركن نصر الدين عبد الفتاح يكتب عن الشهيد المقدم حسن إبراهيم
  • فساد وإفساد.. إبراهيم الهدهد يحذر من أكل أموال الناس بالباطل
  • إبراهيم حسن: منتخب مصر لم يحسم التأهل بعد لكأس العالم
  • إبراهيم الهدهد يحذر من أكل أموال الناس بالباطل بطرق ملتوية أمام القضاء
  • تفاصيل إصابة إبراهيم عادل لاعب المنتخب
  • مسك الختام.. «حافظة القرآن» تفارق الحياة بعد لحظات من تكريمها