اجتماع أديس أبابا خطوة نحو تراجع البندقية وتقدم السياسة
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
ياسر عرمان
لم أخش على بلادي منذ التحاقي بالعمل السياسي المنظم في 13 يونيو 1978 كما أخشى عليها اليوم فهي تنزلق رويداً رويداً نحو حرب إثنية ومجتمعية شديدة الخطر وعظيمة الأثر ويومياً يتصاعد خطاب الكراهية الركن المعنوي لجرائم الحرب والإبادة وتدق الأسافين في الوجدان الوطني المشترك وينتظم قليل من الناس في القتل على أساس الهوية الإثنية والجغرافية والذي جرى عملياً تنفيذه في بعض أجزاء بلادنا، على هذه الخلفية يأتي اجتماع أديس أبابا.
اجتماع اديس ابابا والإعلان الذي سيتمخض عنه يعد الاجتماع الأول والأشمل والأوسع بين قوى سياسية ومدنية سودانية مع الفريق أول محمد حمدان قائد الدعم السريع وزملائه سيما انه قد انقطع عن اللقاءات السياسية مع قوى المجتمع المدني والسياسي منذ 14 أبريل 2023م.
الاجتماع بداية جيدة لعامنا الجديد في طريق شاق ومعقد وبداية لتراجع خطاب البندقية وسيادة حوار السياسة في مربع السلام وضد الحرب. تناول الاجتماع من جانبنا وقف الحرب والقضايا الانسانية وانتهاكات حقوق الإنسان وحماية المدنيين وتأسيس الدولة واكمال مهام الثورة وبناء قوات مسلحة مهنية وقومية وإنجاح اجتماع جيبوتي بين قائدي الجيش والدعم السريع لوقف الحرب ونشدد على ضرورة مشاركة قوى الثورة المدنية وحكومتها المنقلب عليها. وقد كان رد قيادة الدعم السريع ايجابي وسينعكس في اعلان اديس ابابا ويجب ان ينعكس في الارض والأفعال.
قيادة القوات المسلحة واجتماع جيبوتي:-
أولاً للجيش وقادته تحية طيبة وعام أطيب ووطن معافى من الحروب بأذن الله الواحد الاحد.
هنالك محاولات واسعة لتشويش قيادة القوات المسلحة من منصات الفلول وبعض ضباط الجيش المنتمين لهم، بغض النظر عن تلك الانتماءات فان القوات المسلحة تستحق أفضل من ذلك وان يتوجه قائدها للحوار في جيبوتي مع قائد الدعم السريع بذهن صافي وعزيمة أكيدة، فالقوات المسلحة تحتاج للحوار اليوم أكثر من اي وقت مضى وكذلك بلادنا وشعبنا. الحوار فرصة لبناء وطن جديد وبناء قوات مسلحة مليئة بالمهنية وخالية من السياسة.
ان الدماء والدمار الذي يلحقه الطرفان ببعضهم البعض وبالوطن، خسارة وطنية كبرى فالموارد البشرية المهدرة عزيزة على بلادنا وعلى الله وعلى الوطن، وملايين النازحين واللاجئين من بنات وأبناء شعبنا وأطفالهم وأسرهم وصمة عار في جبيننا الوطني فالتصمت البنادق وليبدأ الحوار بذهن مرتب وافكار جديدة.
ان الحرب أولها كلام وآخرها كلام والواجب الوطني والانساني يملي على قائدي الجيش والدعم السريع ابتلاع المرارات والتقدم نحو الحوار بارادة صلبة ومسنودين برغبة وطنية وشعبية كاسحة في السلام وليكن السلام عملتنا الوحيدة، ولتموت المرارات ولتحيا أمة وليكن السلام لغتنا الوحيدة فبلادنا على شفا الانهيار.
نذكر قادة الجيش ان عام 2024 هو مرور (100) عام على ثورة 1924م التي قادها القائد الوطني والملازم أول علي عبد اللطيف الذي وحد أفئدة المدنيين والعسكريين ولتكن هدية الجيش في هذه الذكرى هي السلام لشعبنا وتحقيق استقلالنا الثاني بتأسيس الدولة وبناء الوطن الجديد.
إلى الفلول:-
يصعب علي نسيانكم فيمكن أن نغفر ولكننا لا ننسى، نتمنى لكم في هذا العام الجديد أن يلهمكم الله الحكمة والاتعاظ من تجارب الماضي، وكل عام جديد وانتم على طريق الهداية، وبمناسبة لقاء اديس ابابا، أود أن أتبرع لكم ببعض المعلومات المجانية علها تفيدكم، في اديس ابابا لم نلتق (بالبعاتي) ولم نحتاج المتر لقياس الطول أو الذكاء الاصطناعي ولم نلتق بروبوت بل التقينا بالفريق أول محمد حمدان دقلو في صحة وذاكرة جيدة، تذكر اسماءنا جميعاً وبعض أسمائكم كذلك، ان كانت هنالك نصيحة أخوية أو غير أخوية اتركوا الهذيان وتفاءلوا بالسلام تجدونه ولعن الله الحرب ولعن الله الفتنة ومن أيقظها.
المجد للسودان حراً طويل الباع باتحاد بناته وابنائه الراغبين في تأسيس وطن جديد، والثورة ابقى من الحرب.
2 يناير
اديس ابابا
#لا_للحرب
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ادیس ابابا
إقرأ أيضاً:
لجنة المعلمين السودانيين ترفض السياسة «الفاشلة» لوزارة المالية بخصوص الرواتب
اللجنة دعت إلى تسليط الضوء على التداعيات الخطيرة لتجزئة التعليم، حيث يتم التركيز على مناطق سيطرة الجيش فقط، مع إهمال بقية المناطق التي تواجه ظروفًا إنسانية وتعليمية صعبة بسبب الحرب.
الخرطوم: التغيير
دعت لجنة المعلمين السودانيين إلى تبني صيغة مقاومة فعّالة لإلزام الدولة بالوفاء بالتزاماتها تجاه دفع رواتب المعلمين في جميع أنحاء السودان، ورفض ما وصفته بسياسة وزارة المالية “الفاشلة” التي تفرض على الولايات تحمل عبء دفع الرواتب.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده المكتب التنفيذي للجنة، الخميس، لمناقشة قضايا تهم قطاع التعليم والمعلمين، على رأسها تأخر دفع الرواتب وأوضاع العاملين في الميدان التعليمي، إضافة إلى أوضاع الطلاب والتلاميذ في مختلف الولايات.
وأوضحت اللجنة في بيان لها أنها استعرضت تقريرًا شاملاً عن أوضاع المعلمين قدمه مكتب الولايات، وناقشت الخطوات التي يمكن اتخاذها خلال الفترة المقبلة لتحسين الوضع.
كما دعت إلى تسليط الضوء على التداعيات الخطيرة لتجزئة التعليم، حيث يتم التركيز على مناطق سيطرة الجيش فقط، مع إهمال بقية المناطق التي تواجه ظروفًا إنسانية وتعليمية صعبة بسبب الحرب.
واتفق الاجتماع على تكوين لجنة مختصة لمتابعة القضايا الاجتماعية للمعلمين ووضع تصورات عملية لحلول هذه المشكلات.
كما أكدت اللجنة أن مكتبها التنفيذي سيبقى في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات واتخاذ الإجراءات المناسبة لمجابهة التحديات.
ويشهد السودان أزمة عميقة في قطاع التعليم منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وأدى النزاع إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتضرر البنية التحتية التعليمية، مما تسبب في انقطاع الدراسة في العديد من المناطق.
وتواجه وزارة المالية انتقادات حادة بسبب سياساتها التي تضع أعباء دفع رواتب المعلمين على عاتق الولايات، رغم أن معظم الولايات تعاني من نقص الموارد بسبب تداعيات الحرب.
إضافة إلى ذلك، أدى النزاع إلى تقسيم البلاد فعليًا إلى مناطق نفوذ، حيث يتم دعم التعليم في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، في حين تُهمل مناطق أخرى، مما يعمق التفاوت في فرص الحصول على التعليم.
الوسومآثار الحرب في السودان أزمة الرواتب إصلاح التعليم لجنة المعلمين السودانيين وزارة المالية السودانية