ترحيب الأستاذ فتحي محمد الفضل، الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني بلقاء تقدم مع حميدتي خطوة موفقة، تستحق منا الاشادة والترحيب. وندعو ان تعقبها خطوات اخري للحوار الموضوعي والشفاف بين الحزب وبقية القوى المدنية. يطرح فيها الحزب رؤيته كاملة ويقدم نقده للتجربة السابقة ولمن شاركوا فيها. كما نناشد القوى المدنية ان تقوم بالمثل وتقدم رؤيتها، وتنقد مواقف الحزب.

لتتفق كل الأطراف على رؤية عملية لإيقاف هذه الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لشعبنا. هذه اللقاءات تشكل خطوات أساسية لتلاحم القوى المدنية، ولتوصلها لما يجمعها وهو استمرار الثورة، وإنجاز التحول الديمقراطي.
صدر هذا الصريح قبل صدور الإعلان بين تقدم وقوات الدعم السريع. جاء في دبنقا ما يلي: " أكد فتحي فضل، عضو اللجنة المركزية والناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي، ترحيب الحزب بأي محاولة وأي جهود لإيقاف الحرب والعمل على إنهائها وإزالة أسبابها ورفع معاناة شعبنا. والحزب الشيوعي يرحب بشكل عام بأي جهود في هذا المجال، هذا من جانب، من الجانب الآخر، هناك القضايا المتعلقة بعدم الإفلات من العقاب ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب من الطرفين وهي جزء من منهجنا في التعامل مع ما يجري في إطار أي مباحثات حول مستقبل بلادنا. وتمنى الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي أن يكون اللقاء خطوة في الاتجاه الصحيح لوضع أسس لإنهاء الحرب وبناء حاضنة سياسية مدنية تستند إلى جهود كل القوى الحية وبشكل خاص القوى الموجودة داخل السودان، ما يعني مراعاة المواقف المعلنة لتنسيقيات لجان المقاومة، الأحزاب السياسية، الحركة النقابية الوليدة
وكرر فتحي فضل في حواره مع راديو دبنقا الترحيب بأي جهود ترفع معاناة الشعب السوداني سواء أن كان لقاء الجنرالين أو اللقاءات الأخرى التي تتم خارج السودان، مشددا على أن المسألة الأساسية سواء أن كان بالنسبة للإيقاد أو غيرها من الجهود مثل منبر جدة أو غيره، تتمثل في الدور الأساسي للقوة المدنية بشكل عام والقوى المدنية داخل السودان. حيث لا يمكن الحديث عن لقاء بين الجنرالين، حميدتي والبرهان، بعيدا عن القضايا الرئيسية التي تطرحها الحركة الجماهيرية داخل السودان أو التي تطرحها الحركة السياسية بشكل عام داخل وخارج السودان".
صدر بعد تصريح الناطق الرسمي للحزب الشيوعي، وفي يوم الاثنين الثاني من يناير اعلان اديس ابابا بين تنسيقية القوي المدنية تقدم وقوات الدعم السريع، احتوي الاعلان على ديباجة وتفاهمات حول قضايا وقف العدائيات وأيصال المساعدات الانسانية وحماية المدنيين مكون من تسع نقاط وقضايا انهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية مكون من ثمانية نقاط.
كذلك احتوي الاعلان على الاتفاق على أربع نقاط هي: الاتفاق على خارطة الطريق وإعلان المبادئ كأساس للعملية السياسية بالنسبة لطرفي الاعلان، وتشكيل لجنة مشتركة لوقف الحرب، والاتفاق على القيادة المدنية الواسعة للعملية السياسية والنقطة الاخيرة هي الاتفاق على قيام تنسيقية تقدم بطرح هذا الاتفاق علي الجيش.
أيضاً اشتمل الاتفاق على تشكيل أربع لجان كأليات لإنفاذ هذا الاعلان وهي لجنة وطنية لحماية المدنيين، ولجنة مشتركة لوقف الحرب ولجنة وطنية دولية للتحقيق في من بدأ بإشعال الحرب، واخيراً لجنة وطنية مستقلة لرصد الانتهاكات. كما تم التأكيد علي التعاون التام مع لجنة تقصي الحقائق المشكلة بواسطة مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة.

أعتقد أن الواجب الآن امام هيئات الحزب هي دراسة هذا الإعلان الهام، وتحضير رأي الحزب، والبدء في الحوار مع القوى المدنية الأخرى للعمل معا، بشكل عاجل، لإيقاف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة.
ضروري استيعاب دروس التاريخ الوطني والعالمي. فالحرب بين الجيش والحركة الشعبية استمرت لأكثر من عشرين عاما، قتل فيها أكثر من 2 مليون مواطن سوداني. توقفت الحرب عن طريق المفاوضات وتوقيع اتفاقية السلام الشامل. ورغم صعوبة التفاوض وتطاوله وتعقده، وتشنج المتطرفين وصراخهم، تم إيقاف الحرب وتحقيق السلام. وانتهت كل الحروب، على نطاق العالم باتفاقيات سلام. انظر الي فيتنام حيث قتل الملايين، وقذفت الطائرات الامريكية قنابل على فيتنام أكثر مما قذف في كل الحرب العالمية الثانية. وانتهت باتفاق سلام.
للتاريخ نقول: خرج الملايين من المواطنين الأمريكيين، في تظاهرات قوية ضد الحرب ضد حرب فيتنام، وكان موقفا شجاعا، رغم الحملات والعقوبات التي تعرضوا لها. وهو نفس موقفنا في لا للحرب، الذي سينتصر رغم كل محاولات المتطرفين وأعداء الثورة، الحالمين بالرجوع للسلطة عن طريق الحرب.
أذا نظرنا الي تجارب التحول الديمقراطي في شيلي والأرجنتين واسبانيا والبرتغال وجنوب افريقيا وغيرها، نرى انه مهما كانت قوة الحركة الجماهيرية، فان التفاوض الذكي والمرن هو ما نجح في انهاء الشمولية وتسلط العسكر.

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى المدنیة الحزب الشیوعی الاتفاق على

إقرأ أيضاً:

دواعش الحرب يهددون بشنق الثوار، وتصفية ثورة ديسمبر

برزت أصوات داعشية مؤيدة للجيش لتقول بعد انتصارات مدعاة في الخرطوم إن لا مكان لثورة ديسمبر بعد اليوم، وأن أي فرد يتحدث عن العودة إلى واقع ما قبل الحرب ستتم تسويته بالأرض. وهناك قيادي تابع للمؤتمر الوطني قال إن دحر الدعم السريع من العاصمة سيضع حداً فاصلاً بين زمنين، وأن عودة هيئة العمليات التابعة للحركة الإسلامية ستسهم في تنظيف البلاد من "دنس القحاتة". أما أحد القياديين في المؤتمر الشعبي الذي انضم لحرب الكيزان فقد قال في صفحته في الفيسبوك: "بعد خلصنا من المليشيا لقد جهزنا المشانق للقحاتة واعوانهم وكله بالغانون". وطوال زمن الحرب لاحظنا أن إستراتيجية مشعليها هي التركيز على تخوين معظم القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير. فتارة أنها مظلة سياسية للدعم السريع، وتارة أخرى أنها عميلة لجهات خارجية، وتعمل ضد مصالح الوطن العليا. وتبع هذا النهج الاستبدادي اتخاذ إجراءات قانونية ضد قادتها مع تخوين كل صوت في الداخل ينادي بإيقاف الحرب، واعتقال كوادر هذه القوى، ومنعها من المشاركة في أي نشاط سياسي في المناطق التي يسيطر عليها جيش الكيزان. وبلغت ذروة التضييق السياسي حين اُستخدم القضاء لإصدار أحكام قضائية ضد نشطاء في الداخل تراوحت بين الإعدام والسجن لعشرات السنين. فضلا عن ذلك فإن عدداً من نشطاء الخارج واجهوا بلاغات عبر الإنتربول للقبض عليهم، وترحيلهم للسودان لتتم محاكمتهم عبر قضاة إسلاميين ما يزالوا مسيطرين على أجهزة العدالة الإسلاموية. والحقيقة أن هذه التصريحات المتفرقة التي تصاعدت في الأيام الماضية نتيجة لانسحاب الدعم السريع من مواقع معينة ليست غريبة تماماً. فمعظمنا يعرف أن دواعش البراء الذين هم من أذرع الجيش الكيزاني تركوا معركتهم مع خصمهم ليهاجموا الثورة، وقياداتها. ونتذكر أنه بعد انسحاب الدعامة من الدندر، والحلفايا، وسنجة، ومدني، ارتكب دواعش البراء بن مالك جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، طالت أعضاء لجان المقاومة الذين كانوا يساعدون المواطنين بإقامة التكيات، وإعانة المرضى. وآخر انتهاك لهذه الجماعات ذات الطبيعة النازية هو إقدامها على اغتصاب أربعة من كادرات أحد الأحزاب السياسية في مدني. إن الهدف الجوهري لحرب الخامس عشر من أبريل 2023 هو سحق الدعم السريع الذي صنعوه أولاً لكونه العائق العسكري الكبير أمام عودة الكيزان، ومن ثم تصفية القوى السياسية التي صنعت الثورة، وعملت لاحقاً على اجتثاث المؤتمر الوطني من المؤسسات الحكومية. ولذلك فإن تصاعد التهديد بالتخلص من القوى الثورية الديسمبرية في الممارسة السياسية داخل البلاد، حاضراً، ومستقبلاً، واستخدام لغة إرهابية تهدد بشنق قادة ونشطاء ثورة ديسمبر يعبر عن مرحلة جديدة من الاستبداد السياسي الذي لا يجيده إلا الذين يتبنون الفكر الإخواني الداعشي، ويريدون أن يكون ذبح الإنسان، ورميه في النهر، وشنقه، والتمثيل بجثته، كما شاهدنا في هذه الحرب، هو المصير الذي ينتظر كل ناشط سياسي ثوري في البلاد، وذلك في حال تمكن دواعش المؤتمر الوطني في الانتصار في الحرب. الشيء الذي يتغافل عنه دواعش المؤتمر الوطني، وكتائب ظله التي أطلق الجيش الآن عقالها لخلق بيئة إرهابية في المشهد السياسي هو أن ثورة ديسمبر هزمت الترسانة الحربية للإسلاميين بالضربة القاضية. ذلك بالرغم من أنها كانت مكونة من الجيش، والدعم السريع، والدفاع الشعبي، وكتائب ظل علي عثمان، وجهاز الأمن، والأمن الطلابيّ، وهيئة العمليات، والشرطة الكيزانية مجتمعة. وفي صبح أبلج سقط المشروع الحضاري بثورة شهد العالم بسلميتها، ولاحقاً اندس قادة المؤتمر الوطني في جحورهم خوفاً من المد الثوري لشباب الثورة الذي كان يقابل زخات الرصاص بصدره العاري. القحاتة المهددون بالشنق الآن هم أشرف من أنجبتهم حواء السودانية، ولن يخيفهم الإرهاب الداعشي متى ما زفت أوان خروجهم لاسترداد مجد ثورة ديسمبر العظيمة مهما كانت نتيجة الحرب. ويمثلما قدموا للمؤتمر الوطني درساً في منازلة ترسانته القمعية الاستبدادية فإنهم سيظلون تروساً بأجسادهم أمام عودة المؤتمر الوطني للسلطة مرة ثانية. فأبشر بطول سلامة يا مربع، ودونه خرط القتاد.

suanajok@gmail.com
///////////////////

   

مقالات مشابهة

  • تهديد القوى المدنية بالتعذيب بعد دخول الجيش موقف شندي
  • منظمات دولية تدعو لوقف استهداف المرافق المدنية الحيوية في السودان
  • دواعش الحرب يهددون بشنق الثوار، وتصفية ثورة ديسمبر
  • تكبيرات العيد وطبول ولافتات ترحيب.. مشاهد من عودة النازحين إلى غزة (فيديو)
  • السودان- بين حكمة السلام وجنون الصراع – تأملات في معضلة وطن ممزق
  • قيادات الأمانة المركزية بـمستقبل وطن تختتم جولتها في محافظة الشرقية بلقاء تنظيمي لهيئات المكاتب
  • استقالة مدوية.. مستشار حميدتي يرفض الجرائم ضد المدنيين في السودان | فيديو
  • معضلة الجيش والسياسة في السودان و أثمان الحرب الإنسانية والسياسية
  • يوتوبيات الشيوعيين: قراءة نقدية في مسارات الحزب الشيوعي السوداني للمنعطفات الثورية
  • الواثق البرير لـ «التغيير»: بحثنا في «نيروبي» سيناريوهات الحكومة المدنية حال تشكيلها