صدر عن امانة سرّ البطريركية المارونية البيان الآتي:

"لما كان قد صدر عن الكرسي الرسولي في الفاتيكان بتاريخ 18 تشرين الثاني 2022 قرارٌ بإنزال عقوبات بالأب (آنذاك) وسام معلوف، ومنها حطّه عن الحالة الاكليريكية وتجريده من رتبته الكهنوتية وفصله عن "جماعة رسالة حياة Mission de Vie"، وبالتالي إعادته إلى الحالة العلمانية؛

ولما كنا قد أصدرنا بياناً بتاريخ 18/11/2022، أعلنّا فيه قرار الكرسي الرسولي المشار إليه أعلاه، لكي يأخذ الرأي العام علماً به، وبأن السيد وسام معلوف عاد إلى الحالة العلمانية ولم يعُد كاهناً ولا إكليريكياً ولا منتسباً إلى "جماعة رسالة حياة Mission de Vie"؛

ولما كان السيد وسام معلوف، على الرغم من تبّلغه قرار الكرسي الرسولي المشار اليه أعلاه، ما زال حتى اليوم يتجاهله وينكر وجوده، وينتحل صفة كاهن ويستعمل، بدون وجه حق، لقب "الاب" المحفوظ حصرياً للكهنة دون غيرهم، ويرتدي الثوب الكهنوتي، بهدف تضليل وخِداع المؤمنين والرأي العام وإيهامهم خلافاً للواقع أنه لا زال كاهناً منتمياً الى الكنيسة الكاثوليكية المارونية والى "جماعة رسالة حياة Mission de Vie"، بينما الحقيقة هي خلاف ذلك تماماً؛ لذلك، رأى صاحب الغبطة والنيافة وجوب إعلان للرأي العام البيان الصادر عن أمانة سرّ البطريركية في 18/11/2022، المذكور أعلاه.

وعليه، نؤكد من جديد أن السيد وسام معلوف ليس كاهناً ولا راهباً ولا إكليريكياً، كما وانه لا يتمتع بأي صفة رهبانية أو كهنوتية، بل عاد الى الحالة العلمانية ولم يعُد منتمياً الى "جماعة رسالة حياة Mission de Vie" ولا إلى أي جماعة رهبانية أخرى، وانه لم يعُد يحق له استعمال كلمة كاهن أو خوري، ولا إطلاق لقب "الأب" على نفسه، ولا ارتداء أي ثوب كهنوتي او رهباني.

وختم البيان: "كما نلفت المؤمنين الى ان ما يقوم به السيد وسام معلوف يُشكّل جريمة انتحال صفة الكاهن والأب التي تعاقب عليها القوانين الكنسية الروحية وقانون العقوبات اللبناني على حدٍ سواء، وننبّههم الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من السيد وسام معلوف وعدم الانخداع بأساليب الاحتيال والتضليل وانتحال الصفة التي يعتمدها".

            المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

في بيت المتوني: صورة السيد سعيد

ونحن نحثّ الخُطى في طريقنا إلى «بيت المتوني» عادت بي الذاكرة إلى السنين الخوالي، حين سكنت -بخيالي- في هذا البيت في ثمانينيات القرن الماضي، عندما صدر كتاب «مذكرات أميرة عربية» عن وزارة التراث القومي والثقافة العُمانية. نقلتني السيدة سالمة التي عُرفتْ لاحقًا باسمها الألماني «إميلي رويته» إلى جو البيت بِناسِهِ وصخَبه وغُرفِه وممراته وخَدمِه، بل حتى بالحيوانات التي تعيش فيه، وعرّفتني بأبيها السيد سعيد بن سلطان وزوجتِه السيدة عزة بنت سيف، وببعض جواري السيد سعيد، وكيف كان يعامل الجميع صغارًا وكبارًا، وكيف كانت الحياة تجري في هذا البيت، عندما يكون سيده موجودًا فيه.

حالي وأنا في طريقي إلى البيت يشبه تمامًا حال ذلك العاشق المتيّم الذي يذهب لملاقاة حبيبته بعد فترة غياب، ولم أكن بحاجة إلى تعرّق العشاق؛ فالرطوبةُ في مزارع البهارات التي جئنا منها قبل لحظات، أدّت هذا الدور على أكمل وجه. هيّأ لي عقلي الباطن أنّ السيد الذي شغل الدنيا في حياته، وأتعب الكُتاب والمؤرخين بعد رحيله، لا يزال على قيد الحياة في هذا البيت الأسطوري، وأنّ رحلتنا لن يُكتب لها النجاح إلا بلقاء هذا الرجل الأسطورة. من حُسن الحظ أنني كنتُ أحمل في جيبي بعض الزيوت العطرية، فتعطرتُ بها ونحن على مقربة من البيت. تساءلتُ في قرارة نفسي: كيف سنجد بيت المتوني؟ هل مثلما وصفته السيدة سالمة أم أنّ الدهر قد لعب به لعبته كما لعب بالنظام العُماني كله في الشرق الإفريقي؟ وهل السُكنى في مكان مثل هذا تمنح الإنسان القدرة على اتخاذ القرارات المهمة في حياته؟! وما الذي جعل السيد سعيد بن سلطان يتخذ هذا المكان أول سكن له قبل أن ينتقل إلى العاصمة؟! وما هي قصة بيت المتوني أصلًا؟ هل اشتراه السيد سعيد بالفعل من شخص يُدعى صالح بن حرمل العبري وأجرى عليه الإضافات، كما قيل أم أنه استولى عليه عقابًا لصالح بسبب مخالفته لمعاهدة «موريسبي» عام 1822 التي بموجبها يُحظَر على كلِّ مواطن عُماني أن يتاجر بالعبيد، كما قيل أيضًا؟

بطبيعة الحال بما أنّ بيت المتوني (Beit El Mtoni) تحديدًا يحتل مكانًا عليَّا في كلِّ تاريخ الجزيرة لارتباطه بأعظم سلاطين عُمان الذين حكموا زنجبار، فقد قيل عنه الكثير؛ ومن ذلك أنّ السلطان سعيد هو من بناه بنفسه في النصف الأول من القرن التاسع عشر بين عامي 1828 و1834؛ أما الرواية الأخرى فتقول: إنّ الذي بناه هو صالح بن حرمل العبري، وهو -كما وصفه المؤرخون- شخصية تجارية مهمة إبان حكم السيد سعيد، ونُسِب إليه إدخال زراعة القرنفل إلى الجزيرة. ويقال: إنه هرب لساحل «مريما»، وهناك التقى برجل فرنسي يُدعى «مسيمو سوسي»، ومن خلاله بدأ في زراعة القرنفل في المنطقة، كما أنه بنى هذا البيت في منطقة متوني، ثم انتقلت ملكيته للسيد سعيد، دون أن نعرف كيف حدث هذا الانتقال.. نزعًا أو شراءً؟ فلا توجد معلومات موثقة حول ذلك.

وصلنا إلى الباحة الخارجية لبيت المتوني، وتحت الأشجار انتظرنا إنهاء إجراءات الدخول، وكانت ثمة نبذة عن سيرة السيد سعيد بن سلطان مكتوبة باللغة الإنجليزية بخطّ واضح مع صورته وصورة ابنته السيدة سالمة، باعتبارها مولودة في هذا البيت. وفي اللوحة التعريفية صورة لامرأة جميلة قيل: إنها ربما تكون أم سالمة، وهي صورة المرأة نفسها التي رأيناها في متحف السيدة سالمة في شارع «هوروموزي»، إلا أنّ سعيد الغيثي مؤسس وصاحب المتحف لم يستطع الجزم أنها أم السيدة سالمة مكتفيًا بعبارة «يُقال ذلك». ولا يبدو من الأوصاف التي ذكرتها سالمة في كتابها أنّ الصورة لأمها، ثم إنّ السيد سعيد لم يكن ليسمح بتصويرها أصلًا، خاصةً إذا ما علمنا أنّ لديه تحفظات على مجرد فكرة التصوير؛ سواء لنفسه أو لغيره، وسواء لأغراض النشر العام أو الخاص.

وقبل أن ندخل البيت، أود أن أشير إلى أنّ الغربيين عامةً يهتمون كثيرًا بالسيدة سالمة نظرًا لقصتها التي خالفت فيها المألوف من إقامة علاقة -وهي المسلمة- مع ألماني مسيحي ثم الهرب والزواج منه، والأكثر من ذلك تغيير دينها. وقد لاحظتُ في حديثي مع أحد العُمانيين المقيمين في زنجبار أنه مستاء من سعيد الغيثي لأنه فتح متحفًا خاصًا بالسيدة سالمة يضم بعض مقتنياتها، وقال مستنكِرًا: «ما فائدة ذلك؟»، وفي مطلق الأحوال فإنّ الغيثي وبمجهوده الشخصي استطاع جمع مقتنيات خاصة بالسيدة سالمة -كما أشرتُ سابقًا- وبالتالي قدم خدمات معلوماتية ثرية لزوار متحفه.

يقع بيت المتوني على البحر ويبعد تقريبًا ثمانية كيلومترات عن مدينة زنجبار في ناحية جميلة، ويختبئ بين مجموعة من أشجار الأمبا والنارجيل وغيرها من النباتات الاستوائية العملاقة، واستمد اسمه من نهر صغير قادم من الداخل من بُعد عدة ساعات -كما قيل- ويبدو من آثار القصر أنه كان يقطعه بأكمله في عدة توصيلات على شكل أحواض ويصبُّ مباشرة خلف أسوار القصر في الخليج الذي يفصل زنجبار عن البر الإفريقي. وفي الوقت الحالي لا يبدو أنّ هناك ما يشير إلى وجود ذلك النهر.

وبينما نحن نستعد للدخول إلى بيت المتوني، إذا بـ«جوهر» كبير خدم السيد سعيد يتقدّم مشيرًا إلينا: «تقدّموا». تقدّمنا إلى الأمام فإذا نحن أمام شخصية مهيبة، بلحية كثة بيضاء، لا هو بالقصير، ولا بالطويل، وينم وجهه عن نبل ووقار كبير وجسم رشيق ممتلئ، يعتمر العمامة السعيدية ويلبس دشداشة عُمانية، زرُّها مقفل، مع بشت مزركش، تكسوه المهابةُ والوقارُ، ويشع من عينيه النور. يا إلهي! إذن نحن الآن أمام الشخصية التاريخية المهمة: السيد سعيد بن سلطان نفسه بكامل أُبَّهتِه ووقاره.

وبما أنني لا أجيد آداب التعامل مع الملوك نظرتُ إلى خلفي وجِلًا لأقدّم سليمان للسيد؛ فهو في هذا الأمر أدرى وأبصر منا، لأنه عَمِل نائبًا للوالي ثم واليًّا في أكثر من ولاية من ولايات سلطنة عُمان، لكني -لخيبتي- لم أجد سليمان. وفي لحظات كان عليّ أن أقرر؛ هل أقبّل يده؟ هل أنحني له؟ وماذا أقول له؟ ولكن بساطة الرجل وتواضعه أبعدا عني وعن رفيقي سيف كلّ المخاوف؛ فسلمنا عليه ورحّب بنا، وطلب من جوهر أن يؤدي الواجب تجاهنا، وتركناه في مكانه، فربما ينتظر ضيوفًا من الأكابر أو قناصل الدول العظمى. وفي الواقع فإنّ شكل الرجل يختلف كلّ الاختلاف عن الصور الشائعة عنه، وأشهرها الرسمة المعروفة بالرسمة الأمريكية التي ترجع للملازم والمستكشف الإيرلندي Henry Ploose Lynch، والمحفوظة في متحف Peabody Museum بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي الرسمة التي سَلَّم كثيرون بأنها تمثل وجه السيد سعيد الحقيقي. وهناك رسمة أخرى فرنسية نُشرت في المجلة الفرنسية «l’illustration Journal Universal» بتاريخ 24 يناير 1852م أي قبل أربع سنوات تقريبًا من وفاة السيد سعيد بن سلطان، لكنها لم تنل شهرة الرسمة الأولى. كان المؤرخ الشيخ سعيد بن علي المغيري من أوائل من وثّق رفض نسبة تلك الرسومات إلى السيد سعيد بن سلطان، وقد كتب في «جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار» الصفحة 255: «لم يوجد للسيد سعيد رسم صورته، لأنه كان من مسلمي الطراز القديم الذين يحرّمون التصوير، لكن هذه الأيام القريبة قيل: إنه وُجدت صورتُه في المتحف الأمريكي، وقد وصلت إلى زنجبار؛ غير أنّ بعض العرب ينكر هذه الصورة، إنها لم تكن صورة السيد سعيد، لأنّ منظر اللباس الذي على هذه الصورة لا يشبه لباس عرب عُمان ولا لباس عرب زنجبار، ولأنّ السيد سعيد لا يرضى أن يُؤخذ شيءٌ من لحيته كما يُرى في الصورة الموجودة».

وبما أنّ صورة السيد سعيد قد شغلت المهتمين بالتاريخ العُماني، فقد أعاد فريقٌ عُمانيٌّ رسمه في إنتاج عالي الدقة، بعد اكتشاف أخطاء في الرسمة الأمريكية المشهورة، واعتمد الفريق على المصادر التاريخية بالوصوف المتوفرة عن هيئة السيد سعيد وشكله وتفاصيل ملابسه. كلُّ ذلك لا يعنينا الآن. وبما أننا تركنا السيد ينتظر ضيوفه، فإنّ علينا أن نكمل جولتنا في بيت المتوني. وهو ما سأتحدث عنه في مقال الأسبوع المقبل.

مقالات مشابهة

  • كيف تحدث الأحلام أثناء النوم؟ أستاذ طب نفسي يجيب
  • رئاسة الجمهورية: رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يستقبل في قصر الشعب بدمشق وفداً من المملكة الأردنية الهاشمية ضمَّ رجال أعمال أردنيين وسوريين
  • شخص ينتحل شخصية أنوشكا.. والفنانة تلجأ للقضاء
  • أنوشكا تتضرر من شخص ينتحل صفتها عبر وسائل التواصل الاجتماعى
  • البطريركية الكلدانية تؤكد: ساكو ضمن المرشحين لخلافة البابا
  • 6 شروط لترخيص وكالات التوظيف
  • في بيت المتوني: صورة السيد سعيد
  • في ظاهرة غريبة.. شات جي بي تي يشير للمستخدمين بأسمائهم رغم أنهم لم يخبروه بها
  • “خبرة”.. لم تنجذب الفتاة العزباء إلى رجل متزوج؟
  • الحصبة تهاجم تل أبيب.. وزارة الصحة الاسرائيلية تكشف عدد المصابين