طالب نائب رئيس الوزراء الصومالي صلاح أحمد جامع، اليوم الأربعاء، الشعب الصومالي بالدفاع عن أرضه من أي غزو أجنبي، بعد الاتفاق الموقع بين إثيوبيا وأرض الصومال بشأن حصول أديس أبابا على منفذ بحري على البحر الأحمر.

وندد نائب رئيس الوزراء الصومالي، بالاتفاقية التي وقعتها إثيوبيا وأرض الصومال في الأول من يناير 2024 والتي تمنح إثيوبيا إمكانية الوصول إلى جزء كبير من بحر الصومال.

ووصف نائب رئيس الوزراء الصومالي، الاتفاق الذي أعلنه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي ورئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي في أديس أبابا، بأنه "انتهاك واضح وعدواني لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية وقوميتها واستقلالها ووحدتها الإقليمية"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الصومالية "صونا".

وقال جاما إن قرار الحكومة الإثيوبية أثار موجة من الوطنية والوحدة بين الشعب الصومالي الذي عبر عن رفضه للصفقة ودعمه للحكومة الصومالية، مضيفا أن الاتفاق يعد أيضا خرقا للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ويهدد استقرار وأمن المنطقة.

ولفت إلى أن "الشعب الصومالي عبر بشكل موحد عن مشاعره تجاه عدوان واستفزاز الحكومة الإثيوبية ضد سيادة جمهورية الصومال الفيدرالية مضيفا "لقد اتحدوا ضد أي تدخل في قومية الصومال ووحدته الإقليمية واستقلاله".

وحث صلاح أحمد جامع الشعب الصومالي على الدفاع عن أرضه وبحره من أي غزو أجنبي، والتضامن مع الحكومة الصومالية في جهودها الدبلوماسية لحل النزاع سلميا.

وأدانت الحكومة الصومالية بقيادة رئيس الوزراء حمزة عبدي بري أمس الثلاثاء، قرار إثيوبيا بالتوقيع على مذكرة التفاهم مع أرض الصومال، باعتباره انتهاكا لسلامة أراضي الصومال، ووصف الإجراءات بأنها "باطلة وباطلة". وتعتبر الصومال أرض الصومال إحدى مناطقها.

وذكر التلفزيون الوطني الصومالي أن رئيس الوزراء بري أعرب كذلك عن التزام الصومال بحماية سيادتها، معربًا عن عدم التسامح مع أي تعديات على أراضيها أو بحرها أو مجالها الجوي.

ووفقًا للصحفي الصومالي هارون معروف من إذاعة صوت أمريكا، فإن "الصومال حثت أيضًا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الإقليمية على دعم الصومال في الدفاع عن سلامة أراضيها والضغط على إثيوبيا للعودة إلى الأعراف الدولية".

ونقلت وكالة الأنباء الصومالية "صونا" عن رئيس الوزراء حمزة قوله إن الصومال عازمة على “حماية سيادته”، وقال إنه "لا يمكن لأحد أن ينتهك أي جزء من أراضي الصومال وبحرها وجواها".

وبالإضافة إلى الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء الصومالي، ألقى الرئيس حسن شيخ محمود كلمة أمام البرلمان الاتحادي، حيث قال إن "أراضي الصومال مصونة وغير قابلة للتفاوض، ولا يمكن لأحد أن يسلم أي جزء منها"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.

ووقعت إثيوبيا بالأمس مذكرة تفاهم تاريخية مع أرض الصومال "لتأمين الوصول إلى البحر وتنويع وصولها إلى الموانئ البحرية". ووقع مذكرة التفاهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي خلال زيارة الدولة التي قام بها الأخير إلى إثيوبيا.

وتسلط القراءة الرسمية الضوء على أن مذكرة التفاهم تهدف إلى أن تكون بمثابة إطار لشراكة متعددة القطاعات، وتعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية والسياسية بين إثيوبيا وأرض الصومال كما أنه يحدد الطريق لتعزيز علاقاتهم السياسية والدبلوماسية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: منفذ بحري على البحر الأحمر الوزراء الصومالی رئیس الوزراء أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

خبراء يكشفون لـ "الفجر".. دلالات زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر الاتحادية، الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، حيث تم تنظيم مراسم استقبال رسمية شملت عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

حيث تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والصومال، وتؤكد على عمق الروابط التاريخية بين البلدين.

شراكة استراتيجية جديدة بين مصر والصومال

صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد مباحثات ثنائية، تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، تم خلالها التوقيع على إعلان سياسي مشترك لترفيع العلاقات بين مصر والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وقد وقع الرئيسان على الإعلان، في حين تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين وزيري خارجية البلدين في مختلف المجالات.

مؤتمر صحفي مشترك

في ختام المباحثات، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا تم خلاله تسليط الضوء على نتائج اللقاء؛ أكد الرئيس السيسي أن هذه الزيارة تأتي في وقت يشهد تطورًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يعد الرابع بين الرئيسين منذ بداية العام.

وتطرق الرئيس إلى أهمية تكثيف الجهود المشتركة للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر.

كما أشاد الرئيس السيسي بمخرجات "قمة أسمرة" التي عقدت في أكتوبر 2024 بين مصر والصومال وإريتريا، مؤكدًا على أهمية التنسيق المستمر بين البلدان الثلاثة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

تعزيز التعاون في مختلف المجالات

على الصعيد الثنائي، تناول الرئيس السيسي تطورات التعاون بين البلدين في مجالات متعددة.

أشار إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بعد تدشين خط مصر للطيران بين القاهرة ومقديشيو، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود في مجالات الصحة، التعاون القضائي، وبناء القدرات.

كما تم الاتفاق على تعزيز التعاون العسكري وفقًا لبروتوكول التعاون العسكري الموقع بين البلدين في أغسطس 2024، لدعم مؤسسات الدولة الصومالية في مجابهة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الداخلي.

مشاركة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال

لفت الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي إلى مشاركة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، موضحًا أن هذه المشاركة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال دون المساس بأمن أي دولة.

أكد أن مصر تبدي تضامنًا كاملًا مع الشعب الصومالي في هذه الظروف الصعبة.

مشروعات جديدة لتعزيز التعاون

خلال الزيارة، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، بما في ذلك اتفاقية التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي، واتفاقية تبادل الإعفاء من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز التنسيق السياسي بين مصر والصومال في المستقبل.

رسالة دعم من مصر للصومال

في ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي على استمرار دعم مصر لشعب الصومال في مواجهة التحديات المختلفة، مشيرًا إلى أن أمن واستقرار الصومال جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

وأعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون بين البلدين في المستقبل، مؤكدًا أن زيارة الرئيس الصومالي تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بين البلدين.

تعاون استراتيجي في سياق التحديات الإقليمية

من جهته قال الدكتور رمضان قرني، المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى القاهرة تحمل في طياتها العديد من الدلالات الاستراتيجية التي تؤكد عمق العلاقات الثنائية بين مصر والصومال، في وقت تشهد فيه منطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا تطورات هامة،  فهذه الزيارة، التي تعتبر سادسة بين الرئيسين خلال السنوات الأخيرة، تُظهر بشكل واضح تكريس دبلوماسية القمة بين البلدين.

أضاف قرني  في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه الزيارة تعكس تطور العلاقات بين مصر والصومال على مختلف الأصعدة موضحًا أن هذه الزيارة السادسة للرئيس الصومالي إلى القاهرة في العامين الأخيرين، وهو ما يعكس أهمية التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين في القضايا الاستراتيجية.

أكمل قرني أن أبرز المؤشرات على تطور العلاقات بين مصر والصومال في الآونة الأخيرة تشمل توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين في أغسطس الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي؛ كما تم رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما يعكس تطورًا كبيرًا في التعاون السياسي والاقتصادي، وأخيرًا، استضافة القاهرة هذا الأسبوع لمنتدى رجال الأعمال المصريين والصوماليين، وهو ما يبرز تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.


كما تناول قرني تطورات منطقة القرن الإفريقي وتأثيراتها على مصر والصومال، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه المنطقة، ومنها الاتفاقات الأخيرة بين إثيوبيا وأرض الصومال والتي قد تهدد استقرار الصومال ووحدته.

وأكد أن الموقف المصري والصومالي مشترك في ضرورة احترام السيادة الوطنية للدول المتشاطئة على البحر الأحمر، مؤكدًا تمسك البلدين بالقانون الدولي في هذا السياق.

اعتبر المتخصص في الشؤون الإفريقية أن التعاون الاستراتيجي بين مصر والصومال في مختلف المجالات يمثل حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة.

التعاون الأمني

 

من جهته، أكد الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة تعكس توافقًا في الرؤى بين القيادة المصرية والصومالية بشأن تعزيز العلاقات الثنائية في ظل التحولات الإقليمية.

أضاف زهدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الزيارة تسلط الضوء على أهمية تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات الأمنية في الصومال، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

 

أكمل أن الزيارة تناولت عددًا من القضايا الإقليمية الحساسة، مثل نتائج التشاور بين الصومال وإثيوبيا، وتطورات الحوار مع إقليم أرض الصومال، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في إطار بعثة AUSSOM، كما تم مناقشة سبل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، بما في ذلك رفع الميزان التجاري بين البلدين.


وفي ختام حديثه، أكد المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن التعاون الاستراتيجي بين مصر والصومال في مختلف المجالات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة.

 

دلالات الزيارة 


في سياق أخري، يرى المحلل السياسي الصومالي أحمد جيسود أن الرئيس الصومالي يسعى لتوطيد العلاقات مع جميع الأطراف، بما في ذلك مصر، بينما يحاول الحفاظ على توازن دقيق بين القوى الإقليمية في المنطقة.

أضاف جيسود في تصريحات خاصة لـ "الفجر"،  أن الرئيس الصومالي ربما يريد أن يظهر كطرف محايد يحاول إرضاء كل من القاهرة وأسمرة وأديس أبابا، وذلك في ظل الضغوط الإقليمية المتزايدة.

أكمل حديثه قائلًا:" "الرئيس الصومالي يسعى للاطمئنان على شريكه المصري في هذه المهمة، حيث أن القاهرة قد عرضت دعمها العسكري، ودون التشاور المسبق مع شركاء مثل إريتريا وأثيوبيا، قد يكون من المهم أن يتأكد الرئيس الصومالي من موقف مصر".

ويضيف جيسود أن الرئيس الصومالي قد يسعى أيضًا لطمأنه القاهرة بشأن تطورات الاتفاقات مع إثيوبيا وإريتريا، والتي قد تحمل في طياتها بعض المخاوف بشأن استقرار المنطقة، موضحًا أن هذه الاتفاقيات يجب ألا تضر بالمصالح التاريخية لمصر في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.

كما أشار جيسود إلى أن العلاقة بين الصومال ومصر ليست جديدة، وأن القاهرة قد تكون مستعدة لتعزيز دعمها الأمني والاقتصادي للصومال في وقت حساس من تاريخ المنطقة، إلا أن الحفاظ على التنسيق مع كافة الأطراف سيظل جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية الصومالية، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه الصومال.

اختتم المحلل السياسي الصومالي، أن زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة تعكس سعيًا حثيثًا لضمان استقرار بلاده، من خلال تعزيز التعاون مع مصر دون التأثير على العلاقات مع بقية الشركاء الإقليمين.

مقالات مشابهة

  • إرادة جيل: الشرطة انفردت عن إقرانها في دول العالم بمواجهة الاحتلال الإنجليزي والإرهاب
  • خبراء يكشفون لـ "الفجر".. دلالات زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة
  • مسئول إيراني يطالب باعتقال "جواد ظريف".. ما القصة؟
  • تفاصيل المباحثات المصرية الصومالية بالقاهرة.. صور
  • الرئيس الصومالي: هدفنا تعزيز التعاون الأمني المشترك مع مصر
  • المؤتمر الصحفي للرئيس السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود.. بث مباشر
  • تفاصيل المباحثات المصرية الصومالية.. نص كلمة الرئيس السيسي
  • تفاصيل المباحثات المصرية الصومالية.. كلمة السيسي أبرزها
  • تعرف على أبرز ملفات القمة المصرية الصومالية بقصر الاتحادية
  • آخر مستجدات تعزيز العلاقات المصرية الصومالية تزامنا مع لقاء السيسي وشيخ محمود