تحركات إيران في البحر الأحمر.. تهديد حقيقي أم استعراض للقوة؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
اعتبرت وكالة "بلومبرغ"، أن إرسال إيران لسفينة حربية إلى البحر الأحمر، يعد أكثر تحركاتها جرأة حتى الآن، في تحديها للقوات الأميركية على مستوى هذا الممر الحيوي، والذي يعرف توترات متلاحقة في ظل الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على سفن تجارية.
وأوردت بلومبرغ، أنه في وقت يبقى فيه من غير المرجح أن ترغب طهران في مواجهة مباشرة، إذ أن فرقاطتها القديمة لا تضاهي فرقة العمل البحرية التي تقودها الولايات المتحدة والتي تقوم بدوريات في المياه قبالة اليمن، إلا أن الخطوة تنقل استعراض طهران لقوتها إلى مستوى آخر.
ويصعّد التحرك الإيراني الجديد التوترات بالبحر الأحمر، حيث بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن التي زعموا أنها متجهة إلى إسرائيل أو مملوكة لها، مؤكدين أن هجماتهم تأتي نصرة للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تخوض إسرائيل حربا ضد حركة حماس.
تأثيرات متعددة الأبعادونقلت بلومبرغ عن المحلل في "غلوبال ماركت إنتليجنس"، كيفن ليم، أن بعض السفن التي استهدفها المتمردون ليس لها روابط واضحة بإسرائيل، كما هو الشأن بالنسبة لسفينة الحاويات "AP Moller-Maersk A/S"، والتي جاء استهدافها بعد أن أعلنت الدنمارك انضمامها إلى فرقة العمل.
وقال ليم: "إنهم لا يظهرون استعدادا لخفض التصعيد، لذلك من المرجح أن نشهد المزيد من الاستهداف للأصول التجارية والسفن البحرية الأمريكية".
وخلال الأسابيع الأخيرة، شن الحوثيون المدعومون من إيران هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن أثناء إبحارها قبالة سواحل اليمن.
وردا على هجمات الحوثيين، رفضت بعض أكبر شركات الشحن في العالم العبور عبر قناة السويس، مما أدى إلى تعقيد التدفقات بين أوروبا وآسيا وإجبار بعض السفن على سلوك الطريق الأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.
وقالت شركة ميرسك الدنماركية، الألمانية، هاباغ لويد، إن سفن الحاويات التابعة لهما ستواصل تجنب طريق البحر الأحمر الذي يتيح الوصول إلى قناة السوي.
ويطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر ضيق يقع بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر ويفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا.
ويعد مضيق باب المندب شريانا استراتيجيا للنقل البحري إذ تمر عبره 12 بالمئة من التجارة العالمية، وفقا للغرفة الدولية للتجارة البحرية.
وارتفعت أسعار النفط حوالي دولارين، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بعد الهجمات التي شنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، مطلع الأسبوع، وتقارير وصول السفينة الحربية الإيرانية، الاثنين، قبل أن تعاود الانخفاض الثلاثاء، وفقا لشبكة "سي أن بي سي".
وأطلقت مروحيات تابعة للجيش الأميركي، الأحد، النار على متمردين حوثيين حاولوا الصعود على متن سفينة شحن قبالة اليمن، وأعلن الحوثيون مقتل أو فقدان 10 من عناصرهم.
وقالت القيادة المركزية، الأميركية، الثلاثاء، إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن في جنوب البحر الأحمر، وذلك دون تسجيل أي أضرار.
وأضافت أن، العديد من السفن التجارية في المنطقة أبلغت عن تأثير الصواريخ على المياه المحيطة.
"تهديد حقيقي"وفي انعكاس لخطورة الوضع، أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن خطط لعقد اجتماع طارئ بشأن التوترات في البحر الأحمر، الأربعاء.
وقالت البعثة الأميركية لدى المتحدث باسم الأمم المتحدة، نيت إيفانز، في بيان إن الهجمات تشكل "تهديدا خطيرا للتجارة الدولية والأمن البحري".
في السياق ذاته دينا اسفندياري، مستشارة شؤون الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، ومقرها لندن: "هناك خطر حقيقي من التصعيد هنا وقد رأينا بالفعل بعضا من ذلك يتكشف في الأيام القليلة الماضية"، في إشارة إلى مقتل 10 مقاتلين حوثيين في تبادل مع البحرية الأميركية، الأحد.
وأضافت: "لقد أوضح الحوثيون أنهم لا يخشون تنفيذ تهديداتهم".
وأطلقت الولايات المتحدة قوة بحرية متعددة الجنسيات، تحت اسم عملية حارس الازدهار، في محاولة لحماية التجارة في الممر المائي الرئيسي.
والاثنين، انتقد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ما وصفه بـ"معايير الغرب المزدوجة بشأن غزة"، واتهم الولايات المتحدة وحلفائها بالاهتمام بحركة التجارة العالمية أكثر من اهتمامهم بمقتل المدنيين في القصف الإسرائيلي للقطاع الفلسطيني.
وجاءت تصريحات أمير عبد اللهيان، بعد اجتماع مع محمد عبد السلام، أحد أبرز الشخصيات في جماعة الحوثي، ومحادثات، الأحد، مع وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي أبلغه أن على طهران كبح جماح المتمردين.
وقال أمير عبد اللهيان: "ستواصل إيران دعم إرادة ورغبة الشعب اليمني".
"استعراض للقوة"ولم تحدد وكالة "تسنيم" التي أوردت خبر نشر المدمرة الحربية، أسباب نشرها لكنها أشارت إلى أن مراكب عسكرية إيرانية تنشط في المنطقة منذ العام 2009.
وقالت إن "المدمرة البرز دخلت.. البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب".
وأضافت أن أسطول البحرية الإيرانية بدأ مهامه في المنطقة منذ مطلع العام 2009 "لتأمين خطوط الملاحة ومحاربة القراصنة وغيرها من المهام".
وأفادت قناة "برس تي.في" التلفزيونية الإيرانية، بأن السفينة، وهي من طراز ألفاند، انضمت إلى الأسطول 34 للبحرية الإيرانية إلى جانب سفينة الدعم بوشهر، وقامت بدوريات في خليج عدن وشمال المحيط الهندي ومضيق باب المندب منذ عام 2015.
واعتبر جويل رايبورن، الدبلوماسي الأميركي السابق والقائد العسكري، أن القيادة الإيرانية اختارت اتخاذ خطوات جريئة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك في البحر الأحمر، كجزء من استراتيجية لاستعراض قوتها في المنطقة.
ومع ذلك، يشير إلى أن إيران ما زالت مترددة في الدخول في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة.
في سياق متصل، يؤكد رياض قهوجي، رئيس معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ومقره دبي، أن نشر "السفينة الحربية موجه للاستهلاك الإعلامي فقط، وتستهدف جمهورا محليا وإقليميا - وتعرض إيران كقوة إقليمية قادرة على نشر الأصول البحرية لتحدي الولايات المتحدة".
وأكد من جهته، أن من غير المرجح أن تواجه هذه المدمرة السفن الحربية الغربية في المنطقة لأن "طهران لا تريد الدخول في حرب مع الولايات المتحدة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر باب المندب فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
“أنصار الله” تحذر من تسرب نفطي هائل بالبحر الأحمر جراء الضربات الأمريكية
#سواليف
كشفت جماعة “أنصار الله” اليمنية عن #تسرب #نفطي هائل في #البحر_الأحمر جراء #غارات_أمريكية استهدفت مؤخرا #ميناء_رأس_عيسى النفطي بمحافظة الحديدة.
وجاء في رسالة أرسلها جمال عامر وزير الخارجية في حكومة الحوثيين إلى مسؤولين بالأمم المتحدة بينهم أمينها العام أنطونيو غوتيريش: “العدوان الأمريكي ألحق تدميرا كليا للبنية التحتية المدنية لميناء رأس عيسى”.
وأضاف: “الأخطر من ذلك هو أن العدوان الأمريكي تسبب في كارثة بيئية بحرية، تمثلت في تسرب كميات هائلة من المشتقات النفطية إلى مياه البحر الإقليمية للبحر الأحمر والمناطق المجاورة”.
مقالات ذات صلةوحذر عامر، من أن “هذا التسرب يهدد بتدمير النظم الإيكولوجية البيئية البحرية الهشة، بما في ذلك الشعاب المرجانية ومناطق تكاثر الأسماك، والقضاء على التنوع البيولوجي الفريد في المنطقة، وتلويث السواحل، وتدمير سبل عيش آلاف المواطنين الذين يعتمدون على البحر في حياتهم اليومية، لا سيما في قطاع الصيد”.
وحمل الولايات المتحدة المسؤولية الدولية الكاملة عن “جريمة الحرب في ميناء رأس عيسى وتبعاتها الكارثية”.
ولم يصدر تعليق فوري من واشنطن بشأن هذا الأمر.
يذكر أن القوات المسلحة الأمريكية بدأت بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبارا من 15 مارس الماضي، تنفيذ ضربات مكثفة على مواقع الحوثيين من حركة “أنصار الله” في اليمن.
وبحسب رواية واشنطن، تهدف العملية إلى حماية المصالح الأمريكية وضمان حرية الملاحة.
ومساء يوم 17 أبريل الجاري، شنت الولايات المتحدة سلسلة ضربات على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة اليمنية، مخلفة دمارا واسعا.