بعد اغتيال العاروري.. رد الحزب حتمي ولن يهدد الاستقرار
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
لطالما كان صالح العاروري الشخصية الفلسطينية الاستراتيجية على رأس المطلوبين لإسرائيل،فهي تعتبره أحد أهم مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية، إذ يوصف من قبل حركة حماس بأنه قائد أركان المقاومة في الضفة الغربية وغزة ومهندس "طوفان الأقصى".
بدأ العاروري في تأسيس وتشكيل جهاز عسكري للحركة في الضفة الغربية عامي 1991-1992، ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.
كان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط لدى المقاومة الفلسطينية، وهي الصفقة المعروفة باسم "وفاء الأحرار" عام 2011 ،كما أن الإعلام الغربي وصف العاروري بأنه حلقة وصل استراتيجية بين ثلاث جهات، هي حماس وحزب الله وإيران، علما انه وضع على قائمة العقوبات الأميركية المرتبطة بالإرهاب ورصدت الخارجية الأميركية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله. واتهمته اسرائيل بأنه وقف خلف عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل2014، حيث أعقبت الاتهام بهدم منزله.
في اليوم الـ88 من الحرب الإسرائيلية على غزة، اغتالت إسرائيل في هجوم بطائرة مسيرة على مكتب حماس حيث كان يعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في الضاحية الجنوبية ببيروت، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري واثنين من قادة كتائب القسام سمير فندي وعزام الأقرع بالإضافة إلى ثلاثة لبنانيين، وهم محمود شاهين أحد المسؤولين في الجماعة الإسلامية ومحمد الريس، ومحمد بشاشة من مدينة صيدا وأحمد حمود.
وبحسب الخبراء العسكريين، فإن تل أبيب تجاوزت الخطوط الحمر، كسرت قواعد الاشتباك مع لبنان، فضربة الثاني من كانون الثاني تشكل الضربة الأقسى منذ العام 2006، ومن شأنها ان تحدد مسار ومآل الامور في المرحلة المقبلة لجهة الحرب المفتوحة أو التسوية المنتظرة، علما أن انفجاراً هزَّ الضاحية الجنوبية في العام 2019 نتيجة سقوط طائرة إسرائيلية مسيرة وتحطم طائرة أخرى، ما تسبب بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله.
ما حصل أدخل المنطقة في مسار جديد إن لجهة تعليق المفاوضات التي كانت جارية من أجل وقف إطلاق النار وإن لجهة الوضع في لبنان الذي يترقب إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند السادسة من مساء اليوم، خاصة وأنه حذر في نيسان الماضي الاحتلال الإسرائيلي من استهداف أي شخصية لبنانية أو فلسطينية أو سورية أو إيرانية أو تحمل أي جنسية في العالم داخل لبنان، مؤكدًا أن المقاومة الإسلامية في لبنان سترد على أي حدث أمني يحصل في لبنان بقوة دون تردد.
ويظن المقربون من "محور المقاومة"، أن اغتيال أبو محمد، القيادي العسكري الفلسطيني سيؤدي إلى تغيير الوضع في الجبهة اللبنانية مع إسرائيل، في حين أن الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني يؤكد لـ"لبنان24" أن الرد من لبنان بالتحديد سيكون متصفا بالحكمة والحزم، نظرا إلى طبيعة الانقسام العمودي في البلد. وهناك فريق يعارض دخول لبنان في الاشتباك الحالي وبالتالي لن يقبل بالدخول في اشتباك أوسع مما هو عليه الوضع الراهن، وعلى هذا الأساس يعتقد معربوني أن الرد حتمي لكنه سيكون موزونا بحيث سيتم تفويت الفرصة على إسرائيل الاستفادة من هذه العملية واعتبارها انجازاً وفي الوقت نفسه يحافظ على وضعية الاستقرار. ولذلك فإن توقيت الرد في الزمان والمكان يعود ل"حزب الله"، الذي سيؤكد أمينه العام على معادلات الاشتباك القائمة وسيحاول قدر الامكان الاستفادة من الوضعية الحالية. وبالتالي فإن الحزب لن يكون بعيداً عن توجيه رسالة للعدو الإسرائيلي في زمان ومكان مناسبين ومتماثلين.
الأكيد، بحسب معربوني، أن ما حصل هو من ضمن مسار الحرب المفتوحة التي بدأت منذ نحو ثلاثة شهور ، والمعادلات التي يمكن إسقاطها على هذه العملية هي مختلفة تماما عن المعادلات التي سبقت "طوفان الاقصى"، وهذا يعني أن كيفية الرد ستكون مختلفة إلى حد كبير، نظرا إلى أن الوضعية هي وضعية اشتباك والتالي هناك مسألتين لا بد من التوقف عندهما: الأولى تقدير الموقف. والثانية هي طبيعة الرد وكيفيته. فمحور المقاومة، يتعاطى، بحسب معربوني، مع استشهاد القادة بنفس المستوى الذي يتعاطى فيه مع استشهاد "المجاهدين" العاديين .
ولا شك أن مسألة اغتيال العاروري هي مطلب إسرائيلي، فرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وفريقه يرغبون بتوسيع الاشتباك ودائرة العمليات للاستمرار في الحكم. فنتنياهو اليوم يعيش حالة تخبط يين الاستمرار في الحرب وتوسيع نطاقها، أو انتهاء هذه الحرب والذهاب إلى المحكمة، علما أن نتنياهو أشار أمس "أننا لا نستهدف لبنان ولا حزب الله بل كل من تورط في هجوم 7 أكتوبر".
ومع ذلك، فإن حكومة نتنياهو التي التزمت الصمت ولم تتبنَ رسميا عملية الاغتيال ترغب بتوسيع رقعة الحرب مع حزب الله، إلا أنها غير قادرة على ذلك، بفعل الضغط الأميركي لمنع تشعب الصراع الدائر في قطاع غزة منذ أشهر، فمن ضمن أولويات واشنطن ضمان ألا يتسع الصراع في غزة ويصل إلى لبنان.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان فی الضفة
إقرأ أيضاً:
ديكارلو: الجمود السياسي يهدد الاستقرار في ليبيا والحاجة ملحة لحل الأزمة
ليبيا – ديكارلو: الاستقرار الهش في ليبيا معرض للخطر والحاجة مُلحة للتقدم في حل الأزمةأكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، أن ليبيا لم تحقق بعد حلمها في بناء دولة مدنية وديمقراطية، رغم مرور 14 عامًا على ثورة فبراير، مشيرة إلى أن الانقسامات العميقة وسوء الإدارة الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب المصالح المتنافسة محليًا ودوليًا، تواصل تقويض وحدة البلاد واستقرارها.
الجمود السياسي والتحديات الاقتصاديةوفي إحاطتها لمجلس الأمن، أوضحت ديكارلو أن الصراع على مؤسسات الدولة يهيمن على المشهد السياسي والاقتصادي، مما يعيق التقدم نحو تسوية شاملة. كما أشارت إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) تعمل على إحياء العملية السياسية الليبية، بناءً على مبادئ الشمول والملكية الوطنية.
جهود البعثة الأمميةكشفت ديكارلو عن تشكيل لجنة استشارية مكونة من 20 خبيرًا ليبيًا لمعالجة الخلافات حول التشريعات الانتخابية، كما تعمل البعثة على إجراء حوار بين الليبيين لمعالجة الصراعات طويلة الأمد، وتطوير رؤية وطنية شاملة.
وفي الجانب الاقتصادي، قالت ديكارلو إن البعثة تنظم مشاورات بين خبراء ليبيين مستقلين لتحديد الأولويات ووضع حلول لضمان حوكمة اقتصادية سليمة. ومع ذلك، لم يتم إحراز أي تقدم بشأن ميزانية موحدة أو إطار إنفاق متفق عليه، كما لا يزال النزاع حول منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة دون حل بعد ستة أشهر من التقاضي والأحكام المتضاربة.
مخاوف أمنية متزايدةوفيما يتعلق بالوضع الأمني، أشارت ديكارلو إلى أن الجهات المسلحة غير النظامية وشبه النظامية لا تزال تشكل تهديدًا لاستقرار ليبيا، مستشهدة بالهجوم المسلح على وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة في طرابلس، داعية إلى تحقيق شفاف لمحاسبة المسؤولين.
كما أكدت أن اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020 لم يُنفذ بالكامل، محذرة من أن الفشل في تطبيق بنوده المتبقية يعرض الأمن الهش في ليبيا للخطر ويعيق إعادة توحيد المؤسسات الأمنية.
كما أعربت عن قلقها العميق إزاء تزايد حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، مطالبة السلطات الليبية بوقف هذه الممارسات وضمان محاكمات عادلة للمعتقلين.
انتهاكات ضد المهاجرين وطالبي اللجوءكما تطرقت ديكارلو إلى الوضع المأساوي للمهاجرين وطالبي اللجوء، الذين يواجهون انتهاكات خطيرة، بما في ذلك التعذيب والمعاملة القاسية وغير الإنسانية.
وأشارت إلى اكتشاف مقابر جماعية في إجخرة والكفرة عقب مداهمات لمواقع الاتجار بالبشر، مؤكدة أن التحقيق الشامل أمر ضروري لتقديم الجناة إلى العدالة، ومشددة على الحاجة الملحة لحماية المهاجرين ومكافحة الاتجار بالبشر.
الدعوة لكسر الجمود السياسيأكدت ديكارلو أن الاستقرار الهش في ليبيا أصبح معرضًا للخطر بشكل متزايد، محذرة من أن القادة السياسيين والجهات الأمنية يفشلون في تقديم المصلحة الوطنية على صراعاتهم السياسية والشخصية.
كما حثت أعضاء مجلس الأمن على دعم الممثلة الخاصة الجديدة للأمم المتحدة، هانا تيتيه، التي ستتولى مهامها في طرابلس، للمساعدة في كسر الجمود السياسي وحل الأزمة الليبية، وصولًا إلى توحيد المؤسسات وإجراء انتخابات وطنية شاملة.