استحوذت تطورات الحرب في قطاع غزة على اهتمامات صحف عالمية، وركز بعضها على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) جنوبي العاصمة بيروت.

وكتبت صحيفة "بوليتيكو" أن استهداف العاروري "يمثل تصعيدا خطيرا في الصراع القائم في الشرق الأوسط"، وذكّرت بتصريحات سابقة للأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله قالت إنه توعد فيها بالرد على أي عملية استهداف تنفذها إسرائيل ضد أي مسؤول فلسطيني في لبنان.

الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على حي الرمال شمال شرق غزة (الجزيرة)

ورأى الوزير البريطاني السابق بيتر هاين -في مقال له نشرته صحيفة "الغارديان"- أن إسرائيل "لن تتمكن من تدمير حماس حتى لو دمرت غزة بأكملها"، داعيا إلى ضرورة إشراك حماس في حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

وجاء في مقال هاين أن الغرب متواطئ في ما سماه الفشل الذريع في غزة، ويحذر من أن الفجوة بين العواصم الغربية والجنوب العالمي تتسع، وأن ثمن ذلك سيكون باهظا.

وسلط تقرير في "فايننشال تايمز" الضوء على حجم الدمار في قطاع غزة، متسائلا عن الواقع الذي سيتعين على سكان القطاع التعامل معه في اليوم التالي للحرب، ليعلق بالقول إن "سكان غزة تعودوا على الخروج من بين الأنقاض إلى الحياة من جديد".

أما "وول ستريت جورنال" فركزت على الانقسام الداخلي في إسرائيل، وكتبت أن إسرائيل ما زالت منقسمة على الرغم من إظهار الوحدة خلال الحرب.

ومن جهتها، تطرقت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية إلى تطورات الحر ب في قطاع غزة، وكتبت أن "سحب جزء من القوات الإسرائيلية يدل على أن إسرائيل بحاجة لتقييم إستراتيجيتها في غزة والنظر في مدى قدرتها على مواجهة خطر خروج الوضع في غزة عن السيطرة"، بالإضافة إلى "تقييم الخسائر والتكاليف الاقتصادية والعسكرية لهدفها المتمثل في بسط السيطرة الكاملة على غزة، كل هذا في ظل الضغوط المتزايدة للرأي العام الدولي".

وكانت حركة حماس أعلنت مساء أمس الثلاثاء أن العاروري اغتيل في هجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مبنى يضم مكتبا للحركة في بيروت، وقالت إن اثنين من قادة جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام  استشهدا أيضا في الهجوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

كيف سيتعامل ترامب المتقلب مع أوكرانيا وأزمات الشرق الأوسط؟

من المتوقع أن تؤدي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، ما يعد بتحولات جذرية على جبهات متعددة في ظل الغموض الذي يسيطر على العالم.

ويعرض التقرير بعض تعهدات ترامب السياسية  التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، والتي افتقرت إلى شرح طرق تنفيذها أو آلية عملها، لكنها تتماشى مع شعار ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

Huge looser of Trump victory is Ukraine, but not far behind are South Korea, Japan, Taiwan, Philippines. Big winners are Russia, China , India.
Trump will accelerate shift from North Atlantic axis to Eurasia axis as I predicted. EU will also shift away from US. pic.twitter.com/xETC6Sc2YS

— ???????? ????????????????Dan Popescu ???????????????????????? (@PopescuCo) November 6, 2024 روسيا أوكرانيا وناتو

خلال الحملة الانتخابية، قال ترامب إنه سينهي  الحرب بين روسيا وأوكرانيا "في يوم واحد". وعندما سئل كيف، اقترح الإشراف على صفقة، لكنه رفض إعطاء تفاصيل، وفي مايو(أيار) 2024 نشرت ورقة بحث كتبها رئيسا أمن قومي سابقان لترامب، جاء فيها أن على الولايات المتحدة أن تستمر في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، على أن تجعل الدعم مشروطاً بدخول كييف في محادثات سلام مع روسيا.

وحسب الورقة يتعهد الغرب بتأخير ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلس لإغراء روسيا باتفاق سلام، وقال المستشارون السابقون إن على أوكرانيا أن تتخلى عن آمالها في استعادة كل أراضيها من روسيا، وأن تتفاوض على أساس خطوط المواجهة الحالية.

ويقول معارضو ترامب الديمقراطيون، الذين يتهمونه بالتقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن نهجه يرقى إلى  استسلام وهذا ما سينعكس على أوكرانيا، ويعرض أوروبا بأكملها للخطر، لكن ترامب ذكر أن أولويته هي إنهاء الحرب ووقف استنزاف الموارد الأمريكية.

وليس واضحاً إلى أي مدى تمثل ورقة المستشارين السابقين تفكير ترامب نفسه، ولكن من المرجح أن تعطينا دليلاً على النصيحة التي سيحصل عليها مستقبلاً للتعامل مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وعن احتمال سحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي بالفعل، وهو ما من شأنه أن يشير إلى التحول الأكثر أهمية في العلاقات الدفاعية عبر الأطلسي منذ قرن، لا يزال حلفاءه يرون أن خطه المتشدد ليس سوى "تكتيكاُ تفاوضياً" لحمل الأعضاء على تلبية الإنفاق الدفاعي للحلف.

لكن في الواقع فإن قادة حلف شمال الأطلسي سيشعرون بقلق مما ما يعنيه انتصاره على مستقبل التحالف وكيف ينظر القادة المعادون إلى تأثيره الرادع مستقبلاً.

What Trump's win means for Ukraine, Middle East and China https://t.co/vgdzdXKS1H

— BBC News (World) (@BBCWorld) November 6, 2024 الشرق الأوسط

كما مع أوكرانيا، وعد ترامب بإحلال "السلام" في الشرق الأوسط ما يعني أنه سيسعى لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، لكنه لم يذكر كيف سيفعل ذلك. وبالإشارة إلى إلى تصريحاته التي ذكر فيها أنه لو كان في السلطة بدل الرئيس الحالي جو بايدن، لما هاجمت حماس إسرائيل بفضل سياسة "الضغط الأقصى" على من يمول ويدعم حزب الله وحماس وغيرها من الميليشيات في اليمن والعراق في إشارة واضحة لإيران.

وعندما كان في البيت الأبيض سن ترامب سياسات مؤيدة لإسرائيل بقوة، وأطلق على القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، في خطوة حفزت قاعدة ترامب الإنجيلية المسيحية، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب بـ "أفضل صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض" لكن المنتقدين يقولون إن سياسته كان لها تأثير مزعزع لاستقرار المنطقة.

وتُرك الفلسطينيون في واحدة من أكثر النقاط عزلة في تاريخهم من القوة الوحيدة التي يمكنها ممارسة النفوذ على  جانبي الصراع ما أدى إلى تآكل قدرتهم على حماية بعض المكتسبات على الأرض، كما قرن ترامب حملته بعدة تصريحات قال فيها إنه يريد إنهاء حرب غزة، وأشار بعض الخبراء  إلى أنه رغم من علاقته المعقدة في بعض الأحيان مع نتانياهو، لكنه قادر على الضغط عليه.

على الجهة المقابلة يتمتع ترامب بتاريخ من العلاقات القوية مع زعماء دول عربية رئيسية لديها اتصالات مع حماس، ويبقى غير واضح كيف سيتمكن من التنقل بين رغبته في الدعم القوي للقيادة الإسرائيلية وفي الوقت نفسه محاولته إنهاء الحرب.
وهذا ما يفرض على ترامب أن يقرر إذا كان سيمضي قدماً في العملية الدبلوماسية المتوقفة التي أطلقتها إدارة بايدن للحصول على وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

Donald Trump thrives on chaos and provocation. During his second term, the world will have to navigate the consequences of both.

WPR Editor-in-Chief Judah Grunstein on what Trump’s victory means for the world:https://t.co/Ip1sa54btg

— World Politics Review (@WPReview) November 6, 2024 إيران

في القضية الإيرانية يرجح أن يحاول ترامب العودة إلى السياسة التي شهدت انسحاب إدارته من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات أكبر على إيران، وربما التصعيد العسكري، والذي تمثل خلال ولايته باغتيال أقوى قائد عسكري في إيران قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.

وحسب محللين يكمن نهج أمريكا مع إيران في المجال الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في سياستها الخارجية وهو المجال الذي له أكبر الآثار على الأمن في الشرق الأوسط.

العائد المنتقم..قائمة طويلة من المرشحين لعقاب ترامب - موقع 24قال موقع "بوليتيكو" الأمريكية، إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أصبح في "وضع مثالي" للانتقام من خصومه السياسيين، بعد أن هدد بذلك في حملته الانتخابية.

ووصفت القناة الإسرائلية الـ14 الملف الإيراني بأنه أحد المجالات الحاسمة نظراً لموقف ترامب من طهران، والذي كان من أهم السمات المميزة لولايته السابقة.

وأشارت إلى أن ترامب عارض الاتفاق النووي مع إيران، ويمكن أن تؤدي ولايته الثانية إلى تشديد العقوبات وزيادة الضغوط الدبلوماسية عليها، ما يؤخر تقدمها في المشروع النووي، ولكن ذلك لا يخلو من الخطر، لأن السياسة القاسية للغاية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الاضطراب في المنطقة، وإلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يأمل أن يطلب ترامب من إسرائيل وقف الحرب
  • بايدن يخطط لدفعة أخيرة للسلام في الشرق الأوسط فهل يتجاهله الزعماء؟
  • مباشر. الحرب بيومها الـ399: تصعيد شمالي قطاع غزة وحزب الله يقصف حيفا وإسرائيل تبحث عن 3 مفقودين في هولندا
  • واشنطن تعمل مع بغداد لمنع الانجرار إلى صراع الشرق الأوسط
  • باحث: شراء إسرائيل لـ25 طائرة إف-15 مؤشر على استمرارها في الحرب
  • باحث سياسي: شراء إسرائيل 25 طائرة «إف-15» جديدة يؤكد عزمها مواصلة الحرب
  • الشرق الأوسط يترقب خطوات ترامب لوقف الحرب
  • كيف سيتعامل ترامب المتقلب مع أوكرانيا وأزمات الشرق الأوسط؟
  • عن التطبيع وصفقة القرن.. سياسة ترامب في الشرق الأوسط
  • بعد فوز ترامب.. ما هو مستقبل الحروب في الشرق الأوسط؟