«براميل الخشب».. تراث سكندري تجاوز عمره 100 عام «فى مهب الريح»
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
تواجه حرفة تصنيع البراميل الخشب فى الإسكندرية، والتى تعتبر تراثًا سكندريًّا عمره أكثر من 100 عام، خطر الاندثار والضياع، خاصة بعدما أتى التطور التكنولوجى وعزوف المواطنين على شرائها والاستعاضة عنها ببراميل البلاستيك والنحاس والألومنيوم لتلبية احتياجاتهم خاصة محال العطارة والمخللات.
أخبار متعلقة
عم «براميلو» يروى تاريخ ومصير البراميل الخشبية: أصبحت للديكور فقط
مهنة تحتاج قوة عضلية وذهنية.
عم «براميلو» يروى تاريخ ومصير البراميل الخشبية: أصبحت للديكور فقط
زراعة أشجار خشبية ومثمرة بحدائق الإسماعيلية
«المصرى اليوم» أجرت جولة داخل شارع وكالة الليمون فى منطقة الجمرك فى وسط الإسكندرية، حيث يتواجد عدد قليل جدًّا من أقدم ورش تصنيع البراميل الخشب التى كانت تستخدم فى جميع الأغراض المنزلية والتسويقية والتعتيق والتخزين للمخللات والرنجة والأسماك المملحة والفسيخ.
وكانت تلقى إقبالًا كبيرًا من جانب محال الأسماك والفسيخ والرنجة والعطارة والمخللات، قبل أن تندثر بشكل كبير وتتعرض المهنة للتراجع بشكل كبير لدرجة أنه لا يوجد فى الإسكندرية كلها سوى بعض الورش التى تهتم بهذه المهنة وتمارس عملها حتى الآن رغم الإقبال الضعيف عليها.
براميل الخشب
براميل الخشب
براميل الخشب
أحمد حسن، أحد أصحاب الورش القديمة والعتيقة فى منطقة الجمرك فى بحرى، قال لـ«المصرى اليوم»، إنه نظرًا لعزوف المواطنين وأصحاب المحال عن شراء البراميل الخشب، اضطررنا إلى تغيير شكل التصنيع ليتماشى مع متطلبات واحتياجات المواطنين والكافيهات والمطاعم الكبيرة من خلال استخدامها فى شكل «ديكوريشن»، كنوع من التزيين فقط.
وأضاف «عم أحمد» أن التطور فى صناعة البراميل البلاستيك وغيرها قضى تمامًا على تصنيع البراميل الخشب للأسف الشديد والتى كانت بمثابة تراث سكندرى، فبعدما كانت تستخدم البراميل فى أغراض التخزين والتعتيق والعرض للعطارة والمخللات بات استخدامها يقتصر على الديكور وتصنيع سفرة كاملة من الخشب على شكل براميل خشبية بعد إدخال بعض الأشكال واللمسات الفنية المعينة.
براميل الخشب
براميل الخشب
براميل الخشب
مثل تلميع الخشب المستخدم وتحويله إلى اللون الذهبى أو البنى باستخدام «عيون النار»، كما يستخدم فى شكل كراسى وفوتيهات بعد إضافة فرش وتنجيد لها وكوميدينو وسراحة كشكل جديد لتعزيز الإقبال عليها من المواطنين بعد العزوف الذى طالها لعشرات السنين.
وعن أسعارها ومراحل التصنيع، قال إن مراحل التصنيع تمر بعدة خطوات منها تجميع الأخشاب فى صورة قطع خشبية من الخشب الأبيض العادى، ويتم قصها من خلال ماكينة متخصصة فى شكل متساو ثم يتم رصها باستخدام حزام من «صاج الشنبر»، من أعلى ومن أسفل، ثم يتم تسليط عين النار عليها لتغيير لون الخشب من الأبيض إلى البنى أو العسلى أو الذهبى.
براميل الخشب
براميل الخشب
براميل الخشب
ثم يتم تصنيع القاعدة وتحزيمها بعدة «شنابر صاج»، لإحكام الغلق من أعلى وأسفل، ويتم استخدام مقاسات مختلفة متنوعة بحسب الاحتياج، فبرميل المخللات يختلف عن برميل الفسيخ وتعتيق السردين وكذلك العطارة وغيرها، مشيرًا إلى أن الأسعار تتراوح بحسب الحجم من 100 إلى 150 و200 و290 و350 جنيهًا للبرميل الواحد الذى يستغرق قرابة 4 ساعات متواصلة.
براميل الخشب
وشكا من تعرض المهنة للضياع والاندثار، خاصة مع ظهور التطور التكنولوجى الهائل والتقدم فى صناعة الأوانى البلاستيكية والألومنيوم والنحاس، والتى تتميز بالمتانة وخفة الوزن والسعر الأقل بكثير من البراميل الخشب، ما يجعل مهنة صناعة البراميل مهددة بالتوقف فى أى وقت، رغم أنها صامدة لعشرات السنين فى وجه الزمن.
أخبار البراميل الخشب محافظة الإسكندرية الاندثار والضياع براميل البلاستيك تصنيع البراميل الخشبالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين أخبار محافظة الإسكندرية
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الكاتب الصحفي ثائر أبو عطيوي عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن فلسطين في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة على قطاع غزة، وتعرض المباني والمساكن العمرانية للتدمير جراء قصف طائرات ودبابات الاحتلال، كان للمواقع الأثرية النصيب أيضا من تعرضها بشكل متعمد للقصف والعدوان الإسرائيلي، فقد شمل القصف تدمير مواقع حضارية والتاريخية والمعالم الثقافية والعلمية والمساجد والكنائس، التي تندرج جميعها تحت مسمى المعالم الأثرية في قطاع غزة، لأنها مرت على اكتشافها العديد من الحضارات التاريخية التي جسدت كل حضارة تاريخية على تلك المعالم الأثرية معلما خاصا بهذه الحضارة.
وأضاف “ أبوعطيوي” في تصريحات لـ “ البوابة نيوز” أن المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية حذرت من الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها المواقع الأثرية في قطاع غزة، وضرب الاحتلال الإسرائيلى بعرض الحائط لقواعد القانون الدولي وعدم احترامه أو الإلتزام به، وخصوصًا اتفاقيات جنيف ومعاهدة لاهاي الدولية المتعلقة بحماية الإرث الثقافي في اوقات النزاعات والحروب، موضحًا أنه وفقا للاحصائيات الموثقة فإن تم تدمير ما لا يقل عن 200 أثري وتراثي من أصل 350 موقعا أثريا وتراثيا مسجلا في قطاع غزة.
وأكمل مدير مركز العرب للأبحاث حديثه قائلاً :لا تعد هذه المرة الأولى التي ينتهك بها الاحتلال الإسرائيلى للمواقع الأثرية والثراثية في قطاع غزة بل على مدى الحروب السابقة تم استهداف العديد من المواقع الأثرية وكان الاستهداف بشكل جزئي اما الاستهدافات في هذه الحرب المستمرة فكان الاستهداف مباشر وبشكل كلي ومتعمد واو تدمير شبه كامل للمعالم الحضارية والتاريخية والأثرية بقطاع غزة.
واستطرد: إن محاولات التدمير الجديدة والمتواصلة لكافة المعالم الأثرية والتاريخية والحضارية والدينية والثراثية والعلمية كلها تأتي في مساعي الاحتلال لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية وبكل شأن يتعلق بالدلالة على اسم فلسطين وتاريخها وحضارتها وهذا ليس في قطاع غزة فقط بل كافة الأراضي الفلسطينية، وكذلك سرقة العديد من معالم التراث في الملابس والازياء والاطعمة الفلسطينية والعمل على انتسابها لتاريخ الاحتلال الإسرائيلي المزيف، مشيرًا إلى أن تدمير الإرث الثقافي الإنساني بكافة معالمه الأثريةوالتراثية هو أحد أهداف الاحتلال منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1948، وهذا يأتي في سياق التدمير الممنهج والمدروس لكل ما هو فلسطيني أو أي شيء يدل على فلسطين الهوية والتاريخ والحضارة والثقافة.
ولهذا المطلوب من المؤسسات العالمية الإنسانية والحقوقية و المعنية وذات العلاقة بالاثار والتراث أن تقف أمام مسؤوليتها وتقوم بحماية ما تبق من معالم أثرية وتراثية في كافة الأراضي الفلسطينية وأن تعمل ضمن مشروع عالمي على إعادة إعمار وترميم المواقع الأثرية التي تعرضت لقصف طائرات ودبابات الاحتلال بشكل شبه كامل أو تدمير جزئي.
وأكد "أبوعطيوي" إن إعادة واعمار المواقع والمعالم الحضارية والتاريخية والأثرية والثراثية التي تضررت من حرب الإبادة على قطاع غزة هي إعادة الحياة لقطاع غزةو للهوية الوطنية السياسية والإنسانية لشعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته، لأنها تعتبر من أحدث الشواهد والدلائل الراسخة على وجود الانسان الفلسطيني على هذه الأرض منذ الأزل وقبل وجود أي كيان مستعمر ومحتل قبله، وهنا تستحضرنا مقولة الشاعر الراحل محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" والمعالم الحضارية العريقة والاثرية والتراثية احد معالم الحياة التي تستحق الحياة والوجود بدلا من آلة التدمير الإسرائيلية.
واختتم حديثه بأن أهم المعالم الأثرية والتراثية والدينية التي تم استهدافها على سبيل الذكر لا الحصرفي وفق الاحصائيات الموثقة 250 موقعا ومعلما اثريا وتراثيا من أصل 350 موقعا في قطاع غزة ، والتي منها المسجد العمري الكبير، وكنيسة القديس بريفيريوس، وتل أم عامر وتل العجول، وحمام السمرة ، وقلعة برقوق، ومركز رشاد الشوا الثقافي، والمركز الاجتماعي الثقافي الأرثوذكسي
ومسجد عثمان قشقار ،ومخزن آثار غزة ، وبيت السقا الأثري وبين الغصين الأثري.