موقع 24:
2025-03-19@17:13:53 GMT

اغتيالات إسرائيل.. سياسة تجاوز الفشل

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

اغتيالات إسرائيل.. سياسة تجاوز الفشل

وسط إصرار إسرائيلي على المضي قدماً في الحرب ضد حماس بهدف محو الحركة، ترتفع معه كل دقيقة حصيلة القتلى الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، أسفرت ضربة جوية بواسطة طائرة مسيرة في ضاحية بيروت الجنوبية عن مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، ومعه عدد من قادة وكوادر الحركة، في عملية أشارت أطراف عدة بأصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.

ولم تقتصر ردود الفعل على عملية اغتيال العاروري على الداخل الفلسطيني أو لبنان، بل كان لها صداها في الخارج أيضاً. واعتبرت حركة الجهاد العملية "محاولة من العدو الإسرائيلي لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب، للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة، والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوماً من الحرب الهمجية وحرب الإبادة في فرض شروطها على شعبنا، بل إن قوى حماس كانت لها اليد العليا سياسياً وعسكرياً".

اغتيال العاروري.. مقدمة لإشعال المنطقة وتوسيع الحرب! https://t.co/dKGhL1qJK8

— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2024

وشددت الحركة على أن "هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب"ـ=، وأن " المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال".

وأعلنت الفصائل الفلسطينية الحداد الوطني العام والإضراب الشامل، مؤكدة أن هذا "الاستهداف الجبان والغادر على الأرض العربية في عاصمة عربية، هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية بأكملها وليس فقط على لبنان وفلسطين، وهذا يتطلب موقفاً حاسماً وفورياً من الدول العربية وشعوبها الحرة، رداً على هذا الإرهاب الصهيوني وجرائمه النكراء".

وساهم العاروري (57 عاماً) في تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وقضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية قبل أن يتم إبعاده عن الأراضي الفلسطينية إلى سوريا ليستقر بها لمدة 3 سنوات. وفي فبراير (شباط) عام 2012 ومع بداية الأزمة السورية، غادر إلى تركيا ثم تنقل بين دول عدة من بينها قطر وماليزيا، حتى استقر به المقام في الضاحية الجنوبية بلبنان.

ووصفته حماس في بيان بأنه "قائد أركان المقاومة في الضفة الغربية وغزة، ومهندس طوفان الأقصى"، في إشارة إلى هجوم الحركة غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يتماشى مع اتهام إسرائيل له بالمسؤولية عن العديد من العمليات التي استهدفتها.

وأدانت الحكومة الفلسطينية عملية اغتيال العاروري، واصفة إياها بأنها "جريمة"، وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من "المخاطر والتداعيات التي قد تترتب عليها". كما أدانت إيران بشدة اغتياله، محملة "الكيان الإسرائيلي مسؤولية تداعيات مغامرته الجديدة"، واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن "اغتيال العاروري جاء نتيجة الفشل الكبير للكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة في غزة".

ومن جهته اتهمت ميليشيا حزب الله الإرهابية في بيان، إسرائيل بأنها تعمد إلى "سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطط أو نفذ أو ساند عملية (طوفان الأقصى) البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم".

واعتبر الحزب اغتيال العاروري ورفاقه "في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته"، مضيفاً أن هذه العملية تحمل "رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات"، وأنها "تعد تطوراً خطيراً في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة"، وشددت الميليشيا على أن "هذه الجريمة لن تمر أبداً من دون رد وعقاب.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر وصفته بالمطلع، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أرجأ زيارة كانت مقررة لإسرائيل يوم الجمعة المقبل، وسط مخاوف من تصعيد على جبهات عدة بعد اغتيال العاروري.

وفي حين وصف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مارك ريجيف، في مقابلة مع محطة "إم إس إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، مقتل العاروري بأنها كانت "عملية جراحية ضد قيادة حماس" ، نفى أن تكون العملية "هجوماً على دولة لبنان".

اغتيال العاروري يذكي مخاطر اتساع الصراع https://t.co/djnNg8Mcjp pic.twitter.com/K90MqN10bE

— 24.ae (@20fourMedia) January 3, 2024

وبينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن إسرائيل لم تخطر إدارة الرئيس جو بايدن مسبقاً بالهجوم، وجاء اغتيال العاروري بعد ساعات من تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة في قطاع غزة، اعتبر فيه أنه "بدون حسم واضح لن نتمكن من العيش في الشرق الأوسط".

ولفتت صحيفة "فاينانشال تايمز"، إلى أنه حال أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، ستصبح هذه "أول عملية استهداف من قبل الدولة العبرية لأحد من قادة حماس خارج الأراضي الفلسطينية منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي المميت على جنوب إسرائيل"، بينما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر أمريكي لم تسمه، أن هذه العملية هي "الأولى في سلسلة عمليات ستنفذها إسرائيل".

ونقلت "فاينانشال تايمز" عن إيميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله إن "اغتيال العاروري في قلب معقل ميليشيا حزب الله ببيروت يعد إذلالاً واختباراً كبيراً للحزب... فهل سيخاطر بخوض حرب كبيرة رداً على (مقتل) قائد غير لبناني؟ وإذا لم يفعل، هل سيحتفظ حزب الله بمصداقية ردعه؟".

ولفتت الصحيفة إلى تنفيذ إسرائيل على مدار عقود عمليات اغتيال ضد قادة الفصائل في أوروبا والشرق الأوسط، بما في ذلك من خلال ضربات جوية وعمليات لفرق الكوماندوز وأخرى استخباراتية باستخدام السم.

ويضع محللون هذا التطور جنباً إلى جنب مع سحب إسرائيل عدة ألوية قتالية من غزة قبل أيام قليلة، في خانة تفسير أن الدولة العبرية ربما تبحث عن انتصار ملموس تواجه به كم الخلافات والانتقادات المتزايدة داخلياً، لاسيما بعد 3 أشهر من حرب لا يزال الغموض يكتنف مصير أهدافها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس اغتیال العاروری

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: إسرائيل تريد بعودة الحرب أن توقع حماس على اتفاق استسلام

قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة بهدف ممارسة أقصى درجات الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لإجبارها على قبول ما وصفه بـ"اتفاق استسلام".

وأكد مصطفى خلال مداخلة على شاشة الجزيرة أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة تقوم على استهداف المدنيين والقيادات السياسية للحركة بهدف إضعاف موقفها التفاوضي.

وأوضح أن إسرائيل وضعت مقترحا لحماس يفرض عليها إطلاق سراح نصف الأسرى والرهائن الإسرائيليين فورا، في حين يتم التفاوض على النصف الآخر في مرحلة لاحقة.

وبيّن أن استمرار الحرب مرتبط بموقف حماس من هذا الطرح، إذ تهدد تل أبيب بتصعيد العمليات العسكرية في حال رفضه.

واستأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت عن استشهاد 412 فلسطينيا وإصابة أكثر من 500 آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة.

وشاركت 100 طائرة إسرائيلية في تنفيذ الهجمات التي استهدفت مناطق عدة، من بينها مخيم المغازي (وسط القطاع) ومدينة رفح (جنوب) وبيت حانون (شمال).

وأشار مصطفى إلى أن التغييرات في قيادة الجيش الإسرائيلي تعكس توجها نحو تصعيد القتال، لافتا إلى أن تعيين إيال زامير رئيسا لأركان الجيش جاء بتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمان تنفيذ هذه المرحلة من الحرب.

إعلان صلاحيات واسعة

وأوضح أن زامير مُنح صلاحيات واسعة لاستهداف غزة بلا قيود، لافتا إلى أنه ليس معنيا بهدف الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة كما كان عليه رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي.

وأضاف الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن تل أبيب حصلت على دعم غير مسبوق من واشنطن، وهو ما وفر لها غطاء سياسيا لاستمرار المجازر بحق المدنيين.

ووفقا لمصطفى، فإن إسرائيل كانت تتدرج في الضغط على حماس عبر وسائل متعددة بدأت بمنع إدخال المساعدات الإنسانية، ثم رفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، وصولا إلى القصف المكثف.

وبيّن أن استقالة هاليفي جاءت نتيجة رفضه نهج نتنياهو الذي يسعى إلى إفشال أي اتفاق غير قائم على استسلام حماس بالكامل.

وأكد مصطفى أن إسرائيل ترى أن إنهاء العمليات العسكرية دون تحقيق مكاسب سياسية سيؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو، لذا فإنها ماضية في التصعيد العسكري لإجبار حماس على التفاوض تحت النار.

وأشار إلى أن تل أبيب كانت تستعد لهذه المرحلة منذ البداية، إذ لم تكن لديها نية للالتزام بأي وقف طويل الأمد لإطلاق النار، بل كانت تسعى إلى استئناف الحرب عندما تحين اللحظة المناسبة.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • لماذا فجّرت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار ؟
  • محللون: استئناف الحرب ورقة ضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل
  • كاتس: إسرائيل ستزيد الضربات على غزة إذا لم تطلق “حماس” جميع الرهائن
  • هآرتس تتحدث عن إستراتيجية إسرائيل لاستئناف الحرب بغزة
  • شالوم حماس.. ماذا تخفي إسرائيل في حربها الجديدة؟
  • خبير سياسي: إسرائيل تريد بعودة الحرب أن توقع حماس على اتفاق استسلام
  • سموتريتش وبن غفير يرحبان باستئناف الحرب على غزة.. عملية تدريجية
  • سموتريش وبن غفير يرحبان باستئناف الحرب على غزة.. عملية تدريجية
  • أخبار العالم | تصعيد خطير في غزة .. إسرائيل تخرق وقف إطلاق النار .. اغتيال قياديين في حماس