اغتيالات إسرائيل.. سياسة تجاوز الفشل
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
وسط إصرار إسرائيلي على المضي قدماً في الحرب ضد حماس بهدف محو الحركة، ترتفع معه كل دقيقة حصيلة القتلى الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، أسفرت ضربة جوية بواسطة طائرة مسيرة في ضاحية بيروت الجنوبية عن مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، ومعه عدد من قادة وكوادر الحركة، في عملية أشارت أطراف عدة بأصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.
ولم تقتصر ردود الفعل على عملية اغتيال العاروري على الداخل الفلسطيني أو لبنان، بل كان لها صداها في الخارج أيضاً. واعتبرت حركة الجهاد العملية "محاولة من العدو الإسرائيلي لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب، للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة، والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوماً من الحرب الهمجية وحرب الإبادة في فرض شروطها على شعبنا، بل إن قوى حماس كانت لها اليد العليا سياسياً وعسكرياً".
اغتيال العاروري.. مقدمة لإشعال المنطقة وتوسيع الحرب! https://t.co/dKGhL1qJK8
— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2024وشددت الحركة على أن "هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب"ـ=، وأن " المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال".
وأعلنت الفصائل الفلسطينية الحداد الوطني العام والإضراب الشامل، مؤكدة أن هذا "الاستهداف الجبان والغادر على الأرض العربية في عاصمة عربية، هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية بأكملها وليس فقط على لبنان وفلسطين، وهذا يتطلب موقفاً حاسماً وفورياً من الدول العربية وشعوبها الحرة، رداً على هذا الإرهاب الصهيوني وجرائمه النكراء".
وساهم العاروري (57 عاماً) في تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وقضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية قبل أن يتم إبعاده عن الأراضي الفلسطينية إلى سوريا ليستقر بها لمدة 3 سنوات. وفي فبراير (شباط) عام 2012 ومع بداية الأزمة السورية، غادر إلى تركيا ثم تنقل بين دول عدة من بينها قطر وماليزيا، حتى استقر به المقام في الضاحية الجنوبية بلبنان.
ووصفته حماس في بيان بأنه "قائد أركان المقاومة في الضفة الغربية وغزة، ومهندس طوفان الأقصى"، في إشارة إلى هجوم الحركة غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يتماشى مع اتهام إسرائيل له بالمسؤولية عن العديد من العمليات التي استهدفتها.
وأدانت الحكومة الفلسطينية عملية اغتيال العاروري، واصفة إياها بأنها "جريمة"، وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من "المخاطر والتداعيات التي قد تترتب عليها". كما أدانت إيران بشدة اغتياله، محملة "الكيان الإسرائيلي مسؤولية تداعيات مغامرته الجديدة"، واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن "اغتيال العاروري جاء نتيجة الفشل الكبير للكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة في غزة".
ومن جهته اتهمت ميليشيا حزب الله الإرهابية في بيان، إسرائيل بأنها تعمد إلى "سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطط أو نفذ أو ساند عملية (طوفان الأقصى) البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم".
واعتبر الحزب اغتيال العاروري ورفاقه "في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته"، مضيفاً أن هذه العملية تحمل "رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات"، وأنها "تعد تطوراً خطيراً في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة"، وشددت الميليشيا على أن "هذه الجريمة لن تمر أبداً من دون رد وعقاب.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر وصفته بالمطلع، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أرجأ زيارة كانت مقررة لإسرائيل يوم الجمعة المقبل، وسط مخاوف من تصعيد على جبهات عدة بعد اغتيال العاروري.
وفي حين وصف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مارك ريجيف، في مقابلة مع محطة "إم إس إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، مقتل العاروري بأنها كانت "عملية جراحية ضد قيادة حماس" ، نفى أن تكون العملية "هجوماً على دولة لبنان".
اغتيال العاروري يذكي مخاطر اتساع الصراع https://t.co/djnNg8Mcjp pic.twitter.com/K90MqN10bE
— 24.ae (@20fourMedia) January 3, 2024وبينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن إسرائيل لم تخطر إدارة الرئيس جو بايدن مسبقاً بالهجوم، وجاء اغتيال العاروري بعد ساعات من تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة في قطاع غزة، اعتبر فيه أنه "بدون حسم واضح لن نتمكن من العيش في الشرق الأوسط".
ولفتت صحيفة "فاينانشال تايمز"، إلى أنه حال أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، ستصبح هذه "أول عملية استهداف من قبل الدولة العبرية لأحد من قادة حماس خارج الأراضي الفلسطينية منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي المميت على جنوب إسرائيل"، بينما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر أمريكي لم تسمه، أن هذه العملية هي "الأولى في سلسلة عمليات ستنفذها إسرائيل".
ونقلت "فاينانشال تايمز" عن إيميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله إن "اغتيال العاروري في قلب معقل ميليشيا حزب الله ببيروت يعد إذلالاً واختباراً كبيراً للحزب... فهل سيخاطر بخوض حرب كبيرة رداً على (مقتل) قائد غير لبناني؟ وإذا لم يفعل، هل سيحتفظ حزب الله بمصداقية ردعه؟".
ولفتت الصحيفة إلى تنفيذ إسرائيل على مدار عقود عمليات اغتيال ضد قادة الفصائل في أوروبا والشرق الأوسط، بما في ذلك من خلال ضربات جوية وعمليات لفرق الكوماندوز وأخرى استخباراتية باستخدام السم.
ويضع محللون هذا التطور جنباً إلى جنب مع سحب إسرائيل عدة ألوية قتالية من غزة قبل أيام قليلة، في خانة تفسير أن الدولة العبرية ربما تبحث عن انتصار ملموس تواجه به كم الخلافات والانتقادات المتزايدة داخلياً، لاسيما بعد 3 أشهر من حرب لا يزال الغموض يكتنف مصير أهدافها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس اغتیال العاروری
إقرأ أيضاً:
حماس عن تحرير أسرى: أجبرنا الاحتلال على تجاوز خطوطه الحمراء
سرايا - أكدت حركة حماس، الخميس، أنها أجبرت الاحتلال على تجاوز "خطوطه الحمراء" خلال عمليات تبادل الأسرى الراهنة، عبر الإفراج عن أسرى فلسطينيين من أصحاب المؤبدات.
والخميس، أطلقت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" سراح 3 إسرائيليين و5 تايلانديين من قطاع غزة، مقابل إفراج إسرائيل المقرر اليوم عن 110 أسرى فلسطينيين، بينهم 32 محكومين بالسجن المؤبد (مدى الحياة).
وقال متحدث "حماس" حازم قاسم، في بيان عبر منصة تلغرام: "أجبرنا الاحتلال على تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها لنفسه بالإفراج عن أصحاب المؤبدات".
ويعتقل الاحتلال في سجونه أكثر من 10 آلاف فلسطيني، وأعلنت مرارا رفضها الإفراج عن أسرى من أصحاب المؤبدات، قبل أن تتراجع أمام إصرار حماس.
وأضاف قاسم: "نتعامل بندية كاملة مع الاحتلال في تنفيذ تفاصيل الاتفاق، وأجبرناه على مواصلة مراحل عملية التبادل".
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، وتعد دفعة التبادل الجارية الخميس هي الثالثة ضمن الاتفاق.
قاسم تابع: "نجري التبادل في مخيم جباليا، الذي تعرض لإبادة كاملة، لتقول الجماهير إنها متمسكة بكل ذرة تراب من أرضها، ولن تخرج منها".
ووسط الركام جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، سلمت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس، في جباليا شمال قطاع غزة الخميس الأسيرة المجندة الإسرائيلية أجام بيرغر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط حشود جماهيرية.
وزاد قاسم بأن "هذا الالتفاف الجماهيري في عملية التبادل يؤكد فشل كل محاولات الاحتلال لفصل المقاومة عن جماهير الشعب الفلسطيني.
وأردف: "سنكون أمام محطات قادمة من عمليات التبادل حتى إتمام تنفيذ الاتفاق".
ويتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وشهد التبادل الأول، إطلاق سراح 3 أسيرات "مدنيات" إسرائيليات من غزة، مقابل 90 معتقلا ومعتقلة فلسطينيين جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة.
فيما شهد التبادل الثاني، السبت الماضي، إطلاق سراح 3 مجندات إسرائيليات، مقابل 200 أسير فلسطيني، بينهم 121 من أصحاب الأحكام المؤبدة و79 من ذوي الأحكام العالية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 776
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 30-01-2025 05:05 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...