بسبب غزة.. لوبس: القطيعة بين الغرب ودول الجنوب لا رجعة عنها
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
كان الغرب في غزو روسيا لأوكرانيا يحاول إنقاذ علاقته مع دول الجنوب التي لا تصدق خطابه بشأن القانون الدولي وتراه نفاقا، ولكن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في إسرائيل والأحداث التي تلته في قطاع غزة قضت على هذه الجهود، لتصبح القطيعة بين الطرفين كاملة ولا رجعة عنها.
بهذه المقدمة، افتتح الكاتب بيير هاسكي عموده بمجلة لوبس، موضحا أن الرأي العام في دول الجنوب وحتى الحكومات، يتبنى قضية سكان غزة الذين يموتون تحت القصف الإسرائيلي منذ ما يقرب من 3 أشهر، مسائلا الغربيين أين ذهب كلامكم عن القانون وعن جرائم الحرب وعن العدالة؟
وهكذا تخلق وحشية الرد الإسرائيلي، وصور الضحايا المدنيين الفلسطينيين التي تنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وضعا لا يمكن الدفاع عنه بالنسبة لأولئك الذين يدافعون عن أوكرانيا باسم القانون في مواجهة العدوان الروسي، وكأن الآراء في الجنوب وحتى لدى بعض الغربيين، تقول "لا تعطونا المزيد من الدروس الأخلاقية".
ولا ينبغي للغرب أن يلوم إلا نفسه -كما تقول المجلة- لأنه ابتعد طيلة عقدين من الزمن عن القضية الفلسطينية التي بدت تحت السيطرة، ليجد الأميركيون أنفسهم، وخاصة رئيسهم جو بايدن، في وضع غير مريح بوصفه الضامن لأمن إسرائيل دون أن تكون لديه أدنى ثقة في رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
صمت منافق
والغريب -كما يقول هاسكي- أن الولايات المتحدة تسلم الذخائر لإسرائيل، وتستعمل حق النقض مرتين ضد طلب وقف إطلاق النار في غزة، وتنتقد في الوقت نفسه الإستراتيجية الإسرائيلية وعدد الضحايا المدنيين، مما يجعل موقفها غير مفهوم، ويجعل بقية العالم يتساءل، إذا كنتم لا توافقون على ذلك، فلماذا تمنحون إسرائيل الوسائل اللازمة للاستمرار فيه؟
ومثل الولايات المتحدة، يعلن الأوروبيون عن دعمهم غير المشروط لإسرائيل، بصورة تتناقض مع تقديرهم أن ردها غير متناسب، ولا يبدو أن دعواتهم الخجولة لوقف إطلاق النار تصل إلى الرأي العام في ذلك الجنوب الذي يرى أن أوروبا تلتزم صمتها المنافق عندما يكون الضحايا غير أوروبيين.
هاسكي: ليس بوسعنا أن ندين التوسع الروسي في أوكرانيا، ونغض الطرف في الوقت ذاته عن الاستيطان في الضفة الغربية، لأن العالم يراقبنا
وخلص الكاتب إلى أن المساعدات الإنسانية وإن كانت مهمة، لا تكفي لتغيير النظرة إلى التواطؤ الغربي في مقتل أطفال غزة، ولن يتمكن الغربيون من استعادة مصداقيتهم، إلا من خلال الجدية عندما يتحدثون عن الحل السياسي والدولتين.
وختم هاسكي بأن الاختبار ليس فقط في غزة بل في الضفة الغربية، حيث لا تتعلق القضية بالجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل بالاستيطان والنضال الدموي من أجل الأرض والفضاء، ولن يكون بوسعنا أن ندين التوسع الروسي في أوكرانيا، ونغض الطرف في الوقت ذاته عن الاستيطان في الضفة الغربية، لأن العالم يراقبنا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اشتباكات عنيفة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية
قالت ولاء السلامين، مراسلة «القاهرة الإخبارية» من رام الله، إنّ بلدة طمون بالضفة الغربية شهدت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، موضحة أن الاحتلال اعتقل فلسطينيين بعد مداهمة في منزل ما، ومن ثم انسحبت القوات من البلدة التي تقع جنوب مدينة طوباس.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل الاعتقال في جنينوأضافت «السلامين»، خلال رسالة على الهواء، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت عدد من الفلسطينيين في مدينة جنين، ولا سيما اقتحامها لبلدة السيلة الحارثية وإطلاق وابلا من الرصاص الحي، فضلاً عن إلقاء قنابل الصوت والغاز على المواطنين والمنازل الفلسطينية، مشيرة إلى أن جنوب الضفة الغربية وتحديدا في مدينة الخليل شهدت اقتحام لبلدات وقرى عدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي مثل السموع وبيت كاحل وخرسا وحارات البلدة القديمة.
إغلاق مدخل خربة المفقرةوتابعت: «في خربة المفقرة جنوب مدينة الخليل قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المدخل الرئيسي لهذه الخربة، إذ منعت الفلسطينيين من الدخول والخروج، لذا تعاني الخليل من عمليات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق جميع البوابات الحديدية على مداخل البلدات والقرى الفلسطينية».