«حكماء المسلمين».. نشاط مكثف للفروع الخارجية لتعزيز جسور التواصل والتعايش المشترك
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
أبوظبي/ وام
شهد عام 2023 نشاطاً مكثفاً للفروع الخارجية لمجلس حكماء المسلمين في كل من ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وكازاخستان، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الهادفة إلى تعزيز السِّلم، ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، وبناء جسور التواصل مع المسلمين في ربوع العالم كافة.
ففي شهر أكتوبر الماضي، افتتح مجلس حكماء المسلمين الفرع الإقليمي له في منطقة جنوب شرق آسيا، الذي يتخذ من العاصمة الإندونيسية جاكرتا مقراً له، وقد حَظِيت هذه الخطوة بترحيب وإشادة كبيرين من الرئيس جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا، وجموع المسلمين في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث من المقرَّر أن يعمل هذا الفرع على تحقيق أهداف المجلس الخاصة بنشر قيم التسامح والتعايش والتواصل مع المجتمعات المسلمة في منطقة جنوب شرق آسيا.
ونظَّم فرع مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا مؤتمر الأديان والتغير المناخي الذي حضره نحو 150 شخصية من أبرز قادة الأديان والأكاديميين المعنيين بقضايا البيئة والمناخ والمسؤولين والوزراء في إندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا، ولفيف من سفراء الدول العربية والإسلامية لدى إندونيسيا، من أجل مناقشة وبحث سبل التعاون المشترك بين الأديان وصُنّاع القرار في العالم لإيجاد حلول ملموسة وفعَّالة لقضية التغير المناخي.
وطوال شهر رمضان الماضي، بثَّ فرع مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا البرنامج الإذاعي «مع الحكماء»، الذي ركَّز خلاله على القيم الإنسانية التي نصَّت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، وذلك على أشهر الإذاعات الإندونيسية وأكثرها انتشاراً في أكبر 14 ولاية إندونيسية، وقد شارك في البرنامج كل من د. قريش شهاب عضو المجلس، ود. لقمان الحكيم وزير الشؤون الدينية الأسبق، ود. محمد زين المجد عضو المكتب التنفيذي للمجلس، ود. مخلص حنفي مدير فرع المجلس في إندونيسيا.
كما حصل فرع إندونيسيا على أفضل جناح في معرض إندونيسيا للكتاب الإسلامي خلال شهر سبتمبر الماضي، وذلك ضمن مشاركته الفاعلة في هذا المعرض الذي يُعدُّ الأهم للكتاب الإسلامي في منطقة جنوب شرق آسيا، كما نظَّم فرع إندونيسيا بالتعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف وعلماء إندونيسيين قوافل علمية ودعوية في نحو 7 ولايات مختلفة، إضافة إلى إطلاق مسابقة لإنتاج محتوى فيديوهات حول التسامح والتعايش في إندونيسيا تَقَدَّم لها أكثر من 70 متسابقاً، وتم إعلان النتائج بفوز 7 فيديوهات، وتمت ترجمتها إلى اللغة العربية، بجانب تعميم خطبة الجمعة عن الأخوّة الإنسانية بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية.
وفي ماليزيا، أصدر فرع مجلس حكماء المسلمين عدداً من الكتب باللغة الملاوية حول القضايا المعاصرة، منها كتاب الإسلام والبيئة للدكتور «ذو الكفل محمد البكري» عضو المجلس، إضافة إلى ترجمة وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، والكتيب التعريفي للمجلس إلى اللغات المستخدمة في ماليزيا وهي الملاوية والإنجليزية والصينية والتاميلية وطباعتها وتوزيعها على عدد من سلاطين الولايات، والقيادات الدينية، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، والوزراء.
كما أطلق فرع المجلس في ماليزيا البرنامج الإذاعي «مع الحكماء» للحديث عن القيم الإنسانية والتسامح والتعايش، حيث تمَّ بث البرنامج على أشهر الإذاعات الماليزية وأكثرها انتشاراً في أكبر 8 ولايات ماليزية، وذلك بمشاركة عضو المجلس الدكتور «ذو الكفل محمد البكري»، ونظَّم أيضاً حفل إفطار حضره قادة وزعماء الطوائف الدينيَّة كافة، الذين أشادوا بجهود مجلس حكماء المسلمين ودوره الرائد في تعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار والإخاء الإنساني.
وأطلق هذا الفرع مبادرة «تعارفوا» المُوجهة لغير المسلمين، التي تهدف إلى التعريف بالإسلام ومواجهة الإسلاموفوبيا، حيث تم تنظيم سلسلة من الندوات والخطب في عدد من الولايات الماليزية، فضلاً عن عقد عددٍ من الشراكات شملت وزارة الشؤون الدينية للولايات الاتحادية، ومؤسسة يونتي، والجامعة الإسلامية في ماليزيا، حيث تهدف هذه الاتفاقيات إلى تحقيق أهداف ورؤية المجلس التي تركِّز على تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام بين المجتمعات المختلفة.
وفي باكستان شهد العام الماضي جهوداً مكثفة لفرع مجلس حكماء المسلمين الذي حرص على نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، من خلال ترجمة منقحة للغة الأردية لوثيقة الأخوة الإنسانية، والكتيب التعريفي للمجلس وتوزيعها على 100 شخصية من أهم الشخصيات في باكستان، وإرسال 1000 نسخة أخرى إلى المؤسسات الدينية والأكاديمية الباكستانية، وتخصيص خطبة الجمعة في بعض مساجد باكستان للحديث عن الأخوة الإنسانية بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، وأخيراً ترجمة وطباعة ثلاثة كتب من إصدارات المجلس إلى اللغة الأردية.
واستمراراً في تفعيل دور مجلس الحكماء عالمياً، وتوسيع جغرافية تفاعله مع المسلمين في مختلف مجتمعاتهم حول العالم تم افتتاح فرع لمجلس حكماء المسلمين في العاصمة الكازاخية أستانا، وهو يعد الفرع الإقليمي للمجلس في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، ويهدف إلى تحقيق أهداف المجلس في نشر قيم التعايش والحوار وتعزيزها، والتواصل مع المجتمعات المسلمة في المنطقة، وترجمة ونشر إصدارات المجلس إلى اللغات المحلية، وإحياء التراث الفكري لعلماء ومفكري المسلمين في المنطقة وتعريف الأجيال الناشئة بهم.
ويسعى مجلس حكماء المسلمين خلال عام 2024 إلى توسيع نطاق جهوده وافتتاح مزيد من المكاتب والفروع الخارجية التابعة له في عدد من الدول، من أجل نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش وتعزيزها، ومضاعفة المساعي الهادفة إلى نشر الوسطية والاعتدال ومواجهة جميع أشكال العنصرية والتعصب والتمييز والإسلاموفوبيا.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مجلس حكماء المسلمين فرع مجلس حکماء المسلمین مجلس حکماء المسلمین فی التسامح والتعایش فی إندونیسیا فی مالیزیا نشر قیم
إقرأ أيضاً:
مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية
المناطق_الرياض
تعد مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911)، التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع برنامج جودة الحياة – أحد برامج رؤية المملكة 2030 -، نموذجًا مثاليًا في مجال تعزيز الأمن والخدمات الإنسانية، من خلال دمج الأنظمة والتقنيات الحديثة مع العمل الميداني المنظم لإدارة العمليات الأمنية والخدمية، وسرعة الاستجابة للحالات الطارئة، والإسهام في بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا، مع دعم مستدام لجودة حياة الأفراد والمجتمعات في المملكة.
وفي ظل التقدم التكنولوجي والنمو السكاني المتسارع، أصبحت الحاجة إلى تعزيز الخدمات الأمنية ضرورة ملحة، لذا أتت مراكز العمليات الأمنية الموحدة ضمن خطوات وزارة الداخلية المبتكرة لتمثل نقطة تحول في منظومة الأمن والخدمات في المملكة، بدمج غرف العمليات لتعمل تحت سقف واحد باستخدام نظام تقني موحد، بهدف إنشاء بيئة عملياتية متكاملة تسهم في تحقيق التنسيق والتكامل بين الجهات الأمنية والخدمية المختلفة من خلال توحيد أرقام الطوارئ تحت الرقم الموحد (911)، ليعزز ذلك من كفاءة الاستجابة ويقلل من ازدواجية الجهود بين الجهات المختلفة، ورفع مستوى رضا المواطنين والمقيمين والزائرين عن الخدمات الأمنية والإنسانية.
واستثمرت مراكز العمليات الأمنية الموحدة أحدث أنظمة التقنية والاتصالات لتمرير البلاغات والمعلومات بشكل دقيق وفي الوقت المناسب، وتم تطوير نظام متقدم لتوحيد قواعد البيانات وتحليلها، مما يتيح اكتشاف الأنماط الأمنية المحتملة والاستجابة للتهديدات بشكل استباقي، وتسهيل عملية تبادل المعلومات بين الجهات المختلفة بسرعة ودقة عالية باستخدام نظام تحليل البيانات الموحد، الذي يتيح استخراج معلومات تسهم في اتخاذ القرارات الأمنية والخدمية بناءً على البيانات المجمعة.
ويعمل المركز الوطني للعمليات الأمنية (حاليًا) في (3) مناطق رئيسة هي (مكة المكرمة والرياض والمنطقة الشرقية) بكوادر بشرية مدربة ونظام تقني متطور، تمكّنها من تقديم خدمات أمنية وإنسانية متكاملة بسرعة وكفاءة عالية، وتمتاز بسرعة الاستجابة للمكالمات، حيث يتم الرد على جميع المكالمات الواردة على الرقم (911) خلال أقل من ثانيتين، وتمرير البلاغات إلى الجهات المعنية خلال مدة لا تتجاوز (45) ثانية، مما يقلل من وقت الاستجابة للطوارئ ويزيد من فاعلية معالجة البلاغات بفريق عمل مؤهل يجيد عدة لغات عالمية، لتلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع بكفاءة عالية.
وتعكس مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) روح التعاون بين الجهات المختلفة ودور التكنولوجيا في تحسين جودة الخدمات، حيث يعمل في كل مركز عدد من الجهات الأمنية تمثّل (دوريات الأمن والمرور ودوريات الشرط والقوات الخاصة لأمن الطرق والدفاع المدني والقوات الخاصة للأمن البيئي وأمن المنشآت وحرس الحدود ومكافحة المخدرات)، جهات خدمية مثل (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة النقل ووزارة الصحة ووزارة السياحة والهلال الأحمر السعودي والشركة السعودية للكهرباء وشركة المياه الوطنية وهيئة التراث)، لتقديم خدمات شاملة، سواء كانت ذات طابع أمني أو خدمي.
وتواصل مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) أداء دورها الحيوي كمنصة مركزية ومنظومة متكاملة لاستقبال ومعالجة مكالمات الطوارئ والاستفسارات العامة، حيث تتلقى نحو (85) ألف مكالمة يوميًا، تؤكد التزام المملكة بتوفير أفضل الخدمات الأمنية بأعلى معايير الجودة والكفاءة، وتمثل استثمارًا في أمن وسلامة المجتمع السعودي والمقيمين والزوّار، لبناء مستقبل آمن ومستدام.