كيف أثرت اضطرابات البحر الأحمر على حركة الناقلات؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
لم يترتب على هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) حتى الآن سيناريو كارثياً-ألا وهو اندلاع حرب أوسع تنخرط فيها الولايات المتحدة وإيران. لكن بعد أحداث الأيام الأخيرة، فإن تلك المخاطرة تبدو أكثر جدية.
وبحسب ما يقول آرشي بلاند في صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن مركز الخطر يكمن في البحر الأحمر، حيث أن الحوثيين المتمركزين في اليمن والمدعومين من إيران، يهاجمون السفن التجارية التي يرون أن لها علاقة بإسرائيل.
والأحد، تجاوزت القوات البحرية الأمريكية ذلك الخط للمرة الأولى، بعدما قتلت طواقم ثلاثة زوارق حوثية كانت تهاجم ناقلة حاويات تابعة لشركة ميرسك الدانماركية. وصرح وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس بأن المملكة المتحدة "لن تتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات" في حال استمرار هجمات الحوثيين.
والآن، بينما ترفض طهران دعوات من واشنطن ولندن لوضع حد لدعمها للحوثيين، فإن مدمرة إيرانية أبحرت إلى مياه البحر الأحمر. وفي الوقت نفسه، تهدد المملكة المتحدة والولايات المتحدة مع احتمال مشاركة دولة أوروبية أخرى، بضربات تحذيرية ضد المنشآت العسكرية في اليمن.
Tuesday briefing: Will the Red Sea crisis lead to a wider Middle East conflict? https://t.co/NlCEfbI44C ???? Click on link for details. The simple answer is yes! An Iranian warship has just entered Red Sea.
— Allan Foxall (@AirAcademy) January 2, 2024
وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن "سلامة الملاحة في البحر الأحمر مهمة للاقتصاد العالمي، لأنها طريق تجاري مهم يربط آسيا بأوروبا". ويمر 30 في المائة من تجارة الناقلات العالمية عبر هذه المنطقة، وأي تهديد خطير لسلامتها، من الممكن أن يترتب عليه عواقب بالنسبة لأسعار النفط وعلى توفير السلع المنتجة في آسيا. كما تعتمد إسرائيل بشكل كبير على خطوط الملاحة في البحر الأحمر، مع مرور القسم الكبير من الواردات والصادرات عبر البحر.
ويرى الكثير من اليمنيين أن العمليات هي وسيلة مشروعة لممارسة الضغط على إسرائيل وحلفائها دفاعاً عن الفلسطينيين المدنيين، ويقول المحللون أن التدخل الحوثي ساعد في الحصول على دعم محلي. كما أن الميليشيات تعتقد بأن الهجمات في البحر الأحمر من الممكن أن تجعلها لاعباً دولياً أكثر أهمية.
Tuesday briefing: Will the Red Sea crisis lead to a wider Middle East conflict? https://t.co/QJOdO6FK2D
— Anish Nanda (@anish_nanda) January 2, 2024
وعلقت سبع من أكبر عشر شركات للشحن البحري، بما فيها بي. بي. البريطانية وهاباغ –لويد الألمانية المرور في قناة السويس والبحر الأحمر نتيجة الأزمة. وكانت شركة ميرسك الدانماركية قد أوصت بالمرور في المنطقة قبل أسبوع، لكنها علقت رحلاتها مجدداً بعد الهجوم على سفينتها هانغزو الأحد.
وبينما استأنفت شركات أخرى الرحلات بعد الاعلان الأمريكي عن الائتلاف البحري لحماية المنطقة، فإن الكثير من ناقلات الحاويات تستخدم ممرات بديلة، مع ابحار الكثير من السفن من آسيا إلى أوروبا حول جنوب إفريقيا- وهي رحلة قد تستغرق وقتاً إضافياً يصل إلى أسبوعين.
وتظهر بيانات نشرتها شركة فليكسبورت اللوجستية العالمية، أن نصف ناقلات الحاويات تتجنب البحر الأحمر، مما يمثل 18 في المائة من إجمالي الحاويات في العالم. وهذا ما يدفع بالرسوم للارتفاع، مع زيادة 5000 دولار على كل حاوية مساحتها 40 قدماً، ليتسبب ذلك بارتفاع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة.
والأحد، كتب جوليان بورجر في "غارديان" أن "الشرق الأوسط ينزلق نحو هاوية حرب إقليمية منذ 7 أكتوبر و"الأسبوع الماضي، أظهر كيف أن الحافة التي كانت تمنعه من السقوط في تلك الهاوية تنهار بسرعة".
وليست الهجمات الأمريكية على الزوارق الحوثية العامل الحاسم بحد ذاته، على رغم أنها تشكل تخلياً عن الممارسات السابقة، فإنها لا تذهب إلى حد ضرب قواعد الحوثيين داخل اليمن. لكن إذا ما استمر التهديد في البحر الأحمر، فإن شركات الشحن البحري التي تتجنب المنطقة ستواصل العمل بهذا الإجراء، وستحذو شركات أخرى حذوها. وحتى الآن لم تتأثر أسعار النفط العالمية بشكل مهم بالأزمة، وانخفضت الأسعار الأسبوع الماضي مع الاعتقاد الذي ساد الأسبوع الماضي من أن الممر الملاحي سيعاد فتحه. وفي ظل أي شعور بأن هذا التهديد سيتصاعد مجدداً من دون وجود استراتيجية خروج فعالة، سترتفع أسعار النفط.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحوثيين لم يظهروا أية علامة على أنهم مرتدعون، إذ قالوا مؤخراً إنه من دون السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوقف هجمات إسرائيل، فإنهم لن يتوقفوا عن التحرش بالسفن "حتى لو نجحت أمريكا في حشد العالم كله". وإذا لم تغير أحداث الأحد هذه الحسابات، فإن الولايات المتحدة قد تقرر في نهاية المطاف مهاجمة أهداف داخل اليمن، مما سيزيد التوتر مع إيران ويؤدي إلى المجازفة بمواجهة أوسع كان بايدن حريصاً جداً على تجنبها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
مركز بحري: حريق سفينة الحاويات في البحر الأحمر لا علاقة له بأنشطة الحوثيين
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أعلن مركز المعلومات البحرية المشترك التابع للقوات البحرية المشتركة أن الحريق الذي اندلع على متن سفينة الحاويات التي تحمل علم هونج كونج ASL BAUHINIA في البحر الأحمر لا علاقة له بنشاط الحوثيين المسلح.
ووقعت الحادثة في الساعات الأولى من صباح 28 يناير 2025، عندما اكتشف الطاقم حريقًا على سطح السفينة على بعد حوالي 122 ميلًا بحريًا شمال غرب الحديدة باليمن.
وبعد محاولات فاشلة لاحتواء الحريق، اضطر الطاقم إلى مغادرة السفينة وتم إنقاذهم بأمان بواسطة سفينة قريبة.
وذكر المركز أن “الحادث لا علاقة له بالاستهداف الحوثي”، مشيرا إلى أن السبب لا يزال قيد التحقيق في انتظار عمليات الإنقاذ.
ASL BAUHINIA، التي يبلغ وزنها 1930 حاوية نمطية وتم بناؤها في عام 2022، في طريقها من جبل علي إلى العقبة عبر قناة السويس وقت وقوع الحادث. وتشير التقارير الأولية من مصادر أمنية إلى أن الحريق ربما نشأ عن انفجار تضمن شحنة خطرة.
وتتزامن هذه الحادثة مع استئناف تدريجي متوقع لخدمات الشحن عبر المنطقة، في أعقاب التطورات الأخيرة في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ونصحت JMIC السفن الموجودة بالقرب من ASL BAUHINIA بإبلاغ مواقعها إلى UKMTO.