زلزال اليابان: ظروف مناخية سيئة تعرقل جهود البحث عن ناجين وحصيلة القتلى في ارتفاع
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
أفادت آخر حصيلة، بارتفاع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب وسط اليابان الإثنين إلى 62 على الأقل، فيما يواجه عمال الإنقاذ الذين يواصلون البحث عن ناجين الأربعاء ظروفا مناخية سيئة ومخاوف من انزلاقات للتربة.
وأفاد مسؤول في مقاطعة إيشيكاوا طالبا عدم ذكر اسمه إن "الحصيلة بلغت 62 قتيلا" وأكثر من 300 جريح بينهم 20 إصاباتهم بالغة.
وأفادت الحصيلة الرسمية السابقة بمقتل 50 شخصا على الأقل في هذا الزلزال الذي ضرب المقاطعة في الأول من كانون الثاني/يناير وبلغت شدته 7,5 درجات وألحق دمارا واسعا.
وعانت شبه جزيرة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا من الضرر الأكبر جراء الزلزال، إذ أتت النيران على مئات المباني، بينما سوّيت منازل أخرى بالأرض في مدن وبلدات عدة منها واجيما وسوزو، كما أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية تم نشرها الأربعاء.
ولا تزال السلطات ترجح حصول ارتفاع إضافي في حصيلة القتلى، مع مواصلة عمليات البحث عن ضحايا أو ناجين في ظل ظروف مناخية سيئة وهزات ارتدادية. وأكدت السلطات اليابانية أن أكثر من 31800 شخص يقيمون حاليا في ملاجئ.
اقرأ أيضاما الذي نعرفه عن الزلزال القوي الذي هز اليابان وموجات تسونامي التي ضربت سواحلها؟
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إن "أكثر من 40 ساعة مرت على الكارثة. لقد تلقينا الكثير من المعلومات عن أشخاص يحتاجون إلى إنقاذهم وأشخاص ينتظرون المساعدة".
وتابع في أعقاب اجتماع لخلية الطوارئ إن "جهود الإنقاذ تقوم بها السلطات المحلية، الشرطة، رجال الإطفاء ووحدات أخرى"، مشيرا إلى زيادة عدد العسكريين وكلاب الإنقاذ الذين تمّ إرسالهم للمشاركة في عمليات البحث.
وأشار قائلا "نطلب منكم أن تبقوا مدركين تماما أننا في سباق مع الزمن ونواصل القيام بأقصى ما يمكننا من أجل انقاذ الناس، واضعين حياتهم أولوية لنا".
واكتسبت سرعة عمليات البحث والإنقاذ أهمية متزايدة بعد تحذير وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من هطول أمطار غزيرة في المنطقة المنكوبة، وحذرت من وقوع "انزلاقات أرضية حتى مساء الأربعاء".
"الوضع كارثي"وفي مدينة سوزو الساحلية، أشار رئيس البلدية ماسوهيرو إيزوميا إلى أن كل المنازل تقريبا تهدمت.
ونقلت عنه قناة "تي بي أس" قوله "نحو90 بالمئة من المنازل (في المدينة) دمرت بشكل كامل أو شبه كامل... الوضع كارثي حقا".
وقالت امرأة في أحد ملاجئ بلدة شيكا لقناة "أساهي" التلفزيونية إنها لم تتمكن من النوم بسبب الهزات الارتدادية، موضحة "أنا خائفة لأنني لا أعرف متى تقع الهزة المقبلة".
وأشارت شركة الكهرباء المحلية إلى أن التيار لا يزال منقطعا عن قرابة 34 ألف منزل في مقاطعة إيشيكاوا. كما قطعت المياه عن مدن يابانية عدة.
وقالت يوكو أوكودا (30 عاما) التي لجأت إلى مركز إجلاء في بلدة أناميزو "أنا هنا لأن شرايين الحياة تقطعت. الكهرباء، المياه، الغاز، كل شيء. ومع استمرار الهزات الارتدادية، يمكن لمنزلنا أن ينهار في أي لحظة".
وأضافت "البرد ونقص الغذاء هما أكبر مباعث قلقي حاليا".
وأفادت السلطات المحلية عن وصول كميات من المواد الغذائية والمؤن الطارئة إلى المنطقة، لكنها أشارت إلى أن الأضرار التي لحقت بالطرق أدت إلى عرقلة عمليات إيصالها للمحتاجين.
وبعد نحو 24 ساعة من التوقف، أعيد فتح عدد من الطرق السريعة وتشغيل القطارات الفائقة السرعة.
وتعرض وسط اليابان لـ155 هزة أرضية بين الساعة 16,00 الإثنين (07,00 ت غ الإثنين) والساعة 09,00 الثلاثاء (00,00 ت غ الثلاثاء) وفقا لوكالة الأرصاد الجوّية اليابانيّة جيه إم إيه. وبلغت قوّة أشدها 7,5 درجة بحسب المعهد الأمريكي للجيوفيزياء، و7,6 وفقًا للهيئة اليابانية للأرصاد الجوية.
كما تسبب الزلزال الذي شعر به أيضاً سكان طوكيو، البعيدة 320 كيلومترًا من نوتو، بأضرار مادّية جسيمة وموجات تسونامي الإثنين على ساحل بحر اليابان، إلا أنها كانت منخفضة نسبياً ولم يتخط ارتفاعها 1,2 متر.
وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها فوق "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد نشاطا زلزالياً مرتفعا.
وتعرضت البلاد في آذار/مارس 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد تسونامي، وأودى بـ18 ألفا و500 شخص بين قتيل ومفقود.
وأدى الزلزال حينها أيضا إلى حادثة في محطة فوكوشيما النووية، وهي الأسوأ منذ كارثة تشيرنوبيل في العام 1986.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل أحداث 2023 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج اليابان زلزال كوارث طبيعية تسونامي اليابان زلزال تسونامي كرة القدم فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
تحذير من عدم كفاية التزامات اتفاقية باريس لمنع كارثة مناخية
حذرت دراسة جديدة من عدم كفاية التزامات الدول بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مؤكدة أن العالم يتجه بسرعة نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، وهو ما سيؤدي إلى آثار كارثية على جميع القطاعات والبنى.
وأكدت دراسة، أجراها باحثون في جامعة أوتاوا، أن التزامات الدول الحالية بموجب اتفاقية باريس للمناخ لن تكون كافية لتحقيق الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين، وهو الحد الذي يعتبر نقطة تحول بعدها تصبح الآثار المناخية واسعة النطاق وحادة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاحتباس الحراري يقلّص امتصاص النباتات والتربة للكربونlist 2 of 2دراسة: تغير المناخ قد يسرّع الشيخوخة أكثر من التدخينend of listوأجرى الباحثون تقييما شاملا لآثار ارتفاع درجات الحرارة على القطب الشمالي، وأظهرت النتائج أنه بدون زيادات كبيرة في التزامات الدول لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، "يبدو المستقبل الذي يتميز بدرجات حرارة شديدة واضطرابات بيئية عميقة أمرا لا مفر منه".
وأوضحت جاكي داوسون أستاذة الجغرافيا والبيئة المشاركة بالدراسة أن "النتائج تكشف أن خطر الوصول إلى 2.7 درجة مئوية من الانحباس الحراري كبير وأنه لا يوجد قطاع واحد في المجتمع سيبقى دون مساس، من النظم البيئية البحرية إلى البنية التحتية المحلية، فالتأثيرات المتتالية ستؤثر على كل فرد".
إعلانوحسب الدراسة، سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى اضطرابات بيئية كبيرة، بما في ذلك ذوبان الجليد في القطب الشمالي وتأثيرات مدمرة على النظم البيئية البحرية.
يذكر أن اتفاقية باريس للمناخ تهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين، مع السعي إلى الحد من الارتفاع إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
لكن الاتفاقية تواجه نقص التزام الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة بتعهداتها المناخية نتيجة استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري، كما لم تلتزم معظم الدول بمساهماتها المالية السنوية لمساعدة الدول النامية على التكيف مع التغير المناخي.