سلَّط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على التقرير الصادر عن "منظمة الصحة العالمية" بعنوان "الذكاء الاصطناعي يحمل بشائر واعدة لقطاع الصحة، لكن التنظيم هو المفتاح"، وذلك في إطار اهتمام المركز برصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتقارير الدولية التي تتناول الشأن المصري أو تدخل في نطاق اهتماماته، والذي يتناول الاعتبارات التنظيمية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، وأهمية التثبت من مأمونية نظم الذكاء الاصطناعي وفعاليتها، وتسريع إتاحة النظم المناسبة لمن يحتاجون إليها، وتعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة، بما في ذلك المطورون والهيئات التنظيمية والشركات المصنّعة والعاملون الصحيون والمرضى.

 

وأفاد التقرير أنه مع تزايد توافر بيانات الرعاية الصحية والتقدم السريع في التقنيات التحليلية، أصبحت منظمة الصحة العالمية تدرك إمكانات الذكاء الاصطناعي في إحداث تحولًا في قطاع الصحة، وذلك في ظل دور الذكاء الاصطناعي في تحسين النتائج الصحية من خلال تعزيز التجارب السريرية، وتحسين التشخيص الطبي والعلاج والرعاية الذاتية والرعاية التي تركز على الشخص، وسد مكامن النقص في معارف ومهارات وكفاءات العاملين في مجال الرعاية الصحية.

 

ولكن على الرغم من أهمية الذكاء الاصطناعي ألا أنه يحمل تحديات خطيرة، فعند استخدام البيانات الصحية، من المحتمل أن تتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى المعلومات الشخصية، مما يستلزم أطر قانونية وتنظيمية قوية لحماية الخصوصية والأمن والنزاهة، بما في ذلك جمع البيانات غير الأخلاقية، وتهديدات الأمن السيبراني، وتضخيم المعلومات المضللة.

 

وفي هذا الصدد ومن أجل الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للدول فيما يتعلق بالإدارة المسؤولة للانتشار السريع لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الصحة، فقد أبرز التقرير المجالات الست التي حددتها منظمة الصحة العالمية لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة وهي كالآتي:

- أهمية الشفافية والتوثيق، وذلك بعدة سبل منها مثلا توثيق دورة حياة المنتج بكاملها وتتبع عمليات التطوير.

- إدارة المخاطر: معالجة مسائل مثل "الاستخدام المقصود" و"التعلم المستمر" والتدخلات البشرية ونماذج التدريب وتهديدات الأمن السيبراني، معالجةً شاملة، مع تبسيط النماذج قدر الإمكان.

- التحقق من صحة البيانات: من مصدر خارجي وتوخي الوضوح بشأن الاستخدام المقصود للذكاء الاصطناعي بما يساعد على ضمان السلامة وتيسير التنظيم.

- الالتزام بجودة البيانات: بسبل منها مثلا التقييم الدقيق للنظم قبل إصدارها، باعتبار ذلك أمرًا ضروريًّا لضمان عدم قيام النظم بتوسيع نطاق انتشار التحيزات والأخطاء.

- التعامل مع التحديات التي تطرحها اللوائح التنظيمية المهمة والمعقدة - مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا وقانون إخضاع التأمين الصحي لقابلية النقل والمساءلة في الولايات المتحدة الأمريكية مع التركيز على فهم نطاق الولاية ومتطلبات الموافقة، من أجل صون الخصوصية وحماية البيانات.

- تعزيز التعاون بين الهيئات التنظيمية والمرضى والمتخصصين في الرعاية الصحية وممثلي الصناعة والشركاء الحكوميين: وهو ما من شأنه المساعدة في ضمان امتثال المنتجات والخدمات للوائح طوال دورات حياتها.

وأوصى التقرير بضرورة وضع لوائح أفضل بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، والالتزام بجودة البيانات لضمان عدم تضخيم الأنظمة للتحيزات والأخطاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی فی مجال الصحة

إقرأ أيضاً:

هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الغواصات النووية ؟

هل كنت تتخيل أن الذكاء الاصطناعي في ظل التطور الكبير الذي يشهده حالياً من الممكن أن يستبدل الغواصات النووية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات ؟

بحسب موقع “تك رادار” التقني، فالتقدم الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي بالتحديد في تكنولوجيا الاستشعار وتحليل البيانات سيهدد سيطرة وقدرات الغواصات السرية مستقبلاً.

بعدما نشرت مجلة فورين بوليسي ومعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات مقالاً علمياً عن قدرة  أنظمة الذكاء الاصطناعي على معالجة كميات مهولة من بيانات شبكات الاستشعار الموزعة، وبالتالي يتجاوز قدرات الأفراد المشغلين للغواصات إلى حد كبير.

مايعطي الأفضلية لأجهزة الاستشعار والمراقبة تحت الماء التي تستند للأقمار الصناعية، وعبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي ستحدد أي اضطرابات في المياه مثل التي تحدثها الغواصات، وبالتالي تتفوق تماماً على وظيفة الغواصات ومع الوقت ستصبح بلا فائدة بسبب رصدها بكل سهولة.

لعبة القط والفأر

أضف إلى ذلك قدرة الذكاء الاصطناعي مستقبلاً في مساعدة الغواصات على التخفي مثل الغواصة فرجينيا، التي تعتمد هندستها المتطورة على تقليل احتمالية اكتشافها.

ورغم تواجد أدوات تخفيف الضوضاء، وكذلك المواد التي تعمل على تقليل الاهتزازات، والمضخات النفاثة المصممة لتجنب الكشف، إلا أن الشبكات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر قدرة على كشف هذه الأساليب.

خاصةً مع انتشار أجهزة الاستشعار وادخال التحسينات المستمرة عليها، يزيد ذلك  من مدى ودقة أنظمة الكشف، وبالتالي ستصبح مياه المحيطات المظلمة أكثر شفافية ووضوحاً.

لكن إلى أى مرحل ستصل لعبة القط والفأر؟، هذا ماستكشفه الفترة المقبلة لمن ستكون الغلبة؟، للتقنيات الجديدة للتمويه أمام قدرة الذكاء الاصطناعي على الكشف، أم ستكون بلا فائدة أيضاً؟.

مثل تقنيات التمويه الضوضائي التي تحاكي الأصوات البحرية الطبيعية، أو نشر مركبات تحت الماء غير مأهولة بالبشر (UUVs) لعمل تشتيت لأانظمة الرصد والكشف، وكذلك الهجمات الإلكترونية التي تستهدف خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لتنتج حسابات غير صحيحة ستربك قطعً أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتحافظ على أفضلية الغواصات في السيطرة تحت الماء.

وفي ظل تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستحتاج الدول إلى الموازنة بين تكاليف الغواصات النووية واحتمالات الاستغناء عنها، فالتدابير المضادة حالياً تعطي فترة استراحة مؤقتة فقط لاغير.

لكن في ظل الانتشار المتزايد لأجهزة الاستشعار والتحليل القائم على الذكاء الاصطناعي سيجعل أعداد الغواصات الخفية تتقلص على المدى البعيد.

مقالات مشابهة

  • حجم سوق الذكاء الاصطناعي خليجياً.. 15 مليار دولار
  • دراسة بحثية لـ”تريندز”: الذكاء الاصطناعي يحول وجه الأمن السيبراني: فرص وتحديات
  • “سدايا” وجامعة الملك سعود تختتمان الدورة الأولى من برنامج تمكين القطاع الصحي في الذكاء الاصطناعي بمشاركة 100 ممارس صحي
  • هكذا واجهت المقاومة أنظمة الذكاء الاصطناعي المعادية؟
  • هل الذكاء الاصطناعي قادر على الإبداع؟
  • "Deep Seek".. الذكاء الاصطناعي الصيني وصل وينافس!
  • أوبن إيه آي.. من الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء الفائق
  • الذكاء الاصطناعي.. توقعات بتأثير أكبر في 2025
  • هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الغواصات النووية ؟
  • تطورات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية: بين الثورة والتحديات