كيف أصبحت السراويل المطاطية الضيقة صناعة بمليارات الدولارات؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قلّة من توقّعوا أنّ إحدى دعائم الموضة الأساسية الأكثر إثارة للسخرية في ثمانينيات القرن الماضي، ستشكّل صناعة بمليارات الدولارات في حد ذاتها بحلول نهاية عشرينيات القرن الحالي. ويبدو أنّ السروال الضيّق رسم الضحكة الأخيرة، وانتصر.
وبعدما بلغت قيمة هذه الصناعة 32.89 مليار دولار في عام 2022، يُتوقّع أن تصل قيمة سوق السروال المطاطي الضيق العالمي إلى 57.
في حين أن أكبر العلامات التجارية الفاخرة في العالم، بطبيعة الحال، تحرص على على توسيع مجموعتها الحالية وتضمينها السراويل الضيقة مثل "برادا"، و"لووي"، و"مونكلير"، فإن هذا السروال لم يزدهر بفضل الموضة بل بفضل لإقبال غير المسبوق والمتزايد على ملابس اللياقة البدنية من العلامات التجارية التي بنت متابعين مخلصين، على أساس الاستدامة والأداء المثبت.
ولّت أيام السراويل الضيقة المتعرّقة والمخدوشة التي تفقد مرونتها أثناء الغسيل، وتفقد رونقها. تصمّم السراويل المطاطية الضيقة الرائجة حاليًا بكفاءة عالية وتصنّع من مواد عالية التقنية. لنأخذ على سبيل المثال "Vuori"، العلامة التجارية التي يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية والتي تبيع الجوارب الرياضية بسعر يتراوح بين 98 دولارًا و108 دولارات. تم تطوير قماش علامتها التجارية باستخدام مواد معاد تدويرها بنسبة 75% لإنشاء امتداد فائق، ولكن خفيف الوزن، ومحبوب من قبل قاعدة زبائنها.
وأفادت العلامة التجارية أنّ نسيج "BreatheInterlock" الخاص بها يتميز "بأداء ممتص للرطوبة و"لمسة نهائية من الجلد الثاني" في الوقت عينه.
وأوضحت سارة كارلسون، نائب الرئيس الأولى للتصميم النسائي لدى شركة "Vuori"، التي يعمل فريقها المتخصص على ابتكار المواد في الموقع مع شركائها في أوروبا وآسيا لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات من أجل إنتاج المواد اللازمة أن "ابتكار الأقمشة يُعد أحد أكبر أولوياتنا". وتابعت: "نسعى لتحديث طريقة تفكير الناس وشعورهم بالأقمشة عالية الأداء والملابس الرياضية، مع إعطاء الأولوية للمواد التي تحترم البيئة".
وتُعتبر العلامة التجارية الألمانية "Hey Honey Yoga" نجمة صاعدة تديرها شركة عائلية، وتبيع الجوارب الرياضية بسعر 120 دولارًا تقريبًا، وحاصلة على شهادتي "OEKO-TEX" و"PETA" النباتية المعتمدة. وقالت توما أولجيشلاغر، التي ترأس العلامة التجارية مع شقيقتيها إيمكي فون جونستون ويانكا أولجيشلاغر: "يبحث عملاء Hey Honey عن أكثر من مجرد ملابس رياضية، إنهم يرغبون بتجربة شاملة. منذ البداية، انصب تركيزنا على تجاوز الحدود في هذه الصناعة سريعة الحركة".
وأفادت شركة "Hey Honey Yoga" أن عملاءها "يعطون الأولوية للوظائف، والمواد عالية الجودة، والملائمة لكل المقاييس والجذابة التي تمكنهم من الحركة فيما تعكس أسلوبهم الفريد".
ولكنه قطاع تنافسي يضم عددًا متزايدًا من اللاعبين الرئيسيين الذين يفتخرون بمتابعي انستغرام بالملايين، ضمنًا "On! Running" (1.4 مليون متابع)؛ و"Gymshark" (6.7 مليون متابع)؛ و"Lululemon" (4.7 مليون متابع) ؛ و"Skims"، (5.6 مليون متابع) لكيم كارداشيان التي يُنسب إليها الفضل بالترويج له على نطاق واسع لحركة "Body-Con" التي يلعب فيها السروال الضيق دور البطولة.
وقالت لوسي غرين، المتنبئة بالاتجاهات ومؤسسة شركة "Light Year" الاستشارية أنّ الشمولية أمر مهم. وأوضحت أن "هناك جمهور متشدد من جيل الألفية يتبنى السراويل المطاطية الضيقة مثل "Skims". وأضافت أن "الكثير يرتبط بثقافة اليوغا واللياقة البدنية والعافية، ولكن هناك أيضًا جمهور الجيل Z الذي يهتم كثيرًا بالراحة والملابس غير الرسمية باعتبارها الأمثل".
وأضافت غرين أنه بالإضافة إلى الأداء والمؤهلات غير الرسمية، فإن اتباع نهج شامل في تحديد الحجم هو مفتاح النجاح في هذا المجال.
ولفتت غرين إلى أن "(شعبية السروال المطاطي الضيق) مرتبطة بالشمولية. بفضل المقاسات الموسّعة من قبل العلامات التجارية العالمية والموجهة مباشرة إلى المستهلك، أصبحت السراويل الضيقة تناسب جميع أنواع الأجسام، وهذا ما لم تتمكن منه فئات التسوق الأخرى مثل الدنيم، وحتى الدنيم المطاطي، سابقًا".
وأكدت كارلسون أنّ "الشمولية تظل في مقدمة أولوياتنا طوال فترة الابتكار"، وسلّطت الضوء على أنّ علامة "BlissBlend" لديها خيارات متعددة للدرزات الداخلية وبأحجام تتراوح بين XS وXXL. وأشارت إلى أنها "تستخدم مادة إيلاستين مبتكرة خاصة تمتد لتتناسب مع مجموعة متنوعة من أشكال الجسم. والنتيجة هي راحة الجسم الكاملة، والشعور بالنعومة التي يتوقعها عملاؤنا".
العلامات التجارية الرياضية التقليدية موجودة في السوق أيضًا، ضمنًا "Adidas"، و"Puma"، و"Nike". وأفادت الأخيرة أنها ضاعفت استثماراتها في "الابتكارات الخاصة بالنساء" على مدى العامين الماضيين لمساعدة فريقها على فهم المزيد عن الجسد الأنثوي أكثر من أي وقت مضى، وتُعد الجوارب الطويلة جزءًا أساسيًا من ذلك.
وأوضح متحدث باسم شركة "Nike" لـCNN: "نحن نعلم أن السروال الرياضي الضيق ضروري لخزانة ملابس المرأة". وتابع: "لدينا فرصة لدعوة المزيد من الناس لتجربة فوائد الرياضة ومتعة الحركة". وخلص إلى أنه "في نهاية المطاف، هدفنا تصميم المنتجات التي تجعل الحركة أسهل، لتشعر النساء والفتيات بالثقة، والراحة، والجمال، والقوة، وكل ذلك مدعوم بالعلم والابتكار المذهلين".
وأشارت غرين إلى أنّ مثل هذا الابتكار يُعتبر السلاح السري لازدهار هذه الصناعة، لافتة إلى أنّ "الدقة التقنية والأقمشة الخاصة أصبحتا نقطة رئيسية للاختلاف والولاء وسرد القصص، فضلاً عن أنها بالطبع وسيلة لفرض سعر أعلى، خصوصًا بالنسبة للجمهور المتطور الذي يستثمر في صالات رياضية فاخرة وعلاجات علمية مختلفة".
ولفتت إلى أن هذا النوع من السراويل"ترتبط بنواحٍ عديدة بكيفية تحول الابتكار عمومًا إلى ركيزة فاخرة". وتابعت: "لقد أصبح التطوير والاستكشاف العلمي أمرًا طموحًا للعلامات التجارية بغية التركيز عليه، ويُنظر إليه على أنه رفاهية".
أزياءرياضةموضةنشر الأربعاء، 03 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أزياء رياضة موضة العلامات التجاریة العلامة التجاریة ملیون متابع التی ی إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير تربوي: علامات تظهر على الأطفال تدل على تعرضهم للتحرش في المدرسة
قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إن تزايد حالات التحرش بالأطفال داخل المدارس في الفترة الأخيرة، مع عجز بعض الأطفال عن الإفصاح عمّا تعرضوا له بسبب تهديد المعتدي لهم أو خوفهم من رد فعل الأسرة، يجعل من الضروري الانتباه إلى مجموعة من العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى تعرض الطفل أو الطفلة للتحرش.
وأوضح شوقي أن من أبرز هذه العلامات حدوث تغير مفاجئ في سلوك الطفل سواء داخل المدرسة أو في المنزل، إلى جانب انفعالات حادة تميل إلى الحزن والضيق، وانخفاض شعوره بالفرحة أو السعادة حتى في الأماكن التي كان يستمتع بها من قبل مثل الملاهي، أو عند تواجده مع من يحب.
وأضاف أن ظهور إصابات أو خدوش غير مبررة على جسد الطفل يجب أن يُؤخذ بجدية، خاصة إذا تكررت دون تفسير واضح، كما أن تراجع التركيز أثناء المذاكرة، والانخفاض الملحوظ في الدرجات الدراسية، قد يكونان من المؤشرات الدالة.
وأشار إلى أن إصابة الطفل بشكل متكرر بنزلات البرد قد تعكس انخفاضًا في مناعته نتيجة للضغوط النفسية، فضلًا عن الشرود الذهني المستمر وتأخره في الردود، والميل إلى العزلة والانزواء.
ومن العلامات الواضحة أيضًا، بكاء الطفل عند الذهاب إلى المدرسة ورفضه المستمر للذهاب، بالإضافة إلى الخوف من أشخاص معينين قد يكونون في نفس عمر أو شكل المعتدي.
وتابع: "يُلاحظ كذلك شعور الطفل بالهلع عند المرور بالمكان الذي وقع فيه الاعتداء، أو عند رؤية الشخص المتحرش، وهو ما يبدو واضحًا في ملامحه. كما يُلاحظ تشبثه بأحد الوالدين، خاصة الأم، ورفضه الابتعاد عنها للذهاب إلى المدرسة، إلى جانب اضطرابات في النوم وكوابيس متكررة قد يتحدث خلالها الطفل أثناء النوم بصوت مرتفع".
وأكد الدكتور تامر شوقي أن هذه العلامات ليست دليلًا قاطعًا على وقوع التحرش، لكنها إشارات تحذيرية تستدعي اهتمام الأسرة والمعلمين، وضرورة التعامل معها بجدية، حماية للأطفال وضمانًا لسلامتهم النفسية والجسدية.