يتصاعد التوتّر في البحر الأحمر حيث أنشأت الولايات المتحدة قبل شهر قوّة بحريّة متعدّدة الجنسيات بعد سلسلة هجمات شنّها المتمرّدون اليمنيون على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.

 

في هذا السياق، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنّها تظهر طائرة مسيّرة أميركية أسقطها الحوثيون. لكن هذه الصورة منشورة عام 2020 على أنّها طائرة استطلاع سعودية أسقطت في اليمن.

 

يظهر في الصورة ما يبدو أنّه حطام طائرة مسيّرة.

 

وجاء في التعليقات المرافقة على موقعي فيسبوك وأكس أن هذه الصورة تُظهر طائرة أميركية أسقطها المتمرّدون الحوثيون أخيراً في اليمن.

 

يأتي ظهور هذه المنشورات مع تصاعد التوتّر في البحر الأحمر حيث استهدف المتمرّدون اليمنيّون الحوثيون المدعومون من إيران في الأسابيع الماضية سفناً تجارية قالوا إنّها مرتبطة بإسرائيل، وذلك في ظلّ القصف والعمليات العسكرية المتواصلة في قطاع غّزّة.

 

وقبل نحو شهر، أنشأت الولايات المتحدة قوة بحرية متعدّدة الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين في هذا الممرّ الحيويّ العالميّ.

 

من جهة أخرى، دخلت المدمّرة الإيرانية "البرز" البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، وفق ما أعلنت وكالة "تسنيم" للأنباء الاثنين، في ظل ارتفاع منسوب التوتر.

 

وفي السياق نفسه، أعلن الجيش الأميركي، الأحد، قتل طواقم ثلاثة زوارق تابعة للمتمردين الحوثيين هاجمت سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر، فيما تحدّث الحوثيون عن "استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي" قوّتهم البحريّة.

 

حقيقة الصورة

 

لكن الصورة المتداولة لا شأن لها بما يجري حالياً في البحر الأحمر.

 

فالتفتيش عن الصورة على محرّكات البحث يُظهر أنّها منشورة في العام 2020 ما ينفي أن تكون حديثة.

 

ونُشرت الصورة في مواقع إخبارية محليّة وأجنبيّة في 22 ديسمبر 2020، على أنّها تُظهر طائرة استطلاع سعوديّة أسقطها الحوثيون في اليمن.

 

وشهد اليمن ابتداءً من العام 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

 

وتجري السعودية محادثات سلام مع المتمرّدين الحوثيين، بعد استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، القوتين الإقليميتين المتنافستين في الشرق الأوسط.

 

وخلّفت الحرب في اليمن مئات الآف القتلى، كما نزح الملايين وفقاً للأمم المتحدة. ويعتمد أكثر من ثلاثة أرباع السكان على المساعدات الدولية التي تستمر في الانخفاض.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي طائرة مسيرة السعودية أمريكا فی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تعرف على طرق تخفى مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر؟

في ظل تصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر، باتت الطائرات المسيرة التي تستخدمها ميليشيات الحوثيون تُشكل تهديدًا متزايدًا للملاحة الدولية والقوات العسكرية في المنطقة.

ومع تكثيف الضغوط الدولية وفرض العقوبات الأمريكية، يُواصل الحوثيون تطوير استراتيجيات جديدة لتعزيز قدرات طائراتهم المسيرة، مما يجعل رصدها واعتراضها أكثر تعقيدًا.

 

ويعتمد الحوثيون في ذلك على تقنيات متقدمة، مثل خلايا وقود الهيدروجين، التي تمنح هذه المسيرات مدى أطول وقدرة أكبر على التخفي، ما يطرح تساؤلات حول مدى خطورة هذا التطور على الأمن الإقليمي والدولي.

تقنيات متطورة لمسيرات الحوثي

 

رغم الجهود الدولية لوقف تهريب الأسلحة إلى اليمن، كشفت تقارير حديثة عن استمرار الحوثيين في استيراد مكونات تكنولوجية متقدمة تستخدم في الطائرات المسيرة.

ووفقًا لتحقيق أجراه “مركز أبحاث التسلح في الصراعات”، فقد تم توثيق محاولات لتهريب خلايا وقود الهيدروجين إلى اليمن، وهي تقنية تستخدم لتشغيل الطائرات المسيرة بكفاءة أعلى من الطرق التقليدية، مما يُعقد عمليات رصدها واعتراضها.

وتتيح هذه التقنية للطائرات المسيّرة التحليق لمسافات أطول دون الحاجة إلى التزود بالوقود أو إعادة الشحن، كما أنها تصدر القليل من الضوضاء والحرارة، مما يجعل اكتشافها عبر أنظمة الاستشعار التقليدية أكثر صعوبة.

يقدر الخبراء أن هذه المسيرات يمكنها قطع مسافة تصل إلى 2250 ميلًا باستخدام خلايا الوقود الهيدروجينية، مقارنة بـ750 ميلًا فقط عند تشغيلها بالطرق التقليدية.

تصاعد الهجمات في البحر الأحمر

خلال العام الماضي، نفذ الحوثيون سلسلة هجمات استهدفت السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر باستخدام الطائرات المسيرة، والصواريخ الموجهة، والزوارق المفخخة.

وبرر الحوثيون هذه الهجمات بأنها تأتي دعمًا للفلسطينيين في غزة، حيث استهدفوا سفنًا على بعد 100 ميل من السواحل اليمنية، مما استدعى ردود فعل عسكرية أمريكية وإسرائيلية تمثلت في ضربات جوية استهدفت مواقع حوثية.

ورغم توقف الهجمات بشكل جزئي بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير، فإن تحليل الأسلحة التي تم ضبطها يكشف أن الحوثيين اكتسبوا تقنيات متقدمة تسمح لهم بالتحضير لجولات قادمة من الهجمات.

مصادر التهريب الجديدة

أشار تقرير “مركز أبحاث التسلح في الصراعات” إلى أن خلايا وقود الهيدروجين التي عثر عليها في اليمن صنعت من قبل شركات صينية متخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة.

أظهرت وثائق الشحن أن هذه المكونات تم تهريبها عبر طرق غير تقليدية، حيث تم تصنيف خزانات الهيدروجين المضغوط على أنها أسطوانات أكسجين لتجنب اكتشافها.

وفي الوقت الذي كانت فيه معظم الأسلحة المهربة إلى الحوثيين تأتي من إيران، تُشير الأدلة الجديدة إلى أن الحوثيين بدأوا في تنويع مصادرهم، مما يمنحهم استقلالية أكبر في الحصول على المعدات العسكرية المتطورة.

وقال تيمور خان، المحقق في “مركز أبحاث التسلح في الصراعات”، إن “الشحنة التي تم ضبطها تشير إلى سلسلة توريد جديدة، مما يزيد من قدرة الحوثيين على الاعتماد على أنفسهم بدلًا من انتظار الدعم الإيراني”.

تعتمد تقنية خلايا وقود الهيدروجين على إنتاج الكهرباء من تفاعل الهيدروجين المضغوط مع الأكسجين، مما يُولد طاقة نظيفة بكفاءة عالية.

 

وقد استخدمت هذه التقنية سابقًا في مهمات فضائية تابعة لوكالة “ناسا”، كما تم استخدامها في الطائرات المسيّرة العسكرية الأمريكية خلال حروب العراق وأفغانستان.

المادة السابقة

 

مقالات مشابهة

  • قائد الحرس الثوري: الحوثيون يقررون عملياتهم بأنفسهم وسنرد بحسم على أي تهديد
  • الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن: رسائل متعددة وسيناريوهات مفتوحة
  • الحوثيون يتوعدون: الهجمات الأمريكية لن تردعنا وسنواصل دعم غزة
  • ترمب يعلن شن ضربات أميركية «حاسمة» على الحوثيين في اليمن
  • مقتل تسعة أشخاص في ضربات أميركية على اليمن وترامب يتعهد بإنهاء هجمات الحوثيين
  • بيان عاجل من الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمن
  • ترامب يعلن شن ضربات أميركية حاسمة على الحوثيين في اليمن
  • ترامب يعلن بدء الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن
  • تعرف على طرق تخفى مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر