نازحون من شمال غزة عادوا إلى منازلهم.. لكنهم لم يجدوا شيئا
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
بعد ورود أنباء انسحاب الدبابات الإسرائيلية من شمال قطاع، سعى عدد من سكان غزة العودة إلى منازلهم، غير أن من وصل منهم، تفاجأ بالدمار الهائل الذي طال المناطق التي شهدت معارك عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركة حماس، على مدار الأسابيع الماضية.
تحكي رسمية شبات، 59 عاما، المقيمة حاليا في إحدى مدارس الأونروا في مخيم جباليا للاجئين، عن رحلتها إلى بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، مع أحد أبنائها، لتفقد منزلهما، وتقول إنها صدمت من صور الخراب الكبير الذي طال الحي الذي كانت تعيش فيه.
متأسفةً عن الواقع الجديد، تقول رسمية في حديثها لـ"نيويورك تايمز": "لم يبق شيء في المنطقة، لا منازل، ولا شوارع، ولا شيء".
وعلى الرغم من جهودها لاستعادة ممتلكاتها، من ملابس ولوازم أخرى، لم تتمكن رسمية من تحديد موقع منزلها، حيثُ عاشت لسنوات عديدة.
وبالمثل، واجه حاتم الفران، تحديات في الوصول إلى منزله في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة، رغم غياب القوات الإسرائيلية.
وعلم الفران، برفقة شقيقه، من المارة بوجود قناصة في المنطقة واستمرار نشاط الطائرات المسيرة، حسبما كشفه لـ"نيويورك تايمز".
وقال المتحدث، إنه غير متأكد من مصير منزله، الذي أخلاه بعد أسبوعين من الحرب، مشيرا إلى أن بعض أفراد عائلته بقوا في مدينة غزة، بينما لجأ آخرون إلى مناطق مختلفة في جنوب قطاع غزة.
واضطر 85 بالمئة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون إلى الفرار من منازلهم بسبب الحرب، وفقا للأمم المتحدة، وهم يواجهون وضعا إنسانيا كارثيا.
ويعيش سكان القطاع الساحلي الصغير الآن، مكدسين في ملاجئ جماعية في مدارس الأمم المتحدة أو في مخيمات مؤقتة مكتظة في شوارع رفح، بالقرب من الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وفي عدد قليل من المراكز الأخرى.
وحذرت وزارة الصحة في غزة، في بيان، من "مخاطر المجاعة والجفاف الذي يصيب 1.9 مليون نازح ومشرد يفتقدون للمأوى المناسب والماء والطعام والدواء والأمان".
وتدخل عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، عشرات شاحنات المساعدات يوميا إلى القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا شاملا، وهو عدد غير كاف بالمقارنة مع الحاجات.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية بين سكان غزة.
ولم تعلن إسرائيل رسميا انسحابها من مناطق شمال قطاع غزة، ومنعت السكان الذين نزحوا نحو المدن الجنوبية من العودة إلى منازلهم، وفقا للصحيفة الأميركية.
غير أن شهودا في شمال القطاع، أفادوا، الاثنين، بانسحاب قوات إسرائيلية من داخل مدينة غزة ومحيطها، ما قد يؤشر الى عملية إعادة انتشار وتموضع، وفقا لفرانس برس.
وقال الجيش، الاثنين، إنه سيسحب عددا من جنود الاحتياط الذين استدعوا بعد السابع من أكتوبر، من قطاع غزة، ليرتاحوا وللاستعداد لأشهر أخرى من القتال.
وأوضح الجيش أن احتياطيين، من فرقتين تعد كل منهما قرابة أربعة آلاف عنصر، سيعودون إلى منازلهم هذا الأسبوع.
وأعرب عدد من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مخيم على أطراف رفح جنوب قطاع غزة، عن قلقهم العميق بشأن العودة إلى منازلهم في الشمال، دون وقف لإطلاق النار.
وقالت أم إسلام رضوان التي كانت تعيش في مخيم للاجئين الفلسطينيين على ساحل شمال غزة، إن العودة ليست آمنة، مضيفة أن "الأشخاص الذين عادوا قُتلوا بالرصاص".
وفي حديثها لشبكة "ان بي سي نيوز"، تساءلت مستنكرة: "ماذا سنفعل؟ إلى أين نذهب؟ لن نترك أرضنا.. لن نغادر. سنبقى في هذه الخيمة حتى ييسر الله حالنا".
وأدى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يترافق منذ 27 أكتوبر مع هجوم بري واسع، إلى مقتل 22.185 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأفادت الوزارة، الثلاثاء، بإصابة 57035 شخصا بجروح منذ بدء الحرب، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة، إما خارج الخدمة وإما متضررا ومكتظا بالنازحين.
وكان هجوم حماس أودى بنحو 1140 شخصا معظمهم مدنيون في إسرائيل، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس، تستند إلى بيانات رسمية.
ويسود اليأس بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون، والذين يحتاجون إلى طعام ومياه وأدنى الحاجات الأساسية.
من جانبه، يقول عامر عمايرة، من بيت حانون شمال شرق غزة، إن من الصعب العودة نحو الشمال في الوقت الحالي.
وأضاف في تقرير تلفزيوني للشبكة: "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فيمكننا العودة. لقد نزحنا إلى رفح، ونصبنا الخيام وبقينا هنا".
"أما بالنسبة للعودة، فلا يمكننا ذلك. هناك حواجز ومن الصعب التحرك شمالا"، يقول الشاب الفلسطيني.
وخلف القصف الإسرائيلي دمارا كاملا في مناطق عدة في قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق منذ التاسع من أكتوبر، وتحذر وكالات الأمم المتحدة من مجاعة قريبة فيه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى منازلهم قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بعد مقترح ترامب.. مشاهد زحف الفلسطينيين نحو منازلهم المدمرة في غزة يملؤها الفرح والحزن معًا
بعد حوالي 15 عاما من الإبادة الجماعية.. بدأ الآلاف من سكان شمال قطاع غزة، صباح أمس الإثنين، في رحلة العودة إلى منازلهم، عبر شارع الرشيد الساحلي بما يشبه السيل البشري في مشهد اختلطت فيه مشاعر الحنين بذكريات المعاناة، بعد توصل حماس وإسرائيل إلى تفاهمات جديدة برعاية مصرية قطرية.
هذا وقد شهدت طرق العودة مشاهد إنسانية تختزل معاناة طويلة وأملا بالاستقرار، بعد نزاع دام فرض على عشرات الآلاف ترك منازلهم، حيث بدأ تدفق النازحون عند الساعة السابعة صباحا سيرا على الأقدام عبر شارع الرشيد الساحلي، حاملين أمتعتهم وذكرياتهم من رحلة نزوح قاسية.
تهجير الفلسطينيينومن جهة أخرى توافد النازحون المتواجدون بشارع صلاح الدين، المارون بمركباتهم الساعة التاسعة صباحا، نحو الشمال، وذلك وفق ما نص عليه الاتفاق بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال.
تهجير سكان غزةوتصدرت بعض المشاهد الجميلة الملفتة، المشهد، حيث نساءً يحملن أطفالهن وأمتعة خفيفة، ورجالا يجرون عربات صغيرة محملة بالحقائب وآخرين يحملون أمتعتهم على ظهورهم، ليتحول المشهد إلى لحظة استثنائية يعيد فيها الفلسطينيون الحياة إلى مناطق هجروها قسرا.
عودة الفلسطينيين بعد اتفاق إطلاق النار التواصل إلى تفاهم بين حماس وإسرائيلوتأتي هذه العودة عقب التوصل إلى تفاهم بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية، يقضي بإطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية أربيل يهودا واثنين من الرهائن الآخرين يوم الجمعة المقبلة، بالإضافة إلى إطلاق 3 رهائن إضافيين يوم السبت. مقابل ذلك، سمحت إسرائيل بعودة سكان شمال غزة النازحين إلى ديارهم ابتداء من صباح اليوم.
وفي هذا السياق ولليوم الثاني على التوالي يمضي سكان شمال قطاع غزة بخطوات واثقة نحو منازلهم، حاملين معهم قصصا من الصمود والأمل، العودة إلى الديار هي بداية جديدة لكنها تحمل في طياتها ذكريات ثقيلة لن تمحى بسهولة.
تهجير الفلسطينيينقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، التابع لحركة حماس في بيان لها إن أكثر من 300 ألف نازح عادوا أمس «الإثنين» من جنوب ووسط القطاع إلى الشمال، بينما عاد اليوم أكثر من 300 ألف نازحٍ من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم من محافظات الجنوب والوسط، إلى محافظات غزة والشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، بعد 470 يوما على حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت حركة حماس أن عودة النازحين إلى منازلهم يثبت مجددا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير الشعب الفلسطيني وكسر إرادة الصمود لديه.
تهجير سكان غزةوتابع البيان نفسه «هذه المشاهد المليئة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه».
اقرأ أيضاًرئيس «الوطني الفلسطيني»: عودة النازحين إلى شمال غزة رسالة بأن الشعب سيبقى على أرضه
فصائل فلسطينية: عودة النازحين تثبت فشل إسرائيل في تهجير شعبنا
بلدية غزة تبدأ فتح الشوارع المغلقة تمهيدًا لعودة النازحين