تسود حالة من الترقب لبنان والمنطقة، عقب اغتيال إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واثنين من قادة كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، و4 آخرين من كوادرها، بغارة جوية استهدفت جنوبي العاصمة بيروت.

وبحسب محللين، فإن اغتيال قادة من حركة حماس في العمق اللبناني بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة والمواجهات في جنوب لبنان، يشكل تصعيدا غير مسبوق، وينذر بمواجهة كبرى قد تمتد على صعيد المنطقة بأكملها، بين محور المقاومة وإسرائيل.

وفي حديث للأناضول، قال المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير، إن اغتيال العاروري عملية كبيرة وخطيرة جدا، تهدف لأخذ المنطقة نحو مواجهة كبرى، وأضاف أنه لا توجد معلومات حول طبيعة الرد على عملية الاغتيال حتى الآن، لكنه رجّح أن يكون هناك تصعيد في المواجهة على كل الجبهات.

من جانبه، قال مدير مركز "يبوس للدراسات" سليمان بشارات، إن عملية الاغتيال تضع الصراع على مفترق طرق، أولها يتمثل في اتساع وامتداد الصراع ليشمل كل الساحات، واتساع رقعة المواجهة، أما الثاني، بحسب بشارات، فإن هذا الاغتيال سيكون ثمنا للقبول الإسرائيلي بأثمان سياسية لحزب الله والمقاومة بغزة.

وعقب عملية الاغتيال، أصدر حزب الله بيانا نعى فيه العاروري ورفاقه، متوعدا بأن هذه الجريمة "لن تمر أبدا من ‏دون رد وعقاب"، واعتبر الحزب أن جريمة الاغتيال‏ اعتداء خطير على لبنان وشعبه، وتطور خطير في مسار الحرب ‏بين إسرائيل ومحور المقاومة.

وأطلق حزب الله في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، 3 صواريخ مضادة للدبابات على الجليل الأعلى شمال إسرائيل، وقال في بيان إن مقاتليه استهدفوا مجموعة ‏من الجنود الإسرائيليين في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

استهداف العمق اللبناني

بدوره، قال المحلل السياسي طوني بولس إن اغتيال العاروري يعتبر أعنف استهداف في العمق اللبناني منذ حرب 2006، مما يعني أن إسرائيل أسقطت ما كان يعرف بقواعد الاشتباك، ولم يعد لديها خطوط حمراء تجاه مواجهة إيران في المنطقة، مما ينذر باستهدافات أكبر.

وأكد أن اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت وضع حزب الله أمام مفترق "خطير جدا"، فهو مضطر للرد لحفظ ماء وجهه، لكن بالوقت نفسه هناك إشكالية تكمن في أنه لا يملك ضوءا أخضر إيرانيا، باعتبار أن إيران لم ترد بعد على مقتل القيادي بالحرس الثوري، وفق بولس.

وفي 28 أغسطس/آب الماضي حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن "أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات".

وتأتي عملية الاغتيال في بيروت بوقت تشهد فيه حدود لبنان الجنوبية مواجهات وقصفا يوميا بين حزب الله من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.

وأمضى القيادي البارز في حماس أكثر من 18 عاما في السجون الإسرائيلية، وأبعد خارج فلسطين عندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010، حيث اختير عضوا بالمكتب السياسي لحركة حماس، ثم نائبا لرئيس مكتبها السياسي في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ومسؤولا لحماس في الضفة.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 و1992 تأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اغتیال العاروری عملیة الاغتیال حزب الله

إقرأ أيضاً:

عاجل - "ضربني وبكى سبقني واشتكى".. مشجعو إسرائيل يشعلون فتيل الفتنة في أمستردام باستفزازات متعمدة.. ودعوات عالمية لدعم فلسطين ورفض الاعتداءات

في واحدة من حلقات الصراع المحتدم والتوتر المستمر بين الاحتلال الإسرائيلي والشعوب العربية، شهدت أمستردام الليلة الماضية أحداثًا مثيرة للجدل أثارت ردود فعل واسعة النطاق. فعلى الرغم من أن الروايات الأولية قد سلطت الضوء على "اعتداءات" طالت مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في العاصمة الهولندية، إلا أن تفاصيل جديدة كشفت زيف الرواية المروية.

استفزازات متعمدة من مشجعي مكابي تل أبيب

حسب شهادات حية من سكان أمستردام، بدا واضحًا أن مشجعي مكابي تل أبيب تعمدوا إثارة غضب المجتمع المحلي، خاصة أبناء الجالية الفلسطينية والمغربية في المدينة. فقد بدأ هؤلاء المشجعون بإزالة وتمزيق الأعلام الفلسطينية التي كانت ترفرف بفخر على واجهات بعض المباني التي يقطنها مواطنون من أصول مغربية، ما اعتبره السكان المحليون استفزازًا سافرًا وعربدة تهدف لاستفزاز مشاعرهم، خاصة في ظل الأجواء المشحونة بالعالم العربي والأوروبي جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية.

دور الشرطة الهولندية.. غياب وتراخٍ

أثار هذا السلوك استياء واسع النطاق، خصوصًا أن الشرطة الهولندية وقفت موقف المتفرج، ولم تتدخل لوقف تلك الاستفزازات، ما سمح للأحداث بالتفاقم لاحقًا إلى اشتباكات مباشرة.

وبدلًا من حماية السكان المحليين من التصرفات العدوانية للمشجعين الإسرائيليين، جاء التصريح الرسمي لرئيسة بلدية أمستردام، فيمكه خالسيما، ليقلل من شأن الحادثة، معتبرةً أنه لم تكن هناك "تهديدات ملموسة" صادرة من المشجعين الإسرائيليين، على الرغم من الأدلة الواضحة حول تمزيق الأعلام الفلسطينية واستفزاز مشاعر السكان العرب في المدينة.

تصاعد أعمال العنف والاعتقالات

في ظل هذه التصرفات، تصاعدت الأحداث بسرعة لتصل إلى مواجهات بين مشجعي الفريق الإسرائيلي وسكان المدينة من المؤيدين للقضية الفلسطينية. وألقت الشرطة الهولندية القبض على 62 شخصًا بدعوى "مكافحة العنف المنهجي المعادي للسامية"، غير أن هذه الاعتقالات أثارت استهجان الكثيرين، حيث بدت وكأنها محاولة لتحييد التركيز عن الاستفزازات الإسرائيلية وتبرير الاعتداءات تحت ستار "معاداة السامية".

"ضربني وبكى سبقني واشتكى"

لم يكن غريبًا أن يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق الاستفزازات الإسرائيلية، مع تعليقات تشير إلى أن الإسرائيليين يمارسون سياسة "ضربني وبكى سبقني واشتكى". فقد بدأ مشجعو الفريق الإسرائيلي بتصرفات مستفزة، ثم لجأوا للتهويل والتظلم وكأنهم ضحايا، مما أثار موجة من السخط والاستياء لدى كثير من العرب والمسلمين في أوروبا.

توظيف التوتر لتبرير القمع

تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه مناطق واسعة من العالم الغربي تصاعدًا في الاعتداءات ضد الجاليات العربية والإسلامية، وتحديدًا منذ اندلاع الصراع الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة. ومع تصاعد التضامن الشعبي في أوروبا مع القضية الفلسطينية، يحاول الاحتلال الإسرائيلي توظيف الحوادث مثل ما حدث في أمستردام لتبرير قمع الأصوات الداعمة لفلسطين.

مقالات مشابهة

  • عاجل - "ضربني وبكى سبقني واشتكى".. مشجعو إسرائيل يشعلون فتيل الفتنة في أمستردام باستفزازات متعمدة.. ودعوات عالمية لدعم فلسطين ورفض الاعتداءات
  • حزب الله ينشر تفاصيل لأول مرة عن عملية اغتيال حسن نصر الله
  • بكين تدعو «ترامب» لتجنب المواجهة معها و«الحوثي»: ليس في حساباته إلاّ الموت والدمار
  • الجيش الإسرائيلي يحصي عملياته في لبنان وغزة في الساعات الماضية
  • الشهادة الجائزة الربانية الكبرى
  • انطلاق عملية بيع تذاكر مواجهة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة
  • "حماس": عملية "شيلو"ردٌّ مباشر على انتهاكات الاحتلال بحق أسيراتنا في السجون
  • جنبلاط: المطلوب من إسرائيل تنفيذ 1701.. وهذا ما حدث بعد اغتيال نصر الله
  • سياسيون: الديمقراطيون دفعوا ثمن مشاركتهم في الإبادة بغزة
  • إصابة إسرائيليين بجروح طفيفة في عملية دهس قرب مستوطنة شيلو شمال رام الله