لبنان ٢٤:
2024-07-04@00:08:09 GMT

هذه هي رسالة إسرائيل من استهداف الضاحية

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

هذه هي رسالة إسرائيل من استهداف الضاحية

التطور الأمني في ضاحية بيروت الجنوبية من شأنه أن يقلب صفحة من المواجهات التقليدية بين إسرائيل و"حزب الله"، وعبره حركة "حماس" – فرع بيروت، ويفتح صفحة أخرى لا تقّل دموية عمّا يرتكبه العدو من مجازر في قطاع غزة وفي الجنوب.  
وبغض النظر عمّا ستكون عليه ردّة فعل "حزب الله"، الذي يعتبر أن أمن "منطقته" قد خُرق، وهو أمر لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام بالنسبة إلى رمزية "الضاحية" أولًا، وبالنسبة إلى قدرات المنظومة الدفاعية التي يملكها الحزب ثانيًا، فإن هذا التطور غير العابر أمنيًا له مدلولات سياسية كثيرة، شكلًا ومضمونًا، ومن بينها: 
أولًا في الشكل: تأتي عملية الاغتيال هذه في المكان، الذي له ارتباط وثيق بين "حزب الله" وحركة "حماس"، وبما كان يمثله نائب رئيس المكتب السياسي للحركة المغدور صالح العاروري، الذي كان صلة الوصل المباشرة بين الحركة في لبنان وفلسطين مع الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله، فضلًا عن أن عملية الاغتيال جاءت عشية ذكرى اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وبعد أيام من اغتيال القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني رضى موسوي في سوريا.

 
القراءة الأولية في الشكل الذي تمت فيه عملية الاغتيال، وفق مصادر مراقبة، تشير إلى أن إسرائيل لا تزال تدّعي بأنها قادرة على الوصول إلى أي هدف من بين بنوك أهدافها، سواء أكانت في سوريا أو في لبنان أو في قطاع غزة أو الضفة الغربية، من دون أن يعترض سبيلها ما يحول دون تنفيذ ما تخطّط له، خصوصًا أن الردّ في المكان والزمان المناسبين على اغتيال موسوي لم يكن في حجم هذا الاغتيال. 
إلاّ أن هذا الاعتداء، الذي نقل المواجهة من المباشر إلى وجهة مغايرة عمّا كان يسمّى "قواعد الاشتباك"، ووفق مقربين من "حارة حريك" لن يمرّ وكأن شيئًا لم يحصل. فما قامت به إسرائيل ليس أمرًا عاديًا، وعليه فإن الردّ سيكون غير عادي وفي المكان، الذي لا يتوقعه العدو. 
ثانيًا في المضمون: أول ما يمكن أن يخطر على بال معظم الذين يحّللون الأمور بمنطق سليم هو أن إسرائيل تهدف من وراء عملية الاغتيال هذه في قلب الضاحية الجنوبية بالذات استفزاز "حزب الله" لدفعه إلى التخّلي عن سياسة ضبط النفس النسبية، وجرّه ومعه كل لبنان إلى حرب شاملة لا هوادة فيها. 
وهذا الأمر يعني، وفق قراءة أولية لأبعاد هذا العدوان، أن إسرائيل ضربت عرض الحائط كل المساعي الديبلوماسية الهادفة إلى تحييد لبنان عن الحرب الدائرة في غزة وعليها، خصوصًا أنه يأتي بعد سلسلة من التهديدات المباشرة على لسان أكثر من مسؤول وقيادي إسرائيلي باجتياح لبنان. 
ما حاولت تل ابيب القيام به خلال الأسابيع الماضية لجهة توكيل أكثر من جهة للضغط على "حزب الله" لكي يسحب قواته إلى شمال الليطاني باء بالفشل. ولأنها لم تعد قادرة على ضبط وضعها الداخلي مع تنامي موجة غضب مستوطني الجانب الشمالي ورفضهم البقاء خارج مستوطناتهم الشمالية، وعددها ثلاثة وثلاثون، قرّرت مرّة جديدة الهروب إلى الأمام، فكان قرارها بتوجيه ضربة موجعة في المكان الحسّاس، فطالت أحد قياديي حركة "حماس"، وهي أرادت من خلال هذا العدوان السافر أن توجه رسالة مباشرة إلى السيد نصرالله، الذي ستكون له كلمة اليوم في ذكرى اغتيال الجنرال سليماني. 
وفحوى هذه الرسالة التي يمكن قراءتها من عناوينها هي أن إسرائيل قادرة على اختراق أمن الضاحية الجنوبية، برًّا وجوًّا. إلاّ أن قرّاء هذه الرسالة سبق لهم أن قرأوا مثلها من قبل، حيث كانت البصمات الإسرائيلية واضحة في كل عمليات الاغتيال في لبنان، وهي لم تغيّر في الماضي، ولن تغيّر في المستقبل، موازين القوى ومنظومة الردع، التي لا تزال قادرة على ردّ الكيل بمكيالين، على أن يبقى البادئ هو الأكثر ظلمًا ظلامة.        المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عملیة الاغتیال أن إسرائیل فی المکان قادرة على حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب

تتصاعد بشكل متزايد مخاطر اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله. أستخدمُ مصطلح الحرب الواسعة؛ لأن الحرب على هذه الجبهة قائمة بالفعل منذ أكثر من ثمانية أشهر، وإن كانت تُدار بطريقة مصممة لضبط الفعل وردة الفعل؛ لمنع خروجها عن السيطرة.

علاوة على الهجمات اليومية المتبادلة والخسائر البشرية والمادية للطرفين، أحدثت إسرائيل دمارًا كبيرًا في القرى والبلدات اللبنانية على طول الشريط الحدودي بعمق خمسة كيلومترات، ودفعت أكثر من 95 ألف شخص من السكان إلى الفرار ضمن إستراتيجيتها لفرض منطقة عازلة داخل الحدود اللبنانية كأمر واقع. كما أن الأضرار الهائلة على مستوى الدمار في هذه المناطق، تفوق حجم الدمار الذي تسبّبت به الحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006.

على أرض الواقع، نجحت إسرائيل جزئيًا في تنفيذ إستراتيجية المنطقة العازلة، وتلويحها بالحرب الواسعة يهدف إلى تكريس هذه المنطقة، إما عبر تسوية سياسية، أو من خلال تصعيد الضغط العسكري على حزب الله للقبول بها، والانسحاب إلى ما وراء خطّ نهر الليطاني.

هناك سببان رئيسيان حالا حتى الآن دون اندلاع حرب واسعة. الأوّل هو أن كلا الطرفين ليسا في عجلة من أمرهما للانخراط فيها حتى لو بدت حتمية في نهاية المطاف، وتحمل تكاليفها الباهظة في الوقت الراهن، فضلًا عن أن كليهما ليسا في وضع يُساعدهما حاليًا في خوض مثل هذه المغامرة. بينما إسرائيل تواجه مأزقًا مستمرًا في حربها على غزة وتُعاني من استقطاب داخلي حاد، فإن حزب الله يُدرك أن التكاليف التي سيتعين عليه دفعها في مثل هذه الحرب أكبر بكثير من الحروب السابقة.

كما أن الانهيار الاقتصادي في لبنان والاستقطاب السياسي والطائفي والمجتمعي الحاد يزيدان من الضغط على خيارات الحزب في هذه المواجهة. ويتمثل السبب الثاني في أن الداعمَين الرئيسيَين لكل من إسرائيل وحزب الله – وهما الولايات المتحدة وإيران – لا يُريدان مثل هذه الحرب؛ لأنّها قد تجرّهما إلى الانخراط فيها، وهو سيناريو لا يُفضله بالتأكيد الرئيس جو بايدن الذي يُكافح للحد من ارتدادات حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وعلى فرص إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ولا طهران، التي تسعى لخروج أقوى حليف لها في المنطقة من هذه الحرب بأقل الأضرار، وتعتقد أن الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهداف الحرب على غزة كافٍ وحده للخروج من حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول بمكاسب إستراتيجية كبيرة لها ولحلفائها في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، يزيد خروج صراع الظل الإسرائيلي الإيراني إلى العلن من مخاطر اندلاع حرب مباشرة بين الطرفين إذا ما استشعرت طهران تهديدًا وجوديًا لحزب الله.

ومع أن هذين السببين لا يزالان يعملان كرادع لمنع توسع نطاق الحرب، إلّا أن المُعضلة الإستراتيجية التي تواجه إسرائيل في التعامل مع المُشكلة التي خلقها حزب الله لها على صعيد انتشاره العسكري قرب الحدود وصعوبة إقناع آلاف الإسرائيليين الذين نزحوا من المناطق الشمالية بالعودة إليها، تضغط بشدة على الخيارات الإسرائيلية. تقود الولايات المتحدة منذ فترة جهود الوساطة للتوصل إلى تسوية لنزع فتيل الحرب الواسعة، لكنّها تواجه عقبات كبيرة. وبطبيعة الحال، من الصعب على واشنطن تقديم نفسها كوسيط نزيه لأنها تطرح الشروط الإسرائيلية.

مع ذلك، سيتعين على واشنطن والعالم عدم الاستسلام لحتمية الحرب الواسعة، أقلّه في الوقت الراهن؛ لأنها ببساطة ستُدخل الشرق الأوسط في حقبة أمنية أكثر خطورة بكثير مما هو عليه الوضع حاليًا بعد حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول. بالنظر إلى ارتباط المواجهة بين إسرائيل وحزب الله بالحرب على غزة، فإن الحرب الواسعة ستدمر فرص التوصل إلى تسوية لإنهاء حرب غزة.

كما أن لبنان يُعاني من أزمة سياسية واقتصادية كبيرة، ويُمكن أن تؤدي حرب عليه إلى إحداث أزمة إنسانية خطيرة وانهيار ما تبقى من مظاهر الدولة فيه، ما يخلق بيئة أمنية واجتماعية مُشجعة لانتشار الفوضى التي سرعان ما ستتحول إلى مشكلة جديدة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وحتى لو استطاع حزب الله وإسرائيل تجنب "حرب واسعة" في الوقت الحالي، فإن معضلة استعادة الردع الإسرائيلي مع حزب الله ستبقى قائمة. ومثل هذه الحرب، سواء انفجرت في المستقبل المنظور أو البعيد، لن تقتصر أهدافها الإسرائيلية على إنشاء منطقة عازلة، بل ستشمل تدمير القدرات الصاروخية للحزب أو إضعافها على أقل تقدير. لكن، ومع الأخذ بعين الاعتبار العوائق الكبيرة التي تضغط على خيارات إسرائيل، فإن التوصل إلى تسوية تحول دون اتساع نطاق الحرب لا يزال مُمكنًا.

ويُعتبر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وانسحب بموجبه حزب الله إلى خط نهر الليطاني، الأرضية الرئيسية لأي تسوية مُحتملة. والعقبة الوحيدة التي تحول دون إتمام مثل هذه التسوية، تتمثل في صعوبة التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وإذا التزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوعده بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب قريبًا، كما صرّح مؤخرًا، فإن الظروف اللازمة لإبرام تسوية على الجبهة مع حزب الله، قد تزداد.

لكن عامل الوقت للتوصل إلى مثل هذه التسوية لا يقل أهمية عن ظروف الحرب نفسها. يُظهر تصميم نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة رهانه على الإبقاء على الوضع الراهن حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ويعتقد أن عودة محتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ستساعد إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب في غزة، وفي شنّ هجوم كبير على حزب الله. وفي المقابل، يستخدم حزب الله تصعيد هجماته على إسرائيل لزيادة الضغط عليها وتقليص هامش المناورة لدى نتنياهو لإطالة أمد الحرب على غزة، وعلى الجبهة الشمالية لأطول فترة ممكنة حتى تغيير الظروف الأميركية.

لكن لعبة الانتظار هذه تنطوي على الكثير من المخاطر؛ لأنها تخلق هامشًا لوقوع خطأ في الحسابات في الفعل وردة الفعل يمكن أن يؤدي إلى توسيع الحرب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
  • مقتل قيادي ميداني بارز في حزب الله بضربة إسرائيلية
  • المبعوث الأمريكي إلى لبنان يبحث سبل التهدئة بين إسرائيل وحزب الله
  • لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب
  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • قناة "12" العبرية: رسالة لبنان السرية لإسرائيل.. بيروت مهتمة بالسلام وليس بالحرب
  • مصادر دبلوماسية: إسرائيل ستهاجم لبنان ما لم تتوقف ضربات حزب الله
  • حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار للجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية
  • كيف رد حزب الله على استهداف إسرائيل لبلدة حولا؟
  • قصف عنيف على جنوب لبنان.. ومسيرات حزب الله تواصل استهداف مواقع الاحتلال