دولة عربية تتصدر قائمة اسوأ العملات أداء في 2023
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
الأربعاء, 3 يناير 2024 9:58 ص
متابعة/ المركز الخبري الوطني
تصدرت الليرة اللبنانية قائمة أسوأ العملات أداء في 2023، حيث إنخفضت بنحو 89.9% مقابل الدولار، بحسب بيانات بلومبرغ.
وجاء البيزو الأرجنتيني في المرتبة الثانية ضمن أسوأ العملات أداء في العام، حيث انخفض بنسبة 78.1%، وتبعته النيرة النيجيرية بتراجع 49.
وفي المرتبة السادسة جاءت الليرة التركية متراجعة بنسبة 36.6%، وحلت الكواشا الزامبية سابعا بانخفاض بنسبة 29.7%، ثم الفرنك البوروندي فاقدا نحو 27.6%، تبعه الفرنك الكونغولي متراجعا بنحو 25%، وجاء الشيلينغ الكيني في المرتبة العاشرة، حيث فقد نحو 20.9% من قيمته خلال العام.
وبداية عام 2023، بلغ سعر صرف الليرة 60 ألفا للدولار، ثم ارتفع إلى 140 ألفا، إلا أن العملة الأمريكية أنهت العام عند 89 ألف ليرة. أي أن الانهيار بين بداية العام ونهايته تجاوز 29 ألف ليرة لكل دولار.
وسجلت الليرة اللبنانية انهيارا تاريخيا خلال العام الماضي، لتتجاوز مستوى 89 ألف ليرة للدولار الواحد في السوق الموازية.
وشهدت العملة اللبنانية سلسلة تدهورات خلال السنوات الأربع الماضية، إذ كان سعر الدولار 1520 ليرة، لكنها سلكت المسار الانحداري منذ نهاية عام 2019، مع دخول البلاد في أزمة سياسية واقتصادية.
وانهارت الليرة لعدة أسباب، أبرزها التخبط السياسي الذي يشهده لبنان، بالإضافة إلى تنفيذ مصارف لبنان الإضراب المفتوح ما تسبب بإضطراب الوضع المالي، حيث يستغل المضاربون غير الشرعيين أي مؤشر سلبي لتحقيق مكاسب على حساب تدهور العملة.
وبحسب البنك الدولي، فإن لبنان يمر بأزمة اقتصادية طاحنة ضمن الأسوأ في العالم منذ عام 1850، مما تسبب في انهيار العملة المحلية.
وعلى مدار العام الماضي تصدر مؤشر التضخم أولويات اللبنانيين، خاصة مع إنهيار الليرة، بجانب الضرائب التي فرضتها الحكومة لتمويل إيرادات الدولة، ما تسبب في ارتفاع التضخم السنوي من 122% نهاية عام 2022 إلى 215% حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي بزيادة 93%.
المصدر: المركز الخبري الوطني
إقرأ أيضاً:
انخفاض الدولار مع تصاعد الحرب التجارية فهل ينقلب الأمر على اقتصاد أميركا؟
شهدت الأسواق العالمية في الأشهر الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في قيمة الدولار الأميركي، مما أثار تساؤلات حول العوامل المحركة لهذا الانخفاض وأثره على الاقتصاد الأميركي والسياسة التجارية للرئيس دونالد ترامب. ويأتي هذا التراجع في ظل تصاعد التعريفات الجمركية، الأمر الذي يخالف التوقعات الاقتصادية التقليدية بشأن العلاقة بين التعريفات وقوة العملة الوطنية.
تراجع مستمر للدولاربحسب مؤشر بلومبيرغ للدولار، انخفضت قيمة العملة الأميركية للشهر الثالث على التوالي، مما يشير إلى مخاوف الأسواق بشأن تبعات السياسات الجمركية الأميركية على النمو الاقتصادي.
وتظهر بيانات بلومبيرغ أن الدولار سجل تراجعًا بنسبة 1.7% خلال الشهر الماضي، في حين انخفض أمام الكرونة السويدية بأكثر من 5%.
وفي سياق متصل، شهدت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ارتفاعًا إلى مستوى 1.0905 دولار، متجهة نحو أعلى مستوياتها في خمسة أشهر عند 1.0947 دولار. كما ارتفع الين الياباني إلى 148.48 للدولار بعد أن بلغ الأسبوع الماضي 146.5، وهو أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر. أما الجنيه الإسترليني، فقد صعد بنسبة 0.26٪ إلى 1.2971 دولار.
ويرى محللون اقتصاديون أن ضعف الدولار يتعارض مع التوقعات التي تفترض ارتفاعه عند فرض تعريفات جمركية، إذ من المفترض أن تؤدي زيادة التعريفات إلى تقوية العملة الوطنية نتيجة ارتفاع أسعار السلع المستوردة. غير أن الأسواق المالية تعكس مخاوف المستثمرين من أن هذه التعريفات قد تضر بالنمو الاقتصادي الأميركي أكثر مما تنفعه.
إعلانوفي هذا الصدد، أشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى أن تراجع الدولار هو مجرد "تعديل طبيعي"، مؤكداً أن الدول الأخرى ذات العملات الضعيفة ستتحمل العبء الاقتصادي الأكبر نتيجة التعريفات الأميركية. وقال بيسنت في مقابلة مع شبكة "إن بي سي": "مصنعو الصين سيتحملون تكلفة التعريفات. أعتقد أن العملة ستتكيف مع هذا الوضع."
المستهلك الأميركيومع استمرار إدارة ترامب في تطبيق تعريفات جمركية صارمة، مثل فرض رسوم بنسبة 25٪ على الواردات الصينية ورفعها إلى 50٪ على بعض السلع، تزداد المخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على المستهلك الأميركي.
فبينما ترى الإدارة الأميركية أن الشركات الأجنبية ستتحمل تكلفة التعريفات، تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن الشركات الأميركية المستوردة هي من تدفع فعليًا تلك الرسوم، ما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته بلومبيرغ أن ثقة المستهلكين الأميركيين تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ عامين ونصف، وهو ما يعكس قلقًا متزايدًا حيال المستقبل الاقتصادي للبلاد.
استجابة العملات العالميةفي المقابل، يشهد اليوان الصيني ارتفاعًا ملحوظًا، إذ سجل 7.2332 للدولار، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر. كما أن السياسات النقدية في الصين، بما في ذلك الإعلان عن "خطة عمل خاصة" لتعزيز الاستهلاك المحلي، تُعدّ أحد العوامل التي تدعم استقرار العملة الصينية في وجه التعريفات الأميركية.
أما في أوروبا، فقد شهدت الأسواق المالية تطورات إيجابية، حيث أعلنت ألمانيا عن حزمة إصلاحات مالية بقيمة 500 مليار يورو (545 مليار دولار) لتعزيز الإنفاق الدفاعي والبنية التحتية، مما ساهم في ارتفاع اليورو مقابل الدولار.
قلق متزايد بشأن التوجهات الاقتصادية
ويشير رئيس قسم الأبحاث في أميركا لدى بنك آي إن جي، بادهريك غارفي، إلى أن التراجع الحاد في الدولار يعكس "قلقًا عميقًا بشأن تأثير التعريفات الجمركية". وفي مذكرة أرسلها إلى العملاء بتاريخ 11 مارس/آذار، أشار إلى أن التوقعات السابقة بارتفاع الدولار بنسبة 10٪ عند فرض التعريفات لم تتحقق، بل إن الدولار بدأ في التراجع أمام معظم العملات الأخرى.
إعلان أزمة ثقة في الاقتصاد الأميركيومع استعداد الإدارة الأميركية لتنفيذ أكبر جولة من التعريفات الجمركية في 2 أبريل/نيسان، تتزايد الشكوك حول مدى فعالية هذه السياسات في تحسين الميزان التجاري الأميركي. ورغم تأكيدات ترامب وفريقه الاقتصادي أن هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق العدالة التجارية، إلا أن الأسواق والاستطلاعات تعكس مخاوف واسعة من أن الاقتصاد الأميركي هو الذي سيتحمل العبء الأكبر وفق بلومبيرغ.
وبينما تسعى بعض الدول إلى التكيف مع هذه المتغيرات عبر سياسات اقتصادية جديدة، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الاقتصاد الأميركي على الصمود أمام هذه الضغوط، وما إذا كان الدولار سيستعيد عافيته أم سيواصل هبوطه في مواجهة التحديات المتزايدة.