توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق لتمديد وجودها العسكري في قاعدة العديد في قطر، لعشر سنوات أخرى.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدر (طلب عدم الكشف عن هويته)، إن قاعدة العديد الجوية، الكائنة بالصحراء جنوب غرب الدوحة، تستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.

ويسلط الاتفاق، الذي لم يتم الإعلان عنه علنا، الضوء على اعتماد واشنطن على الدولة الخليجية الصغيرة التي لعبت مؤخرا دورا مركزيا في التوسط لإطلاق سراح أمريكيين محتجزين في غزة وفنزويلا.

ويمكن لقاعدة العديد الجوية، استيعاب أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي.

وزار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قاعدة العديد، الشهر الماضي، حيث شكر قطر على زيادة إنفاقها على القاعدة، لكنه لم يشر إلى التجديد.

وفي حين أن أوستن لم يعلن عن تمديد الاتفاق بشأن قاعدة العديد خلال زيارته للقاعدة الشهر الماضي، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة وقطر "ستتخذان رسميا خطوات للأمام لتوسيع وتعزيز علاقتنا الدفاعية الثنائية".

اقرأ أيضاً

من قاعدة العديد.. الجيش الأمريكي يراقب سماء الشرق الأوسط وهو يتابع المونديال

وأضاف: "سنفعل ذلك من خلال التزام قطر بالمساهمة بموارد كبيرة لزيادة القدرات هنا في قاعدة العديد الجوية، وهذا سيدعم قواتنا لسنوات مقبلة".

ويأتي التمديد في الوقت الذي عززت فيه الولايات المتحدة وجودها في المنطقة وسط تصاعد التهديدات من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا واليمن.

وكانت شبكة "سي إن إن"، هي أول من نشر ذلك النبأ، في وقت لم ترد وزارة الدفاع الأمريكية أو السلطات القطرية على طلب للتعليق.

ولعبت الدولة الخليجية الصغيرة دورا رئيسيا في محادثات الوساطة مع "حماس" والمسؤولين الإسرائيليين فيما يتعلق بالحرب في غزة، والإفراج عن أسرى ممن احتجزتهم الحركة الفلسطينية في هجومها العابر للحدود في 7 أكتوبر تشرين/الأول على مستوطنات جنوب إسرائيل.

ويتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بانتظام مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بشأن تأمين إطلاق سراح الأسرى، وتعزيز المساعدات لغزة، إذ أدى الهجوم الإسرائيلي منذ هجوم "حماس" إلى استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

كما كانت هناك انتقادات لقطر من قبل البعض في الكونجرس الأمريكي بسبب وجود "حماس" في البلاد.

اقرأ أيضاً

إعلام: قطر تتحمل تكلفة تطوير قاعدة العديد بقيمة 790 مليون دولار

وأرسلت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تضم 113 مشرعا أمريكيا في 16 أكتوبر/تشرين الأول رسالة إلى بايدن، تطلب منه الضغط على الدول التي تدعم "حماس"، بما فيها قطر.

وقطر أيضا حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وهو تصنيف تمنحه الولايات المتحدة للحلفاء المقربين من خارج الحلف، الذين لديهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأمريكي.

وكانت الدولة الخليجية أيضا قناة للحوار الأمريكي مع "طالبان" منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في 2021.

كما لعبت دورا في التوسط في الصفقات التي أدت في أواخر 2023 إلى إفراج فنزويلا وإيران عن بعض الأمريكيين في تبادل للسجناء.

وخصصت قطر مليارات الدولارات من أموالها الخاصة لتجديد مرافق الطيارين الأمريكيين في قاعدة العديد التي أصبحت القاعدة الجوية الرئيسية للقيادة المركزية الأمريكية في عام 2003، حيث تم نقل القوات والأصول من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، حيث كان وجود عدد كبير من الأفراد العسكريين الأمريكيين أكثر حساسية وإثارة للجدل.

اقرأ أيضاً

نشر أول دفعة من قوة الفضاء الأمريكية في قاعدة العديد بقطر.. لماذا؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة قطر قاعدة عسكرية قاعدة العديد أمريكا الولایات المتحدة فی قاعدة العدید

إقرأ أيضاً:

تعاظم تأثيرات العمليات البحرية اليمنية على الاقتصاد الأمريكي

يمانيون – متابعات
تستمرُّ خسائرُ الاقتصادِ الأمريكيِّ بالتصاعُدِ، مع تصاعد العمليات البحرية اليمنية واتساع نطاقها؛ الأمرُ الذي يفتحُ مسارَ الارتداد العكسي الكبير لتأثيرات العدوان الأمريكي البريطاني على آفاق مقلقة للقطاعات التجارية والصناعية داخل الولايات المتحدة، والتي بدأت تعبِّرُ بوضوح عن مخاوفَ من التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي والوصول بسرعة إلى نفس تأثيرات أزمة وباء كورونا على حركة الشحن؛ نتيجة الارتفاع المتسارع لتكاليف النقل والتأمين والتأخيرات المُستمرّة في وصول البضائع والمواد الخام، في ظل الفشل الكبير والفاضح لواشنطن في الحد من العمليات اليمنية؛ وهو ما يبقي وقف الإبادة الجماعية في غزة على واجهة المشهد كحَلٍّ وحيدٍ لا بديل عنه.

خلال الأيّام القليلة الماضية عبَّرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية عن مخاوف قطاع الشحن في أمريكا من التوجّـه نحو أزمة تشبه ما حدث أثناء فترة وباء كورونا، حَيثُ قفزت أسعار شحن الحاويات من الصين إلى الولايات المتحدة، ووصلت إلى 8 آلاف دولار للحاوية الواحدة، وهو أربعة أضعاف التكلفة في ديسمبر الماضي.

وبحسب مِنصة “فرايتوس” لبيانات الشحن فَــإنَّه من المتوقع أن يقفز السعر إلى 9 آلاف قريبًا، فيما يتوقعُ جميعُ الخبراء والمراقبين ألَّا يتوقف الارتفاع بدون توقف الهجمات اليمنية؛ وهو ما يعني الاقتراب بسرعة من مستويات أسعار فترة الوباء والتي وصلت إلى 15 ألف دولار، و20 ألف دولار للحاوية الواحدة.

ولا يتوقف الأمر على ارتفاع تكاليف النقل؛ إذ تؤكّـد مختلف التقارير أن التأخيرات الكبيرة الناجمة عن تحويل مسار السفن المتجهة إلى الولايات المتحدة تسبب اضطرابات كبيرة في حركة الإنتاج؛ نتيجة عدم الحصول على المواد الخام في الوقت المطلوب؛ وهو ما يمتد أثره إلى بقية جوانب الحركة التجارية.

وزادت هذه التأثيرات بشكل أكبرَ بعد غرق السفينة “توتور” التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية في وقت سابق هذا الشهر؛ نتيجة انتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، حَيثُ أَدَّى ذلك أَيْـضاً إلى ارتفاع تكاليف التأمين على السفن بأكثر من ضِعفَين، حَيثُ كانت تمثل 0.3 % من قيمة السفينة، والآن أصبحت أكثر من 0.6 % من قيمة السفينة، مع استمرار العديد من شركات التأمين برفض تغطية السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والعدوّ الصهيوني وبريطانيا.

وقال تقرير نشره موقع “بنك الولايات المتحدة” التابع لمؤسّسة “يو إس بانكروب” المصرفية الأمريكية: إن هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر “كان لها التأثير الأكبر على سلسلة التوريد في الربع الأول من هذا العام”، وهو الربع نفسه الذي أكّـد تقرير البنك أنه شهد “تباطؤًا في نمو الاقتصاد الأمريكي وصل إلى معدل سنوي قدره 1.3 % بعد أن كان في العام الماضي 2.5 %”.

وأكّـد التقرير أن هناك مخاوفَ من أن استمرار الهجمات اليمنية “سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن بشكلٍ أكبرَ؛ الأمر الذي قد تكون له آثارٌ تضخمية”.

ونقل التقرير عن روب هاوورث، كبير مدِيري استراتيجية الاستثمار في إدارة الثروات في بنك الولايات المتحدة قوله: “لم نصل بعدُ إلى نفس النقطة التي كنا عليها خلال ذروة مشكلات سلسلة التوريد قبل عدة سنوات (أثناء فترة الوباء)، ولكن هناك بعض المخاطر”، مُشيراً إلى أن “هناك تخزينًا لمخزونات السلع، ولذلك إذَا ارتفع الطلب فجأة، فقد تكون هناك حاجة إلى زيادة الإنتاج”.

وأوضح التقرير أن “مشاكِلَ سلسلة التوريد أَثَّرت على مجموعة أوسعَ من المنتجات؛ فقد واجهت بعضُ الشركات صعوبةً في مواكبة الطلب، أَو الحصول على المكوِّنات اللازمة لتصنيع المنتجات أَو إيجاد عددٍ كافٍ من العمال لتلبية احتياجات الإنتاج، وبالإضافة إلى ذلك، نشأت تحدياتُ النقل، بما في ذلك زيادةُ حركة الشحن في بعض الموانئ ونقص سائقي الشاحنات لنقل البضائع لمسافات طويلة”.

ونقل التقرير عن توم هاينلين، استراتيجي الاستثمار الوطني في بنك الولايات المتحدة قوله: إن “ارتفاع التضخم يعكس تقييد المعروض من السلع في الوقت نفسه الذي يوجد هناك طلبٌ قويٌّ على كثيرٍ من تلك السلع نفسها”.

وبحسب تقرير نشره موقع “وود سنترال” الأسترالي فَــإنَّ هجماتِ البحر الأحمر قد أثَّرت على ما قيمته 50.8 مليار دولار من البضائع الأمريكية.

هذه التأثيراتُ والمخاوف المعلَنةُ تعني أن استمرارَ الإبادة الجماعية في غزة، وبالتالي استمرار وتصاعد العمليات اليمنية، سيجعلُ الاقتصادَ الأمريكي ينزِفُ بشكل أكبرَ وبمستوى لن تستطيع الولايات المتحدة احتواءَه حتى على المستوى الإعلامي، خُصُوصاً في ظل تزايد شدة الضربات اليمنية وإدخَال أسلحة ذات قوة تدميرية كبيرة كالزوارق المسيرة التي تستطيع إحداث أضرارٍ يمكن أن تدفعَ أسعارَ الشحن والتأمين للسفن الأمريكي بسرعةٍ نحو مستويات فترة وباء كورونا، مع تأثيرات إضافية.

-المسيرة

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تشترط الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود للحصول على جنسيتها
  • البيت الأبيض: توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وبنما لوقف الهجرة غير الشرعية
  • واشنطن: مصر وقطر تضغطان على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب
  • تراجع إيراني وتزايد روسي.. خارطة الوجود العسكري الأجنبي في سوريا
  • التهديد الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية
  • الذهب يستقر وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة
  • تعاظم تأثيرات العمليات البحرية اليمنية على الاقتصاد الأمريكي
  • الاقتصاد الأمريكي في خطر بسبب الكهرباء
  • مصادر عسكرية تكشف ما وراء تمادي الحوثيين في التصعيد العسكري ضد الولايات المتحدة وبريطانيا
  • دوت كوم يكشف "سيناريو دمار" الولايات المتحدة