تحرك إيراني في البحر الأحمر.. استعراض قوة أم ردع للتهديدات الغربية؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
في ظل التوتر المتصاعد على خلفية أول مواجهة مباشرة بين جماعة الحوثي اليمنية والبحرية الأميركية في البحر الأحمر، تعبُر المدمرة الإيرانية "ألبرز" القتالية برفقة سفينة "بهشاد" العسكرية مضيق باب المندب، وذلك تزامنا مع محادثات مكثفة يجريها المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
ورسميا، تذكر وكالة أنباء "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري في طهران، أن الأسطول الإيراني ينفذ مهام روتينية في المياه الدولية لتأمين خطوط الملاحة ومواجهة القرصنة البحرية، فضلا عن مهام أخرى، في حين تذهب الأوساط الإيرانية إلى أن خطوة بلادها جاءت عقب تهديد لندن بتوجيه ضربة مباشرة ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
ويأتي التحرك الإيراني بعد ساعات فقط من محادثة هاتفية بين وزيري خارجية إيران حسين عبد اللهيان ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون بشأن تطورات البحر الأحمر؛ حيث كتب الأخير في تغريدة على منصة "إكس"، "لقد أوضحت أن إيران شريكة في المسؤولية عن منع هذه الهجمات، نظرا لدعمها الطويل الأمد للحوثيين".
الأسباب والأهداف
وفي معرض تعليقه على سبب إرسال بلاده أسطولها إلى البحر الأحمر في التوقيت الراهن، يرى القيادي السابق في الحرس الثوري العميد المتقاعد حسين كنعاني مقدم، أنه يأتي "ردا على عسكرة البحر الأحمر واستعراض القوات الأجنبية عضلاتها فيه".
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير كنعاني مقدم إلى زيارة محمد عبد السلام المتواصلة إلى طهران، مؤكدا أن طهران لن تترك حلفاءها الحوثيين وحيدين "في مواجهة الغطرسة الصهيوأميركية"، ويضيف أن الجمهورية الإسلامية سبق وحذرت من أنها لن تسمح للأجانب بالعبث في منطقتنا.
وقبيل تشكيل تحالف "حارس الازدهار" لمواجهة الحوثيين الشهر المنصرم، حذّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، الولايات المتحدة من أنها "ستواجه مشكلات استثنائية إذا أرادت تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر"، وقال إنه "لا يمكن لأحد التحرك في منطقة اليد العليا فيها لإيران".
ويعتقد القيادي السابق في الحرس الثوري، أن البحر الأحمر ازداد حمرة جراء إراقة دماء 10 حوثيين باستهداف أميركي الأسبوع الجاري، معدّا استقرار الأسطول الإيراني قرب "باب المندب" يحمل رسالة دعم للحوثيين ورسالة ردع للتحالف الأميركي ومغامراته هناك، على حد وصفه.
احتدام التوتر
وتابع كنعاني، أن التحرك العسكري الإيراني نحو البحر الأحمر، حيث الحليف اليمني، يبعث رسالة تحذير واضحة للجانبين الأميركي والبريطاني من مغبة أي تطاول على الحوثيين كونهم جزءا أساسيا من محور المقاومة، مؤكدا أن طهران لن تبدأ حربا في البحر الأحمر، إلا إذا بادرت القوات الأجنبية بمهاجمة مصالحها.
وأشار كنعاني مقدم إلى أن الأمن في البحر الأحمر لن يستتب سوى بسواعد أبناء المنطقة، وليس القوات الأجنبية، مضيفا أن جماعة الحوثي تسيطر على مضيق "باب المندب" ليكون ثاني ممر مائي إستراتيجي بعد مضيق "هرمز" تحت إشراف محور المقاومة.
وأوضح المتحدث نفسه، أن الجانب اليمني ينفذ عمليات لنصرة المظلومين في فلسطين والضغط على العدو الصهيوني لفك الحصار عن قطاع غزة، "ولا ينوي الإخلال بالملاحة البحرية هناك، بل يستهدف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني فحسب".
وخلص إلى أن جميع المؤشرات ترجح احتدام التوتر في مياه البحر الأحمر خلال الفترة المقبلة "في حال تماهي الكيان الصهيوني مع إبادة الشعب الفلسطيني بدعم غربي".
وأكد كنعاني أن الجانب اليمني لن يتراجع عن العهد الذي قطعه على نفسه بنصرة أهل غزة، وأنه ماض في إغلاق مضيق "باب المندب" بوجه السفن المتجهة إلى إسرائيل، ولذا فإن التدخل الأميركي لمواجهة الحوثيين من شأنه إضرام النار في المنطقة المتوترة أصلا.
استعراض قوة
في المقابل، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "الشهيد بهشتي" علي بيكدلي، في قرار بلاده تحريك أسطولها البحري نحو البحر الأحمر "استعراضا للقوة ورسالة دعم للحوثيين"، موضحا أن مدمرة "ألبرز" قديمة جدا، وبالرغم من تحديثها خلال السنوات الماضية، إلا أن قدراتها لا ترتقي لمواجهة الأساطيل الدولية الموجودة هناك.
واستبعد الأكاديمي الإيراني -في حديثه للجزيرة نت- حدوث أي مواجهة حقيقية بين السفن الحربية الإيرانية والغربية قرب مضيق "باب المندب"، مؤكدا أن طهران والعواصم الغربية، وعلى رأسها واشنطن لا تريد التصعيد في التوقيت الراهن.
وقرأ محادثات الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، بطهران، في سياق التنسيق بين الجانبين الإيراني واليمني عقب الرسائل التي وجهتها الدول الغربية إلى الجمهورية الإسلامية، كونها الحليف المقرب للحوثيين.
ورأى بيكدلي، أن بلاده قد تلقت رسائل غربية تدعو لضغط طهران على الحوثيين لخفض التوتر بالبحر الأحمر، مؤكدا أن بلاده تطالب في المقابل بالضغط الغربي على إسرائيل لوقف الحرب المتواصلة على غزة، وأن طهران قد تتعامل بإيجابية مع أي خطوة غربية ترمي لذلك.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن ايران البحر الأحمر أمريكا الحوثي فی البحر الأحمر باب المندب أن طهران مؤکدا أن
إقرأ أيضاً:
مجموعة تجارية أمريكية تدعو الرئيس بايدن لحماية الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر من هجمات الإرهابيين الحوثيين
دعت الجمعية الأمريكية للملابس والأحذية (AAFA) الرئيس "جو بايدن" إلى بذل المزيد من الجهود لحماية السفن التي تمر عبر طريق التجارة في الشرق الأوسط.
وحثت الجمعية، وهي مجموعة تجارية، في رسالة إلى بايدن، الحكومة على توسيع الجهود بشكل كبير لحماية الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر من الإرهابيين الحوثيين المتمركزين في اليمن.
ورغم أن الرحلات الأطول التي تتحول حول البحر الأحمر وارتفاع أسعار الشحن الناتجة عن ذلك أدت إلى زيادة أرباح شركات الحاويات، إلا أن الجمعية أكدت أن الوضع أصبح لا يطاق.
وقال ستيف لامار، رئيس مجلس إدارة الجمعية والرئيس التنفيذي لها: "إن تصاعد هجمات الحوثيين يستهدف الحياة والحرية ويستمر في إجبار السفن على تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا".
أوضح أن هذا المسار الأطول تكاليف كبيرة وتأخيرات وأضرارًا بيئية، مما يؤدي إلى تفاقم التضخم وزيادة نفقات الشحن وتقويض أهداف الاستدامة.
وفي حين أشادت الجمعية الأمريكية بالجيش الأمريكي على جهوده في حماية ممرات الشحن، بما في ذلك مرافقة السفن وفرض العقوبات، قال لامار إن هجمات الحوثيين أصبحت أكثر تواترا ووقاحة.
مشيراً إلى أن الحوثيين يستفيدون من هذه الهجمات، التي تستمر في تعريض السفن وطاقمها للخطر. كما تتحمل الشركات والعمال والمستهلكون الأمريكيون العبء الأكبر من العواقب.
وأضاف لامار: "التكاليف المتزايدة الناجمة عن إعادة توجيه السفن غير مستدامة، والتأثير على الصناعات الأمريكية شديد. ولا يستطيع المستهلكون والشركات الأمريكية تحمل المزيد من التأخير أو الاضطرابات. إن المخاطر عالية للغاية، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية صناعاتنا وعمالنا والاقتصاد العالمي".