الطوفان ينتقل الى مستوى جديد
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..
ارتكب العدو الصهيوامريكي قبل قليل جريمة جبانة تضاف الى سلسلة جرائمه الخسيسة باغتيال الشيخ صالح محمد سليمان العاروري رضوان الله عليه ▪︎
العاروري _ (أبومحمد) قيادي فلسطيني سياسي وعسكري بارز نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ساهم بتأسيس كتائب القسام الجناح المسلح لحماس في الضفة عام 1991 وساهم في انتفاضتها عام1992 ويعد المسؤول الاول عن تسليح كتائب القسام.
ثانيا _ ان هذه الجريمة جائت متزامنة مع ذكرى عملية الاغتيال الجبانة في مطار بغداد التي قامت بها قوات الاحتلال الامريكي و التي استشهد على اثرها القادة كل من الشهيد سليماني والمهندس رضوان الله عليهما وهذا دليل قاطع على النهج الخسيس والمشروع الظلامي الواحد لمعسكر الباطل الصهيوامريكي في تصفية قادة المقاومة ومرتكزات العمل الاسلامي واستهداف بيضة الاسلام
ثالثا _ ان تلك العملية لن تكون الاخيرة بل هي باكورة اعمال العدو الصهيوامريكي في تصفية قادة حماس والقسام في إطار عملية طوفان الاقصى لدفع البديل القيادي المتفق عليه مابعد طوفان الاقصى لتمثيل اهالي غزة سواء ( السلطة الفلسطينية الحالية او من ينوب عنها ) المتماهية مع الكيان الصهيوني
رابعاجائت هذه العمليةلترهيب والضغط على اعصاب ومعنويات جميع ابناء محور المقاومة العظيم ( قادة وكوادر ) وايضا لرفع معنويات جيش الكيان المنهار وتسويق نصر رخيص للتاثير على الراي العام المحلي الاسرائيلي وكسب نقطة في سجل النتن ياهو خامساالغباءالاسرائيلي نقل المعركة الى مستويات خطيرة خارج حدود ومساحات وساحات المعركة وبالخصوص الامنية والسياسيةمنها ونحن نعي مانقول في هذه النقطة بما فيها الأهداف خارج الصندوق
سادسا_ ان تلك العملية سوف تلهب ابناء الشعب الفلسطين في الداخل سواء في الضفة الغربية او خارجها وعموم عرب 1948 وستعود الانتفاضة والثورة الكبرى وسيجني الكيان مازرعته اياديه الاثمة بل سنرى الاثر الطيب لدماء الشهيد العاروري المباركة على فلسطيني الشتات في اوربا وفي الاردن على نحو الخصوص
سابعامما لاشك فيه ان ابناء المحور سوف يردون وبقوة حسب قواعد الاشتباك التي وضعها سماحة سيد المقاومة المنصور ( حرب المدن والمدنين الصاروخ بالصاروخ والبناية بالبناية .. الخ )
وهو يحاول بذلك الحصول على ذريعة لجر ومشاركة كل من الناتو وامريكا في عدوان ثلاثي على لبنان
ونعتقد جازمين ان قيادة امة حزب الله واعية لذلك وسوف تكتفي بالرد عن طريق اياديها القادرة من العراق او سوريا او اليمن وليس بالصرورة من لبنان
ثامناعلى ابناء محور المقاومة تسجيل هدف من خلال عملية نوعية داخل او خارج الكيان تنال شخصيات ومصالح الكيان بمستوى لايقل عن شخصية القائد الشهيد العاروري وربما تكفل ابناء القسام الابطال بذلك مسبقا حيث تواردت اخبار غير مؤكدة عن قتل شخصية كبيرة حاخام صهيوني في غزة وربما جائت هذه العملية انتقاما لقتل تلك الشخصية اليهودية
تاسعا_ هذه العملية من الممكن ان تحسب ضمن سياق العمليات النفسية الضاغطة على مسار المفاوضات الحالية•
نحتسب شهيدنا عند الله ونسال الله اللحاق به مع الشهداء السعداء
ان مع الصبر نصرا
موقفنا ثابت
نصرنا قادم
قرارنا مقاومة
عباس الزيدي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الهاربون أمام ترامب
دخل دونالد ترامب كالإعصار على مشهد عالمي مضطرب فزاده اضطرابا. نصره المؤزر على خصومه في الداخل أعطاه روحا عدوانية إضافية، فانطلق يهدد العالم كأن ليس هناك قوة في العالم يمكن أن تقف في طريقه، شملت تهديداته العرب منطلقا من فلسطين. لست معنيا كعربي بما يوجهه من تهديدات إلى أوروبا وكندا لكني انتبهت رغما عني إلى حالة الخوف التي استشرت في المنطقة العربية من الإعصار الترامبي، فالقوم عندنا وأعني الأنظمة وأجهزتها الإعلامية بالتحديد؛ سقطت قبل الضربة وانتقل الحديث إلى كيفية تخفيف أضرار الإعصار لا تحديه فهو قدر مقدور. هذا الخوف كاشف لأمور مهمة سنحاول مقاربتها.
عرب لم يقرؤوا الطوفان
قول ترامب بالتهجير لم يتجاوز حتى الآن التصريح العابث لشخص غير مسؤول (في باب طائرته)، فإدارته لم تصدر قراراتها التنفيذية بالتهجير. وهي ولو أصدرتها لا تعتبر ملزمة لأحد فهي ليست أقدارا إلهية، لكن الخوف غلب نفوسا مرعوبة جبلّة؛ سأقول أنفس مستعدة للخيانة.
قول ترامب بالتهجير لم يتجاوز حتى الآن التصريح العابث لشخص غير مسؤول (في باب طائرته)، فإدارته لم تصدر قراراتها التنفيذية بالتهجير. وهي ولو أصدرتها لا تعتبر ملزمة لأحد فهي ليست أقدارا إلهية، لكن الخوف غلب نفوسا مرعوبة
نضع صورة الخوف الرسمي العربي من قول ترامب العابث في مقابل طوفان عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة وإلى حماسهم العجيب في إعادة ترميم حياتهم المدمرة. الاستنتاج الأول من الصورتين أن الأنظمة العربية لم تقرأ انتصار حرب الطوفان، بل هي تستهين بنتائجه وفي العمق تبني على الرواية الصهيونية عن انتصار مطلق، وأن ما يجري في غزة الآن هو شأن صغير لا يكشف تغييرا على الأرض.
إن عودة ترامب إلى مشروع التهجير هو استجابة للطلب الصهيوني الذي دخلت به الحرب بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ولم تفلح في تحقيق أي خطوة منه. يفترض أن هذا النصر الفلسطيني يتحول إلى ورقة بيد الأنظمة (لن نحاسبها هنا عن خذلان المعركة في حينها)، لكن النصر حاصل فعلا ويمكنه أن يتحول إلى ورقة تفاوض بيد الأنظمة المرعوبة، وهناك أوراق قوية يمكن تجميعها لرفض التهجير:
- الرفض الفلسطيني للتهجير الظاهر في طوفان العودة إلى الشمال والشروع بالأيدي العزلاء في الترميم والتعمير.
- الرفض الشعبي العربي للتهجير خاصة في الأردن ومصر.
- العجز الصهيوني غير الخفي عن مواصلة الحرب بنفس الطريقة التي خاضتها لمدة 15 شهرا.
- العجز الأمريكي عن تمويل الحرب بعد ما أنفقته في حرب الطوفان ولم يحقق نصرا ولا تهجيرا.
ماذا بقي بيد الأنظمة إذن؟ بقي لها أن تواصل تجارتها ببيع الفلسطيني كما دأبت دوما، ولا نراها تتوجس فعلا من نقل صعوبات إضافية لشعوبها بنقل سكان جدد مفقرين وعاطلين عن العمل ويحتاجون تعليما وسكنا وحياة كاملة، ويحملون فوق ذلك جروح الخذلان في أعماق نفوسهم.
الأنظمة العربية (دول الطوق بالتحديد) ما تنفك رغم حرب الطوفان تستجدي بقاءها في الحكم بترضية الكيان وحماته الغربيين. لقد كان التطبيع وسيلتها، لكن حرب الطوفان أفسدت كل خطط التطبيع رغم أن ملف التطبيع لم يغلق نهائيا، إلا أن هذه الأنظمة تغير تكتيكاتها الآن لمواصلة نفس المهمة. هنا نقول بيقين: لم تفهم الأنظمة حرب الطوفان ولم تستوعب نتائجها على الأرض، ولا نراها تستوعب الثبات الفلسطيني.
لقد تغيرت الوقائع على الأرض
الفلسطيني لم يمت، إنه هنا والآن ويصر على البقاء وقد زاد في أرصدته بمائة ألف شهيد، لا بل أثبت للعالم أن العدو انهزم ووصل إلى مرحلة العجز عن مواصلة الحرب مهما تسلح (لقد بقي له فقط أن يستعمل سلاحا نوويا في غزة).
هذه حقيقة تفقأ عين العالم فكيف لا تراها الأنظمة العربية؟ إنها لا تريد أن تراها لأنها مرابطة في موقعها قبل الطوفان، أي تقديم خدمة للكيان وحماته الغربيين بكسر إرادة الفلسطيني ومنعه من التحرر وصولا إلى منعه من الحياة ليبقى الكيان الحامي للأنظمة.
الوضع بعد حرب الطوفان ليس كما كان قبله، هذا قول نسمعه في التحليلات الغربية المتألمة لهزيمة الكيان والتي نظن يقينا أنها تناقش الآن في مراكزها الاستراتيجية السؤال المصيري: ما فائدة الكيان بعد حرب الطوفان فوظيفيته استنفدت، وصارت كلفته عالية ومن المستحيل إعادته إلى دوره قبل الطوفان؟
لقد استشرف عبد الوهاب المسيري رحمه الله هذا الاحتمال منذ زمن فقال إن رفع كلفة الكيان على مموليه تنهي دوره، وقد ارتفعت الأكلاف إلى حد العجز عن التمويل بالذخيرة، فضلا على أن أداته العسكرية (التي لا تهزم) انهزمت وأثبتت عجزها إلا بتعويضها بجندي غربي غير معني بحرب ليست له.
فإذا أضفنا إلى ذلك عناصر أخرى منها اتساع الرفض الشعبي العربي لكل محاولات التطبيع أكثر مما كان عليه الأمر قبل الطوفان، ومنها ارتفاع معنويات الفلسطيني نفسه وقد قبِل البقاء في خرابته على الهجرة و"تسليك أموره الفردية" دون أن نغفل التغيير العميق الذي حدث في سوريا وفقدان العدو لنظام "سفيه كان يحميه حماية مطلقة"، وإليها نضيف تحولا عميقا في أوساط الرأي العام الغربي الذي بدأ يتحرر من السردية الصهيونية ويرى الحقيقة.
لماذا تخاف الأنظمة من ترامب؟ لا نراها خائفة من ترامب فعلا بل إنها تخاف أولا من شعوبها، وهي إذ تراود ترامب وتتمسكن أمامه تقوم بآخر محاولة للبقاء على عروشها. إنها تقول كما قال عباس "احمونا، احسبونا كلابكم واحمونا" من الفلسطيني المنتصر ومن شعوبنا المتوثبة. فعدوى النصر تسري في عروق هذه الشعوب التي رفضت التطبيع منذ أول اتفاقية.
نعم لم تفلح الشعوب العربية في العبور إلى غزة زمن الحرب (لأن جيوش الأنظمة حمت المعابر من تدفق الشعوب)، لكن النصر عبر إليها ورفع معنوياتها فزادت يقينا بأن التحرير الشامل ممكن. هنا تتسع الفجوة بين الشعوب وأنظمتها، والفجوة التي وسعها الربيع العربي مزقها الطوفان.
هنا لا يمكننا أن نتوقع تراجعات شجاعة من الأنظمة نحو شعوبها لتقر بأن شرعية البقاء لا يمكن أن تكون بغير الديمقراطية في الداخل العربي، ولكن استحقاق النصر الذي تحتاجه غزة من العرب هو أن تتحول المشاعر الإيجابية للنصر إلى فعل شعبي تقوده قوى حية مؤمنة بالتحرير، وهي الإمكانية الوحيدة لتصل رسالة واضحة لترامب في عليائه. انسَ التهجير وفّكر أن تتحدث حديث الديمقراطية مع الشعوب، فالطوفان انتصر في غزة والثمن دُفع في غزة والصدى وصل إلى آخر الأرض. هل تلتقط إدارة ترامب الرسالة؟ إن ترامب تجسيد مطلق للقوة الغبية، وستنتظر حتى تبدأ إدارته حسابات خساراتها في الأقطار؟ العام 2025 هو عام التحولات الكبرى في الشرق العربي. هذا يقين لا نفلح في وضع خريطة له.