نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرًا حول مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة علي لسان مسؤول أمريكي، نقلا عن معلومات مخابراتية أمريكية رفعت عنها السرية، إن تقييمات أجهزة المخابرات الأمريكية تشير إلى أن حركة حماس وجماعة فلسطينية أخرى تقاتل إسرائيل استخدمتا مجمع الشفاء الطبي في غزة للإشراف على القوات واحتجاز بعض الأسرى، لكنها أخلت المجمع إلى حد كبير قبل أيام من دخول القوات الإسرائيلية إليه.

وقال المسؤول الأمريكي، الذي تحدث بشرط عدم الكشف هويته، إن المجمع يستخدم من قبل حماس وحركة الجهاد للإشراف على القوات التي تقاتل ضد إسرائيل.

ولم تكشف أجهزة المخابرات الأمريكية عن الأدلة التي استندت إليها في تقييمها. وقال المسؤول إن الولايات المتحدة أكدت هذه المعلومات بشكل مستقل.

مجمع الشفاء الطبي غزة

وقالت إسرائيل أيضا إن مجمع الشفاء، الذي احتلته في وقت سابق من الحرب في غزة، كانت حماس تستخدمه. ودخلت القوات الإسرائيلية المستشفى في نوفمبر الماضي. وبعد أن قدمت إسرائيل أدلة حول استخدام مجمع الشفاء كمركز للقيادة العسكرية من قبل حماس، شكك تقرير أعدته صحيفة "واشنطن بوست" Washington Post الأمريكية في صحة الأدلة، مشيرة إلى أن الأدلة "لا ترقى إلى مستوى إظهار أن حماس كانت تستخدم المستشفى كمركز للتحكم".

وأثار استهداف المستشفى قلقا عالميا بشأن مصير المدنيين والمرضى الذين كانوا بداخله.

ووصفت منظمة الصحة العالمية، الشهر الماضي، قسم الطوارئ بالمنشأة الصحية الرئيسية في القطاع بأنه يشبه "حمام الدم".

الحكومة الأمريكية: حماس استخدمت مجمع المستشفيات كمركز للتحكم

وقال المسؤول الأمريكي، إن الحكومة الأمريكية تعتقد أن حماس استخدمت مجمع المستشفيات والمواقع الكائنة تحته لتنفيذ أنشطة القيادة والسيطرة وتخزين بعض الأسلحة واحتجاز عدد قليل من الرهائن.

وأضاف المسؤول الأمريكي، أن أجهزة المخابرات الأمريكية حصلت على معلومات تفيد بأن مقاتلي حماس أخلوا المجمع إلى حد كبير قبل أيام من العملية الإسرائيلية ودمروا المستندات والإلكترونيات أثناء مغادرتهم.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times أول من نشر تقييم المخابرات الأمريكية . وتم إرسال نسخة سرية من التقييم إلى المشرعين في الكونغرس.

وفي منتصف نوفمبر، تقدمت الدبابات الإسرائيلية نحو مجمع الشفاء بمدينة غزة، ولا يزال بعض المرضى بداخله. وقالت إسرائيل إن المستشفى كائن فوق أنفاق تضم مقرات لمقاتلي حماس الذين يستخدمون المرضى دروعا، وهو ما تنفيه حماس.

وذكرت "نيويورك تايمز" أن التقييم الإسرائيلي كان صحيحا بشكل جزئي على الأقل بأن بعض الرهائن كانوا محتجزين في المجمع أو تحته، لكن يبدو أن هؤلاء الرهائن تم نقلهم مع إخلاء حماس له.

وفي نوفمبر، قال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن مقاتلي حماس يحتمون بالمستشفى ويستخدمون المنشأة درعا ضد العمل العسكري، مما يعرض المرضى والطاقم الطبي للخطر.

وقال كيربي في نوفمبر: "لدينا معلومات استخباراتية خاصة بنا تقنعنا بأن حماس كانت تستخدم الشفاء نقطة قيادة وسيطرة، وعلى الأرجح أيضا منشأة تخزين". ولم ترفع واشنطن في ذلك الوقت السرية عن مصادر المخابرات الأمريكية.

 

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبي غزة المخابرات الأمريكية حماس اسرائيل القوات الإسرائيلية مسؤول أمريكي المخابرات الأمریکیة مجمع الشفاء

إقرأ أيضاً:

خطة روبيو لإعادة هيكلة الخارجية الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة تعكس تحوّلاً جذرياً في فلسفة السياسة الخارجية الأمريكية، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو عن خطة شاملة لإعادة هيكلة وزارة الخارجية، وُصفت بأنها الأكثر طموحاً منذ عقود. 

هذه المبادرة تأتي في سياق جهود إدارة ترامب الثانية لإعادة رسم معالم المؤسسات الفيدرالية، متسلحة بشعار "أمريكا أولاً"، وبتوجه نحو تقليص النفقات، وخفض التوظيف، ومواجهة ما تعتبره النخبة الجمهورية "أيديولوجيات متطرفة" داخل مؤسسات الحكم.
الخطة، التي كشفت تفاصيلها صحيفة واشنطن بوست استناداً إلى وثائق داخلية، لا تكتفي بإصلاحات إدارية بل تمس جوهر دور الولايات المتحدة في العالم. فهي تطال برامج حساسة مثل حقوق الإنسان، والتحقيق في جرائم الحرب، وتعزيز الديمقراطية، وكلها ركائز طالما مثّلت وجه أميركا الأخلاقي والقيَمي في الساحة الدولية.
ورغم أن الخطة لا تنص صراحة على عمليات تسريح جماعي، إلا أنها تدعو إلى خفض عدد العاملين داخل الولايات المتحدة بنسبة 15%، في خطوة قد تعني عملياً فقدان مئات الوظائف، وربما آلاف أخرى لاحقاً، خصوصاً في ظل حديث بعض المسؤولين عن "تقليص أوسع نطاقاً" قد يطال ما يصل إلى عشرات الآلاف من موظفي الوزارة حول العالم.

سياق سياسي وطني ودولي

تأتي هذه التغييرات في لحظة مفصلية من عمر الدولة العميقة في واشنطن، حيث تُحاول إدارة ترامب – مدعومة بشخصيات مثل روبيو – تفكيك ما تعتبره شبكة من البيروقراطية غير الخاضعة للمساءلة، والتي كثيراً ما تصادمت مع أجندة الرئيس الجمهوري خلال ولايته الأولى. 

وقد لعبت الخارجية دوراً محورياً في ملفات شائكة، بينها التحقيقات في عزل ترامب، مما عزز لدى البيت الأبيض قناعة بضرورة "تطهير" الوزارة.
لكن ما يُثير القلق لدى العديد من المراقبين هو أن الخطة لا تأتي بناءً على مشاورات موسعة مع الكونغرس، بل تُطرح كأمر واقع، ما دفع بشخصيات ديمقراطية بارزة إلى إطلاق تحذيرات من "تآكل الدبلوماسية الأميركية"، وتراجع قدرة واشنطن على قيادة العالم أو حتى الحفاظ على مصالحها الحيوية.

بين الرفض الديمقراطي والترحيب الجمهوري


الديمقراطيون، من أمثال جريجوري ميكس وبراين شاتز، يرون في هذه الخطوة محاولة لإضعاف دور الخارجية التاريخي، بل ومخاطرة بتفكيك أدوات التأثير الأمريكي في العالم.

 أما الجمهوريون، وعلى رأسهم براين ماست، فيرون في الخطوة ضرورة حتمية لتحديث مؤسسة ظلت لعقود أسيرة البيروقراطية والتضخم الهيكلي.
ورغم محاولات روبيو طمأنة الداخل الأمريكي بأن الخطة مدروسة، فإن الوثائق المسرّبة – ومنها تقارير عن إلغاء محتمل لمكاتب مهمة مثل مكتب الشؤون الإفريقية – أشعلت مخاوف عميقة بين الدبلوماسيين الحاليين والسابقين، لا سيما في ظل ما يعتبره البعض نهجاً غير شفاف في التخطيط والتنفيذ.

مقالات مشابهة

  • وفد «الدفاع»: مجمع القرآن في الشارقة صرح معرفي
  • مجمع الملك سلمان العالمي يبدأ برنامجه العلمي (شهر اللغة العربية) في إسبانيا
  • إصابة طفل برصاص الاحتلال في الاقتحام المستمر لمخيم بلاطة
  • الكرادلة وجنسياتهم.. نظرة داخل المجمع الذي سينتخب
  • صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تصحح مقالا روّجت فيه لمزاعم مغربية بوجود مقاتلين صحراويين في سوريا
  • جيروزاليم بوست: وفد إسرائيلي يغادر قريبا لإجراء محادثات بشأن الأسرى
  • الجيش الإسرائيلي يضع 4 سيناريوهات لحرب غزة
  • خطة روبيو لإعادة هيكلة الخارجية الأمريكية
  • أثارت المخاوف.. صحيفة “واشنطن بوست” تنشر أهم تفاصيل إعادة هيكلة وزارة الخارجية الأمريكية
  • صحيفة جيروزالم بوست تهاجم البابا الراحل بشكل حاد.. بوصلته الأخلاقية تعثرت