الأرض تمتلك "نظاما دفاعيا" خاصا بها قد يحمي البشرية من الكويكبات القاتلة
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
تشير دراسة جديدة إلى أن قوة الجاذبية الهائلة للأرض قد تكون بمثابة نظام دفاعي مدمج يمكنه حماية الكوكب من "غارات" الكويكبات القاتلة الكارثية التي يحتمل أن تنهي الحضارة.
ويقول العلماء إن قوة المد والجزر التي تحدد كيفية تسبب القمر في حدوث المد والجزر في محيطات الأرض، يمكن أن تكون في بعض الحالات قوية بما يكفي لتمزيق الأجسام في الفضاء في عملية تسمى "الاضطراب الموجي" (tidal disruption).
على سبيل المثال، يقول العلماء إن أجزاء من المذنب "شوميكار-ليفي 9" تمزقت بفعل قوة المد والجزر لكوكب المشتري في أوائل التسعينيات، ما أدى إلى اصطدام قطع أصغر بكثير من الصخرة الفضائية بالكوكب. ومع ذلك، لم يعثر علماء الفلك حتى الآن على أدلة كافية على أن الكواكب الأرضية الشبيهة بالأرض تعطل حركة المد والجزر للكويكبات المارة.
وعلى الرغم من أن دراسات النمذجة تشير إلى أن الكويكبات القريبة من الأرض (NEA) يمكن تدميرها بواسطة قوة المد والجزر خلال مواجهات قريبة وبطيئة مع الكواكب الصخرية الأربعة الأولى في النظام الشمسي، إلا أن مثل هذه الاضطرابات في المد والجزر للكويكبات القريبة من الأرض لم يتم ملاحظتها بشكل مباشر.
ويقول العلماء إن مثل هذه الاضطرابات لم تُنسب أيضا إلى أي عائلات معينة من الأجرام القريبة من الأرض.
وفي بحث جديد لم تتم مراجعته بعد، قدم فريق من جامعة لوليا للتكنولوجيا في السويد دليلا على الاضطراب الموجي في الأجسام القريبة من الأرض أثناء لقاءات قريبة مع الأرض والزهرة.
وكان العلماء قد قاموا في السابق بتقييم ما يزيد عن ست سنوات من بيانات الكويكبات التي تم جمعها بواسطة "مسح كاتالينا للسماء"، وهو برنامج تموله وكالة ناسا ويكشف عن الأجسام القريبة من الأرض.
ومع ذلك، فإن هذه الملاحظات لم تتنبأ بعدد بعض الكويكبات الموجودة على المسافات التي تدور فيها الأرض والزهرة حول الشمس.
إقرأ المزيدووجد العلماء بعد ذلك أن الكويكبات المفقودة كانت في معظمها صغيرة تدور حول الشمس على مستوى مداري الأرض والزهرة ذاته.
ويشتبه الفريق الآن في أن تكون هذه الكويكبات المفقودة قد تعرضت لاضطراب موجي بواسطة أجزاء من الكويكبات الأكبر حجما.
ووضع العلماء نموذجا لسيناريو تفقد فيه الكويكبات التي تواجه جاذبية الكواكب الصخرية - المريخ والأرض والزهرة وعطارد - نحو 50 إلى 90% من كتلتها.
ووجدوا أن هذه الشظايا الصغيرة المتولدة من قوة الجاذبية يمكن أن تكون مسؤولة عن الكويكبات التي لم يتم التنبؤ بها سابقا.
وفي حين أن الاضطراب الموجي الناتج عن الأرض والقمر قد يتصدى لبعض الكويكبات القاتلة التي تهدد الأرض، إلا أن العلماء يقولون إنه يمكن أن يولد المزيد من الأجسام القريبة من الأرض الأصغر التي من المحتمل أن تضرب كوكبنا في مرور مستقبلي.
وكتب الفريق في ورقة بحثية نشرتها مجلة arXiv: "إن الشظايا الناتجة عن الاضطراب الموجي ستبقى على مدارات تقترب من الكوكب لبعض الوقت بعد حدث الاضطراب الموجي العنيف (tidal disruption event). لذلك قد تتعرض بعض الشظايا لمزيد من الاضطراب الموجي خلال لقاءات قريبة لاحقة مع الكوكب، وبالتالي زيادة عدد الشظايا الناتجة، في حين قد يؤثر بعضها على الكوكب".
لكن العلماء أضافوا أن هذه الأجزاء الصغيرة من الصخور الفضائية لا تشكل تهديدا يؤدي إلى الانقراض.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الارض الشمس الفضاء النظام الشمسي فيزياء قمر معلومات علمية المد والجزر
إقرأ أيضاً:
طوق نجاة أم طوق خنق وحصار.. كيف تحولت الأنظمة العربية إلى درعٍ يحمي الاحتلال؟
يمانيون../
في خضمّ نيران التصعيد الصهيوني المستمر على قطاع غزة، لا يكاد الفلسطيني يجد فسحة أمل، أو سندًا حقيقيًا من “الأشقاء العرب”، الذين باتت بعض أنظمتهم -بشكلٍ علني أو مستتر- تمارس سياسة الطوق حول المقاومة، ليس لحمايتها، بل لخنقها.
فعلى وقع المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، تسود حالة من الصمت العربي الرسمي، تتجاوز الحياد إلى ما هو أخطر؛ محاولات فرض الاستسلام على المقاومة، وشرعنة التنسيق مع كيان الاحتلال في دول “طوق فلسطين” كالأردن ومصر ولبنان وسوريا وتركيا.
هذا التحول المشهود لم يعد مجرد اجتهاداتٍ فردية أو انعكاس لبيانات فصائل الجهاد والمقاومة، بل ملامح نهج سياسي قيد التشكيل بإشرافٍ أمريكي مباشر، هدفه خنق المقاومة الفلسطينية وإعادة رسم الميدان السياسي والعسكري بما يخدم مصالح الاحتلال وحلفائه.
السكين من الخلف: اعتقالات وتضييق واتهامات
لم تكتفِ بعض الدول العربية بالتخلي عن واجبها الديني والقومي تجاه غزة، بل مضت إلى ما هو أبعد، حين باتت تتعامل مع فصائل المقاومة وكأنها الخطر الحقيقي لا الاحتلال الصهيوني.
في سوريا، تم اعتقال اثنين من قادة “سرايا القدس” دون توضيحٍ أو مبرر، في وقتٍ يؤكد فيه جناح الجهاد الإسلامي أنهم من خيرة كوادرها، ممن نذروا حياتهم لدعم المقاومة على الأرض السورية وفلسطين.
وفي لبنان، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني عناصر من حركة حماس، وفتح القضاء اللبناني تحقيقًا عاجلًا، رغم أن الروايات تشير إلى أنهم شاركوا في إطلاق صواريخ على الاحتلال الصهيوني الذي يستبيح الأرض والسيادة اللبنانية.
أما في الأردن، فقد اختارت الحكومة الطريق الأمني لمواجهة من تعتبرهم “مخربين”، رغم أن المعلن في خلفيات القضايا يرتبط بمحاولة دعم المقاومة الفلسطينية.
وعلى الفور، تم وصم المعتقلين بالإرهاب، فيما تبرأت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية من الأفراد المتهمين رغم وضوح الخلفية السياسية المناصرة لغزة.
التحرك الأردني، الذي حظي بدعمٍ لبناني رسمي ومن رئيس الوزراء، يعكس تناغمًا مقلقًا في تضييق الخناق على كل من يخرج عن “الصف الرسمي” ويعبّر عن دعمٍ حقيقي لمقاومة غزة.
اليوم الثلاثاء، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بيانًا أوضحت فيه اطلاعها على مجريات وتفاصيل القضية المتعلقة باعتقال مجموعة من الشباب الأردنيين.
وأكدت أنها على ثقة بأن “أعمالهم جاءت بدافع النصرة لفلسطين، ورفض العدوان الصهيوني المتواصل على غزّة، والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشيرةً إلى أنهم لا يشكلون “بأي حالٍ من الأحوال تهديدًا لأمن الأردن أو استقراره، خاصة في ظل بشاعة الجريمة الصهيونية والإبادة الجماعية المتواصلة في غزة.
الضغوط تتكامل: تطويق داخلي وإقليمي
التحركات المتوازية في عدة عواصم عربية وإسلامية ليست محض صدفة، بل تأتي ضمن مخططٍ أوسع تقوده واشنطن بالشراكة مع حكومة الاحتلال لإعادة تشكيل المنطقة بما يضمن تحييد محور المقاومة.
هذا ما يفسر الضغوط الإعلامية والسياسية على حماس والجهاد الإسلامي، وتكثيف مراقبة كوادرهم في الخارج، بل واعتقالهم حين يلزم.
الضغوط لم تعد تقتصر على حدود الجغرافيا، بل تمتد لتشمل حرية التقييد في الحركة والتواصل وحتى مع منظمات العمل الإنساني، في محاولاتٍ خبيثة لنزع المشروعية الأخلاقية عن فصائل الجهاد والمقاومة، وتأليب الشارع الفلسطيني عليها.
وفي مشهدٍ بائس، تحاول بعض الأنظمة أن تُظهر المقاومة وكأنها سبب المأساة، متناسية أن من ينتهك التفاهمات والاتفاقيات ويقصف بلا توقف ولا رحمة هو الاحتلال الصهيوني، لا من يدافع عن شعبه المظلوم والأعزل.
الإعلام العربي والخليجي تحديدًا، يقوم بالترويج لفكرة “الواقعية السياسية” وكأنها تبرر الانبطاح الكامل، بينما يتم التشكيك في نوايا المقاومة الفلسطينية وتضخيم أي تحرك عسكري في غير غزة وكأنه فعل إجرامي، فيما تغض الطرف عن الإبادة المستمرة في القطاع.
واللافت اليوم أن بعض الأنظمة العربية تحولت من شركاء مفترضين في مشروع الجهاد وتحرير فلسطين، إلى أدوات في مشروع تصفية قضيتها.
ومع ذلك، تثبت غزة كل يوم أن المقاومة ليست مجرد بندقية، هي روح وفكرة لا تموت، ومن طوق العار المفروض عليها، ستصنع نصرًا، ومن بين الركام ستكتب فجرًا جديدًا، لأن غزة هاشم لا تُخنق، فمن يضيّق عليها اليوم باسم “أمنه” أو “واقعيته السياسية”، فليقرأ التاريخ: لم ينتصر محتل، ولم يُخلّد خائن.
عبدالقوي السباعي