طارق صالح يعلن الاستعداد لبدء الحرب ضد “الحوثيين” على وقع احتدام المواجهة مع أمريكا في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
الجديد برس:
تصاعدت مؤشرات تحريك الجبهات في اليمن من جانب قوات الحكومة ومليشياتها المدعومة من التحالف، هذا الأسبوع، بعد المعركة التي شهدها البحر الأحمر بين قوات صنعاء والولايات المتحدة، على وقع تشكيل التحالف البحري الذي أبدت أطراف مشاركة في هذه الحكومة تأييدها له واستعدادها للمشاركة فيه لمواجهة عمليات قوات صنعاء ضد “إسرائيل” والسفن المرتبطة بها.
وقالت وكالة “سبأ” التابعة للحكومة المدعومة من السعودية والإمارات، يوم الثلاثاء، إن “عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، ناقش مع محوري تعز والحديدة، الجاهزية الحربية، واستعدادات القوات العسكرية في المحورين، وفتح آفاق جديدة للتنسيق الحربي وتبادل الخبرات بين المحاور العسكرية”.
وأضافت أن “عضو مجلس القيادة الرئاسي شدد على رفع الجاهزية القتالية والحربية، والاستعداد الجيد في كافة جبهات تعز والحديدة، من خلال تحضير كافة القوات والعتاد العسكري وتفعيل خُطط الإسناد، والبقاء في حالة تأهب دائم لأي خيارات واردة.. مؤكداً أن كافة الجبهات في تعز والحديدة تمثل مسرحاً حربياً واحداً يتحد فيه رفاق السلاح ضد عدو مشترك”.
وقالت الوكالة إن “قيادة محوري تعز والحديدة قدمت تقارير حول الأوضاع الأمنية والعسكرية في الجبهات براً وبحراً، ومستويات التنسيق بين المحاور العسكرية في التصدي للأنشطة العدائية التي تقوم بها مليشيا الحوثي”، بحسب الوكالة.
ورفعت هذه الأنباء مؤشرات قيام قوات الحكومة ومليشياتها المدعومة من التحالف بتحريك الجبهات ضد قوات صنعاء بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً بعد المواجهة التي شهدها البحر الأحمر قبل أيام بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية، والتي قتلت فيها الأخيرة 10 من عناصر قوات صنعاء.
وعقب المواجهة التي شهدها البحر الأحمر، كشف تقرير نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية أنه “تجري حالياً الاستعدادات النهائية لعملية عسكرية واسعة النطاق ضد جماعة الحوثي في اليمن وتشمل إطلاق مئات الصواريخ والغارات الجوية ضد أهداف مخططة مسبقاً في غرب اليمن والبحر الأحمر”، وأن “المملكة المتحدة ستنضم إلى الولايات المتحدة وربما دولة أوروبية أخرى لإطلاق وابل من الصواريخ ضد أهداف مخططة مسبقاً، إما في البحر أو في اليمن نفسه، حيث يتمركز المسلحون”.
وكان عضو المجلس الرئاسي العميد طارق صالح قد أبدى خلال الفترة الماضية اندفاعاً نحو التصعيد بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصاً منذ عودته من جيبوتي، حيث التقى هناك عسكريين أمريكيين وإسرائيليين برفقة ضباط إماراتيين، لبحث التحرك ضد قوات صنعاء ومواجهة عملياتها ضد السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر، بحسب ما كشفته مصادر مطلعة، والتي قالت أيضاً إن هذا التنسيق يتضمن الأطراف اليمنية المتحالفة مع الإمارات والمتمثلة بقوات العميد طارق والمجلس الانتقالي.
وفي منتصف ديسمبر المنصرم، توجه العميد طارق صالح في زيارة مفاجئة إلى البحرين (المشاركة في التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لمواجهة الهجمات البحرية لقوات صنعاء ومقر الأسطول الأمريكي الخامس)، والتقى هناك القائد العام لقوة دفاع البحرين، وبعد ذلك عاد لحضور عرض عسكري في مدينة المخا.
وبالتوازي، كان عضو مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي زار مؤخراً جزيرة ميون المطلة على باب المندب، وأكد استعداد “القوات الجنوبية” للمشاركة في أي تحالف بحري لمواجهة “الحوثيين”، وهو ما أكده قبل ذلك خلال لقاء مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ.
وفي أواخر ديسمبر وجهت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف دعوة للدول المطلة على البحر الأحمر إلى التحرك العاجل لمواجهة هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ”إسرائيل”.
وكانت مؤشرات تحريك الجبهات في اليمن بالتنسيق مع واشنطن قد بدأت منذ أكتوبر، وخصوصاً بعد عودة رئيس هيئة الأركان العامة، صغير بن عزيز، من الولايات المتحدة حيث قام بزيارات مكثفة لجبهات الحدود وميدي، وأكد الاستعداد لأي طارئ.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة البحر الأحمر تعز والحدیدة المدعومة من قوات صنعاء طارق صالح فی الیمن
إقرأ أيضاً:
إطلاق طاقم السفينة “جلاكسي ليدر”.. قراءة في أبعاد الخطوة اليمنية وتداعياتها الإقليمية
الجديد برس|
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الرابع، برزت خطوة يمنية جديدة بإطلاق طاقم السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر”، مما أثار تساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها الإقليمية والدولية.
العملية اليمنية التي دشنت في نوفمبر ٢٠٢٣، والتي توجت باحتجاز “جلاكسي ليدر”، أظهرت مدى الحرفية والالتزام في تنفيذ قرارات صنعاء بحظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. السفينة، التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال الصهيوني رامي إنغر، كانت جزءًا من سلسلة عمليات استهدفت نحو ٢٠٤ سفن مملوكة للاحتلال الإسرائيلي أو لشركات داعمة له.
أهداف الخطوة اليمنية
إطلاق طاقم السفينة يأتي في سياق دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا، ويؤكد على الطابع الإنساني للعمليات اليمنية، التي طالما ارتبطت برفع الحصار عن غزة ووقف الحرب. من خلال هذه الخطوة، ترسل صنعاء رسالة واضحة مفادها أن عملياتها لم تكن عدائية بل كانت تهدف للضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه وحصاره.
كما تسعى اليمن إلى نزع ذرائع التصعيد من الاحتلال وحلفائه، ومنع أي محاولات لتبرير خطوات عدائية جديدة ضد المنطقة. بوقف العمليات العسكرية ضد الملاحة الإسرائيلية، تُلقي صنعاء الكرة في ملعب الاحتلال، ما يعقّد أي مساعٍ لإعادة الحرب أو الحصار على غزة.
التداعيات الجيوسياسية
إقليمياً، تمثل الخطوة خطوة أولى نحو إعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر والمناطق المحيطة، وقطع الطريق أمام القوى الأجنبية الساعية إلى عسكرة البحر الأحمر بذريعة حماية الملاحة الدولية.
إطلاق الطاقم يعيد الملاحة في البحر الأحمر إلى طبيعتها قبل بدء العمليات في نوفمبر ٢٠٢٣، ويُظهر صنعاء كلاعب إقليمي قادر على التأثير دون اللجوء إلى التصعيد غير المبرر.
الخطوة اليمنية، التي نُفذت بوساطة عمانية وبتنسيق مع المقاومة الفلسطينية، تعكس أيضاً تماسك محور المقاومة في مواجهة الاحتلال، وتُظهر حجم التنسيق العالي بين أطرافه في دعم القضايا العربية والإسلامية الكبرى.
رسالة إلى المجتمع الدولي
هذه الخطوة تُعيد التأكيد على أن اليمن بات لاعباً فاعلاً في المعادلات الإقليمية، وأنه قادر على فرض قواعد جديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات سيادية تستهدف تحقيق العدالة ودعم الشعوب المستضعفة. من جهة أخرى، تُعري الحملة الإعلامية التي حاولت تصوير العمليات البحرية اليمنية كأعمال “قرصنة”، وتظهر أنها كانت جزءًا من مشروع أكبر لدعم غزة وإنهاء معاناتها.
بهذه الخطوة، لا تكتفي صنعاء بإنهاء صفحة من التصعيد، بل تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازنات الإقليمية، ما يضع الاحتلال وحلفاءه في مواجهة واقع جديد يصعب تجاوزه دون مراجعة استراتيجياتهم السابقة في التعامل مع القضايا العربية والاسلامية.