سواليف:
2024-11-26@16:05:55 GMT

في غزة أكبر حمية غذائية مفروضة في التاريخ

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

في #غزة أكبر #حمية_غذائية مفروضة في التاريخ – د. #منذر_الحوارات

الإبادة بواسطة التجويع
لا تقتصر الأصوات في غزة على القنابل والصواريخ وأصوات انهيار وسقوط العمارات ولا على أصوات العويل والبكاء على من ارتقوا بسبب هذا العدوان بل يتجاوز الأمر ذلك، فهناك أصوات غير مألوفة باتت تُسمع بوضوح بسبب ما تقوم به دولة الاحتلال من حصار خانق يطال الجميع، إنها أصوات قرقعة الأمعاء الخاوية والتي أدى الحصار إلى حرمان أصحابها من كل مقومات واحتياجات البشر اللازمة للبقاء، حيث لا يزال صدى تصريحات يوآف غالانت العنصرية يتردد صداه في كل مكان من غزة عندما قال بالحرف (إنه لن تكون هناك كهرباء وغذاء ووقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونحن نتصرف وفقاً لذلك) هذا القول وحده يكفي ليفسر حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها دولة الاحتلال على سكان القطاع.

لكن ما يحدث ليس ابن هذه اللحظة، بل تشير الدلائل إلى أنها إستراتيجية إسرائيلية معدة منذ العام 2008 زمن حكومة إيهود أولمرت، أطلق عليها خطة (الخطوط الحمراء) كانت تستهدف تحديد ما هو الممنوع والمسموح إدخاله إلى القطاع بعد سيطرة حماس عليه، تم نشر هذا التقرير في صحيفة هآرتس في العام 2012 وهو عبارة عن صيغة معقدة تعتمد على حساب الحد الأدنى للسعرات الحرارية اللازمة بحيث يتم تجنب الدخول في مرحلة المجاعة الكلية، وبموجبها تم حساب الأرقام الأسبوعية والشهرية من السعرات الحرارية اللازمة لكل فرد وضربها بعدد سكان غزة في ذلك الوقت 1.4 مليون، وبناء عليها يحسب عدد الشاحنات المسموح بدخولها، وفي حينها وحسب تلك الوثيقة تم السماح بـ 170 شاحنة خُصم منها الإنتاج المحلي وكان في وقتها 68 شاحنة، واحتياجات الأطفال وكان حاصل المسموح به 101.8 شاحنة، لكن نجحت حماس في حينها من التغلب على هذا الحصار بحفر الأنفاق والتي لم تكن غايتها عسكرية فقط بل كانت واحدة من أدوات البقاء، نفس الخطة السابقة تطبقها دولة الاحتلال الآن في حربها على غزة وتعرفها بالحد الأدنى للسعرات الحرارية والبالغ 2279 سعرا، لنتخيل أنه في بداية العدوان لم تسمح دولة الاحتلال سوى بـ20 شاحنة يومياً من أصل 500 شاحنة، وبسبب الضغوط الدولية تم زيادتها لكنها لا تزال تراوح دون سقف الحد الأدنى من الحاجة اليومية.
لقد مارست أغلب الأنظمة الفاشية في العالم القديم والحديث الحرب بالتجويع على المدنيين ابتداء من هتلر في العصر الحديث وليس انتهاء به، لكن لم يخطر ببال أحد من أولئك أن يطبق حمية قسرية على السكان، بينما إسرائيل تفعلها في سابقة تاريخية لا أعتقد أنها مورست قبل ذلك، إنه الإذلال بالجوع عند حدّ الكفاف وعدم الموت، كل هذا يحدث بينما تزود الولايات المتحدة دولة الاحتلال بالذخائر لتكمل مهمتها في إبادة هذا الشعب، في حين يتشدق نتنياهو بأن هذه الحرب هي حرب العالم الحرّ مع البرابرة ويؤيده في ذلك الرئيس بايدن ويمده بوسائل الدمار بما لم يخطر على بال، هذه إذاً هي أدوات العالم الحرّ القتل بالتجويع والقتل بالتدمير بأحدث التقنيات، بينما لا يحق لشعب أُغتصبت أرضه أن يقاوم مُحتله وإن فعل ذلك يصبح إرهابياً والمغتصِب حمامة للسلام، هذا المنطق المقلوب هو ما يعاملنا به العالم الحرّ ويطلب منا أن نؤيده، في الأثناء مطلوب من أهل غزة أن يمارسوا حمية جماعية مفروضة بالقمع والصواريخ، للعذاب جوعاً وليس لغاية صحية، طبعاً هذا العذاب الجماعي يشكل أكبر حمية غذائية في التاريخ، ومع ذلك لا يُظهر الغزيون أي إشارة للتراجع أو الانهزام، إنهم صامدون في أماكنهم بل إنهم يهزمون الاحتلال بصمتهم وصبرهم وبصيرتهم.

الغد

مقالات ذات صلة في ظلال طوفان الأقصى “40” 2024/01/02

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة حمية غذائية دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

قائد كتيبة في جيش الاحتلال يكشف أكبر تحديات القتال ضد حزب الله

كشف قائد كتيبة في جيش الاحتلال أحد أكبر التحديات والعقبات التي تواجه "الجيش" في القتال ضد حزب الله، وتعيق تقدمه في القرى والبلدات جنوب لبنان.

وقال قائد الكتيبة 7 في جيش الاحتلال لصحيفة "معاريف"، إن مقاتليه يطلب منهم الآن التعامل مع الظروف الصعبة التي يخلقها فصل الشتاء على الجبهة، فالطقس السيئ يحد من قدرة "الجيش" على إحراز أي تقدم. 

وقال المقدم علاد تسوري، قائد كتيبة الدبابات في مقابلة مع الصحيفة، إن مقاتلي كتيبته يحاولون الدخول من مستعمرة متولا صوب وادي الحولة في جنوب لبنان، لكن الأرض الوعرة والظروف التي يخلقها فصل الشتاء في الأرض يصعب المهمة.


وذكر أن كتيبته "تعمل دائمًا على فحص المسارات التي تتحرك فيها الدبابات والآليات الهندسية، لكي لا تغرق أو تنزلق في الوحل"، مشددا على أن "دبابة الميركافاة رغم أن لديها مقاومة هائلة، إلا أنها قد تغرق أو تنزلق في التربة أو الوحل، أو تنقلب عندما ينهار مسارها، ولذلك نقوم بفحص الطريق جيدا قبل التحرك، وهذا يمثل تحديا كبيرا". وفق تسوري.

وأضاف: "صباح أمس (السبت) نزلت أمطار غزيرة في المنطقة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتيبة. في المساء كان هناك برد قارس. نحن مجهزون جيدًا ولكن الجو بارد جدًا".

ودعا تسوري إلى تحرك سياسي قائلا: "التحرك السياسي دائمًا يكمل التحرك العسكري. بشكل عام هكذا تنتهي الحروب، قرار وقف الحرب يتعلق بالسياسيين، ومهمتنا أن نقدم الأدوات ونتوسع في حدود الجبهة من أجل تعميق الإنجازات".

وزعم تسوري أن العملية البرية تؤثر على حزب الله قائلا: "ضررنا في حزب الله في الأرض مؤثر جدًا. نحن نطهر المباني ونكشف وسائل حزب الله. في الأيام الأخيرة كانت هناك تراجعات في حجم الإطلاقات إلى إسرائيل. المهمة في فعاليتنا في عمق الأرض هي إزالة التهديد وقدرات حزب الله من المنطقة".

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار: إسبانيا ثان أكبر دولة مستقبلة للصادرات المصرية
  • بعد وفاة أكبر معمر في العالم عن 112 عاما.. ما سر طول عمره؟
  • أيرلندا تدخل قائمة أكبر المستثمرين الأجانب بالمغرب
  • أكبر 10 دول تنتج الجزر بالعالم.. الجزائر والمغرب يتصدران العرب
  • قائد كتيبة في جيش الاحتلال يكشف أكبر تحديات القتال ضد حزب الله
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
  • يواجهون أكبر ظاهرة نزوح في العالم.. ماذا يحدث داخل السودان الآن؟
  • النمو الصاروخي لثروة إيلون ماسك يعيده إلى قمة أثرياء العالم ليصبح أغنى شخص في التاريخ
  • السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم مع تدهور الأوضاع الإنسانية
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم