فلسطينية برحلة النزوح: تجنبت القصف فلذت بالأنقاض
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
حائرة فوق أنقاض منزل دمرته الطائرات الإسرائيلية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، تشير الفلسطينية عائشة الصواف إلى مأواها الجديد المكون من خيمة من النايلون لا تكاد تتسع لأفراد عائلتها الأربعة، بعد رحلة نزوح قاسية خاضتها من مدينة غزة (شمال).
الصواف تقول لمراسل الأناضول إنها فضلت الإقامة بأنقاض بيت على مراكز الإيواء الممتلئة عن آخرها بنازحين يشكون من نقص أبسط أساسيات الحياة.
وتضيف: «اضطررت أن أنصب هذه الخيمة الصغيرة من النايلون فوق أنقاض أحد المنازل المدمرة بعد أن نزحت إلى حي تل السلطان بمدينة رفح بناء على تعليمات الجيش الإسرائيلي».
وعادة ما يرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات لسكان قطاع غزة يوجههم فيها إلى النزوح نحو ما يسميه «مناطق آمنة» وسط وجنوب القطاع.
ورغم ذلك فإن الطائرات الإسرائيلية تستهدف هذه المناطق بشكل يومي ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى جزء كبير منهم من النازحين.
نزوح من ركام إلى ركام
وتضيف الصواف أثناء قيامها بإزالة بعض الركام من محيط خيمتها الجديدة: «نزحنا من فوق ركام غزة، لنجلس فوق الركام في رفح».
وتردف: «كنا في غزة وقُصف المنزل المجاور لنا وهربنا باتجاه المدارس، قصفت الطائرات الحربية المنطقة ومحيط المدارس بحزام ناري، ونجونا من هناك بأعجوبة».
وبعد هذا الاستهداف نزحت الصواف مع أفراد عائلتها من غزة باتجاه مدينة رفح ومكثت لأيام في منزل إحدى العائلات التي استقبلتهم إلى حين إيجاد مكان يؤويهم.
وبحثت العائلة كثيرًا عن مكان مناسب في رفح، داخل أو خارج مراكز الإيواء، لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب الازدحام الشديد للنازحين من كل المحافظات إلى رفح.
وتقول الصواف: «بحثنا كثيرا في رفح لكن لم نجد أي مكان نلجأ إليه، الوضع صعب وهذه المدينة (باتت) مزدحمة».
خيمة بسيطة
قررت العائلة البحث عن أي قطعة أرض صغيرة داخل الحي لإقامة خيمة بسيطة تقيهم نزرا من البرد القارس وزخات المطر، إلا أنها لم تفلح في ذلك أيضا.
اهتدت الصواف وزوجها إلى إنشاء خيمة صغيرة على أنقاض أحد المنازل المدمرة بفعل الغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ بداية الحرب.
ولا تتسع الخيمة الصغيرة إلا للنوم فقط، ولا تقي القاطنين فيها حر الصيف ولا برد الشتاء القارس، وفق الصواف.
وتوضح السيدة وهي تساعد زوجها في إزالة ركام المنزل المدمر من محيط خيمتهم، أنها قامت بنصب الخيمة بالتعاون مع زوجها، بعد تنظيف المنطقة من بعض الركام المكدس.
وتقول بنبرة حزينة: «ضاقت الدنيا فينا كثيرًا، أين نذهب؟! المخيم مليء بالنازحين ولا متسع فيه، لذلك قررنا أن ننظف المكان ونجلس فيه».
ويشهد حي تل السلطان تكدسًا كبيرًا للنازحين الذين أقاموا عشرات الآلاف من الخيام في مخيمات الإيواء التي أنشئت هناك لاستيعاب النازحين من الغارات الإسرائيلية العنيفة في مناطقهم السكنية.
تنظر النازحة الفلسطينية إلى خيمتها البسيطة المكونة من بعض ألواح خشب وقطع نايلون وقماش رديء، وتشير إلى أنها لن تصمد أمام الأمطار.
وتتابع القول والدموع أغرقت عينيها: «هذه الخيمة لا تصلح لأي شيء في الأجواء الشتوية، الرياح ستقتلعها والأمطار ستهدمها فوق رؤوسنا».
وتطالب الصواف العالم بـ»وقف العدوان المدمر على قطاع غزة وإغاثة المنكوبين»، وتقول: «هذا حالنا في ظل استمرار الحرب وعدم وجود أماكن كافية لإيواء النازحين، فماذا تنتظرون؟!».
وكانت القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام والتواصل بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بمدينة غزة، إيناس حمدان، قالت في تصريح سابق للأناضول، إنّ الأوضاع الإنسانية في القطاع أقل ما يقال عنها إنها كارثية وأعداد النازحين كبيرة جدا.
ووصفت حمدان ما يحدث بأنه «نزوح جماعي لم يسبق له مثيل، فما يقارب 90 بالمائة من سكان القطاع نازحون».
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حربا على غزة خلّفت حتى الإثنين، «21 ألفا و978 شهيدا و57 ألفا و697 مصابا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة»، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الطائرات الإسرائيلية معاناة نازحي غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يتعمد إطلاق النار على النازحين الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من خان يونس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس المزيد من الضغوط على من تبقى في المحافظة الشمالية لغزة، إذ أنه كل ما يحدث في غزة يأتي في إطار محاولات الاحتلال الجادة في المحافظة الشمالية لفرض وقائع أمنية جديدة.
وأضاف «أبو كويك» خلال تغطيته للقاهرة الإخبارية، أن الاحتلال الإسرائيلي كثف غاراته منذ فجر اليوم الخميس، فضلا عن استمرار الاحتلال لإطلاق القذائف المدفعية في المناطق المتفرقة في منطقتي بيت لاهيا البلد ومشروع بلدة لاهيا.
ولفت إلى عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء استهداف الاحتلال منزلًا بشكل مباشر مما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول الضغط على أكثر المدنيين المتبقين في منازلهم، من خلال محاصرتهم واعتقال الرجال وإجبار السيدات والأطفال على النزوح صوب مدينة غزة.
وأوضح أن الاحتلال يعمد إلى إطلاق النار صوب النازحين، رغم أن الاحتلال يمنحهم أمانًا للتحرك باتجاه منطقة صلاح الدين، قبل التحرك غربًا نحو مدينة غزة، إلى جانب أن الواقع يزداد سوءًا في شمال القطاع.