د. حنان المجلي لـ «العرب»: 18 % من المسجلين في «الرعاية» مصابون بـ «السكري النوع الثاني»
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
دراسة حول نمط الحياة الصحي: 98.3 % يقرون بأهمية النشاط البدني لصحة جيدة.. والثلث يتناول الوجبات السريعة
935 شخصاً شاركوا في الدراسة.. و84.7 % أكدوا أن نقص النشاط البدني يرتبط بزيادة الوزن والسمنة
50.5 % فقط من المشاركين يمارسون فعلياً شكلاً من أشكال النشاط البدني
كشفت د. حنان المجلي مدير إدارة البحوث بالرعاية الصحية الأولية، تفاصيل دراسة حول المعرفة والسلوكيات والممارسات المرتبطة بنمط الحياة الصحي بين السكان، والتي شارك بها 935 شخصا، وأقر 98.
وأكدت د. حنان المجلي في حوار لـ «العرب»، أن 98.5 % من المشاركين في الدراسة أقروا بأهمية تناول الأطعمة الصحية، في الوقت الذي أشار فيه 10 % فقط إلى اتباعهم الإرشادات اليومية الموصى بها لتناول حصص الخضراوات والفواكه، وأكد ثلث المشاركين تناولهم الأطعمة السريعة أو الوجبات ذات القيمة الغذائية المنخفضة بشكل متكرر.
ولفتت إلى العمل على عدد من الأبحاث والدراسات، يشارك بها فريق بحثي تابع للمؤسسة، بينهم الدكتور محمد سعيد، وأوضحت أن الفريق أعد دراسة حول السكري غير المنتظم، حيث يعاني حوالي 18 % من المسجلين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من مرض السكري من النوع الثاني، وأن عددا كبيرا يعانون من عدم انتظام السكر والذي قد يؤدي على المدى البعيد إلى مضاعفات وخيمة، كما يعمل الفريق البحثي بالإدارة على دراسة حول الكشف المبكر عن حالات ما قبل السكري، من خلال أداة فحص تسمى «مؤشر مخاطر ما قبل السكري في دولة قطر»، والتي بلغت دقتها 95.4 % في اكتشاف الإصابة بمرحلة ما قبل السكري لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 40 عاما... وإلى نص الحوار:
دور إدارة الأبحاث الإكلينيكية
= بداية.. ماذا عن أهمية الأبحاث في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ودور إدارة الأبحاث الإكلينيكية؟
تقدم الأبحاث العلمية باستمرار نتائج جديدة يمكن أن تساهم في زيادة الابتكار وتحسين كفاءة وفعالية النظام الصحي وخدمات الرعاية الصحية. إن إدارة الأبحاث الإكلينيكية التابعة لإدارة الشؤون الإكلينيكية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية تعتبر من الإدارات الرائدة في مجال البحث العلمي بدولة قطر، وتلعب دورًا محورياً في تسهيل وتقديم أبحاث عالية الجودة، معترف بها على الصعيدين الوطني والدولي والتي تسهم في توجيه التخطيط الإستراتيجي والأنشطة التشغيلية واتخاذ القرار في المؤسسة.
وتتمثل رؤية إدارة الأبحاث الإكلينيكية في «الاعتراف بالبحوث المتميزة التي تعزز وتحسن من صحة ورفاهية الأفراد والمجتمع في دولة قطر». وتتمثل مهمتها في:
• إجراء بحوث معترف بها على الصعيدين الوطني والدولي هادفة وذات تأثير.
• تحديد مسار بحوث الرعاية الصحية الأولية المستقبلية وفقًا للإستراتيجية الوطنية للصحة.
• تغيير النهج في فهم البحوث، والمساهمة في خلق حياة أفضل وأكثر صحة.
تعاون مثمر
= هل من تعاون في مجال البحث العلمي مع المؤسسات الأخرى بالدولة؟
تتعاون الإدارة مع مؤسسات مختلفة مثل وزارة الصحة العامة، مؤسسة حمد الطبية، سدرة للطب، جامعة قطر، جامعة حمد بن خليفة، جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، جامعة كالجاري - قطر، وجامعة وايل كورنيل- قطر، وقطر بيوبنك. تتعدد مجالات التعاون بين هذه المؤسسات ولا تقتصر على الجوانب العلمية والتقنية فقط، بل تشمل التعاون في مجال التدريب والتطوير وحوكمة البحوث.
وقعت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عدة اتفاقيات تعاون في مجال البحوث مع المؤسسات المذكورة أعلاه، كما وقعت اتفاقية اعتماد مجلس المراجعة المؤسسية الوطنية لتيسير إجراء بحوث تعاونية عبر خمس مؤسسات.
وأحد الأدوار الرئيسية للإدارة يكمن في إجراء ونشر البحوث العلمية، وقد تزايدت مشاركة مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في نشر النتائج البحثية في المجلات العلمية عامًا بعد عام، وتغطي مواضيع متنوعة في مجالات الصحة العامة والرعاية الأولية.
التغذية الصحية
= ما أبرز الدراسات المنجزة مؤخراً؟
المعرفة والسلوكيات والممارسات المرتبطة بنمط الحياة الصحي بين السكان المسجلين في الرعاية الأولية في قطر.
تم إجراء هذه الدراسة لفهم مستوى المعرفة والسلوكيات والممارسات المتعلقة بالنشاط البدني والتغذية الصحية بين السكان المسجلين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية. تمت دعوة الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً وما فوق للمشاركة في هذا الاستبيان، وقد شارك عدد 935 شخصاً في هذه الدراسة.
أقر أغلب المشاركين (98.3 ٪) بأهمية ممارسة النشاط البدني للحفاظ على صحة جيدة، كما اتفقت الأغلبية (84.7 ٪) على أن نقص النشاط البدني يرتبط بزيادة الوزن والسمنة. أعرب (73.5 %) من المشاركين عن اتفاقهم على أن فوائد ممارسة النشاط البدني لا تقتصر على فقدان الوزن، وأبدى (71.6 %) من المشاركين استمتاعهم بممارسة النشاط البدني. ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن (50.5 ٪) فقط من المشاركين يمارسون فعلياً شكلاً من أشكال النشاط البدني، بينما (30 ٪) فقط يمارسون أنشطة بدنية متوسطة الشدة.
تم ملاحظة نتائج مماثلة فيما يتعلق بنظام الأكل الصحي، حيث أقر (98.5 ٪) من المشاركين بأهمية تناول الأطعمة الصحية، ولكن نسبة المشاركين الذين يتبعون الإرشادات اليومية الموصى بها لتناول حصص الخضراوات والفواكه بلغت (10 ٪) فقط من إجمالي عدد المشاركين. بالإضافة إلى ذلك، أفاد ثلث المشاركين بأنهم يتناولون الأطعمة السريعة أو الوجبات ذات القيمة الغذائية المنخفضة بشكل متكرر. توفر مخرجات هذه الدراسة أدلة قيمة وذات أهمية عالية لتطوير برامج وإستراتيجيات الصحة العامة المصممة محلياً لتعزيز نمط الحياة الصحي.
وهناك دراسة تقييم مخاطر ما قبل السكري في قطر (PRISQ) حيث تشكل مرحلة ما قبل السكري مصدر قلق للصحة عامة بدولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، لأنها تُعتبر عاملاً رئيسياً يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والذي قد يؤدي إلى مضاعفات وخيمة. يمكن الوقاية من تطور مرحلة ما قبل السكري إلى مرض السكري من النوع الثاني أو تأخيره من خلال التدخل المبكر باستخدام العلاج الدوائي أو تغير نمط الحياة. وعليه يعتبر الكشف المبكر عن حالات ما قبل السكري ذا أهمية إكلينيكية قصوى للحد من وباء مرض السكري من النوع الثاني في دولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي.
وحالياً يعتمد تشخيص حالات ما قبل السكري على فحوصات الدم، وهي طريقة غير مناسبة للمسح لذا تم تطوير أداة فحص تسمى «مؤشر مخاطر ما قبل السكري في دولة قطر» (PRISQ) للتغلب على هذه التحديات. وقامت جامعة حمد بن خليفة بتطوير أداة فحص PRISQ باستخدام البيانات السريرية والديموغرافية والقياسات الحيوية المتاحة. وتعتمد هذه الأداة على معايير بسيطة وسهلة التطبيق مثل العمر، والجنس، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، وضغط الدم، ويمكن استخدامها بشكل روتيني وعملي في العيادات. في حالة تبين أن الأفراد معرضون لخطر كبير للإصابة بمرحلة ما قبل السكري باستخدام أداة فحص PRISQ، فسيتم إجراء فحص دم لهم لتأكيد التشخيص.
وأجرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة دراسة للتحقق من دقة أداة فحص PRISQ في المراكز الصحية. وأظهرت النتائج الأولية دقة بلغت (95.4 ٪) في اكتشاف الإصابة بمرحلة ما قبل السكري لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً.
الرجفان الأذيني
= هل من دراسات يجري العمل عليها؟
نعم.. دراسة الرجفان الأذيني، والرجفان الأذيني (AF) من أكثر الاضطرابات القلبية شيوعًا، حيث يحدث في 1- 2 ٪ من عامة السكان. في حالات الرجفان الأذيني تختل ضربات القلب المنتظمة، وغالبًا ما تزداد نبضات القلب بشدة واستمرار مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل خمسة أضعاف.
وتشير الإحصائيات إلى أن بين كل خمس حالات من السكتات الدماغية توجد حالة واحدة تعزى إلى عدم انتظام ضربات القلب. يزداد معدل الإصابة بالرجفان الأذيني وانتشاره مع تقدم العمر، حيث يُقدر بنسبة 0.5 ٪ لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاماً، وتزيد لتصل إلى 5-15 ٪ لأولئك الذين تتجاوز أعمارهم 80 عاماً.
وتجري مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حالياً دراسة حول انتشار الرجفان الأذيني على مستوى الرعاية الأولية، تهدف الدراسة لمسح الأفراد البالغة أعمارهم 65 عاماً فما فوق. ستتيح هذه الدراسة التشخيص المبكر لمرض الرجفان الأذيني في المجتمع ومن ثم قد تسهم بتوجيه توصيات لوضع سياسة فحص الرجفان الأذيني في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
حتى الآن، يشارك في الدراسة عدد 250 مشاركا وتشير النتائج الأولية إلى أن (7 ٪) من المشاركين الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاماً يعانون من الرجفان الأذيني الغير مشخص مسبقاً. الدراسة مستمرة إلى أن يتم مسح العدد المطلوب من الفئة المستهدفة.
كما يجري العمل على دراسة مرض السكري غير المنتظم، حيث يعاني حوالي 18 ٪ من المسجلين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من مرض السكري من النوع الثاني. ومن بين هؤلاء المرضى، هناك عدد كبير يعانون من عدم انتظام السكر، والذي قد يؤدي على المدى البعيد إلى مضاعفات وخيمة. تقوم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حالياً بإجراء دراسة لمعرفة وجهات نظر مقدمي الرعاية الصحية ووجهات نظر المرضى حول أسباب عدم انتظام السكر وكيفية التعامل معه.
نوعان بارزان للسكري.. و«الثاني» الأكثر انتشاراً في قطر
تنقسم النسبة الأكبر من الإصابات بالسكري إلى النوعين الأول والثاني من المرض، والنوع الأول هو حالة طبية مزمنة تحدث عندما يُنتِج البنكرياس القليل جدًّا من الإنسولين أو لا ينتج الإنسولين نهائيًّا، يبدأ عادةً في مرحلة الطفولة أو الشباب، ولكن يمكن أن يتطور في أي عمر، يتطلب داء السكري من النوع الأول مراقبة منتظمة لسكر الدم وعلاجه بالإنسولين، كما يمكن أن يتحكم تعديل نمط الحياة إلى جانب تناول الأدوية في مستويات السكر في الدم، وتقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالأمراض. أما النوع الثاني، فتتمثل عوامل الخطورة للإصابة بعدة عوامل أبرزها ما يتعلق بنمط الحياة، وزيادة الوزن أو السمنة وعدم ممارسة النشاط البدني، وهو النوع المنتشر في دولة قطر.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الرعاية الصحية الأولية نمط الحياة الصحي السكري النوع الثاني فی مؤسسة الرعایة الصحیة الأولیة مرض السکری من النوع الثانی ممارسة النشاط البدنی نمط الحیاة الصحی الرجفان الأذینی ما قبل السکری من المشارکین هذه الدراسة المسجلین فی فی دولة قطر عدم انتظام دراسة حول فی مجال فقط من
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي لـ”M42″: الرعاية الصحية في الإمارات تحولت لمعيار عالمي
أكد حسن جاسم النويس، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة “M42” الطبية العالمية أن منظومة الرعاية الصحية في دولة الإمارات تحولت إلى معيار عالمي في الطب الوقائي، في ظل احتضان العاصمة أبوظبي وإمارات الدولة اليوم مستشفيات متطورة، وتقنيات روبوتية سباقة، وبحوث مبتكرة في علم الجينوم، فضلاً عن بنية تحتية للرعاية الصحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وقدرتها على إطلاق ابتكارات سباقة في الطب الدقيق والوقائي والتنبؤي.
وأوضح في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” أن التطور في القطاع الطبي بالدولة تحقق بفضل الرؤى الطموحة والتوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة للدولة وحرصها على تطوير ومواكبة الأحدث عالمياً في هذا المجال لافتاً إلى أن النجاح الذي أحرزته الإمارات يمكن تحقيقه في أماكن أخرى بوجود الإرادة اللازمة والعزيمة على التغيير والعمل الجاد والطموح لتحقيق الأفضل في هذا القطاع الصحي الذي وصل حجم الإنفاق العالمي عليه في العام 2021 إلى 9.8 تريليون دولار، وهو ما يشكل 10.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وذكر أن تعاون “M42” مع الجهات الحكومية يساهم برسم ملامح جديدة للرعاية الصحية، بدءاً من تحليل البيانات إلى التعرف على التهديدات الصحية وتقديم العلاجات الموجهة بشكل أسرع وبأسلوب أكثر كفاءة من حيث التكلفة.
وأشار إلى أن البشرية تواجه تهديدات صحية جمة تضع دول العالم تحت أعباء كبيرة بسبب عوامل عديدة أبرزها تصاعد وتيرة انتشار الأمراض المزمنة، وزيادة معدل أعمار السكان، وارتفاع التكاليف، وعدم المساواة في القطاع الصحي، فضلاً عن وجود فجوات في مجالات التمويل والابتكار والتفاوت في سهولة الوصول إلى الخيارات العلاجية المتقدمة.
وقال النويس، إن ما يميز مجموعة “M42” هو حرصها على تسريع وتيرة التحول من المنهجية التقليدية لمعالجة المرض نحو نموذج استباقي قائم على الوقاية منه، وتعزيز التعاون لاستكشاف سبل دعم الشيخوخة الصحية، والارتقاء بجودة الحياة، والانتقال إلى نموذج أكثر استدامة وتحقيق الرفاه العام.
وأضاف أنه من أجل إحداث تغيير حقيقي ودائم وإيجابي لتعزيز الحياة المديدة للبشرية جمعاء، نحتاج جميعاً إلى التكاتف لتعزيز عناصر ثلاثة هي الطب الدقيق والوقائي والتنبؤي، وإنشاء نموذج رعاية صحية أكثر استدامة يكتشف الأمراض في وقت مبكر قبل ظهور الأعراض حيث يستدعي ذلك تبني الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم وتعزيز علاقات التعاون على مختلف المستويات للمضي قدماً لصالح البشرية بأسرها.
ولفت إلى أن مجموعة “M42” تقوم بإبتكار حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم للدفع نحو تحول نوعي في الرعاية الصحية، وتحسين الرعاية الوقائية والشخصية ومن بين أهم ابتكاراتها نموذج “ميد42″، اللغوي السريري الضخم المفتوح المصدر، ونظام “AIRIS-TB” الذي يقوم بإجراء 2000 فحص للصدر يومياً باستخدام الأشعة السينية بدعم من الذكاء الاصطناعي لمكافحة مرض السل، وذلك في تحول كبير بقدرات تشخيص هذا المرض، لاسيما وأن الفحوصات التقليدية يمكنها إجراء 200 فحص فحسب في المنطقة.
ونوه العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة “M42” إلى أن تكامل الذكاء الاصطناعي يمتد إلى الفحوصات بالمنظار، حيث يعزز دقة الكشف عن التشوهات ومؤشرات أمراض السرطان مشيراً إلى مركز “أوميكس للتميز” التابع للمجموعة الذي يعمل على تعزيز البحث في علم الجينوم، بما في ذلك “برنامج الجينوم الإماراتي”، ما يمهد الطريق لتطوير الطب الدقيق وإدارة الصحة بأسلوب استباقي في دولة الإمارات.وام