المقاومة اللبنانية تربط التصعيد في الجنوب بوقف العدوان الصهيوني على غزة
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
جاءت الترجمة الجديدة لوحدة ساحات محور المقاومة، أشد وضوحاً بتمسّك المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله بموقفها من أن وقف العدوان الصهيوني على غزّة هو المقدّمة لوقف التصعيد على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة.
ولعل أبرز الخطوط العريضة لهذه الترجمة تتمثّل في رفض حزب الله التجاوب مع وساطات التهدئة التي طالبته بضمانات جدية بعدم التصعيد وتطبيق القرار 1701 وهذا ما يعيده كثيرون إلى انتقال التصعيد على جبهة جنوب لبنان الى مرحلة جديدة لم تصل إليها المعركة منذ بدايتها، إذ كثفت المقاومة الإسلامية في لبنان من استهدافاتها النوعية خلال الأيام القليلة الماضية ووصلت إلى عمق لم تكن تقوم فيها بأي استهدافات.
وقد ترافق التصعيد جنوباً مع تلقّي جهات غربية تتوسط لوقف إطلاق النار على الحدود ما يشبه الأجوبة الحاسمة من قبل حزب الله، الذي قال إن العمليات لن تتوقف ما دام العدوان الصهيوني على غزة مستمراً، وإن تواجد المقاومة هو أمر طبيعي ومنطقي وسوف يستمر، وأن من يبحث عن ضمانات “لإسرائيل” لا يجب أن ينتظر أيّ تعديل في إدارة كل المناطق الحدودية.
وبينما شدد الحزب على أن المعركة اليوم ليست معركة الدفاع عن الجنوب، بل عنوان المعركة غزة، نفت مصادر لصحيفة “البناء” اللبنانية كل ما يثار في بعض وسائل الإعلام عن انسحاب قوات حزب الله من جنوب الليطاني الى شماله.. مؤكدة أن الحزب لن يتراجع ولن يغير مكانه ولن يبدل مواقفه وسيبقى في الميدان على طول الجبهة لإسناد غزة مهما أجرمت آلة التدمير العدوانيّة.
ووضعت المصادر هذه الأضاليل الإعلامية في إطار محاولة حكومة العدو الصهيوني دعم الجبهة الداخلية المنهارة ورفع معنويات جيش العدو وتحقيق انتصار وهميّ ولتطمين سكان الشمال، وكذلك التعويض عن الهزيمة العسكرية في الميدان بالانجازات الدبلوماسيّة الوهميّة.
فمع مواصلة العدو الصهيوني لحربه على قطاع غزة، شهدت جبهة الحدود اللبنانية تسخيناً لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية، توازياً مع تصعيد صهيوني في التصريحات، التي تستدعي على ما يبدو توسيع نطاق الحرب إلى جبهات أخرى .
وفي هذا السياق قال رئيس حكومة العدو الصهيونية، بنيامين نتنياهو: إن “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم تتطلب منا مواصلة القتال، وسنعيد الأمن لسكان الشمال.. إذا لم نحقق الأمان عبر الخيار الدبلوماسي سنحققه من خلال عملية عسكرية”.
في المقابل قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم: إن “إسرائيل لا تستطيع إعادة المستوطنين إلى الشمال ونحن في قلب المعركة، وعلى “إسرائيل” أن توقف حرب غزة لتتوقف الحرب في لبنان”.
وأشارت أوساط مطلعة على موقف حزب الله، إلى أن المقاومة لا تلتفت إلى الرسائل والتهديدات الخارجية الأمريكية والأوروبية ولا إلى التهديدات الصهيونية فالمقاومة ماضية في دورها العسكري على الجبهة الجنوبيّة كجبهة إسناد لغزة والمقاومة والشعب في فلسطين، ولن تتراجع قيد أنملة عن الحدود لا الآن ولا في المستقبل، ومن يجب أن يبتعد عن الحدود هم جنود وضباط العدو الصهيوني والمستوطنين، والمقاومة تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي عدوان صهيوني وفق قواعد الاشتباك القائمة ومعادلات الردع المعروفة .
وهنا يشدّد الخبراء على أن ضربات المقاومة في الجنوب قطعت طريق التهديدات الصهيونية والأمريكية ضد المقاومة في لبنان، بعد أن تحدثت الصواريخ بلغة القوة: نحن هنا، ولا حرب ضد غزة دون أن يكون العدو الصهيوني في قلب المعركة، والمعركة لن تقف عند حدود شمال فلسطين المحتلة، ولن تقف على إطلاق الصواريخ، فقد تتجاوزها إلى الاقتحام وهذا هو منطلق الفزع الصهيوني .
وتزامناً مع الرهانات الكبرى على مدى قدرة الحزب على الصمود في وجه التهديدات هناك قناعة شاملة عند الكثير من الخبراء لمسيرة الحزب التاريخية، بأنّ الحزب وبما يملكه من قوة ردع نارية عسكرية وبشرية، والأهمّ من ذلك عمق التحالفات مع بعض قوى الإقليم، مؤهّل للتصدّي ولردع أي عدوان، ولتحقيق المزيد من الانتصارات النوعية على طريق إزالة الكيان الصهيوني من الوجود.
وأكد الخبراء أن المقاومة في لبنان برفضها وقف عملياتها العسكرية أرسلت رسالة مهمة جدا إلى الكيان الصهيوني، مفادها أن عليه ان يعيد حساباته، فإن أي مغامرة تجاه غزة أو الشعب الفلسطيني ستدفع المقاومة اللبنانية للدخول في حرب شاملة لا تقف عند حدود معينة.
ويشدّد الخبراء على أن العدو الصهيوني ضاق ذرعاً من ضربات المقاومة في الجنوب ومن المعادلات القاسية التي فرضتها ولا يمكن لجيش الاحتلال تغييرها وحتى لو شنّ عدواناً عسكرياً كبيراً في جنوب الليطاني لإبعاد حزب الله.
وأوضح الخبراء أن أي عدوان صهيوني لن يستطيع إبعاد الحزب الذي بات أكثر قوة من 2006 بأضعاف فيما جيش العدو الصهيوني يغرق في مستنقع الحرب في غزة وتواجهه هزيمة كبيرة.
فاليوم لا خطوط حمراء، ولا منطقة فاصلة، ولا هدنة، ولا يونيفل ستمنع المقاومة في لبنان مَن مساندة اهل غزة الذين يتعرضون للابادة من جيش العدو الصهيوني ولن تتراجع عن خططها واستراتيجيتها في مواجهة هذا العدو، الا اذا أنهى عدوانه على غزة.
وفي رفض حزب الله وقف عملياته إعادة تأكيد على المؤكدات والبديهيات في الخطاب والعمل العسكري للحزب، وهو أن هدف الحزب أولاً وأخيراً هو وقف العدوان على غزّة، وهو بذلك يرسم خطوطاً حمراء للعدو الصهيوني تتمثل بضبط تحركاته تجاه الشعب الفلسطيني ، هذه الخطوط التي تم ترسيخ أركانها مع بدء معركة “طوفان الأقصى”.
وليس ببعيد عن عقل المقاومة الاسلامية في حربها لإسناد غزة وفي التزامها الضغط لوقف العدوان، التأكيد على معادلة الربط بين حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، فالعدو واحد على كل الجبهات، والمعركة واحدة، والمصير واحد في كل ساحات المواجهة.
ليمثل هذا الترابط قمة التعاون الميداني في مواجهة العدو الصهيوني، بمعنى أن كماشة المقاومة اكتملت في العقل الصهيوني وباتت ذات فاعلية؛ ليربط الكيان الغاصب تلقائياً بين المقاومة في أرجاء فلسطين وجنوب لبنان في إطار وحدة الساحات لمعركة “طوفان الأقصى”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی وقف العدوان المقاومة فی فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يواصل إذلال العدو الصهيوني ويكبده مزيداً من الخسائر البشرية
الثورة نت../
في سياق الحديث عن قرار جيش العدو الصهيوني بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان، جاء الرد من حزب الله غداة تمكن مجاهديه من تفجير مبنى مفخخ في جنوب لبنان، أوقع عدد من الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح.
ففي واحدة من حلقات إذلال العدو الصهيوني التي يتكبدها منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” قُتل تسعة جنود صهاينة وأصيب عدد آخر بجراح خطيرة، بتفجير مبنى مفخخ وانهياره عليهم جنوب لبنان، فيما وصف جيش العدو الصهيوني الحادثة بـ”الحادث الصعب جداً”.
وفي هذا السياق، اعترفت وسائل إعلام العدو اليوم الأربعاء، بمصرع تسعة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجروح خطيرة في انهيار مبنى بإحدى قرى جنوب لبنان.
وإذ لم تُكشف بعد تفاصيل إضافية عن الحادث، إلاّ أن جيش العدو تحدث عن “حادث صعب جدا” في لبنان حصل مع جنود من لواء غولاني.
ووفق المعلومات المتداولة، فانّ المبنى الذي قُتل بداخله الجنود كان يستعمله جيش العدو في إطار عملياته العسكرية المستمرة في المنطقة.. وبالتالي فانّ الحادث وقع خلال اشتباكات كانت تحصل في المنطقة في إطار العمليات العسكرية التي تشنها قوات العدو في الجنوب اللبناني.
وبحسب إذاعة جيش العدو الصهيوني، فإنّ الجنود قُتلوا في انهيار مبنى مفخخ عليهم، فيما أفادت معلومات أنّ المبنى المفخخ يقع قي بلدة عيناتا بالقرب من بنت جبيل.
وأضافت: إنّ القوة الصهيونية وقعت في كمين لحزب الله لدى محاولتها التقدم باتجاه مثلث بين عيترون وعيناتا وبنت جبيل.
وفي الوقت التي أكدت فيه إذاعة جيش العدو أن عمليات الإجلاء ما زالت مستمرة، وبأنّ الجنود القتلى أغلبهم أشلاء، أفادت منصات إعلامية صهيونية، بأن عدد الجنود القتلى قد تجاوز الـ16 جندياً.
ورأى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن مصرع تسعة جنود صهاينة في انهيار مبنى بإحدى قرى جنوب لبنان، يؤكد أن المنطقة تشهد مرحلة متدرجة مختلفة.
وأشار العميد حنا للجزيرة خلال تحليله للتطورات العسكرية في جنوب لبنان، إلى أن جيش العدو لا يكشف عن المكان ولا الزمان الذي قتل فيه جنوده، حتى لا تتطابق معلوماته مع معلومات حزب الله اللبناني، ورجح أن يكون المكان المستهدف مجهزا مسبقا ودخلت إليه القوة الصهيونية.
ولفت إلى أن الكثير من القوات الخاصة الصهيونية أو المشاة هي التي قُتلت في الحرب التي شنها الاحتلال على لبنان، ما يعني أن جيش العدو يذهب أولا لاستطلاع الأرض وبعدها يستدعي المدرعات.
ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها جنود صهاينة، ففي الثاني من أكتوبر الماضي قُتل ثمانية جنود، بينهم جنود من لواء غولاني الذي يعتبر اللواء الأهم في جيش العدو الصهيوني.
إضافة إلى ذلك، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن عيترون وبنت جبيل وعيناتا هي مركز الثقل الأساسي، وإذا استطاع جيش العدو الوصول إليها، فيكون قد انتقل إلى المرحلة الثانية من ما يسميها عمليته العسكرية في جنوب لبنان، ولكن ليس بالضرورة أن يسيطر على المنطقة.
وتعليقا على قرار جيش العدو الصهيوني بدء المرحلة الثانية من التوغل البري في لبنان، أكد حزب الله أن “القرار الذي اتخذته قيادة جيش العدو بالانتقال إلى المرحلة الثانية لن يكون مصيره سوى الخيبة، وسيكون حصاده الحتمي المزيد من الخسائر والإخفاقات؛ وأن مجاهديه في الانتظار”.
وأشار الحزب إلى أنه اتّخذ ضمن خططه الدفاعيّة كل الإجراءات التي تمكّنه من خوض معركة طويلة لمنع العدو من تحقيق أهدافه.
وشدد أنه بفعل ضربات المقاومة الكثيفة والمركّزة، انسحبت القوات الصهيونية من معظم البلدات اللبنانية التي كانت قد تقدمت إليها.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه حزب الله أنه أدخل صاروخ “فادي 6” المعركة، كسلاح صاروخي دقيق في ترسانته.. مشيرا إلى أن مداه يبلغ 225 كيلومتراً ويستخدم في توسيع رقعة العمليات العسكرية.
وأوضح الحزب إلى أنّ “الصاروخ دخل الخدمة يوم أمس الثلاثاء”.. وفي مقطع فيديو بثه الإعلام الحربي للحزب، “يبلغ قطر الصاروخ الدقيق 302 مليمتر مع رأس حربي زنة 140 كيلوغرام بينما يصل الوزن الكلي للصاروخ 650 كيلوغرام”.
ومساء أمس الثلاثاء أعلن حزب الله أنه قتل أكثر من 100 جندي وأصاب ألفا آخرين منذ إطلاق جيش العدو عملية برية جنوبي لبنان في الأول من أكتوبر الماضي.
وفي بيان عرض فيه حصيلة عملياته خلال هذه المدة، قال حزب الله: إن مقاتليه دمروا 43 دبابة ميركافا وثمان جرافات عسكرية وآليتي هامر ومدرعتين وناقلتي جند وأسقطوا أربع مسيرات من طراز هرمز 450 ومسيرتين من طراز هرمز 900.
وأضاف: إن هذه الحصيلة لا تشمل خسائر الجيش الصهيوني في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة.
ولأول مرة منذ بدء الحرب.. أعلن حزب الله اليوم الأربعاء، عن قصف مقر وزارة الحرب الصهيونية لمرتين متتاليتين.. كما أعلن عن استهداف العديد من تجمعات قوات العدو الصهيوني وقواعده ومقراته العسكرية بعضها في “تل أبيب”.
وقال حزب الله في بيان له، اليوم: إنه استهدف للمرة الأولى مقر وزارة الحرب الصهيونية وهيئة الأركان العامة وغرفة إدارة الحرب.
ويؤكد حزب الله أن عملياته العسكرية مستمرة ضد الكيان الصهيوني الغاصب حتى الانسحاب الكامل من لبنان ووقف العمليات العسكرية في غزة.
سبأ